أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمه قاسم - المواطنة كلمه السر للمجتمعات الافضل














المزيد.....

المواطنة كلمه السر للمجتمعات الافضل


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2053 - 2007 / 9 / 29 - 04:01
المحور: المجتمع المدني
    


على امتداد التاريخ الإنساني , تلاقحت الأعراف والأجناس ,وتعددت الديانات والطوائف , وتمازجت الألوان البيضاء والسمراء والصفراء والسوداء والحمراء , وسقط ذلك الوهم الكبير الذي كان يقوم على أساس فكر العنصرية والتميز بان الرجل أفضل من المراه , أو أن الأبيض أفضل من الأسود , أو أن العربي خير من العجمي أو أن الآري أنقى من السكسوني أو أن هذا الدين أفضل , أو هذه الطائفة هي صاحبه الحق ...الخ من أشكال العنصرية والتميز التي كانت السمة الرئيسية لحضارات سادت ثم بادت , ولدول استعماريه ارتفعت راياتها فوق بوارجها الحربية ثم تراجعت أو تفتت الى كيانات صغيره ,أو طوائف أحلت دماء بعضها فلم يبقى لها في التاريخ دور تتنافس به ايجابيا في مشوار الحضارة الانسانيه

وكان البديل عن كل ذلك , هو نهوض فكره المواطنة , أي أن ألمواطنيه في كل دوله , وفي كل مجتمع , أو شعب , أو كيان , هم أفراد متساوون في الحقوق والواجبات دون أدنى تمييز بينهم على أساس الجنس = ذكر اوانثى "اوعرق " =عربي , أو فارسي , أو فرنسي أو صيني , أو ألماني , الخ ,, أو على أساس ألطائفه سني , أو شيعي أو الدين , مسلم , أو هندوسي أو مسيحي

المواطنة تقول:
أن الوطن للجميع, نتساوى فيه في الوجبات والحقوق, في الفرص المتاحة, في التطلعات المشروعة, نتساوى فيه أمام القانون , نتساوى فيه في السراء والضراء.

وبطبيعة الحال:
فان المواطنة فكره رئيسيه لا تنمو من تلقاء نفسها , بل لا بد لها من رعاية في مراحل وخلايا متعددة , مثل خليه الاسره التي هي خليه المجتمع الأولى , ثم المدرسة ومناهجها التعليمية والتربوية وطرق اداره شئونها اليومية , ثم مؤسسات وهيئات المجتمع المدني , ثم الدولة بكياناتها وقواعدها الدستورية والقانونية , كل هذه الخلايا الرئيسية , وكل هذه المستويات المجتمعية , تلعب أدوارا محوريه في تكريس مفهوم المواطنة , وفي اعتبار معيار المواطنة هو المعيار الحاسم في حياتنا على كافه المستويات .

الحمد لله :

أن شعبنا الفلسطيني ليس لديه رواسب وعوائق ذات شأن يعيق طريق المواطنة، فليس لدينا مشكلة الأعراق المتناحرة، وليس عندنا مشكلة الطوائف المتناقضة، بل لدينا هذا النسيج المجتمعي والثقافي الأكثر انسجاما وتوحدا، ولكننا بطبيعة الحال نعيش في إقليم يعج بهذه العوائق والمتغيرات التي تقف في وجه مفهوم المواطنة وتكريس هذا المفهوم في حياتنا اليومية بكل مرونة وايجابية، ونحن بطبيعة الحال نتأثر بالسجالات الساخنة القائمة في الإقليم من حولنا والخاصة بهذه النقاط السلبية، حيث الصراع الشيعي ينعكس علينا، وحيث المشاحنات الدينية تنعكس علينا، وحيث التناحرات الفكرية وتفسيرات الشريعة تنعكس علينا، وذلك بحكم أننا على المستوى الجغرافي نعيش في قلي الإقليم، وعلى المستوى الحضاري والثقافي تعتبر احد العناوين البارزة بسبب وجود القدس لؤلؤة العصور في قلب الميراث الفلسطيني، وبسبب التداخلات الإقليمية والدولية في قضيتنا المعقدة وهي القضية الفلسطينية.





