أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى السماوي - جذور فكرة تقسيم العراق














المزيد.....

جذور فكرة تقسيم العراق


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 03:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تكن فكرة تقسيم العراق الى ثلاث دويلات هشة ، وليدة القرارالذي اتخذه مجلس الشيوخ الامريكي يوم الاربعاء الموافق 26 أيلول 2007 ..فالتقسيم كان هدفا بريطانيا ، ومن ثم اسرائيليا ، قبل أن يكون هدفا أمريكيا ..

في عام 1921 وبعد اختتام مؤتمر القاهرة ، ظهرت الدعوة الى جعل مدينة البصرة والمدن والاقضية والقصبات التابعة لها ، دولة ً مستقلة غير خاضعة للعراق .. وكان المحرك لهذه الدعوة ، بريطاني يهودي يشغل منصب رئيس محكمة البصرة خلال فترة الانتداب البريطاني ، استطاع حشد مجموعة من الانتهازيين ومحبي السلطة من أهالي المدينة الذين قدموا فعلا طلبا الى المندوب السامي البريطاني بتحويل البصرة الى إمارة مستقلة ، غير ان محاولتهم هذه باءت بالفشل حين تصدى لها بعض كبار الشخصيات الوطنية العراقية آنذاك ، وفي المقدمة منهم المرحومان " مزاحم الباجه جي " و " عبد الكريم الشمخاني " كما ورد ذلك في الجزء الاول من كتاب " تاريخ الوزارات العراقية " للمؤرخ العراقي الشهير" عبد الرزاق الحسني " وفي مذكرات الشخصية الوطنية مزاحم الباجه جي نفسه .

وبعد قيام اسرائيل ، بذل اللوبي الصهيوني جهودا حثيثة للضغط على دول القرار السياسي العالمي من أجل إعادة ترسيم المنطقة ، بوضع خارطة جديدة لدول المنطقة ، غير التي رسمتها خارطة " سايكس بيكو "..

في عام 1957 نشر الصحافي الهندي " كرانجيا " كتابا أثار ضجة عالمية وعربية في حينه ، تحت عنوان " خنجر اسرائيل " تضمن وثيقة سرية اسرائيلية عن خطة عسكرية تهدف الى تحقيق حلمها بإقامة " دولة اسرائيل الكبرى " من النيل حتى الفرات ... تقضي الخطة بتفتيت كل من العراق وسوريا ولبنان ... فيتم تقسيم سوريا بحسب الخطة ، الى ثلاث دويلات ، الأولى " درزية " والثانية " علوية " والثالثة " عربية سنية " وأما لبنان ، فيتحول الى دولتين .. " الاولى " مارونية " والثانية " شيعية " ... أما العراق ، فيتحول الى : " دولة كردية في الشمال " و" دولة عربية في الوسط " على أن تلحق المنطقة الجنوبية بإيران ( مكافأة للشاه زمان كان فتاها المدلل وشرطيها الاقليمي ، ولخلق خلل في منطقة الخليج خدمة للأهداف الاستراتيجية الاسرائيلية والامريكية معا ) .
وحين احتلت اسرائيل في صيف عام 1982 مناطق واسعة من لبنان ، ونجاح ايران في استعادة الكثير من اراضيها في حرب الثماني سنوات ، وبدت كفتها أكثر رجحانا في الحرب ، ظهرت من جديد الدعوة لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات على أسس طائفية وعرقية ، كخطوة على طريق تقسيم دول المنطقة الإقليمية ، لأن مثل هذا التقسيم الطائفي والعرقي ، سيبرر وجودها كـ "دولة عنصرية دينية " ، وسيسهل عليها الهيمنة على دول المنطقة ، وتحويل شعوبها الى مجرد مستهلك للبضاعة الاسرائيلية ..

إن فكرة تقسيم العراق هدف اسرائيلي ـ حتى لو جاء بلسان سيناتور امريكي لكنه يلتقي مع المصالح الامريكية ..

فكرة تقسيم العراق وليدة عقود خلت ، وليست وليدة هذا الشهر .. وهذ ما صرحت به علانية " جوديث كيبر " الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية الامريكية في مقال نشرته مجلة الوسط في عددها الصادر بتاريخ 25/ 12 /1995 حيث ورد فيه : " إن العراق هو أحدى أغنى دول الشرق الاوسط وهو متطور جدا ، ونسبيا يصل الى مستوى بريطانيا وفرنسا ومن المستحيل تجاهل أهميته "

وفي شهر تشرين الاول من عام 1995 نشرت صحيفة " لوموند دبلوماتيك " مقالا بقلم " بول ماري دوغلاس " ( نشرت ترجمته مجلة الوسط ) جاء فيه : " إن منطقة الشرق الادنى هي منطقة حيوية بالنسبة الى الولايات المتحدة الامريكية ، لذلك تعكف على إعادة رسم خريطتها السياسية " ..

وتأسيسا على ما تقدم ، فإن قرار تقسيم العراق الذي اتخذه مجلس الشيوخ الامريكي قبل ايام قليلة ، لم يكن هدفا جديدا ... فهو هدف اسرائيلي امريكي قديم .. وقد يكون من بين الاسباب التي حملت الادارة الامريكية على احتلال العراق وليس رأفة بالشعب العراقي لإطلاق سراحه من قبضة الديكتاتور الذي أسهمت هي في صناعة مخالبه وأنيابه ..

إن القوى الوطنية العراقية مطالبة بالتصدي الحازم لمؤامرة التقسيم .. عليها الكفّ عن التناحر ، وتوحيد الجهد الوطني المشترك ، وردم المستنقع الطائفي الذي أوجدته الادارة الامريكية ذاتها لتتخذ منه ذريعة لتفتيت العراق ..

إن الواجب الوطني ، يحتم على النخب السياسية جميعا ، بلورة موقف موحد يأخذ على عاتقه مهمة إفشال مؤامرة تقسيم العراق ، وذلك من خلال نبذ المحاصصة والتناحر الطائفي ، ووضع حدّ ٍ للمكاسب الآنية ـ حزبية كانت ، أو طائفية ، أو عرقية .



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق أكبر من أن يُبتلع .. وأصغر من أن يُجزأ
- غزل في طائرة
- أنا مثلك يا أنطوان
- همس كالصراخ
- ملاحظات عادية جدا
- قانون النفط وضبابية المستقبل العراقي
- انطباعات
- القصيدة الأخيرة
- أما من جواز سفر مزوّر للوطن ؟
- الحل : تسليح القوات الحكومية وليس العشائر
- نريدُ أن نرى .. لا أن نسمع
- الى الرئيس بوش : الرجاء زيادة سعر الانسان العراقي
- الإنتحار السياسي
- أضغاث يقظة
- من دفتر الأحلام
- أربعون ألف جثة مجهولة الهوية في مقبرة النجف وحدها !!!
- ثلاث رباعيات
- رسالة ثانية الى سيادة الرئيس الطالباني : مظفر النواب ( جيفار ...
- تبريرات مشروعة
- بذور في الحقل السياسي لانقلاب جديد


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى السماوي - جذور فكرة تقسيم العراق