عبد الكريم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 2053 - 2007 / 9 / 29 - 09:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تنقل فضائيات العالم الإسلامي العمليات الانتحارية الفلسطينية ( حماس والجهاد الإسلامي )
والقاعدية ( القاعدة ) والشيعية الإيرانية المنبع ( العراق ولبنان ) باعتزاز وبفخر دون أيّ وأعز
إنساني لمَشاهد ما تنتجه هذه العمليات ( الجهادية ) على المسلم مِن تهشيم لمنظومته العقلية
وألاخلاقية والثقافية, ثم إعادة انتشالها وبناؤها على أسس تُمجد الموت والانهيار والعبث في حياة
الآخر الذي لا يخضع للنص المقدّس ( القرآن والحديث ودولة الخلفاء ) , أما الآخر (غير المسلم
أو المسلم أللامسؤول عن ترقيم دوائر الأحوال المدنية وديانة الرحم ) يتساءل بخوفٍ واضطراب
أقادمون البرابرة ؟ .
* * *
كيف الأم تهلهل فرحاً لَانَ ابنها في انتحاره تَرك مزاريب للدماءِ تسيل على أسفلت الشارع
وحديد الحافلات وعجلاتها (أطفال ... شيوخ ... نساء ... جنود ... مراتب عُليا ... كلاب أو
قطط أو ربما جرذان أو فراشات ...... ) . وقد تهلهل الزوجة أو الأخت أو ربما الحبيبة !!!!!!
( في عقلِ وجسد هذا اللاكائن الذي مسخته الثقافة الدينية لا يؤمن بالحب , الحبيبة عاهرة ) .
هذا ما يغذيه الأعلام الشرق أوسطي العربي والأعجمي للمشاهدين منذ نعومة أظافرهم وهكذا تكون
نتائجه المدمرة في تهشيم العلاقة النبيلة بين الأم وأبنها , لا نسمع إلا الزغاريد في ملاحم القتل
العشوائي .... .
* * *
حينما سَقط تمثال الطاغية صدام ( الفنان الذي صممه قد يكون لاجئ ومُعارض الآن!!! )
جاءنا عِبر الحدود الشرقية الحكيم مِن الشقيقة الشيعية إيران ... وقبل أن تحطّ قدمه تربة البصرة
استقبله القطيع بأنشودة بالروح بالدم نفديك يا ... أهناك ثقافة لغوية شعبية في العالم المتمدن
والمتحرر تمتلك هذا النوع المتردي والواطئ من الخطابات ؟؟؟ .
هذا الخطاب تجدهُ رغيفاً على الموائد اليومية تتناوله أفواه الجميع ومَن يؤدون الصلاة في أوقاتها ... .
* * *
اَلنُّسَّاك البوذيون في بورما شقوا شرانقهم الشفافة خرجوا يحتضنون الشوارع ، عُراة إلا من
غطاء القماش الأرجواني ، يغزوهم المطر ورصاص البنادق دون رادع ... وكأنّ السماء تتآمر مع
الطغاة . هؤلاء الرهبان لا يجيدون لغة العُنف ولا أدوات الموت رسالتهم ونصّهم السلام والحب
في مواجهةِ العُنف .... قال بوذا لا يهمني معرفة الإله إن كان موجود أم لا بقدر ما يهمني معرفة
بؤس الإنسان
#عبد_الكريم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