ولذلك كله:
فإن الجهود على كافة مستويات هياكل المجتمع الفلسطيني يجب أن تتضافر لتدعيم مفهوم المواطنة، وحماية هذا المفهوم من الهجمات السوداء التي نتعرض لها في المنطقة من حولنا، وذلك أن مفهوم المواطنة هو كلمة السر الأولى في وحدتنا الوطنية، وفي قدرتنا على النهوض بأعباء مشروعنا الوطني المتمحور في الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وعندما تكون المواطنة هي القاعدة الرئيسية للبناء المجتمعي، فغننا نوفر على أنفسنا الكثير من الوقت والجهد والعناء، بل إن خلافاتنا السياسية مهما تكن صعبة، يسهل إيجاد الحلول لها على قاعدة المواطنة، وتكريس مفهوم المواطنة التي لا تمح لجماعة سياسية أو ثقافية أن تعطي نفسها الحق في ادعاء الحكمة والصواب دوناً عن الآخرين.
ونحن بحاجة ماسة دائما، لان نقوم هيئاتنا التعليمية وخاصة في مراحل التعليم الأساسي، لما لها من دور مؤثر في تكريس مفهوم المواطنة، فالمدرسة بعد الأسرة تستوعب الفرد قرابة اثنتي عشر سنة كاملة من الصف الأول الابتدائي وحتى إتمام المرحلة الثانوية، وهذه فترة زمنية كافية لترسيخ المفاهيم الرئيسية عند الفرد، ليس فقط عبر المناهج التربوية، وإنما عبر إدارة العملية التعليمية نفسها، وإدارة التعليم غير المنهجي عبر الرحلات والنشاطات الثقافية والفنية، وتجارب البرلمان الصغير، وتدريبات حقوق الإنسان ... الخ، من أنماط النشاط غير المنهجي الذي يتوازى مع المنهج التعليمي، ولا يقل أهمية عنه.







أما جامعاتنا:
فهي مراكز البحث والتدريب العليا التي يجب أن يتجلى فيها مفهوم المواطنة بصور متعددة، ابتداء من إدارة الحياة الجامعية بين هذا العدد الكبير من الطلاب الذين يتوافدون الى الجامعة بشكل مستمر، وانتهاء بفتح الآفاق أمام البحوث والدراسات التي تثري الجوانب المتعددة لمفهوم المواطنة.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة الفلسطينية ومأزق المثقفين ؟
- محاوله لتاويل التفاصيل !!
- المرأةالفلسطينية حضور بالمنفى ومشاركه في الوطن
- استلاب النخب مخطط متعمد ام تحصيل حاصل
- هو حبيبي فلتبتعد كل النساء
- الامل وليس الجراح
- ساحاول ان الملم اشلائي
- الجريمه المستوطنة ارتفاع في المعدلات وتطرف في الارتكاب
- في وصف الحبيبه
- هل غزة تحتمل الانتظار ؟
- المراة الفلسطينيه انكسار في قلب المحنه
- اعلنت عليكم الرده
- السلام والخريف
- ما اعمق الجراح ؟
- الياس والامل
- ضخامه الاوهام والحقائق المره
- الفلسطينيون مشتاقون للفرح
- سان كلو على الطريق الفلسطينيه
- لا تكسروا رايه الحلم
- عوده الروح


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي: اقتحام الحوثيين مقر مفوضية حقوق الإنسان بص ...
- -اليونيسف- تحذر من خطر يهدد الأطفال في غرب ووسط إفريقيا
- الحركة الشعبية لتحرير السودان تعلن المجاعة في ولاية النيل ال ...
- ترامب يتحدث عن انتشار -وباء الجريمة- في الولايات المتحدة وخر ...
- تطوان ليس للاستبداد عليها سلطان
- جولة جديدة من مفاوضات تبادل الأسرى بالدوحة الخميس.. هل ستشار ...
- مصر.. القبض على 4 مسنات حاولن تهريب شحنة مخدرات داخل كراسي م ...
- محكمة أوغندية تدين قياديا في جيش الرب بجرائم حرب
- منظمة العفو الدولية: قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن أدا ...
- إصابة 7 أشخاص بهجوم طعن بمركز للاجئين في برلين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمه قاسم - المواطنة كلمه السر للمجتمعات الافضل