أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - وسام النجفي - حرب الفساد الباردة














المزيد.....

حرب الفساد الباردة


وسام النجفي

الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 10:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إن الحديث عن الفساد ينطوي على الكثير من المفاهيم السياسية والإدارية والإجتماعية ، وإذ ما أريد الحد من هذه الظاهرة على جميع هذه المفاهيم أن تتجه الى صياغة برنامج فعال للخلاص من هذه الظاهرة وتحويل دفة الصراع للتخلص من الصبغة البيروقراطية التي ترافق الإجراءات الجامدة في الأساليب الإدارية المتكئة على أنماط وقوالب جاهزة التي تفتح الطريق امام دواعي الفساد وهذه تتناسب طردياً مع أختيار القيادات الإدارية المشكلة وفق الإتجاه السياسي ونمطية الحالة الإقتصادية وتفعيل هذا الكلام الى حالة واقعية يتحرك الجميع في المؤسسة الإدارية أو الدولة المتجهة لتطبيق هذا البرنامج والحصول على نتائجه الملموسة بصورة فعالة ونشطة . كل هذا من شأنه أن يخدم ألية الوصول للحد الأقصى من المستوى النزيه والشـــفاف داخل الأداء الإداري ، إذن هي عمـــلية صــراع مع الذات اي ( الذات المعنوي ) فجسد الدولة يستطيع فلترة ذاته بذاته دون المساس بالخط العام لتسيير شؤن المجتمع بلا توقف أو تلكؤ فالمفسدون هم ليس بائعي سكائر أو أصحاب الأكشاك الصغيرة بل هم بمستوى وزراء ووكلاء وزراء أو مدراء عاميين أي ذوي سلطة إتخاذ القرارات ضمن المشاريع والمنظومات الإدارية ونفوذهم يجعل من سقوطهم في مهاوي الفساد يشكل خطراً عظيماً لسسبين الأول كبر حجم الضرر الذي سيصيب المجتمع والثاني صعوبة الكشف عن حيثيات ومفاصل الجريمة الإدارية وهذا الأخير يعود للإحاطة المسبقة وللتمكن السلطوي من خلال الإتصال العمودي لكبح كل محاولة للكشف او للتحقيق حتى بوجود القوانين التي تتيح للإجهزة الرقابية من القيام بتنفيذ دورها بشكل فاعل خصوصاً إذا ما علمنا إن شكل الفساد أخذ بالتطور مع تطور وسائله فالفساد اليوم لايأخذ شكل الرشوة أو سرقة المال العام بل أخذ شكلاً أخر لم يعهد من قبل وهذا هو الشكل( المغلف للفساد ) وهذا يعني أن يأخذ شكل الفساد مسحة قانونية وغطاء شرعي يتحرك من خلاله بكل حرية وهنا تكمن المشكلة !!
كيف يمكن التوصل للخيوط الأساسية التي تكشف الجهة المتورطة بها وبشخوصها التي بالتأكيد هم قمة الهرم الإداري في أجهزة الدولة والحكومة فالعراق على سبيل المثال يحتوي على ثلاث أجهزة رقابية مختصة للكشف ومكافحة الفساد الإداري هي ( هيئة النزاهة , ديوان الرقابة المالية ، مكاتب المفتشين العموميين ) وبالرغم من وجود هذه المنظومة الرقابية ذات الأبعاد الثلاث نجد إن العراق يقف في مقدمة الدول في الفساد الإداري قد تكون الأوضاع السياسية لها دوراً بارزاً بذلك لكن هناك أوضاع أخرى جعلت من العراق غارقاً في وحل الفساد كالإستعداد الفطري لدى بعض البيرقراطيات للإلتفاف على القانون التي هي من تراكمت الأنظمة السابقة ومن ثم تنفيذ الكثير من المشاريع تحت عناوين براقة كإعادة إعمارأو الحملات العمرانية .
إن الكثير من المشاريع التي نسمع عنها هنا وهناك والتي تبلغ كلفها ملايين من الدولارات هي بحقيقتها عملية تكرارليس إلا وأية تكرار ؟ على سبيل المثال إبرام عقد لزراعة شتلات الزينة في الجزر الوسطية لبعض الشوارع نراه في فترة لاحقة أن غير الى تسيجه بسياج حديدي وهكذا تتكرر العملية بمواقع كثيرة وعلى هذا المنوال وهنا نقف امام مستويين الأول نوع الجودة القديم والثاني نوع الجودة الجديد فمثلاً مشروع قلع الأرصفة في بعض مناطق وأحياء بغداد قد تم وفق عقود مع شركات أو مقاولين كلف الكثير من المبالغ وقليل من الجودة مقارنة مع الرصيف القديم ذو التكاليف المنخفضة والجودة العالية في حين ما زالت شبكات الصرف الصحي بحاجة ماسة لأية محاولة لترميمها اية مفارقة هذه وهل يعقل معالجة المهم قبل الأهم !!!
إن أعلان الحرب على الفساد الإداري يتطلب الكثير من الأسلحة أولها النفس الطويل والدقة في إتخاذ القرارت وخلق إيكولوجية إدارية تتوافق وتنسجم مع مفاهيم النزاهة والشفافية فالحرب ضد الفساد وأشكاله حرب باردة لايمكن حصد ثمار نجاحها بمدة محددة بل هي نتاج مستقبلي أو ( تغذية راجعة ) من الممكن التحسس بمنجزاتها في المستقبل وهنا لايؤخذ القصد بالقضاء على الفساد نهائياً لكونه صفة في النفس البشرية ولكن المقصود هو الحد من مظاهره وأخطاره الى أدنى نسبة يمكن من خلالها أن تكون مؤسساتنا خالية من اي شكل من اشكال الفساد الإداري والمالي .




#وسام_النجفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث بطاقات دعوة مزركشة بدم عراقي
- البعث من الفرقة الحزبية الى دور العبادة
- بوصلة حسن العلوي الثورية
- الكوميديا بين أصالة الماضي ومهزلة الحاضر
- هل كانت مسرحية
- الحسين يقصف مرتين
- السياسي الأخير في البرلمان العراقي
- دموع فييرا التي صنعت التاريخ
- نزاهة منتخب .. نزاهة حكومة
- الجواهري شاعر الوطن و المنفى
- الرسم بالكلمات
- بين 14 تموز الزعيم والفقراء


المزيد.....




- في يوم استقلال لبنان: حضرت الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة، ...
- دعوى في هولندا لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
- هنغاريا: العقوبات على -غازبروم بنك- ستخلق صعوبات لدول أوروبا ...
- أردوغان: نجحنا بنسبة كبيرة في التخلص من التبعية الخارجية في ...
- بلومبيرغ: تعليق الطيران العالمي يترك إسرائيل في عزلة تجارية ...
- موسكو: سوق النفط متوازنة بفضل -أوبك+-
- سيل الغاز الروسي يبلغ شواطئ شنغهاي جنوب شرقي الصين
- بيسكوف العقوبات الأمريكية على -غازبروم بنك- محاولة لعرقلة إم ...
- نائب وزير الطاقة الروسي من اسطنبول: الغاز يدعم عملية التحول ...
- أسعار -البتكوين-.. ماذا وراء الارتفاع القياسي لـ-الاستثمار ا ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - وسام النجفي - حرب الفساد الباردة