أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الوندي - المسيحيون في العراق .. من يحميهم ؟!














المزيد.....

المسيحيون في العراق .. من يحميهم ؟!


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 10:52
المحور: حقوق الانسان
    


تمر على الشعب العراقي المظلوم أياماً عصيباً منذ أن تسلمت الاحزاب السياسية مقاليد السلطة في العراق بعد سقوط نظام البعث عبر الحرب الامريكية ، يوم بعد يوم تكبر الماساة ويعلوا صوت الخوف والرعب بين اهلنا الأبرياء في كل العراق ، لذلك سرت موجة من الاحباط والقلق ممزوجة بالغضب بين المواطنين العراقيين ، لأن أصبحت جميع المذاهب والاديان والقوميات ضمن أهداف العصابات والخونة الحاقدين على أبناءنا ، وأنتهاك حرمات المدن والقصبات العراقية ، عكس ما أنتظره العراقيون من تحقيق المزيد من السلام والأخاء والتكاتف بين جميع أطياف شعبنا والأمان والحرية الحركة في المدن العراقية ، ومد جسور المحبة والتعاون بين مكونات شعبنا العراقي كافة .

للأسف الشديد أخذت بعض الأحزاب والتيارات الأسلامية المتشددة يمارسون جرائمهم بأسم الدين والدين يبرئ منهم ومستغلين تردي الاوضاع الامنية في البلاد لتصفية وإبادة وتهجير أبنـاء شعبنــا العراقي بشكل عـام وابنـاء شعبـا المسيحي بشكل خاص الذي يعيش من أجواء الذعروالخوف على نحو يومي في العاصمة بغداد ومدن أخرى ، وتصر هذه الجهات على قتل المسيحيين وتهجرهم ، لذلك هذه الطائفة تعاني وضعاً صعباً ومأساوياً لأنها ضحية تطهير اثني وديني في خضم الفوضى التي تسود العراق منذ سقوط النظام البائد ولحد الآن ، الى حد يهدد وجودهم القومي والديني وطمس هويتهم بين الفسيفساء العراقي بفعل قوة و وحشية العمليات الاجرامية التي يتعرض لها هذه الطائفية المسالمة على يد ميليشيات المتطرفين والأرهابيين والغرباء الوافدين الى البلد على حد السواء ، وتعرضت نسائهم للحرق بالأحماض والمواد الكيمياوية الحارقة لعدم لبسهم الحجاب ، ولم تستثن حملات الأبادة حتى أطفالهم وصبيانهم الذين لقوا مصرعهم لمجرد أرتدائهم بناطيل الجينز .

هناك جماعات مجهولة الجنسية تشن على المسيحيين حرباً عشوائياً اشبه بحروب الإبادة وتطالبهم ان يعتنقوا دين الاسلام او يدفعوا الجزية 300 دولار شهرياً أو يغادروا منزلهم ، بعد أن أطلقوا أمراء الطوائف وشيوخ الجهلة أعداء الانسانية والسلام فتاويهم ، فأن دم المسحيين مباح ومالهم مستباح إذا لم يدفعوا الجزية أو اعلان عن أسلامهم عليهم ان يرحلوا من ديارهم وإلا أن يقتلوا ، واصبح كل المسيحي مهدد بالقتل والتهجير ، ولا حامي يحميهم من حكم القصاص ، ولا الحكومة العراقية تقوم بحمايتهم فقد أهملت وتم تجاهلهم بكل بساطة ، مما تسبب بنزوح جماعي للطائفة المسيحية التي يمتد وجودها في العراق الى زمن بعيد الى أقليم كوردستان التي يجدون فيها أمناً أكبر لحياتهم أو الى دول الجوار ، في أعقاب حملة من القتل والتهديد وأعمال العنف التي أستهدفت حياة أفرادهم . فان المصير نفسه يتهدد الآن حياة غيرهم من الأقليات الأخرى ، هذه الأقليات العراقية لا تتمتع بأي سلطة سياسية في البلاد . بل هولاء القتلة وجدوا هذه فرائس في أفراد الأقليات العرقية الدينية سهلة لهم يمكن أقتناصها .

