أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سيار الجميل - انقسام لبنان (من ضمن صراعات المنطقة)... هل هو الثمن؟














المزيد.....

انقسام لبنان (من ضمن صراعات المنطقة)... هل هو الثمن؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 11:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يبدو ان الرهان الصعب على انقسام لبنان التاريخي لم يـزل قـائما على قـدم وساق لدى خصومه من خلال برمجة التفجيرات والتخطيط للصراعات الداخلية التي باتت مكثفة ومتسارعة بحيث لا يمكن ملاحقتها.. ويبدو ان لبنان لن يتخلص ابدا من التدخلات الاقليمية والعربية وحجمها الواسع مقارنة بالتدخلات الدولية التي يدركها كل اللبنانيين بطريقة او بأخرى. وان مجرد متابعة المؤرخ الجاد لسلسلة الاحداث الدموية المأساوية التي طالت لبنان منذ مصرع الرئيس رفيق الحريري، سيجد ان الاهداف المرسومة لا تريد رأس هذا او تحجيم ذاك. اسكات صوت هذا ولجم ارادة ذاك، بل انها تريد بما لا يقبل مجالا للشك رأس لبنان نفسه. انها تطمح الى ان يكون لبنان منقسما متشرذما، وكأنه وجها آخر من العراق مع الفارق الكبير بين كل من البلدين.
ان كل من لم يكن له أي بعد نظر في تحليل ما يجري في لبنان من قتل وتدمير، وفهم او استيعاب تداعيات الاحداث المريرة من سلسلة التفجيرات وقتل شخصيات متنوعة الاتجاهات ومتباينة السياسات سيجد ان ليس نظام الحكم نفسه في ازمة فقط كتحصيل حاصل، بل سيكتشف ان الوطن برمته في معضلة حقيقية، خصوصا وان قضايا لبنان التراكمية قد اخذت لها ابعادا خطيرة لم تألفها في السابق ابدا. وان انعكاسات الصراع الاقليمي تتجسد في هذا المحور من مربع الازمات، وبشكل محتدم في لبنان منذ العام 2005، اي بعد كل الذي حدث في العراق من التغيير التاريخي وبشكل دراماتيكي منذ العام 2003 والانتقال من دكتاتورية صدام حسين الى فوضى الاحتلال الى دكتاتورية القوى الدينية.
لقد شهدنا مصرع عدد من الرموز اللبنانية عام 2005 وبطريقة تفجيرات بشعة، لعل اهمها حادث مصرع الشيخ رفيق الحريري. واستمر السيناريو في العام 2006 مع الحرب التي لا معنى لها بين حزب الله واسرائيل والتي كلفت لبنان غاليا والتي صفق لها الجميع من دون عقل ولا تفكير. ولم ينفع الاسف ولا التراجع . ولكن كان لابد من بروز جماعات اسلامية سنية لا يفقه احد طبيعة العلاقة بينها وبين حزب الله الشيعي . وكانت جماعة فتح الاسلام مثلاً قد نشطت على امتداد 2006، لتشعل تمردها ضد لبنان عند النهر البارد الذي عد خطا اخضر! ليدفع لبنان ضريبة وضحايا من نوع آخر في العام 2007. ولما فشلت فتح الاسلام، عاد مسلسل التفجيرات يأكل الرؤوس اللبنانية من ذوي الاتجاهات المختلفة!
ان المسألة ليست سياسية ابدا كما ارى، او انها ذات ابعاد سياسية، بقدر ما تنحو لتنفيذ مخطط خطير ربما يختلف عن ذاك الذي يجري في العراق، ولكنه في النهاية يسعى لتفتيت لبنان وشرذمته وجعله مجموعة كانتونات هزيلة لا تقوى على الحياة ابدا!
ان الصراع في لبنان ومنذ العام 2005 لا يمكن ان نرى شبيها له في صراعات سياسية وطائفية عاشها كل من المجتمع والدولة اللبنانيين على امتداد القرن العشرين. بل وان لبنان اليوم يعيش معضلة تاريخية نادرة الحدوث تختلف تماما عما شهدناه في تاريخه الحديث على امتداد اربعة قرون من حياته الاخيرة ضمن صراعات طائفية معهودة! وان النزاعات اليوم لم تقتصر على طابعها الطائفي المألوف، بقدر ما يسعى الخصوم لجعل لبنان فاقدا لكل عناصره الحضارية وتوظيفه لمصالح اكبر قوة في الشرق الاوسط اليوم تتمثلها ايران.
اما سياسيا، فان خصومه يريدونه تابعا لهم بكل مركزيته العربية وبكل مجاله الحيوي. ثم قطع صلاته التاريخية القديمة والاستراتيجية المعاصرة باوروبا، ليغدو مرآة يعكس التموجات الصاخبة للاحزاب الدينية الاسلامية بكل صنوفها والتي تدير عملياتها وتسلحها وتنفق عليها بشكل جنوني جمهورية ايران الاسلامية.
ان الوعي بهذه « المسألة» غير خاف على اذكياء لبنان من المحللين والمراقبين والدارسين. ولكن ربما يغيب عن العديد من السياسيين والمؤدلجين والعقائديين او حتى من الذين ما زالوا يصفقون للثورة ليس الاسلامية، بل للثورة القومية وهم في جلباب ممزق لم يعد ينظر اليه احد منذ العام 1967. ان الوعي بان الصراع على لبنان الوطن ينبغي ان ينظر الى حركة الاحداث وسيناريوهاتها في كل الاقليم وخصوصا ما يحدث في كل من العراق ولبنان وعلى كل ابناء المنطقة ان يدركوا بأن كلا من البلدين لا يمكنهما ان يكونا ثمنا لما يريده المجتمع الدولي من ايران وحلفائها، وقد جعلها تطلق ايديها وتجثم بنفوذها في كل الاقليم لاسباب لا ندركها حتى الان. ولكن بنفس الوقت لا يمكن للمجتمع الدولي ابدا ان يقبل اي نفوذ يهدد مصالحه الاستراتيجية والحيوية. ان لبنان سيبقى مالكا لارادته الوطنية مهما تقلّمت اظافر هذا الطرف او ذاك في لبنان . ولكن من الخطورة ان يسير لبنان في طريق الانقسام، لأن الانقسام هو الهدف الاساسي الذي يراهن عليه اعداء لبنان في الداخل والخارج.
واخيرا، دعونا ننتظر ما ستتمخض عنه الاحداث القادمة، ذلك ان لبنان حبلى بالاحداث الجسام، وان ثمة متغيرات عاصفة ستحل فيه، واخشى ما نخشاه ان يغدو لبنان اشلاء كالعراق وان يبقى مخترقا، بل وان يصبح مجموعة دول بديلا عن دولة واحدة. وهذا ما ينبغي التنبيه اليه دوما منذ ان قرعنا الاجراس قبل سنين!



