أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - من حكايا الظلم في بلادنا














المزيد.....

من حكايا الظلم في بلادنا


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 11:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


**تاريخك النضالي لا يشفع لك**
صديقي الفتحاوي له مظلمة.. وجاء من اخر الدنيا الى رام الله ليجد حلا لها.. قطع القفار والبحار كي لا تضيع عليه سنوات خدمته، التي امتدت لاكثر من اربعين عاما امضاها مقاتلا وسياسيا.. و دبلوماسي.. جاء هارعا دارعا لانه علم ان تقاعده الذي سيحل قريبا، سيكون عن منصب موظف في اسفل السلم الوظيفي، وبين هذا وذاك فرق كبير في الراتب والمكانة، وصل صديقي المناضل الذي اخلص للوطن ولفتح اكثر مما اخلص لعائلته، ودفع ثمنا لم يدفعه أي من رؤسائه الحاليين في العمل، وصل الى ارض الوطن ومر عبر كل الحدود واجتاز كل الحواجز.. وذهب فورا الى وزارته في رام الله، وهناك قابل المسئولين وهو يحمل في داخله افكارا وخيالات عن موظفين مناضلين-- وصلوا الى مناصبهم بعد ان زكتهم سنوات النضال وشهادات العلم والخبرة-- وكانت مفاجاته الاولى ان مناضلي الامس قد تغيرت حتى اشكالهم ونبرات اصواتهم، وما عادوا ودودين حتى مع زملائهم في النضال الذين يعرفونهم، وتميعت اخلاقهم وصاروا ممسوحي الذاكرة، وبلا لون ولا طعم وطني، وقد لاحظ ان هناك اخرين جدد قد تولوا مناصب رفيعة، دون أي انتماء حقيقي للوطن وللقضية، دخل صديقي الى مكتب مسئول كبير يصنع القرارات، وبيده كل السلطات والصلاحيات، سلم صديقي على ذلك المسئول، وتحدث معه بروح الاخوة النضالية، وكان مفعما بالامل ان يسمعه ذلك المسئول بجدية، ويشاركه الحديث ويتجاوب معه، ظانا ان ذلك المسئول يطرب لسماع حكايا الماضي التليد.. وبعد ان انهى صديقي مقدمة حديثه، التي حاول ان يستعرض بها تاريخه النضالي الحافل بالانجازات، ابتسم ذلك المسئول البارد الاعصاب والحواس، وقال له بنبرة ساخرة: ( انصحك ان لا تعيد الحديث امام اخرين عن تاريخك النضالي )، فابتسم صديقي وسال المسئول بسخرية: لماذا تطلب مني ذلك..؟ وهل ما قلته الان جريمة..؟ فاجاب المسئول: ان حديثك عن تارخك وسجلك النضالي قد يحسب الان عليك وليس اليك..!! الى هنا كانت مقدمة اللقاء مع ذلك المسئول، وعند الدخول في بحث مظلمة صديقي، كان جواب المسئول: ان وزارته مجبرة على اتخاذ قرارات صعبة، قد يتضرر منها الكثير من العاملين، لكن-- وكما قال-- ان وزارته مجبرة على فعل ذلك لضبط الاوضاع، ومكافحة الترهل والتسيب، ولذلك-- ووجه كلامه لصديقي-- ليس امامك الا ان تقبل ما وصلك من قرارات مهما كانت، والا اعتبرت متمردا على اللوائح والنظم، وتدفع ثمن ذلك اضعافا مضاعفة، انفجر صديقي وهو الذي لم يتعود الصمت والسكوت على الظلم قائلا للمسئول: والله انكم تدفعون بي وبامثالي من الذين دفعوا ضريبة الدم دفاعا عن الوطن والقضية الى الكفر بكم، وبحكومتكم وبكل القيادات.. وصرخ هل هذا جزاء كل من ناضل..؟؟ انني الان نادم على كل فعل نضالي قمت به وساهم في وصولكم الى مواقع صنع القرار، واسهم في بناء سلطتكم.. خرج صديقي بعد ان افرغ شيئا بسيطا من غضبه في وجه ذلك المسئول-- الانيق جدا والمدعي المتحذلق كثير الكلام-- خرج صديقي وعاد الى حيث كان، عاد وفي قلبه غصة والما وحسرة، ونطق بالشهادتين وقال وهو يستعد للرحيل: العوض على الله من هالحكومة، ومن هالمسئولين، واعان الله شعبنا عليهم في الايام لقادمة.
هذه قصة حقيقية شخوصها واطرافها معروفين، قصة حصلت مع مناضل وطني مخلص، ينتمي الى الفصيل الاكبر والممسك بتلابيب الحكم في الضفة الغربية.. سالت نفسي بعد ان سمعت من صديقي قصته المؤلمة جدا-- مالذي يجري في بلادنا..؟؟ والى اين تسير الامور..؟؟ ومالذي يحدث لفتح..؟؟ ومن الذي يخطط لاضعافها ومن ثما تفكيكها او تحويلها كليا عن مسارها الوطني..؟؟ والى اين سنصل..؟؟ وما حال عامة الشعب الذين لا ظهر لهم، في ظل حكومات ستاتي قريبا وتتربع على كراسي الحكم، ولا تقيم وزنا للتاريخ الوطني، وتخلو من اي احساس بهموم الشعب، وبالام وامال الفقراء والكادحين.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كانت رايس بجم هيفا
- شعارات لمسيرة ضد غلاء الاسعار
- عن الهراوات في غزة والخليل
- احداث غزة تدمي العين وتعمق الجراح الفلسطينية
- فلسطينيون واعوان للشيطان
- عن جشع التجار وفلتان الاسعار
- قاتل يستحق البراءة
- الجدار.. فضائح بالانتظار
- عيب يا حكومة
- قاضي كعب داير
- الا الخبز يا رئيس
- الهاربون من غزة
- قصيدة رثاء للقائد الشعبي الفلسطيني يحيى ابو فرحة -- دمعة وفا ...
- كلمة تأبين الفقيد يحيى أبو فرحة التي القاها خالد منصور باسم ...
- قمع المتظاهرين سنّة المستبدين
- تصريح صحفي من خالد منصور – عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب - ...
- لا حياد ولا تبعية
- انت في القلب يا غزة
- حلمنا الذي تحول الى كابوس
- نداء من الشبكة الدولية للشباب الفلسطيني من أجل السلام والحيا ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - من حكايا الظلم في بلادنا