المسيحييون في العراق شريحة مهمة من أبناء العراق ومكوّن أساسي وبدونهم لا يكون العراق عراقا ، المسيحيون في العراق هم جزء اصيل من النسيج العراقي ، تمتد جذورهم التاريخية الى اكثر من7000 سنة ، وهم ورثة اولى حضارات وادي الرافدين التي مدت البشرية والتطور الانساني بالكثير من الانجازات العلمية والمعرفية كالزراعة والري والكتابة وعلم الفلك ، هم دائما الوجه المشرق للعراق وهم الذين اغنى العراق بما فيه من تمدن وتحضر، وعاشو دائما بسلام مع مكونات الشعب العراقي وخصوصاً مع المسلمين حيث يشاركونهم حتى في تناول وجبة الفطور في شهر رمضان مبارك ، و لم تكن لهم اذية على اي شخص من اي ديانة اخرى ، لقد ضحّوا بالغالي والنفيس على مر الزمان وفي كل الأوقات في سبيل العراق ، عاشوا معانات و ضيم الذي عاشه العراقيين في ظل الأنظمة المتعاقبة على حكم العراق ، ولذلك كانوا سباقين للدفاع عن الوطن وفي العمل من اجل حريته وتقدمه وازدهاره في كل العصور والظروف التي مرت على العراق العزيز.

لقد ان الاوان لكي يتحرك اصحاب الضمائر الحية لنجدة مسيحيي العراق وطوائف أخرى ، و انقاذ وجودهم ومقدساتهم و بات من الضروري جدا ان تتكاتف كل الجهود الخيرة و على كافة المستويات من اجل اسقاط هذا المشروع الطائفي الذي يهدف الى تهجير المسيحيين قسريا و الاستلاء على أملاكهم وميراث اجدادنهم بقوة ، حق وواجب مقدس لكل عراقي مسلما مسيحيا صابئا يزيديا ان يتضامن ليرد هؤلاء الدخلاء المتخلفين الطامعين في بلاد الرافدين . وعلى الحكومة العراقية لاخذ التدابير العاجلة لايقاف هذه الاعمال التي لا تمس للتحضر بصلة ولا تعرف اي قيمة انسانية ودينية ولا النابعة من ضمائر.. وايقاف تهجير المسيحيين من مناطق سكناهم وخاصة في بعض مناطق بغداد والموصل والبصرة وبقية مناطق العراق ، كذلك القيام بمحاسبة مرتكبي مثل هذه الافعال ، وحماية من تبقى من العوائل في مناطق سكناهم ، وارجاع المهجرين الى مناطقهم ، وكذلك تعويضهم الخسارة التي اصابتهم من جراء ذلك ، وايجاد حل دائم لمشاكلهم ومعاناتهم ، وكذلك القيام باصلاح وتعمير الكنائس المتهدمة .

ان علماء المسلمين في العراق اليوم يقفون امام مسؤلياتهم الدينية و امام الله جل جلاله وان اليوم لديهم الكلمة الفصل لبرهنوا للعالم بان ديننا يدعوا الى المحبة والتعايش ليس الى الأكراه والظلم ، ويستنكروا الأعمـال الأجرامية التي يقوم بهــا الأرهـابيين والميليشيـات المسلحة من قتل وتشريد لأبناء شعبنا وبكل طوائفه . ان الهجمه البربريه تحجج بالتشريعات الاسلامية لتمرير خطط تهدف لاذكاء روح الكراهية بين قوميات العراقية التي تقودها تيارات خارجه عن الاطر الإسلامية والأنسانيه ، مبدئها التخلف والطائفيه وأهدافها قلع جذور لبناة العراق في جميع الميادين .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشاعة الوعي الديمقراطي في العراق
- ديمقراطية العراق أم ديمقراطية الاحزاب
- الدماء العراقية ضريبة لمصالح دول الجوار
- سووهه اسود الرافدين
- حوار مع الفنان التشكيلي العالمي جعفر كاكه ئي
- كركوك بين سندانة الحكومة ومطرقة الإرهابيين
- أهذا هوالعراق الذي كنا نصبوا اليه ! ؟
- حلبجة وضحايا الأنفال بين الحقيقة والخيال
- فاعلية المرأة العراقية في المجتمع
- ماذا ننتظر من الدول العربية
- الوضع الأمني في العراق ما يزال مأساوياً
- يبقى 8 شباط اسوداً في تاريخ العراق
- إشكالية مفهوم الإنسانية في خطاب العقل العربي
- صدام حسين دفع ثمن جرائمه
- جانب من مشكلة الحكم والارهاب في العراق
- عبد السلام ملا ياسين وفكرته المنيرة
- هبوا لمؤازرة فنان الشعب فؤاد سالم
- فهم الديمقراطية والفيدرالية،جهل أم تجاهل لدى البعض
- مجرموا الانفال وشهوده مطلوب إحضارهم
- مشكلة الإرهاب في العراق


المزيد.....




- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...
- اتحاد جاليات فلسطين بأوروبا يرحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغال ...
- الأمم المتحدة: نتائج التعداد بيانات عامة دون المساس بالخصوصي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي ينهي الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- من هم القادة الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنا ...
- ماذا يحدث إذا رفضت دولة اعتقال نتانياهو بموجب مذكرة -الجنائي ...
- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الوندي - المسيحيون في العراق .. من يحميهم ؟!