أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسقيل قوجمان - وداعا صديقي وعزيزي ابو شريف سلمان شكر














المزيد.....

وداعا صديقي وعزيزي ابو شريف سلمان شكر


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 12:17
المحور: سيرة ذاتية
    


قرأت بشديد الاسى خبر وفاة الفنان الكبير سلمان شكر بعد معاناة طويلة. وقرأت قبل ذلك نداء ابن عمه عزيز الحاج مطالبا العالم بالعمل على توفير المعالجة لهذا الفنان نظرا الى ان وجوده في بيته لم يوفر له ابسط وسائل المعالجة والتخفيف من الالم. ان مأساة هذا الفنان الذي كان صوتا مدويا بتمثيل العراق في ارجاء العالم هي مأساة اخرى من المآسي التي جلبتها "ديمقراطية" الولايات المتحدة الاميركية بعدوانها قبل وبعد سقوط عميلها الطاغية صدام حسين. تلك المآسي التي طالت الملايين من ضحايا الشعب العراقي في الحروب وفي المقاطعة وفي قنابل اليورانيوم المنضب والفوسفور الابيض وغيرها من اسلحة الدمار الشامل. المآسي التي طالت الملايين من اطفال العراق ومن سكان العراق والملايين من المهجرين داخل بلادهم والملايين من المهجرين خارج بلادهم وطالت الالاف من علماء وعباقرة الشعب العراقي ودمرت البنى التحتية العراقية واضاعت الاثار العراقية والمكاتب العراقية والصناعة العراقية والزراعة العراقية. ان مأساة وفاة سلمان شكر بهذه الطريقة القاسية البربرية مأساة اضافية الى هذه المآسي ولن تكون المأساة الاخيرة.
سمعت عن سلمان شكر وبراعته الفنية في عزف العود ودراسته على يد الفنان العالمي محي الدين حيدر من ابن عمه عزيز الحاج في سجن نقرة السلمان. والتقيت الفنان سلمان شكر مرة واحدة في بغداد بعد ثورة تموز في بيت عمه والد عزيز الحاج في الزيارة الوحيدة لي في هذا البيت. كانت زيارة سلمان شكر لبيت عمه زيارة عائلية ولم يعزف تلك الليلة ولكن توفرت لي الفرصة لحديث ممتع معه في تلك الزيارة.
واثناء تتبعي للموسيقى العراقية والعمل على كتابة رسالة الماجستير التي كتبتها عنها اطلعت على بعض المعلومات عن طلاب الشريف محي الدين ومنهم وفي مقدمتهم سلمان شكر وكتبت عن ذلك في رسالتي. ولم تتح لي مقابلة سلمان شكر والتعرف عليه بعمق الا اثناء وجوده في بريطانيا.
كان سلمان شكر يعمل على بحوثه في جامعة درم وهي بعيدة عن لندن ولكنه في تلك الاثناء اقام حفلة في لندن فكان لي شرف حضورها بدون ان تتاح لي فرصة التحدث اليه في تلك المناسبة. وحين انتقل الى السكنى في لندن التي دامت عدة سنوات تكونت لنا صداقة حميمة بحيث كنا نلتقي وحدنا مرتين في الاسبوع على الاقل اما في بيتي او حيث يستأجر غرفة ليسكن فيها. وكانت هذه اللقاءات مدرسة ناقشنا فيها كل ما يتعلق بالموسيقى وكان يرافق كلامه بالعزف على عوده فنقضي ساعات ننسى فيها العالم ونعيش في عالم فني ننعم فيه خلال هذه الساعات.
اضافة الى لقاءاتنا المنفردة كنا نلتقي في مناسبات مع مجموعة من الاصدقاء لنقضي سهرات ممتعة مرفقة بالعزف والغناء والاحاديث الشيقة. كانت علاقتي بالفنان سلمان شكر في هذه السنوات فترات ليست من العمر.
كان سلمان شكر من اوائل طلاب الشريف محي الدين ومن ابرز طلابه. وميزة سلمان شكر هي انه واضب على اسلوب محي الدين في العزف وفي التلحين الموسيقي ولم يحد عنه لذلك كان عازفا منفردا طيلة حياته الموسيقية كما كان معلمه محي الدين. كان سلمان شكر يحب معلمه محي الدين حبا عظيما الى درجة انه اطلق على ابنه اسم الشريف وبقي الى اخر يوم عرفته يعزف كل مؤلفات محي الدين بالبراعة التي تميز بها الفنان العالمي محي الدين حيدر. وكانت مؤلفات سلمان شكر الموسيقية على نفس المنوال بحيث لا يمكن احيانا تمييز موسيقى محي الدين عن موسيقى سلمان شكر.
كان سلمان شكر سفيرا فنيا للعراق اشترك في عشرات المؤتمرات والمناسبات الموسقية في ارجاء العالم ونال التقدير في هذه المؤتمرات كفنان من الدرجة الاولى ورفع اسم العراق في المجال الفني بعزفه وبتآليفه الموسيقية الرائعة.
كان لسلمان شكر وسائر طلاب الشريف محي الدين فضل على اسلوب عزف العود في العراق بحيث انه تميز عن سائر البلدان العربية. واكبر برهان على ذلك ان النطاق الفني في مصر التي كانت الرائدة في عزف العود وفي الموسيقى عموما وجد من المناسب ان يقيم للفنان العراقي نصير شمة مدرسة خاصة تطورت الى انشاء فروع في بلدان عربية عديدة واستطاع هذا الفنان الكبير ان يدرب ويعلم العشرات من العازفين البارعين على الة العود بالاسلوب الذي وضعه وبرع فيه الشريف محي الدين حيدر.
كانت للفنان سلمان شكر بحوث علمية واسعة في المجال الموسيقي وكان يعمل على تحقيق عمل كبير من اعمال الموسيقيين في العصر العباسي بذل عليه الكثير من جهوده ولا ادري ان كان قد استطاع نشر مؤلفه بهذا الخصوص واتمنى ان يقوم بعض معارفه بمهمة البحث عن هذا البحث العظيم وربما نشره. وفي خلال بحوثه هذه نجح في تحقيق بعض القطع الموسيقية من هذه المؤلفات العباسية كان يعزفها في المناسبات والحفلات التي يقيمها.
احد الانجازات العظيمة التي حققها سلمان شكر هو عزفه لكونشرتو العود والاوركسترا التي ساعده في وضعها استاذه في جامعة درم. ان هذا الكونشرتو انجاز نادر لم يتوصل اليه الكثير من الفنانين الموسيقيين العرب.
بمزيد الاسى اودعك عزيزي سلمان شكر ابو شريف واقدم اصدق التعازي الى عائلته واصدقائه وجميع محبيه والى الشعب العراقي كله برحيل هذا الفنان العظيم
حسقيل قوجمان






