أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فدوى أحمد التكموتي - دعوة إلى التغيير المتنى














المزيد.....


دعوة إلى التغيير المتنى


فدوى أحمد التكموتي
شاعرة و كاتبة


الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 11:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تأكل الحيتان الكبيرة في بحر الحياة السمك الصغير , وعندما تطغى أنانية الذات وتسيطر على الكون أجمع , مقابل سطوتها وغزوها وسيطرتها على كل شيء في

الحياة , ماذا بقي لنا , نحن الذين كنا خير أمة أخرجت للناس جميعا, وماذا سيقولون عنا الآخر بكل المقاييس ؟! أمة تجتمع على طاولة المفاوضات واتخاذ الآراء

وتوحيدها في جامعة الدول العربية , وعندما تخرج تكون هناك عدة آراء مشتتة , وإن وجد رأي موحد , يكون هناك إما التحفظ أو الانسحاب , وفي الأخير يكون عدم

تطبيق ذاك القرار الذي من المفروض تم الإجماع عليه , يتساءلون عن السبب الذي جعلهم يبدون بهذا الصورة , الجواب بسيط موجود لديهم , في كونهم كل واحد يريد

تطبيق رأيه , كأنه هو الوحيد على الصواب , فتشد الحبال على أشدها بينهم حتى يصلوا في النهاية إلى تبادل الشتائم وفي أحسن الأحوال السخرية فيما بينهم , فعندما

يرى الآخر هذه الصورة , ماذا سيقول عنا ؟ وماذا سيفعل بنا ؟ أمة تجتمع على التفرقة , هكذا نحن الآن , وبذلك نستحق كلما يفعل بنا من الآخر بكل المقاييس , وما

يقال على طاولة جامعة الدول العربية , يقال كذلك على الدولة , المجتمع , الأسرة , الفرد , فأين يكمن الخلل ؟ وهل هناك أمل في تغيير هذا الواقع الكائن الذي نعيشه ؟

فقد طالبت منا الولايات المتحدة الأمريكية التغيير , وتطبيق الديموقراطية والعدالة , في أي شيء يجب أن نغيره ؟ وبالتالي نطبق الديموقراطية والعدالة , هل فقط نغير

في أجندة جدول جامعة الدول العربية , أم في القوانيين والدساتير يكتبها حبر حتى تصبح الورقة بعد مرور الزمن فاتية وتتمزق ! أم في الفكر الذي يطوي ما خفي من

تقاليد وأفكار رجعية , لامغزى منها سوى الحفاظ على التراث من الخارج , أما في الداخل فقد تآكلت أسنانه من التسوس حتى تهارأت وتساقطت , فأي تغيير يراد به ؟

فقد ذكر القرآن الكريم * لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم * , فإذا كنا نقول أننا خير أمة أخرجت للناس , ونؤمن بها فعلا بالفعل لا بالقول , بداخل النفس لا

من خارجها , فإن التغيير سيكون ممكنا بدون أن يوحى إلينا من أية جهة , وبما أننا نريد أن نكون زجاجا لامعا براقا من الخارج ومسوسا من الداخل فلا وجود مطلقا

للتغيير , وسيبقى فقط على الأوراق التي تبقى هي الاخرى مجرد حبر , يأكله الدهر بتعاقب الأيام ويزول .

أما التغيير الذي يكون نابعا من النفس والذات, فلا بد من أن يدحض كل فكر رجعي , وكل التقاليد الخرافية ليس المغزى منها سوى الحفاظ على التراث , وما سلكه

السلف , فإذن التغيير لابد أن يطال أولا وأخيرا الفكر , وهذا الفكر يبتدأ من الفرد فالأسرة , فالمجتمع فالدولة , حتى يتحقق التغيير , ولكن مادام الفرد تطغى عليه لغة

الذات , ولغة السيطرة , وأكل الحيتان الكبيرة السمك الصغير , من أجل أن يسيطر ويجلس على مقعد الريادة واتخاذ القرار وصنعه , فلن يكون هناك مطلقا شيء اسمه

التغيير , بل وجود الذات الواحدة والوحيدة القوية المسيطرة , خارجها براق لامع , داخلها مسوس تهارأت أسنانه حتى سقطت .



#فدوى_أحمد_التكموتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحسرات الذات
- الحلم المستحيل
- الدماء بدل الأمان
- قسوة الزمن
- حبل الوريد
- قراءة في النتائج الأزلية للانتخابات البرلمانية المغربية 2007
- حرية التفكير
- طعنات هلكى
- الحب ... وأشواك السلام
- الصمت الرهيب
- قرار في الرحيل
- موضوع الإرهاب والأحداث الجارية في المنطقة العربية والإسلامية
- ردا على مقالة الدكتور عمار بكار * قل لي قصة حبك أقل لك من أن ...
- ا ليهود المغاربة . التأثير على القرا ر السياسي الإسرائيلي نم ...
- التسييس الديني
- رسالة إلى أصحاب القرار
- رسالة إلى أدونيس
- رساة إلى أدونيس
- رهبانية ... حبك
- رسالة على حصان البراق


المزيد.....




- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا
- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فدوى أحمد التكموتي - دعوة إلى التغيير المتنى