أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - لماذا لا يُحاكَم مبارك بتهمة شائعة موت الشعب المصري؟















المزيد.....

لماذا لا يُحاكَم مبارك بتهمة شائعة موت الشعب المصري؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 11:57
المحور: حقوق الانسان
    


لو كان هناك عدل في هذا العالم لوقف الرئيس حسني مبارك أمام القضاء بتهمة نشر شائعة موت الشعب المصري بدلا من وقوف صحفيين واعلاميين نشروا خبرا دون أن يتأكدوا من عزرائيل نفسه أنه لم يقم بعد بزيارة سيد القصر في ميونيخ أو باريس أو القاهرة أو شرم الشيخّ!

الرئيس حسني مبارك مسؤول مسؤولية كاملة طوال ربع قرن عن ترويج شائعة موت الشعب المصري، واصدار شهادة موثقة من كل زبانيته ولصوص قصره وكلاب أمنه أن المصريين ماتوا عام 1981، وتم دفنهم ، وخرج الرئيس والرئيسة ووولداهما في الجنازة، وقاموا جميعا باهالة التراب على أعرق شعوب الأرض.

الرئيس مبارك نثر شائعة موت شعبه عندما أمر بأن يضرب ضابط أمن أحد القضاة بالحذاء، ويسبه على مسمع من عشرين ألف قاض قائلا: حتى لو كنت مستشارا فأنت ابن كلب.

وتأكدت الشائعة لديه عندما تحرش رجال أمنه بفتيات مصر العفيفات، وشاهد الملايين على الشاشة الصغيرة كرامتهم وحرمتهم يتم انتهاكها، ثم أكملوا مشاهدة بقية المسلسل التلفزيوني، وخلدوا إلى نوم عميق.

وكان واثقا ثقة اليقين من أن شائعته بموت الشعب المصري أضحت حقيقة واقعة، بعد صمت جيش العبور والأبطال، ومئات الآلاف من أفراده يرتعدون خوفا وهم يراقبون من ثكناتهم أبناءهم واخوانهم وأحبابهم يتعرضون للمهانة والضرب والتعذيب والحرق والاغتصاب، ثم تتم سرقة ونهب أموال الشعب، وكأن نياشين الأبطال تبخرت في سماء مصر فتكونت سحابة سوداء لا يدري المرء إن كانت تحمل غازات سامة أو تستعد لتُسقط دموعَ المصريين فوق النيل الخالد.

ولم يخالج الرئيسَ أدنى شك في أن المصريين بكل ما يحملون من شهامة ونجدة الملهوف والحفاظ على الكرامة ماتوا مع وصوله إلى الحكم، فقررتْ السيدة الرئيسة في مواجهة حق الصحافة التي نشرت بأن صحة الرئيس ليست ( زي الفل )، أن تقدم الأحرار والشرفاء إلى محكمة تم ارسال الحُكم الذي ستصدره من مكتب الرئيس أو مكتب رئيس لجنة السياسات لكي يثبت الطاغية أن حذاء الضابط كان يمثل أوامر السلطة التنفيذية للسلطة القضائية، أما السلطة التشريعية فهي في أغلبها موزعة بين خدم الرئيس من الحزب الوطني، ودعاة ( الاسلام هو الحل )، الذين يلعب أكثرهم الثلاث ورقات المقدسة.

حزب الغد الذي منح نصف مليون من أتباعه أصواتهم لزعيمهم، صمت كل أعضائه رغم أن الدكتور أيمن نور يتعرض لأحط عملية موت بطيء تقوم بها سلطة طاغية.

الاخوان المسلمون لا يزالون في حيرة من أمرهم منذ عام 1928، فهم يعطون الأولوية لتربية الفرد المسلم ، ثم امتدت العدوى إلى كل قطاعات الشعب، وأصبح كل المسلمين دعاة وقضاة ومبشرين ومنذرين ومنتظري شهادة، ولكن نسبة الأمية ارتفعت، والادمان على المخدرات تمكن من جسد نصف مليون مصري، والفساد اليومي أصبح نصيبُ الفرد منه أكثر من عدد صلواته.

الناصريون يعلمون أن إرث الزعيم الراحل لم يتبخر في الهواء، وأن مشروعا قوميا ووطنيا يستطيع أن يصمد، ويجابه الطاغية، لكنهم قاموا بتغيير الناصرية عدة مرات.

الوفديون منشغلون بحروب داخلية، وبسباق على الزعامة بدون طربوش.

