شلّ اضراب عام نفذه اكثر من 10 ملايين عامل نشاط المصالح العامة وحركة القطارات والطائرات والمدارس وحتى دور الاوبرا في ايطاليا امس، كما شارك اكثر من مليون ونصف مليون شخص في مواكب وتظاهرات مختلفة في كل انحاء البلاد للاحتجاج على اصلاح نظام التقاعد الذي قررته حكومة سيلفيو برلوسكوني، وذلك بعد مرور تسع سنوات على الاطاحة ببرلوسكوني بسبب المسألة نفسها.
ودعت نقابات العمال الرئيسية الثلاث في ايطاليا للاضراب، الذي شمل كل أنحاء البلاد وشارك فيه 10 ملايين عامل يشكلون 80 في المئة من القوة العاملة بدوام كامل، وتسبب بإغلاق المصالح العامة والمصارف والمدارس ومكاتب البريد وبتوقف وسائل النقل العام بما في ذلك الحافلات والقطارات. والغت شركة الخطوط الجوية الايطالية (أليطاليا) 155 رحلة جوية.
واذ يمكن للايطاليين الآن ان يتقاعدوا وهم بعمر 57 عاما بعد سداد 35 عاما من مساهماتهم في صندوق التقاعد، لن يسمح لهم اعتباراً من العام 2008 بالتوقف عن العمل الا اذا سددوا 40 عاما أو بلغوا سن التقاعد وهو 65 عاما للرجال و60 عاما للنساء.
وتسعى ايطاليا، مثل فرنسا وألمانيا، الى تغيير نظام التقاعد، الذي يبتلع حوالى 15 في المئة من اجمالي الناتج المحلي. ومن المنتظر أن ترتفع هذه النسبة مع انخفاض معدل المواليد ومع ارتفاع متوسط أعمار الايطاليين. وترى النقابات إنه لا توجد أي <<ظروف طارئة>> تدعو إلى إصلاح نظام التقاعد حاليا.
وقال نائب وزير الصناعة ادولفو اوريو <<اليوم هو اضراب الآباء ضد الابناء والاحفاد>>. ورد رئيس احدى النقابات بالقول <<سنجعل الحكومة تبتلع كلماتها>>.
وكان برلوسكوني قد اضطر العام الماضي للتراجع عن إجراء إصلاحات في سوق العمل، بعد أن نظمت النقابات تظاهرات ضخمة في روما. وانهارت حكومة برلوسكوني الاولى في العام 1994 بعد سبعة أشهر فقط من توليها السلطة بسبب قضية التقاعد.
وشهدت أكثر من مئة مدينة احتجاجات في الشوارع تقدمها في روما وبولونيا ونابولي رؤساء النقابات الرئيسية الثلاث. واعلنت النقابات عن مشاركة 200 الف شخص في ميلانو و150 الفا في روما و80 الفا في نابولي و70 الفا في بولونيا في تظاهرات الاحتجاج على تشديد شروط التقاعد في المشروع الحكومي. ولم تعط مديريات الشرطة في مختلف المدن تقديرات حول عدد المشاركين في التظاهرات.
من جهته، نظم حزب <<ايطاليا إلى الامام>> الذي يتزعمه برلوسكوني احتجاجا مضادا في ميلانو.
(ا ف ب، اب، رويترز، د ب ا)