أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الحميد الصائح - الفيل ا لكبير في الغرفة العراقية














المزيد.....

الفيل ا لكبير في الغرفة العراقية


عبد الحميد الصائح

الحوار المتمدن-العدد: 632 - 2003 / 10 / 25 - 02:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



  تشير هذه العبارة – المثـل  إلى العائق الذي يعوق قضية معينة أو الأزمة التي يمكن أن تحصل فيما لو تم انجاز شيء ما، وهو تشبيه كاريكاتيري طريف للعائق. فتخيل ان فيلا  ضخما داخل غرفة ، لايمكن إخراجه ولايمكن العمل أو التأثيث أو اتخاذ أي حركة أو خطوة بوجوده داخلها.  فمع كل قضية أو محور أو معضلة دائما هنالك فيل في الغرفة  ،الأمر الذي يستدعي الاكتراث  مع التعرض الى أية قضية  بدأ من  حركات التحرر من العبودية حتى موازنة المصروف اليومي، و محظوظ من يكون فيله اقل حجما ليفسح المجال امام تحرك معقول او يتيح الأمل بخروجه،  وعليه تتنوع  تعاريف – فيل الغرفة- حسب نوع العائق ، مرة يكون  سلوك  رب الاسرة  أو احد افرادها، ومرة يكون شحة اقتصاد الدولة ومرة يكون الصحة ومرة يكون الخوف أوالفقر او الحياء ومرة يكون النفاق واغلب الأحيان  وربما دائما في محيطنا العربي السياسي يكون الحاكم ونظام الحكم ، وفي  البلاد  التي تشهد  تحولا وفوضى  تجعلان مصيرها مفتوحا على الاحتمالات جميعها،نرى اكثر من فيل واحد في الغرفة، اكثر من عائق واكثر من توجه واكثر من راي  كل منها يرى انه يملك الحقيقة النهائية في البلد.حيث لايمكن عمل شيء أو تحقيق إنجاز مستمر دون معالجة وجود هذه الفيلة او في الاقل منعها من التناسل.فماهو الفيل الكبير الآن في الغرفة العراقية؟.  مع هروب فيل النظام ومجيء فيل الاحتلال والمطالبة بخروجه أيضا يخشى من ان ذلك سيفسح المجال لنمو  الفيلة الأخرى وان فيلا واحدا أهون بكثير من جوقة من الفيلة مختلفة في الأهداف والأساليب، فيلة من نوع ، الشهية للسلطة  ومخلفات الطائفية التي زرعها النظام والتدخل الخارجي في الشؤون العراقية ومحاولة التأثيرات على مجريات الأحداث والتحولات داخل البلد، والتخلف الذي يعمي الأبصار عن رؤية الحقيقة ومجرى التغيرات الحاصل الآن،وفيلة قادمة من الخارج لاتعرف عن العراق بلدا حرا متحضرا مليئا بالكفاءات العلمية والثقافية ومميزا بنظرات خالدة في الاجتهاد الحضاري بل تراه ساحة وصحراء سياسية لتصفية الحسابات وعقائد القتل العمياء ، والتفسيرات المظلمة الضيقة للحرية والكفاح.
هذه الفيلة وغيرها  هي التي ستحرق ما تبقى من العراق ، وهي التي تجعل من العراقيين الآمنين يواصلون الفرجة على دمائهم بعد ان انتقلت سجون النظام السابق السرية والقتل الغامض والمخفي لتصبح سجونا معلنة للتيارات الشرسة على الساحة  ،وبعد ان تحول الخوف  من جهة واحدة هي النظام واجهزته الى خوف من أطراف لاحصر لها. اذا ضرب هؤلاء سقط ضحايا ابرياء وإذا رد اولئك سقط ضحايا أبرياء كذلك.وبين هذا وذاك يخفت نور المستقبل ويتحسر المتفائلون على طيورالحرية والسلام وهي تختنق وسط الرمال والعواصف التي  تزفرها الفيلة الهائجة الآن على الساحة العراقية. وعليه لابد من التنبه إلى نوعين من المشاكل، مشاكل داخلية يمكننا حلها والتفاهم بشأنها وتجاوزها ، فنحن شعب مسالم مكافح اضطهد كثيرا ينشد الحرية والاستقلال ، وقد كان الفيل الكبير المخلوع سببا في قمعنا وتفتيت بلدنا وتحويله من بلد ثري فاعل في الحياة السياسية الدولية والإنسانية وشعب مكتف اقتصاديا الى بلد محتل خائب سياسيا وشعب منهك تتلاقفه الأفكار والأوهام والولاءات غير المنضبطة. وهناك مشاكل يسببها التدخل الخارجي ايا كان نوعه وجهته لاسيما من دول الجوار ، التي إذا لم تسكت تحدثت باطلا ،فليس من المنطق ان فوضانا تسمح بالتدخل الإيراني او التركي او الباكستاني او أي تدخل يكون بمثابة إدخال فيلة جديدة إلى الفيلة الهائجة على الساحة العراقية.
لابد من أن يأخذ المجتمع العراقي بفئاته كافة والفئات الصامتة الآن بوجه خاص وعبر مؤسسات المجتمع المدني والكفاءات العلمية والثقافية زمام المبادرة  ومسؤولية التدخل مباشرة ليس فقط لتحييد الفيلة الموجودة على الساحة العراقية بل لدراسة الأسباب التي انتجتها وسمحت بنموها ودخولها كي لايتكرر التباس المعايير ولا تتضخم الفيلة إلى أقصى حدودها في الغرفة العراقية.
  



#عبد_الحميد_الصائح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الوهاب البياتي ذات شتاء
- الدعوة الى إهانة الرئاسة في العراق
- إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد
- منظمة صراحة بلا حدود
- إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد
- لعبة الموت، والشعر والحرية - وقفة مع ديوان الشاعر الكردي دلا ...


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الحميد الصائح - الفيل ا لكبير في الغرفة العراقية