أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - بين سذاجة عبدالمهدي وذكاء الشيخ طنطاوي














المزيد.....

بين سذاجة عبدالمهدي وذكاء الشيخ طنطاوي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 06:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أود أن أضم صوتي إلى السادة الكتاب الأفاضل، مالوم أبو رغيف وضياء الشكرجي والبغدادي وغيرهم ممن كتبوا عن "برمكة" الدكتور عادل عبدالمهدي، نائب رئيس جمهورية العراق في تبرعه لطلبة جامعة الأزهر. ولا أريد هنا تكرار ما قيل في هذا الخصوص، ولكن لدي بعض الملاحظات الإضافات وهي كما يلي:

أولاً، أن عادة التكرم بأموال الشعب ورثها الحكام الجدد من الحكام البعثيين الذين كانوا يعتبرون العراق وما فيه ومن فيه ملك شخصي لهم، ومن حقهم التصرف به كما يشاءون. فحتى عندما كانت حكومة البعث تقدم خدمة تعتبر من صميم واجباتها لمدينة عراقية، كانت تعدها (مكرمة من السيد رئيس الجمهورية). وعلى سبيل المثال، أتذكر عندما كنت طبيباً في فترة الخدمة في المناطق النائية في الفرات الأوسط أوائل السبعينات، كنت أتردد على مدينة النجف، ومما جلب انتباهي مرة مرور شاحنة لجمع القمامة مكتوب على جانبيها بخط كبير (مكرمة السيد رئيس الجمهورية لأهالي النجف). وهذه العادة (مكرمة السيد الرئيس) كانت موضع نقد شديد من قبل المعارضة آنذاك، ولكنهم مع الأسف تبنوا تلك العادة الذميمة عندما صاروا في الحكم ناسين الحكمة القائلة:
لا تنهي عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

ثانياً، لا أحد يشك بوطنية وإخلاص الدكتور عبدالمهدي للعراق، فقد قضى الرجل عشرات السنين من عمره يتنقل من حزب سياسي إلى آخر، وبالتأكيد كان قصده من تلك الانتماءات خدمة الشعب والوطن، إلى أن استقر به المقام في مجلس الإسلامي الأعلى والذي من خلاله صار نائباً لرئيس الجمهورية في الدورة البرلمانية الحالية. ولكن ما تبرع به إلى طلبة جامعة الأزهر خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة، لم يكن موقفاً ولا يدل على حكمة، ولا على حرصه على أموال الشعب. إذ أفادت الأنباء أنه إثناء لقائه بشيخ الأزهر، الشيخ الدكتور سيد محمد طنطاوي، تبرع الدكتور عادل عبدالمهدي مبلغاً قدره 250 ألف دولار لطلبة جامعة الأزهر، وأن فضيلة الشيخ رفض هذا التبرع قائلاً له، أن الشعب العراقي الذي يتضور جوعاً ومحروم من الأمن والخدمات هو أولى بهذا المبلغ. هذا الموقف يكشف لنا ذكاء شيخ الأزهر وسرعة بديهته في أخذ القرار الصحيح والحاسم، وسذاجة السياسي العراقي نائب رئيس جمهوريتنا. وقد حقق فضيلة الشيخ برفضه لمكرمة السيد النائب هدفين: الأول أثبت ذكاءه وأنه أكثر حرصاً على أموال العراقيين من حكامهم، وثانياً، كانت صفعة مهينة للسيد عبدالمهدي حيث رفضت مكرمته بإعطائه درساً بليغاً في عدم التكرم بأموال الغير وأنه ليس من حقه الإفراط بأموال الشعب.

ثالثاً، ونقولها بأسف، متى يتعلم قادتنا الجدد الدروس البليغة من التاريخ ومن تجارب الغير. فهم وكإسلاميين، يكررون دائماً مقولات عن الإمام علي يؤكدون على زهده وحرصه الشديد على أموال المسلمين إلى حد أن انفض عنه حتى أقرب الناس إليه مثل أخيه عقيل وابن عمه عبدالله بن عباس وذهبا إلى معاوية نكاية بالإمام لأنه رفض تمييزهما على الغير في توزيع الأموال، وإصراره بعدم التفريط بأموال المسلمين في سبيل ترضيتهما.