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق رواندا جديدة ؟
- تيار المحافظين الجدد : الانتظار ام الاحتضار !
- تغيير النهج ام تبديل الوجوه ؟؟
- معضلة وطن ام مشكلة انسان ؟؟
- ستبقى تركيا حاضنة للمبادئ الكمالية !
- هل تنجح الديمقراطية في مجتمعاتنا العربية ؟
- نداء من اجل حماية ذاكرة العراق !
- من الأمامْ سِرْ .. الى الوََراء دُرْ .. !؟
- المُؤرّخُ محترفََ سياسة ! رؤيةٌ مِهََنيِّةٌ لواقعِ الكتاباتِ ...
- اللقاء الأميركي - الإيراني الثاني: العراقيون آخر من يعلم!
- تعاسة المستقبل الفكر السياسي .. المجتمع المدني بين رجال دولة ...
- الاستراتيجية الامريكية تتحّدى من يفهمها !!
- عن حاجة الشرق الاوسط الى عناصر القوة !!
- القوى السياسية العراقية لما بعد التغيير
- نداء من اجل مستقبل العراق والعراقيين المبادئ لا تخضع للتعديل ...
- المحذوف من تفكيرنا التاريخي العراقي !!
- سلمان رشدي : من صنع هذه الظاهرة ؟
- نازك الملائكة رائدة الشعر العربي الحر
- البرلمان العربي : أين هو ؟ اين دوره اليوم ؟؟
- الفوضى: إنها بانوراما الشرق الأوسط...!


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سيار الجميل - انقسام لبنان (من ضمن صراعات المنطقة)... هل هو الثمن؟