سمير عادل
الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 12:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الموقف من قرار مجلس الشيوخ الأمريكي من تقسيم العراق إلى فيدراليات
اصدر اليوم مجلس الشيوخ الامريكي قرارا بتقسيم العراق الى فيدراليات مناطقية. ان هذا القرار يأتي بعد اكثر من اربع سنوات من تقسيم العراق بشكل قانوني ودستوري وسياسي الى الفيدراليات المذكورة . ان السلطة السياسية في العراق ومنذ اعلان احتلال العراق وتشكيل مجلس الحكم وضع على اساس طائفي وعرقي. وهكذا تشكلت ثلاثة حكومات طائفية وعرقية متعاقبة وسّنَ دستور طائفي وعرقي يعطي الغطاء القانوني لذلك التقسيم المقيت. وما يدور اليوم من صراع على أعلى هرم للسلطة السياسية في العراق وقتل المليشيات الطائفية والعرقية للجماعات المتصارعة في اعلى الهرم المذكور للآلاف من الابرياء خلال السنوات المذكورة هو التعبير الواضح لحصول كل جماعة على حصة اكبر من السلطة والنفوذ والثروات من خلال سياسة التقسيم الطائفي والعرقي للمجتمع العراقي.
ان قرار مجلس الشيوخ الامريكي الاخير ينهي حالة الجدل الدائرة داخل الهيئة الحاكمة الامريكية في تقسيم العراق او عدم تقسيمه. وهذا القرار هو اعتراف واضح بفشل السياسة الامريكية من احتلال وتدمير في خلق مجتمع عراقي مستقر حسب النموذج الامريكي في المنطقة. وان قرار التقسيم هو الورقة الاخيرة للهيئة الحاكمة لخروج قوات الاحتلال من المأزق الذي وصلت اليه وانقاذ ما يمكن انقاذه من المشروع الامريكي في العراق والمنطقة.
على صعيد القوى الطائفية والعرقية المحلية، يتخذ القرار سندا اضافيا في المضي قدما في تنفيذ اجندتها. ولقد نجحت تلك القوى التي أيدت بشكل سافر احتلال العراق ووحشية الجرائم التي ارتكبت بحق الجماهير وتسليط مليشياتها في التطهير الطائفي والعرقي بالوصول الى اهدافها على الاقل في هذه المرحلة.
ان تقسيم العراق على اساس فيدراليات طائفية وعرقية يعني وضع مصير جماهير العراق تحت السلطة الرجعية لمليشيات الجماعات الطائفية والعرقية وفرض اكثر اشكال الافكار والقوانين رجعية على المجتمع العراقي. من جهة اخرى يعتبر التقسيم المذكور وضع ختم الهوية الطائفية والقومية على جبين جماهير العراق وسلب الهوية الانسانية لها ورهن مصيرها ومستقبلها بيد العصابات الطائفية والعرقية.
اذا كان من المقرر ان يكون العراق دولة واحدة فيجب ان يكون لها قانون واحد يعامل البشر على اساس الهوية الانسانية.
ان مؤتمر حرية العراق يدعو جماهير العراق للالتفاف حول رايته "لا شيعية.. لا سنية.. الهوية انسانية" " لا لفيدراليات الاحتلال التي تسلب البشر هويته الانسانية" للتصدي لمشاريع الاحتلال. ان ما تعانيه جماهير العراق من الفوضى السياسية ودوامة العنف والارهاب والقتل على اساس الهوية هو نتاج الاحتلال وسياسته. ان مؤتمر حرية العراق يستغل هذه المناسبة كي يدعوا جماهير العراق لتصعيد نضالها والالتفاف حول المؤتمر لطرد الاحتلال. فلا امن ولا استقرار دون انهاء الاحتلال.
#سمير_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