رابعاً، ربما يرد البعض ممن يريد الدفاع عن الدكتور عبدالمهدي، أن ربع مليون دولار هو مبلغ زهيد لا يستحق كل هذه الضجة مقارنة بما يخسره الشعب العراقي من سرقات ثروته النفطية من قبل المهربين والمتعاونين معهم من بعض الأحزاب والمليشيات الإسلامية والتي تقدر بنحو تسعة مليارات دولار سنوياً حسب تصريح أحد رجال الحكم البارزين، إضافة إلى السرقات الأخرى بسبب تفشي الفساد الإداري. وردنا على ذلك أنها مسألة مبدأ وبالأخص من مسؤول حكومي ينتمي إلى حزب إسلامي المفترض به أن يطبق التعاليم الإسلامية، إذ لا يجوز التكرم بأموال الغير وخاصة أموال شعب محروم من ثرواته وفي جميع العهود.

خامساً، الدكتور عادل عبدالمهدي ومن اسمه معروف أنه شيعي، وتبرعه لمؤسسة دينية سنية ينظر إليه بعين الشك وأنه نوع من النفاق، فالشيعة في نظر الإسلام الوهابي مشركون وقتلهم واجب إلى أن يتحولوا إلى الإسلام السني السلفي الذي في نظر النظام السعودي هو الإسلام الصحيح. وجامع الأزهر منع نشر أي كتاب في مصر ينتقد المذهب الوهابي، كما ومنع معظم الكتب التي تروج للشيعة. وعليه فسلوك عبدالمهدي في التبرع إلى طلبة الأزهر ينظر إليه بالشك وعدم الإرتياح.

سادساً وأخيراً، الغرض من هذه الحملة في انتقاد الدكتور عادل عبدالمهدي هو حث المسؤولين العراقيين الآخرين في تعلم الدرس البليغ وتجنب سياسة صدام حسين في التفريط بأموال الشعب، وسياسة (مكرمة السيد الرئيس)، ففي دولة القانون، ليس من حق أي مسؤول فيها ومهما كانت مكانته، التبرع بأموال الشعب العراقي أو صرف فلس واحد منها إلا وفق القانون. فنحن نعيش في عهد حرية الإعلام والثورة المعلوماتية ومن حقنا نقد كل من يفرط بأموال الدولة ومهما كانت المبررات. نرجو من المسؤولين العراقيين أن يستفيدوا من هذا الدرس ويثبتوا حرصهم على أموال الشعب.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السنوية الثالثة لمؤتمر (الأقباط متحدون)
- إذا كان الغراب دليل قوم!!
- على هامش مهرجان سعودي لدعاة التطرف
- عودة إلى موضوع الحرب والنفط!!
- هل كان إسقاط حكم البعث من أجل النفط؟
- في الذكرى السادسة ل(غزوة مانهاتن!!)
- بن لادن أصدقهم... شكراً بن لادن!!
- أزمة الوعي الديمقراطي في العراق
- السعودية والوهابية وجهان لإرهاب واحد
- مجزرة كربلاء ولعبة تجميد جيش المهدي
- فضيحة الإستقواء بشركات الترويج
- المصالحة...المهمة المستحيلة!!
- حوار حول الروح ومسائل أخرى - فولتير
- ما الحل لأزمة حكومة المالكي؟
- هل حقاً أفشل نصر الله (مشروع الشرق الأوسط الجديد)؟
- دور السعودية في تدمير العراق
- حوار مع الدكتور عبد الخالق حسين – أجرته لافا خالد
- خرافة الإسلاموفوبيا
- في الذكرى ال 49 لثورة 14 تموز العراقية
- المطلوب حكومة تكنوقراط رشيقة


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - بين سذاجة عبدالمهدي وذكاء الشيخ طنطاوي