أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الكحل - فوز الهمة وفشل بن جلون أية دلالة ؟














المزيد.....

فوز الهمة وفشل بن جلون أية دلالة ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت الانتخابات التشريعية 2007 دون أن تنتهي تداعياتها . بل فتحت أكثر من فرصة للتحليل والدراسة ، سواء على مستوى النتائج أو على مستوى المصداقية . وستركز هذه المقالة المتواضعة على تأمل النتيجة الانتخابية لشخصيتين على قدر كبير من الاختلاف الفكري /الإيديولوجي وعلى تباين واضح في الموقف من نظام الحكم . وأقصد بالشخصيتين : فؤاد عالي الهمة وأحمد بن جلون . والتركيز على هذين النموذجين يسعف كان بغرض قراءة الواقع السياسي والحزبي قراءة أكثر واقعية . فبالنسبة لفؤاد عالي الهمة الذي ترشح في دائرة الرحامنة ، فازت لائحته بما مجموعه : 41256 صوت . أي بنسبة 72,13 من مجموع الأصوات المعبر عنها . بينما حصل مرشح دائرة الرباط المحيط أحمد بن جلون على 666 صوتا ،أي بنسبة 1.52 . وانطلاقا من هاتين النتيجتين يمكن استنتاج الآتي :
1 ـ إن فشل السيد بن جلون في الحصول على النسبة المؤهلة من الأصوات لدخول البرلمان له أكثر من مغزى .
الأول : أن التصويت الإيديولوجي في تراجع وانحصار . إذ رغم أن أحمد بن جلون هو شقيق المناضل عمر بن جلون الذي ناضل واستشهد من أجل الدفاع عن قضايا البسطاء والمحرومين ، فإن القرابة الدموية والقناعة الإيديولوجية لم تقنعا عموم الناخبين بالتصويت لفائدة مرشح حزب الطليعة .
الثاني : أن الرهان على الشعارات والمبادئ لإقناع الناخبين أو استمالتهم ، رهان خاسر . إذ لو أن الأمر يتوقف فعلا على الشعارات والمبادئ لكان السيد ين جلون ولائحته على رأس الفائزين بالعضوية في البرلمان وبثقة الناخبين .
الثالث : أن التاريخ النضالي للشخص أو للحزب لم يعد القيمة الرئيسية التي على أساسها يتم اختيار مرشح دون غيره .
الرابع : أن معارضة النظام أو مواجهته لم تعد "أصلا تجاريا" يضمن الربح السياسي لذوي الأصول الراديكالية أو لفروعهم .
إذن نحن أمام مرحلة جديدة تتسم بأفول العامل الإيديولوجي لصالح العوامل المادية . حيث تبلور وعي لدى المواطن المغربي أن زمن الراديكالية في المواقف والأهداف قد ولى . لقد مر زمن على المواطنين ظلوا يتطلعون إلى من ينوب عنهم في مواجهة "المخزن" ويخلصهم من الاستبداد والقهر . حينها كان النضال مطلوبا والمناضل محبوبا لأنه كان يجسد رغبة الناس في التحرر والتعبير . لهذا كان المواطنون يدعمون كل مناضل ويحتضنونه . إذ بقدر الإحساس بالظلم والقهر يتولد التمرد بأشكال شتى . فهل لازالت طبيعة النظام تستدعي النضال ؟
2 ـ إن فوز لائحة فؤاد عالي الهمة في الانتخابات بكل مقاعد دائرة الرحمانة وبنسبة 72,13 % ، فيما حصل حزب الطليعة فقط على 166 صوتا ، أي بنسبة لا تتعدى 0.29 % . علما أن الهمة لم يخبر المعتقلات السرية ولا العلنية كما لا يحمل آثار التعذيب ولا معاناة الاختفاء القسري . إذن ما الذي أقنع ثلثي الناخبين بدائرة الرحامنة على كسر قاعدة العزوف والتصويت بكثافة على لائحة الهمة ؟ إن الأمر يدعو فعلا إلى الوقوف مليا عند الحدث . ذلك أن الهمة لا يواجه "المخزن" كما فعل الراديكاليون من قبل حتى يكسب تعاطف المواطنين . كما أن مسئوليته الحكومية التي استقال منها لم تكن عنصر استقطاب الناخبين وكسب الأصوات . إذ لو أن المنصب الحكومي ضمانة للفوز لكان جميع المرشحين من الوزراء أول الفائزين . ألم يخسر الأشعري ونزهة الشقروني ونبيل بن عبد الله ومحمد بوطالب ـ وهم وزراء ـ المنافسة في الانتخابات الأخيرة ؟ ما الذي منعهم من استغلال النفوذ وتوظيف الإدارة لصالحهم ووزير العدل منهم وحليفهم ؟ إذن هناك عناصر جديدة دخلت المعترك السياسي وأثرت على اتجاهات المواطنين ومواقفهم . وأبرز هذه العناصر :
