أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - لينة جورج - المناهج التربوية السورية الجديدة ... مناقصة دولية في المزاد العلني














المزيد.....


المناهج التربوية السورية الجديدة ... مناقصة دولية في المزاد العلني


لينة جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 11:02
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


منذ أيام، و بالصدفة البحتة قرأت إعلاناً خجولاً في شريط الأخبار على الشاشة السورية، عن مسابقة لتأليف المناهج المدرسية الجديدة، و دون تردد أمسكت الهاتف لأبلغ أستاذي في اللغة العربية، و هو واحد من العملة التي لم تعد موجودة علماً، و كفاءة، و اجتهاداً، و خبرات تربوية، ترسخت في ذاته، على مدى أربعين عاماً مارس فيها مهنة التدريس، و التعليم، و التربية، كما كلف بإعداد أسئلة الامتحانات العامة، و إعداد سلالم التصحيح، و .................، و هو الآن على عتبة السبعين لازال يراود شبابه حلم المشاركة بتأليف المناهج، - و هو مثال لا حصر – و قلت له بشرى يا سيدي، صدق أو لا تصدق فالأحلام في بلدنا صار لها مكان على أرض الواقع، و أخبرته بما لدي.
في اليوم التالي قرع باب البيت أستاذي القادم من بلدته، ليستجلي الأخبار من مديرية التربية، فقصرت مشواره، وفتحت موقع وزارة التربية، على الانترنت لنطلع على تفاصيل الموضوع يملؤنا شغف جعل أيدينا ترتجف حماساً، إلا أن صدمتنا كانت أكبر مما يتوقع أي شخص..
وزارة التربية في سورية تطرح تأليف المناهج الوطنية مناقصة تجارية دولية، كما تطرح شركة استيراد الخردة مناقصتها، و بأسلوب تجاري لم تصل سورية حتى الآن هذا المستوى الاحترافي فيه في أي شركة صناعية وطنية؟؟؟؟؟؟؟.
أولاً: يحق لكل من يرغب أن يتقدم للمشاركة على أن يدفع تأميناً قدره (600000) ليرة سورية فقط لا غير!!!!!!
و السؤال
1- على ماذا تريد الوزارة التأمين، و ما الذي تريد ضمانه بهذا المبلغ، أتريد ضمان العقول التي ستؤلف؟ أم عدم هرب المشارك من البلد خوفاً من الضرائب.؟
2- تأليف المناهج يحتاج صفوة الخبرات العلمية، و التربوية، و هذا يتطلب أناساً أفنوا عمرهم بالبحث، فمن هو هذا المربي الذي تقاعد بعد (أربعين) عاماً براتب سبعة آلاف ليرة سورية الذي سيمتلك هذا المبلغ؟ أم أن الوزارة تتحالف مع المحافظات لحل أزمة المنازل، فحسب محافظة دمشق – مثلاً- تحتاج المحافظة إلى 150 ألف شقة سكنية لحل أزمة السكن، فربما إذا قام أولئك المربون ببيع منازلهم، التي ربما يملكونها، فمعظمهم لا يزال مرهوناً للبنك العقاري، فإن يبيع من يملك، ليدفع المبلغ التأميني سعياً وراء حلمه سيساهم في حل جزئي لأزمة المحافظة.
3- دفتر الشروط؟؟؟؟؟؟؟؟؟ على المربي أن يشتريه بمبلغ (13000) ليرة سورية من الوزارة!
السؤال: لماذا عليه أن يشتريه و ما هي هذه الشروط و المواصفات التي يبلغ ثمن صفحاتها هذا المبلغ؟ و مقابل ماذا؟
و كلنا نعرف أن من سيقوم بالمشاركة بهذا الإعداد لن تكون حصته من مكافأة التأليف تعادل ثمن بنطال جينز لابنته؟؟

