أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اسماء اغبارية زحالقة - المبادرة السعودية استفزاز للرأي العام العربي














المزيد.....

المبادرة السعودية استفزاز للرأي العام العربي


اسماء اغبارية زحالقة

الحوار المتمدن-العدد: 92 - 2002 / 3 / 16 - 08:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



مبادرة ولي العهد السعودي، الامير عبد الله، الاخيرة التي تقضي باستعداد سعودي للتطبيع الكامل مع اسرائيل مقابل انسحابها من المناطق الفلسطينية المحتلة عام 67 والقدس (دون ذكر للاجئين)، تحولت الى حديث الساعة السياسي. فقد تلقفتها الايدي الامريكية والاوروبية والاسرائيلية في محاولة لتحليلها، اما الدول العربية فسارعت لمباركتها، واعتبرتها مصر والاردن والبحرين والامارات مبادرة ايجابية.
عرفات نفسه رحب بالمبادرة، اذ انها بالنسبة له ضوء اخضر ودعم عربي علني غير مسبوق لمواصلة تعاطيه مع اسرائيل، كما انه رأى فيها مفتاحا يساهم في اخراجه من حصار شارون وايصاله للقمة العربية. وفي الحقيقة فان هذه المبادرة تأتي للتوفيق بين ما تطلبه امريكا التي تسعى لضبط الوضع وانهاء العنف، وبين ما يمكن ان يقبله الشارع السعودي الرافض مبدئيا للتطبيع مع اسرائيل، فالسعودية تقول عمليا ان "موقفنا هو الانسحاب من المناطق المحتلة والقدس، ولكننا نرضى بما هو مقبول على عرفات".
في هذا الموقف تراجع سعودي عن الخط السياسي الذي تمسكت به مع مصر في كامب ديفيد، تموز 2000. في تلك المفاوضات امتنع عرفات عن التوقيع مع براك على المعاهدة المؤسسة على تفاهمات كلينتون، بسبب فقدانه الدعم السعودي والمصري اللذين رفضا دعم معاهدة منقوصة الحقوق، تحسبا للرأي العام العربي الناقم وسعيا لتغيير موازين القوى التي اصر فيها كلينتون على انحيازه السافر لاسرائيل.
السبق الصحافي بشأن المبادرة كان لتوماس فريدمان من صحيفة "نيويورك تايمز" (17/2) الذي اجرى حوارا مع الامير عبد الله. المثير في المبادرة انها تبدو وكأنها انتزعت من الامير انتزاعا، فقد سأله فريدمان: لماذا لا تأتون بمبادرة لحل النزاع الشرق اوسطي، فاجاب عبد الله كالمتفاجئ: هل قرأت خطابي؟ ثم اوضح انه كان ينوي في القمة العربية في آذار (مارس) الجاري ان يعلن التزام السعودية بالتطبيع مقابل الانسحاب الاسرائيلي، الا انه قرر كنز الخطاب بعد ان صعّد شارون حدة هجومه على الفلسطينيين.
الصحافي فريدمان المقرب جدا من دوائر صنع القرارات السياسية في امريكا، والمعروف بمواقفه العدائية للانظمة العربية والذي يهاجم السعودية تحديدا صباح مساء، اراد وضع هذه الحجة موضع الاختبار. السؤال المطروح على السعوديين عمليا كان: اذا كان النزاع الفلسطيني الاسرائيلي هو حجتكم، فماذا انتم مستعدون ان تفعلوا لانهائه؟
المبادرة التي تبدو كبالون اختبار لجس نبض الاطراف المعنية والرأي العام منها، هي في واقع الامر محاولة لتخفيف الضغط الكبير الممارس على النظام السعودي. النظام الذي تطالبه امريكا بتصفية البنية التحتية للاسلام المتشدد، يتحجج بعجزه عن ارضاء الامريكان واغضاب شعبه، طالما ان الامريكان منحازين تماما للاسرائيليين وشارون في قمعهم للفلسطينيين.
وموقف الشارع السعودي، المستاء، يعبّر عنه الكاتب السعودي خالد الدخيل في مقاله بصحيفة "الحياة" (24/2). يكتب الدخيل: "كان من الافضل لو ان ولي العهد كشف عن مبادرته من خلال الاعلام السعودي، والصحافة السعودية تحديداً"، وليس من خلال فريدمان "المحكوم بموقف سياسي وثقافي مسبق من العرب، ومن السعودية بشكل خاص".
السعودية التي امتنعت، حتى اطلاق هذه المبادرة، عن الاعلان عن استعدادها للتطبيع مع اسرائيل كانت تتحسب الرأي العام وشريحة المثقفين العرب، والذين تعمق استياؤهم من اسرائيل في الانتفاضة الحالية.
والواقع ان المبادرة السعودية لا تتوجه للرأي العام العربي بقدر ما تستهدف الرأي العام الاسرائيلي الذي يميل نحو اليمين. المبادرة هي محاولة لخلق الانطباع بان هناك تغييرا في الاجواء العربية وان العرب اصبحوا على استعداد للتطبيع مع اسرائيل. الواضح ان المبادرة تتجاهل شارون، وبذلك تجعل منه، وليس من عرفات، عنصرا "غير ذي اهمية".
ولكن، قد تكون المبادرة السعودية ممكنة قبل ان تدخل السعودية الى الازمة الاقتصادية التي ادت لنسبة بطالة مرتفعة وتدني مستوى معيشة المواطن السعودي ووصوله الى درجة افراز ظواهر ارهابية كبن لادن. ان انسحاب اسرائيل الف مرة الى حدود 67 وبضمنها القدس، والذي هو على كل حال امر غير وارد اسرائيليا، لن يحل المشاكل الاقتصادية العميقة التي تعاني منها الشعوب العربية. هذه الشعوب ترى في الغرب الرأسمالي والاستعماري العنوان الرئيسي المسؤول عن معاناتها، واي سلام وتطبيع معه، طالما يستمر وضع المعاناة، لن يكون ممكنا.



#اسماء_اغبارية_زحالقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا والسعودية في غرام وانتقام
- "راب" عربي "روح شابة وبذور تمرد
- بعد طالبان امريكا تواجه الاسلام السياسي
- اولى حروب القرن امريكا تحارب الارهاب والحلفاء


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اسماء اغبارية زحالقة - المبادرة السعودية استفزاز للرأي العام العربي