أ ـ أن النظام الملكي ـ في عهد محمد السادس ـ استطاع أن يتخلص تدريجيا وعمليا من التصورات السلبية التي تكونت لدى المواطنين على مدى العقود السابقة ، بفعل سياسة القمع التي طبعت علاقة "المخزن" بالمواطنين ، لدرجة أن الموروث الشعبي صنف المخزن إلى جانب الحريق والفيضان من حيث خطورته كما يلخصه المثل الشعبي ( الله ينجيك من العافية(=الحريق) والفيضان والمخزن) . واستطاع الملك أن يؤسس للمفهوم الجديد للسلطة الذي كان من نتائجه المصالحة بين الدولة والمجتمع وتوسيع هامش الحريات . وجاءت نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة لتثبت ـ بتعبير خير الله خير الله ( أن ليس في الإمكان الاستهانة بالفكر الوسطي المترسخ في المجتمع المغربي من جهة ولا بالجهود التي بذلت والإصلاحات التي نُفَذت من أجل نقل البلد إلى مرحلة جديدة من جهة أخرى. أنها مرحلة لا تستند إلى استخدام القمع في أي شكل من ألأشكال بمقدار ما تقوم على معالجة الظواهر الاجتماعية الشاذة بالذهاب إلى الجذور ) جريدة الغد الأردنية 16/9/2007 .
ب ـ أن الملك ـ بفعل المبادرات السياسية والاجتماعية التي اتخذها غدا يمثل الفاعل الحقيقي الذي يكسب ثقة المواطنين .
ج ـ أن الأحزاب السياسية ، بفعل تهافتها على المقاعد البرلمانية والحقائب الوزارية ، أصبحت ضحية العناصر الفاسدة والانتهازية التي أغرت المواطنين بالشعارات وأهملت قضاياهم الجوهرية . بل أدرك المواطن أن البرلمان غدا مشلولا وعبئا بسبب عطائه المحدود وعجزه عن محاربة الفساد . الأمر الذي ( جعل العديد من المغاربة ينظرون إلى كل محتج أو صاحب خطب إدانة رنانة نظرة ريبة ، وتصنيفه ضمن لائحة من يبحث عن نصيب ) مجلة "أمل" عدد 31/32 .
د ـ أن عموم المواطنين اقتنعوا أن أسلوب مواجهة النظام لم يعد مطلوبا لتغيير أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية . ومن ثم لعبت علاقة الصداقة مع الملك دورا حاسما في فوز لائحة فؤاد عالي الهمة . فالناس باتوا بحاجة إلى من ينقل مشاكلهم إلى الملك أكثر ممن يطرحها تحت قبة البرلمان . لهذا ستكون مسئولية الهمة أكثر جسامة لأنه فاز بفضل مصداقية الملك وعليه أن يفي بحسن تمثيلها عبر البحث عن حلول لمشاكل دائرته الانتخابية .
إذن الرسالة التي وجهها الناخبون إلى الطبقة السياسية لا تزيد عن كونها تنبههم إلى أن التنافس يجب أن يتوخى خدمة الوطن ومصلحة المواطنين وليس اكتساح قبة البرلمان .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين إدريسين يتشكل المغرب الجديد
- الأوصياء على الدين أول من يخرق تعاليمه.
- تداول الأدوار أم تغيير المواقف؟
- القراءة -الجهادية- للدين تقود حتما إلى العنف والإرهاب(2)
- القراءة -الجهادية- للدين تقود حتما إلى العنف والإرهاب(1)
- هل يمكن أن يصير العثماني أردوغان المغرب ؟
- هل ستكون الأحزاب في الموعد الذي حدده الملك ؟
- حوار لفائدة موقع إسلام أون لاين
- لتكن المواجهة شمولية ضد الفساد والإرهاب
- بريطانيا تذوق السم الذي طبخته
- العدل والإحسان تداري عن الفضيحة بادعاء الفضيلة
- أوهام المراهنة على التحالف أو الإدماج السياسي لجماعة العدل و ...
- حتى لا تتسلل ولاية الفقيه إلى البرلمان .
- هيئات العلماء ومواجهة الإرهاب أية استراتيجية ؟
- حماس لن تقبل بأقل من الإمارة والسلطة
- هيئات العلماء ومسئولية الانخراط في حركة الإصلاح الشامل .
- مواجهة الإرهاب قضية خارج دائرة اهتمام المجالس العلمية.
- العيب في ثقافة البداوة وليس في بول الإبل
- الجزائر نيوز تحاور الباحث والكاتب المتخصص في الجماعات الإسلا ...
- المراجعة فضيلة لم تنضج بعد شروطها لدى شيوخ التطرف


المزيد.....




- أسقطه عن اللوح ونهش ذراعه.. شاهد ما حدث لراكب أمواج هاجمه قر ...
- تأثير غير متوقع من -ميلتون-.. طفلان يعثران على طيور مدفونة ح ...
- مفتي عُمان ينعى يحيى السنوار: لحق بأسلافه -المجاهدين-
- المخابرات الكورية الجنوبية: بيونغيانغ ترسل قوات لمساندة روسي ...
- ميلوني من بيروت: استهداف اليونيفيل -غير مقبول-
- مصير حماس بعد -ضربة- مقتل السنوار.. وهل تتوقف الحرب في غزة؟ ...
- برلمان ألمانيا يقر حزمة أمنية جديدة ومجلس الولايات يرفض جزءا ...
- مصر تحذر من استدراج المنطقة لحرب واسعة تداعياتها بالغة الخطو ...
- لبنان يستدعي سفير إيران في بيروت بعد تصريحات قاليباف في -لحظ ...
- لافروف يوجه رسالة لإسرائيل عن لجوئها للاغتيالات السياسية وضر ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الكحل - فوز الهمة وفشل بن جلون أية دلالة ؟