أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - تعليمات إبنة -الموساد-














المزيد.....

تعليمات إبنة -الموساد-


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يوم الأحد الأخير، تحمل تصريحات خاصة لوزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، تطلق فيها ما يمكن تسميته "بالتعليمات" للدول العربية حول كيفية التعامل مع إسرائيل، وحتى كيف تدار العمليات الانتخابية في تلك الدول.
وبقدر ما نجد سخافة في قراءة وتفسير هذه التصريحات، فإننا نجد بأضعاف ذلك استعلاء صهيونيا منفلتا في عالم خلت منه التوازنات السياسية.
فتقول ليفني في تصريحاتها أمس، "إن على القادة العرب ألا يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، فمهمة قادة الدول العربية هي تعزيز ودعم العملية السياسية، لا أن يضعوا أمامها العراقيل".
ثم تطالب ليفني الدول العربية بإقامة علاقات دبلوماسية وتطبيع مع إسرائيل، دون انتظار الحل الدائم، وتقول: "على العرب ان يوافقوا على صفقة مع إسرائيل، بموجبها، كل خطوة ايجابية تقوم بها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، أن تتخذ الدول العربية خطوة ايجابية تجاه إسرائيل، فهذا يسهل على إسرائيل اتخاذ خطوات ايجابية، تساعد القادة العرب على تهيئة الرأي العام في بلادهم".
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من "كشف" صحيفة "هآرتس"، "لخطة ليفني"، التي قيل أنها ستعرضها على قادة ومسؤولين في الدول العربية، خلال زيارتها الحالية إلى مقر الأمم المتحدة، وبموجبها "سيكون" على الدول العربية منع حركات إسلامية تصفها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بـ "الارهاب"، من المشاركة في العملية الانتخابية الديمقراطية في تلك الدول، "مستندة"، وفق العقلية الإسرائيلية، إلى نموذج حركة حماس، ووصولها إلى السلطة الفلسطينية.
إذا أردنا تسخيف هذه التصريحات، فنسأل، هل تطالب الوزيرة ليفني بأنه مقابل إزالة أي حاجز عسكري صغير من أصل 572 حاجزا في الضفة الغربية، أن تبادر مجموعة دول عربية لإقامة علاقات دبلوماسية معها، أو هل لدى إطلاق سراح 100 أسير فلسطيني، أن تنضم إسرائيل إلى الجامعة العربية، وإن أكثر نقل مقر الجامعة كله إلى تل أبيب.
في الحقيقة هذه ليست سخافة إسرائيلية، فتسيبي ليفني ليست حديثة العهد في السياسة الإسرائيلية، لا بل أنها توصف في الحلبة السياسية الإسرائيلية بأنها ذات "مواهب غير محدودة"، فهي التي ما أن أنهت دراستها في الحقوق حتى استدعاها جهاز المخابرات الخارجية "الموساد" للعمل لديه، وحينما غادرته بعد أربع سنوات، وكما نقرأ في ما كتب عنها في إسرائيل، فإن قادة الموساد في حينه عبروا عن أسفهم لهذه المغادرة، لأنهم توقعوا لها تقدما سريعا في الموساد.
في هذه التصريحات استعلاء صهيونيا متزايدا، مدعوما من الإدارة الأميركية الحالية، وهو استعلاء خطير في التعامل مع الدول العربية، ولكن أيضا فيه عملية دق أسافين.
فبقول ليفني: "على العرب ألا يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين"، فيه إيهام خطير بأن القيادة الفلسطينية، قد قدمت تنازلات لإسرائيل، وعلى العرب أن يدعموا، رغم أن هذا التلميح يتناقض مع الخبر الرئيسي الذي صدرت فيه "هآرتس"، في نفس اليوم، أيضا، وينقل "تخوفات" إسرائيل من تصلب الموقف الفلسطيني في المفاوضات اللاحقة.
وفي هذا ليس فقط دق أسافين، وإنما أيضا، حملة تشويه للقيادة الفلسطينية، في إطار حملة عناق الدببة الإسرائيلية للرئيس عباس لإضعافه أكثر بالرأي العام الفلسطيني، وإظهاره كمتنازل عن الثوابت الفلسطينية، التي لا يمكن لأي فلسطيني ان يوقع على أي اتفاق فيه شيء من هذا.
ولكن لا حدود للوقاحة الإسرائيلية، حين تحاول ليفني استثمار الصراع الفلسطيني الداخلي للتحريض على الحركات الإسلامية والأصولية في العالم العربي، بينما إسرائيل هي آخر من يحق لها الحديث عن الارهاب والعنصرية، خاصة إذا قرأنا كل تفاصيل الحلبة السياسية الإسرائيلية.
لا يمكن بأي حال من الأحوال وضع الحركات الإسلامية في كفة المقارنة، وهو أمر مرفوض، ولكن هذه مناسبة للقول إن في إسرائيل تنتشر أشد الحركات الفاشية والإرهابية الصهيونية، ومنها من يشارك في الحكم، والتحريض الدموي الواضح ضد العرب لا يتوقف، فكيف من الممكن لإسرائيل أن تعظ بمحاربة الارهاب وهي تقود سياسة إرهاب دولة من الدرجة الأولى ضد شعب بأكمله، وكيف لتسيبي ليفني ان تتحدث عن الارهاب، وزميلها على طاولة الحكومة يدعى "أفيغدور ليبرمان".




#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقسيم القدس والإجماع الصهيوني
- جوانب أخرى للغارة على سورية
- بحث علمي: الشبان الأمريكان اليهود يبتعدون عن إسرائيل
- الصمت الإسرائيلي ومهمة المحللين الإسرائيليين في قضية الغارة ...
- بلعين: التجربة والنموذج الشائك
- محاولات تغيير نظام الحكم الإسرائيلي ستبقى مناورة
- حماس تجبي الخاوة
- أولمرت والحسابات الداخلية
- بن غريون أول من بادر إلى استيطان القدس والخليل
- نتنياهو حضيض سياسي جديد
- دورة صيفية برلمانية اسرائيلية تنقل الأزمة إلى الدورة الشتوية
- باراك القديم الجديد
- مقايضة المستوطنين بالفلسطينيين
- عام على الحرب وإسرائيل تترقب
- معركة السبت في اسرائيل بين الديني والاقتصادي
- محمود في حيفاه وعلى كرمله
- أولمرت يدخل دائرة حسم مصيره
- الشريك الفلسطيني والسياسة الإسرائيلية
- إسرائيل: مجتمع مهاجرين متفكك
- عودة براك: حالة الترقب وتحلل المعسكرات التقليدية في -العمل-


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - تعليمات إبنة -الموساد-