أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - التجاني بولعوالي - إلى متى يستمر إقصاء الإسم الأمازيغي؟














المزيد.....

إلى متى يستمر إقصاء الإسم الأمازيغي؟


التجاني بولعوالي
مفكر وباحث

(Tijani Boulaouali)


الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 00:08
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


شاع في الآونة الأخيرة في بعض وسائل الإعلام الهولندية، الحديث حول مشكلة الأسماء التي يطلقها المغاربة المقيمين بهولندا على أبنائهم، حيث إن مصالح تسجيل المواليد الجدد في البلديات الهولندية، لا تتوفر على لوئح خاصة بالأسماء المسموح بها من قبل القانون المغربي، لذلك تحدث من حين إلى آخر بعض المشاكل للآباء، الذين يقدمون على تسجيل أسماء هؤلاء المواليد، حيث يختارون أسماء لا يعلمون ما إذا كان مسموح بها في القانون أم لا.

نسوق في هذا الصدد قصة وقعت لأحد المغاربة المقيمين بهولندا، الذي أطلق على مولوده الجديد اسم (بنيامين!)، ولما اتجه إلى القنصلية المغربية لغرض تسجيله، رفضوا ذلك، لأنه اسم ذو أصل يهودي، فما كان على الأب إلا إعادة تسمية ابنه من جديد، ثم تغيير الإسم الأول الذي سجله به في البلدية الهولندية، وبعد ذلك العودة إلى القنصلية لتسجيله! ومثل هذه النازلة تحدث باستمرار لأفراد الجالية المغربية بالمهاجر، وقد يفسر ذلك بمدى جهل هؤلاء بهويتهم الدينية والثقافية، التي تحتم عليهم اختيار أسماء ذات بعد إسلامي أو عربي أو مغربي، لكن أيصل التقاعس واللااكتراث بالمسؤولين المغاربة إلى درجة تجعل الغير يكشف عن سوآتنا، فنغدو كالمستجير من الرمضاء بالنار!؟

ثم إن ثمة إشكالا آخر يلوح في الأفق، وهو يتعلق بالأسماء الأمازيغية، حيث يفضل الكثير من المغاربة في الخارج تسمية أبنائهم بأسماء ذات طابع أمازيغي، فيسجلونها بشكل قانوني لدى المصالح المختصة بذلك في البلديات الهولندية، غير أنهم عندما يعمدون إلى تسجيلها في القنصليات المغربية يفاجأون بأنها ممنوعة!!!

مما دعا الأحزاب المشكلة للحكومة الهولندية الحالية، وهي الحزب العمالي، والحزب المسيحي الديموقراطي، وحزب الاتحاد المسيحي، إلى طلب توضيح من وزير العدل، حول مدى استعمال لائحة الأسماء المغربية الإجبارية، داخل مصالح تسجيل المواليد في البلديات الهولندية، وتهدف هذه الأحزاب بذلك إلى إرغام هذه المصالح المختصة بتسجيل الأسماء، بتنوير المغاربة الهولنديين بأن ثمة لوائح بالأسماء المسموح بها قانونيا من قبل الدولة المغربية، لذلك فهم مجبرون على العمل بما تحتويه من أسماء، غير أن البلديات ترى بأنه ليس من اختصاصها الإدلاء بتلك اللوائح الإجبارية.

وتجدر الإشارة كذلك، إلى أن القانون المغربي يحث مواطنيه في الداخل، ورعاياه في الخارج سواء بسواء، على أن يسموا أبناءهم بأسماء ذات طابع مغربي خالص، كما يمنع حمل أسماء المدن أو الأماكن، والأسماء الفاحشة، وأسماء الديانات الأخرى، ويحظر اعتماد الألقاب المعروفة في الثقافة المغربية مثل: مولاي وسيدي ولالا.

انطلاقا مما سبق نخلص إلى طرح هذا السؤال المركب، الذي ينبغي لأهل الحل والعقد أخذه بعين الاعتبار؛ إلى متى يظل المواطن المغربي العادي ضحية مثل هذه الإجراءات السخيفة، التي لا يقبلها لا المنطق ولا العرف ولا القانون، لا سيما في خضم التحولات الثقافية والسياسية والاجتماعية الكبرى، التي بدأ يشهدها الواقع المغربي، الذي يُفتخر بأنه واقع ينبني على التعدد الثقافي والتنوع اللغوي والانفتاح السياسي والتسامح الديني، لكن أين موقع هذه الخصوصيات من مثل هذه القضية البسيطة التي راحت تتداولها الصحافة الدولية، على أساس يُفهم منه أن القانون المغربي لايزال متأخرا، مادام أنه لا يستطيع تسوية مثل هذه الأمور التي لا تحتاج إلى ولو سَنْتا من ميزانية الدولة، بقدرما تحتاج إلى ذرة من الجرأة. ثم ألا يدرك أصحاب القرار في المغرب أن استمرار مثل هذا الإجراء، من جهة أولى، فيه إساءة جلية لقسم عظيم من أفراد الجالية المغربية، التي باتت تشكل موردا محوريا للاقتصاد المغربي، ومن جهة ثانية فيه إقصاء لأهم رافد من روافد الثقافة المغربية، الذي هو الأمازيغية، ومن ثم تهديد لجملة من المكاسب التي حققها المغرب في هذا الباب؟



#التجاني_بولعوالي (هاشتاغ)       Tijani_Boulaouali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتتاح جامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام
- استراحة على الطريق بين باريس وأمستردام
- المسلمون في أوروبا.. بين الغرب الأيديولوجي والغرب الإنساني
- الهجرة المعاكسة؛ حلم العودة الذي يأتي ولا يأتي
- الريف في مواجهة الحرب الكيماوية الأولى
- ازدواجية الجنسية في هولندا بين الثابت القانوني والمتحول السي ...
- العجز أم التعاجز العربي؟!
- المسلمون في الغرب بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل
- غدا.. عودة السيف
- القضية الأمازيغية بين رد الاعتبار والتوظيف الأيديولوجي
- جبن الشجعان وشجاعة الجبناء
- نداء إلى كل مكونات المجتمع الأمازيغي حول إعداد قسم خاص باللغ ...
- الإصلاح السياسي لا يتأتى إلا بالوعي الديموقراطي
- استغلال الأمازيغية من حيث هو اعتراف بها
- حول المكسب العلمي الجديد/نموذج الجامعة الحرة بهولندا
- (2) من السماء إلى الأرض
- (1) من السماء إلى الأرض
- مدينة الفراغ
- الحماية الذاتية خير علاج للتهديدات الموجهة إلى المثقفين
- المسلمون بالغرب في مواجهة العداء السياسي والإعلامي


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - التجاني بولعوالي - إلى متى يستمر إقصاء الإسم الأمازيغي؟