أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أبو الكيا البغدادي - بعثيون وان لم ينتموا(4)














المزيد.....

بعثيون وان لم ينتموا(4)


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 00:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العراق بلد يختلف شعبة عن كثير من شعوب العالم، وليس صعبا تحسس مظاهر هذا الاختلاف من قبل الباحثين الاجتماعيين ولربما الانثروبولوجيين إن رجعنا إلى التاريخ الموغل في القدم.لقد انتبه الدكتور علي الوردي إلى بعض خصائص المجتمع العراقي فكان هذا المجتمع ساحة رحبة لأفكاره وتأملاته وأبحاثه، يرى الدكتور علي الوردي إن الازدواجية السلوكية هي أهم ما يميز الشخصية العراقية وقد ناقش هذه الظاهرة في كثير من مؤلفاته.توجد في شخص معظم العراقيين شخصية التقي الورع إلى جانب المتحلل غير المتدين، لا نعجب كثيرا إن رأينا احد رواد البارات يفسر القران ورائحة الخمر تفوح من جنباته.حدثني احد أصدقائي الذي انقطعت صلتي به منذ نهاية السبعينات وكان آنذاك شابا وسيما عازبا طبيبا مستقلا انه زار اصدقاءا له في شقتهم التي أجروها في شارع الرشيد كمعمل للخياطة وكانوا قد استقدموا إحدى بنات الهوى فيها، فلما رأى إن الأوضاع غير طبيعية في المكان عرف بذكائه ما يمكن أن يكون، فاعترف له احدهم ودعاه لها أو قل عليها لا فرق...يقول طلبت رؤيتها دون أن أفكر بحلال أو حرام فلما رايتها كالقمر (والكلام لصديقي المتدين الطبيب) نست ديني ومثلي وطلبتها وما إن خلت لي شعرت بنوع من الإثم ففكرت في حل توفيقي فقلت لها أسمعت بالمتعة قالت بلى أتريد أن أمتعك نفسي؟ قلت بلا. قالت حرام .لقد حرمها سيدنا عمر!يقول: طار كل ما استجمعته لشهوتي عندما أدركت أنها جادة تماما فيما تقول.إي ازدواجية فيها وفيه وفينا نحن العراقيون جميعا؟..ومن لا يجد فيه شيء منها فليكتب لي ولا يرجمني بحجر، فلربما لم تظهر له ولربما لم تكن واضحة فيه وربما كان من شواذ القاعدة !قاعدة بلاد الرافدين!
انتقل هذا السلوك بكل مضامينه ومظاهره إلى الفعل السياسي والبعثي خاصة، وكانت واضحة في الماركسيين وموقفهم من التدين وفي البعثيين وموقفهم من حروب صدام وممارساته، ولكن قسوة السلطة المفرطة حالت دون ظهور السلوك الازدواجي في الشخصية البعثية لكنها أخذت طابع النكتة التي تقال في المجالس الخاصة وبتكتم شديد، ومع ذلك فقد راح بعض الأشخاص ضحية بسبب تسجيل يوضح أنهم ضحكوا لنكته موضوعها السيد الرئيس القائد حفظه الله ورعاه، لم يغفل القانون هذه الحالة فقد صدر مرسوم جمهوري يحدد العقوبة على من تجاوز على مقام السيد الرئيس بالإعدام أو السجن...لا أتذكر.أما المستقلون فاغلب الظن أنهم أزدواجيون أيضا وما ذكرت من قصة صاحبي الشاب الطبيب احد أمثلتها، لكن ما خدمهم في ضعف الجانب السلبي من ازدواجيتهم انه طيلة الفترة كانوا مغتربين في دواخلهم وكان معظمهم في الخدمة العسكرية التي ضاع فيها من ضاع فلم يعرف به احد خاصة وقد أرسل الكثير منهم إلى حافات القتال الأمامية ليتم التخلص منهم، ومع ذلك فقد اسر منهم من اسر وجرح من جرح ونجا قوم آخرون.الأمور لم تكن مضبوطة في ذلك الحين كما يتصور البعض..كانت هنالك بعض الفوضى.اعرف احدهم من المعارضين للنظام نقل إلى الاستخبارات العسكرية بصفة مترجم دون أن ينتبهوا إلى ماضيه، حيث قضى عدة سنوات في الترجمة لصالح الاستخبارات العسكرية كجندي مكلف مترجم.واعرف أيضا شخصا آخر كان قد قضى مدة ليست قليلة في مخازن العتاد في الصويرة والتي لا يمكن لغير الثقاة من البعثيين إلى أن ابلغهم هو أن ابن عمه اعدم بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة عندها تم نقله إلى مكان آخر..
كان النظام البعثي يجيد مسالة التغطية والتاطير الإداري والقانوني لكل فعل يقوم به وهذا جانب مهم يحسب له وبصرف النظر عن أهداف التاطير ومسوغاته وليت السلطة الحالية انتبهت لهذا فسارت على هذا النهج مع اختلاف الدواعي والوسائل طبعا.كان بالامكان صدور قرار نافذ المفعول لفترة محددة لغرض معين ثم يصدر قرار آخر ينهي مدة وشروط القرار السابق بعد استيفاء الغرض وتحقق المطلب طبعا ولست هنا في صدد ذكر الأمثلة في هذا المقال لكنني أقول إن الكثير من المستقلين استطاعوا بشيء من فطنة، النفاذ إلى بعض أغراضهم مستغلين تشريعا أو ثغرة في تشريع أو قياس حالة بحالة أو تخويف بالشكوى عند السيد الرئيس وما إلى ذلك.لقد حصل بعض المستقلين على أجازات دراسية أو بعثات أو دورات تدريبية في خارج العراق والغريب أن احد المدراء العامين قد وصل إلى منصبه القيادي هذا وهو مستقل وأنا اعرفه شخصيا ولم يترك وظيفته إلا عند صدور قراري هيئة اجتثاث البعث المذيلة بتوقيع الدكتور احمد الجلبي والمرقمين 1و2 المتضمنين عدم جواز تولي المسؤولية الإدارية لذوي المناصب الإدارية الرفيعة في حكومة البعث.
لقد جردت السلطة الحالية نفسها من أهم الأدوات التنفيذية المخلصة والكفوءة عندما أهملت هؤلاء المستقلين فحولت بعضهم إلى أعداء ودفعت البعض الآخر للاستمرار في نهجه الماكر إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا...



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعثيون وان لم ينتموا(5)
- بعثيون وان لم ينتموا (3)
- بعثيون وان لم ينتموا(2)
- بعثيون وان لم ينتموا
- حلاق المنفلوطي وثرثرة فوق الثرثار
- انفجار الضفادع وتصاغر البقر
- دور البغاء في بغداد
- توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)
- توريث السلطة وتوريث المظلومية
- دوشيش الليبراليين وطيران العمائم الثيوقراطية
- الذباب الوهابي..من تنجيمات أبي معشر الفلكي إلى هلوسات أبي ال ...
- السيد مهدي قاسم... ما دام القاضي راضي
- طويل جدا يا أبي
- عذرا... للأغبياء فقط
- أخطاء كهربائية في وقائع تاريخية
- شيوخ مرفوعون وإمام منصوب وشيعة مجرورون
- السيد احمد العراقي :أصعب جنسية لأفقر مواطن
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا(2)
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا
- خلص...الحل مع حسنة ملص !


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أبو الكيا البغدادي - بعثيون وان لم ينتموا(4)