هذا ما قاله أستاذي، مما فاجأ والدتي ـ فقالت له: " و على ماذا ستتعبون أنفسكم إذاً" فرد لها " لا يا سيدتي ، هكذا تكتمل رسالتنا في بناء الوطن، في إعداد المناهج هو إعداد الوطن برمته.
حين تقدمين الكتاب الذي تربي عليه و فيه و من خلاله أجيال الوطن فأنت تربين الوطن، تبنين الوطن،إن هذه أخطر خطوة يمكن أن تتم في مسيرة بلد".
و نعود للشروط فالمدة الزمنية المعطاة للمتقدم هي ثلاثة شهور و ذلك ليعد ( الكتاب المدرسي+ كتاب الأنشطة+ دليل المعلم)!، و هذه مدة لا تكفي لإعداد أغنية لهيفاء
وهبي.
هل يعقل أيتها الوزارة أن مناهج أجيال برمتها ستعد في ثلاث شهور؟ و أ،تم العارفون أن إعداد سلم التصحيح لمادة امتحانيه في الشهادة العامة يتطلب أكثر من ثلاثة أيام؟
أن تقوم الحكومة بالاستخفاف بعقول الناس البسطاء، و محاولة الالتفاف عليهم الأمر الذي صار أكثر من مكشوف، قد نبلعه، و لكن الحكومة هنا تحاول أن تلتف على من هم صفوة العقول في هذا البلد، على أولئك الذين أهلوهم، و ملّكوهم ألف باء التفكير، و شغلوا ذكاءهم و سخروا كل ما لديهم من أجل بنائهم.
أين وزارة التربية من السياسات الحديثة في التربية، و لماذا لا تعتمد سياسة ورشة العمل؟ أمن المعقول و نحن في الألفية الثالثة أن يطرح تأليف المناهج بهذه الطريقة، و اعتماداً على سياسة همل الفرد؟
- أين وزارة التربية من ملفات المربين الذين مروا عبر هذه السنين؟ ألا تملك المديريات ملفات كاملة عن كل مربٍّ فيها، وتقارير تقويمية له؟ لماذا لا تقوم باستدعاء تلك النخبة منهم و تكلفهم بهذا العمل بعد تشكيل فرق و إقامة ورشات عمل يتم فيها طرح الأفكار، و مناقشة الطروحات و تبادل الخبرات؟ و يرافقهم مختصون بعلم النفس، و علم النفس التربوي للخروج بأفكار بناءة و تربوية، تعتمد أولاً و أخيراً على العقول الوطنية، و الخبرات المحلية العارفة بالبيئة و المنتمية لها، و المطلعة على حاجات الطفل في بلدنا، وهؤلاء يجب أن يكونوا أيضاً من النخبة المنفتحة و العلمانية و ذوي العقل المتنور.
- أليس هذا اعتراف بالعجز من قبل وزارة التربية؟ أليس اعترافاً منها بأن سوريا لا تمتلك هذه الخبرات و هذه العقول و هو اعتراف باطل؟
- إن هذه المناقصة لهي إهانة لكل المربين السوريين عبر الأجيال، و استخفاف بهم، و بعلمهم، و عقلهم. ونحن لا نقبل هكذا إهانة و من أهل البيت.
سوريا عمار يا سادة الشأن، و يا أصحاب المال، و هي عامرة بهؤلاء، بهذه الخميرة التي لازالت تزرع نفسها في كل أرض خصبة لتنضج، عقلاً جديداً، و إن كان علينا الاستنتاج من هذا الإعلان فليس أمامنا إلا أن نستنتج أن المناهج قد وتم وضعها مسبقاً، و قد كلف بها من كلف – ممن يملكون مبلغ ستمئة ألف ليرة سورية- منذ زمن، و أن ثمنها قد دفع لمن تسلم، و لا ندري إن كان من قبض الثمن من الداخل أم من الخارج، و لكننا ندري تماماً أن المناهج التربوي هي مشروع وطني بامتياز، و من حق أولاد البلد ، و واجب على أولاد البلد أن يقوموا به، و ليس من حق أحد أن يسلبنا إياه، كائناً من كان.



#لينة_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حميدان السوري يغادر الميدان العربي
- كوثر البشراوي : غلطة الشاطر بألف


المزيد.....




- بهدف جذب السياح.. الصين تمدد فترة الإقامة للعبور من دون تأشي ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- مصاد عسكرية تكشف: حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد في غزة
- عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر في إيطاليا.. 75 ساعة من الجهد لإ ...
- -لبنان لنا- .. إسرائيليون يدخلون لأول مرة جنوب لبنان وينصبون ...
- من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للص ...
- بالصور.. دمشق بعد سقوط الأسد
- من اتفاق السائقين إلى البطاقة الذكية.. ماذا تغير في العشر ال ...
- زعيم حزب -الناس الجدد- في الدوما الروسي رئيسا للمجلس الإشراف ...
- الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تحاول تغيير السلطة في كوب ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - لينة جورج - المناهج التربوية السورية الجديدة ... مناقصة دولية في المزاد العلني