|
((دور الفكر في السياسة والمجتمع))
صاحب الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 11:57
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
صدر في دمشق للعام 2007 كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((دور الفكر في السياسة والمجتمع)) ويعد الكتاب الرقم 15 للمؤلف حيث جاء في مدخل الكتاب: استندت معظم النظريات المتعلقة في الشؤون السياسية والاجتماعية على الفكر لخوض صراعها مع التوجهات الفكرية المضادة الممثلة لمصالح طبقات أو فئات اجتماعية متعارضة. وحشدت كل منها المبررات للانتقاص من ادعاءات الطرف الآخر لتسعير حالة الصراع وكسب المزيد من المؤيدين لفرض توجهاتها على المجتمع، متعكزةً على قيم الخير لاتهام الطرف الأخر بتمثيل القيم الشريرة. إن الاحتكام لقيم الخير أو الشر في الصراع الاجتماعي بين التوجهات المتعارضة لايخرج عن سياق الصراع المثيولوجي، لكنه يعبر عنه بصياغات معاصرة تنهل من ذات المفهوم الشرطي الذي يبشر بما ينبغي أن يكون أو أن لايكون في قيم المجتمع. والتوجهات المتعارضة مع اشتراطاته ينبغي عليها الانصياع وإلا فإنها تجبر على القبول به عن طريق العنف والاستبداد!. تعد النظريات السياسية والاجتماعية، نظريات خارجة عن السياق العلمي ولم يجر التحقق من صدقها على صعيد الواقع في بيئات اجتماعية مختلفة، وأكدت معظم نتائج تطبيقاتها العملية في بيئات محددة على عدم صدقها مع الواقع المعاصر كونها تمثل حقباً تاريخية مغايرة، ولم تجار ما شهده العالم من حداثة وعصرنة. وفي الوقت ذاته لم يجر عليها أي تطور يجعلها تتوافق وآليات التطور والحداثة المعاصرة، وظلت صياغاتها جامدة تمثل مرحلة تاريخية معينة لايمكنها أن تقدم إجابات وحلول لمشكلات العالم المعاصر وأزماته. في حين التوجهات الفكرية المعاصرة استندت إلى مبدأ تحقيق المصالح لكافة فئات المجتمع دون الفكر من خلال إجراء تسوية عادلة ومنصفة بين فئات المجتمع للحصول على المنفعة المباشر دون الحاجة لخوض الصراع الفكري- الاجتماعي المصحوب بالعنف والاستبداد!. إن التطبيقات العملية لمبدأ تحقيق المصالح بين فئات المجتمع لجني المنفعة العادلة والمنصفة، أثبت صدقها في معظم الدول الديمقراطية في العالم وحصدت المؤسسات السياسية المتبنية له على أصوات معظم الناخبين عبر الاقتراع وفازت بالسلطة السياسية. وبالمقابل فإن الكيانات الحزبية المتبنية لمصالح طبقة أو فئة اجتماعية واحده تراجع رصيدها من المؤيدين، لأنها مازالت تتبع آليات متعارضة والنهج الديمقراطي. مازالت الكيانات الحزبية في الدول المتخلفة تتبنى النهج الفكري ذاته الذي فات الزمن عليه، فالآلياتها التنظيمية لم يجر تحديثها وما زال رئيس الكيان الحزبي له الكلمة الفصل في جميع القرارات ومازالت قيم الراعي والقطيع المعكوسة معتمدة بين القيادة والكائنات الحزبية. فهي لاتجد فيهم سوى مشروع للتضحية، ووقود للصراع الاجتماعي وتقتصر مهامهم على التضحية لأجل ضمان سلامتها. وترفض إجراء أي تحديث أو عصرنة لكياناتها الحزبية بهدف الارتقاء بها لمستوى مؤسسات سياسية تعنى بالشأن العام، خشيةً لفقدان مصالحها الذاتية المتعارضة مع مصالح المجتمع. إن الأنماط المبتذلة من العمل السياسي في الكيانات الحزبية في الدول المتخلفة، هي نتاج نهج وسلوك قيادتها من الجهلة والأميين، فغالبيتهم لايحظى بالدراسة والتحصيل ولايعي ماهية السياسية ولا موجبات العمل السياسي ولا حتى ماهية التوجهات الفكرية لكيانه الحزبي!. في حين تستقطب المؤسسات السياسية في الدول المتحضرة في صفوفها نخب المجتمع من المفكرين والعلماء والمثقفين لإدارة شؤون الدولة والمجتمع، في الوقت ذاته فإنها تعمل على إعداد الكادر السياسي المدرك لتوجهاتها والقادر على إقناع الناخبين ببرامج مؤسسته السياسية الساعية لتحقيق المنفعة المباشرة لكافة فئات المجتمع من دون استثناء. ولاتسعى المؤسسات السياسية للكسب الحزبي وإنما تعمل على حشد المؤيدين لبرامجها الانتخابية المحققة لمصالح المجتمع، للفوز بالسلطة السياسية. فبالرغم من أن النظم الاستبدادية انحسرت في أوربا لصالح النظم الديمقراطية، لكنها مازالت سائدة في الدول المتخلفة التي تعاني من الجهل والأمية والفقر ومن تغييب نخبها السياسية والثقافية الحقة عن قيادة الدولة والمجتمع لمصلحة الجهلة والأميين مما زاد انحطاطها وتخلفها. ولاسبيل لخروجها من هذا المأزق إلا بإسقاط أنظمة الاستبداد واعتماد أنظمة ديمقراطية مستندة لمؤسسات المجتمع المدني وتقودها مؤسسات سياسية من النخب العلمية والثقافية المتسلحة بالعلوم والكفاءة لقيادة الدولة والمجتمع بما يحقق مصالح كافة الفئات الاجتماعية وضمان مستقبلها في العيش الكريم. يتناول الكتاب المحاور والتصورات السابقة بشيء من التفصيل المصحوب باستشهادات العديد من المفكرين والفلاسفة والعلماء والسياسيين والمثقفين........وتبيان وجهات نظرهم في دور الفكر في السياسة والمجتمع في عالمنا المعاصر الذي يشهد تطورات متسارعة في العلوم التكنولوجية والمناهج الاقتصادية والسياسية وما تخلفه من سياسات ايجابية وسلبية على المجتمعات البشرية.
#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((رؤية الفلاسفة في الدو
...
-
نداء وتحذير للبرلمان العراقي والقوى الخيرة من أبناء شعبنا -ب
...
-
الخطاب النسوي في المجتمع
-
أنسنة الإنسان ونبذ السياسة
-
موجبات الاختلاف في العمل السياسي
-
الدولة والأمة
-
سوق المزايدة السياسية على التاريخ والوطن والأمة
-
الهوية وعقدة الهوية
-
الوطن والأمة
-
طواطم وديناصورات الكيانات الحزبية
-
الأشرار في حكومة المحاصصة القومية والطائفية
-
المسؤول والمستشار
-
الرئاسات الثلاث من الفشل إلى الفضيحة
-
المثقف ووعلاظ السلاطين
-
المثقف والدين
-
فن الرسم
-
مواصفات المترجم
-
فن الترجمة
-
الصداقة والعداء في الوسط الثقافي
-
علاقة المثقف بالكتاب والمكتبة
المزيد.....
-
هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ
...
-
المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل
...
-
-تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
-
صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري
...
-
تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ
...
-
بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل
...
-
برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا
...
-
سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية
...
-
-تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات
...
-
شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|