الآن كشّرت المباركية عن أنيابها أكثر من أي وقت مضى، في الوقت الذي لا تستطيع قوى المعارضة الوطنية أن تتوحد على كلمة سواء للوطن وليس لغيره.

العصيان المدني .. تلك الدعوة النبيلة للاطاحة بمبارك قتلها حزب الكرامة عندما قام بتحويلها إلى عمل سلبي في 23 يوليو الماضي، والجلوس في البيت في يوم عطلة لمشاهدة التلفزيون.

كلنا على قائمة الاصطياد، كما وصفها الكاتب الوطني الكبير محمد عبد الحكم دياب، وسيقوم الطاغية المستبد بتصفيتنا واحدا تلو الآخر، والتصفية هنا قد تكون أدبية أو جسدية أو اتهامات مزورة، أو تخصيص زنزانة تحت الأرض لكل من يعارض توريث عرش مصر من مستبد إلى مستبد، ومن ارهابي يحتضر إلى ارهابي شاب.

العدالة تقتضي أن يقف حسني مبارك أمام ممثليها، ويخفي وجهه بيديه من الخجل والعار، وأن يوجه له القاضي دون أن يُلَوّح ضابط أمن بجزمته أمامه سؤالا عن صحة شائعة موت الشعب المصري.

ولكن قبل المحاكمة ينبغي أن ينفي الشعب العظيم عن نفسه تهمةَ الموت وذلك بالتمسك بالحياة والكرامة والعزة، وأنه المالك الحقيقي لمصر وليس عصابة الأربعة.

أيها الصحفيون والاعلاميون والمثقفون والوطنيون والأكاديميون والعلماء ورجال الدين الاسلامي والمسيحي وكل الأحرار والشرفاء من مقيمين على أرضها أو مهاجرين بعيدا عنا...

الطاغية لا يختلف عن نيرون، وسيحرقنا جميعا ومعنا مصرنا إن لم نسارع بازالة كل الفوارق الحزبية والعقائدية والمذهبية والايديولوجية والاجتماعية، وتبقى مصر .. مصر فقط هي التي نسمع صراخها ونحيبها وأوجاعها وآلامها، واستصراخها إيانا.

مرة واحدة نلبي نداء مصر في أكثر من ربع قرن ..

مرة واحدة نقول بصوت مشترك وعال كما قالت كل شعوب الدنيا: إن مصر بلدنا وليست ملكية خاصة لهؤلاء اللصوص القساة.

مرة واحدة يقول المصريون بأنهم لا يقلون شجاعة عن الرهبان البوذيين المسالمين في رانجون.

مرة واحدة نقف أمام الطاغية ونصرخ في وجهه بأن شهادة وفاة الشعب المصري التي استخرجها مزيفة، وأن فينا نفخة من روح الله،

مرة واحدة نغضب، وحينئذ ستبتهج السماء والأرض، وسيقول أحفادنا بأن أجدادنا مروا من هنا، وحرروا مصرهم، وتركوا لنا بلدا حرا كريما.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://taeralshmal.jeeran.com
http://www.taeralshmal.com
[email protected]
http://Againstmoubarak.jeeran.com
http://blogs.albawaba.com/taeralshmal



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات .. يموت .. سيموت الرئيس! قراءة في حلم لم يتحقق
- أصل الحكاية ما تضحكش
- الشيطانان
- المطاوعة .. الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف
- تصفية القضية الفلسطينية في صراع الأشقاء
- لماذا لا يكترث حكام الخليج لخطر التواجد الآسيوي؟
- حوار بين منقبتين في أحد الأسواق الشعبية
- هل تَحَوّل الأفارقة كلهم إلى محتالين؟
- استدعاء عاجل لصدام حسين من قبره
- الكتاب الأخضر في القارة السمراء .. أوهام العقيد
- ليلة القبض على سوريا
- لماذا لا يؤمن المصريون بأن مصر بلدهم؟
- ارفعوا أيديكم عن المغرب
- رسالة عتاب من إبليس إلى المسلمين
- السجونُ الأردنيةُ تخرج لسانها للسجون العربية
- العراق يحترق بنار الطائفية والكراهية و .. قوات الاحتلال
- التونسيون يتنفسون بأمر الرئيس
- محاولات لتخريب الشخصية المصرية
- لماذا أحلم بحبل المشنقة حول عنقك؟
- مدونة تجديد الدعوة للعصيان المدني في مصر


المزيد.....




- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...
- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - لماذا لا يُحاكَم مبارك بتهمة شائعة موت الشعب المصري؟