#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (اخيرة)
- كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (3)
- كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (2)
- كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (1)
- جواب على رسالة قارئ
- حول مقال -كفى خداعا للنفس وخداعا للاخرين-
- حوار مع الاخ هاشم الخالدي
- تعقيب على مقال الاخ باقر ابراهيم
- الاشتراكية كنظرية وحركة والاشتراكية كنظام اجتماعي (2)
- الاشتراكية كنظرية وحركة والاشتراكية كنظام اجتماعي (1)
- مع سعاد خيري في محنتها
- وأد ثورة تموز في مهدها
- شكرا اخي احمد على تعقيبك
- ترك الحزب الشيوعي المنحرف ام العمل على استعادته؟
- الماركسية المتجددة الحلقة الثانية
- الماركسية المتجددة والديالكتيك المتجدد
- المصالحة في عرف بوشتشيني
- تفاوتات الثروة في المجتمعات الراسمالية
- يهود العراق سابقا وحاليا
- علاقة حزب الطبقة العاملة بالنقابات والمنظمات الاجتماعية


المزيد.....




- هل تتوافق أولويات ترامب مع طموحات نتانياهو؟
- أردوغان يعلق على فوز ترامب.. ويذكره بوعده بشأن الحرب في غزة ...
- طائرة تقلع من مطار بن غوريون إلى هولندا لإجلاء إسرائيليين بع ...
- كيف بدأت أحداث الشغب بين مشجعين إسرائيليين ومؤيدين للفلسطيني ...
- إشكال ديبلوماسي جديد يخيم على زيارة وزير الخارجية الفرنسي إل ...
- ألمانيا.. دور مخابرات أمريكية في كشف انفصاليين مسلحين!
- -حزب الله- يعلن شن هجوم جوّي بسرب من المسيّرات الانقضاضية عل ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية في النقب وإسق ...
- خطوات مهمة نحو تنشيط السياحة في ليبيا
- ترامب يبدأ باختيار فريق إدارته المقبلة... من هم المرشحون لشغ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسقيل قوجمان - وداعا صديقي وعزيزي ابو شريف سلمان شكر