أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فواز فرحان - الرقابه ... والملكيه الفكريه















المزيد.....

الرقابه ... والملكيه الفكريه


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 11:00
المحور: الصحافة والاعلام
    


كثيرا ما أثار هذا الموضوع الجدل في العالم الغربي وتشبثت به الكثير من الحكومات على اعتبار ان اي تجاوز على حرية التعبير يشكل انتهاكا صريحا للحريات الشخصيه وبالتالي انتهاكا لحق الانسان في التعبير عن اراءه وافكاره تجاه قضايا المجتمع ، وفي اكثر من مناسبه استمع البعض منا المطالبات الغربيه العديده للصين بعدم تجاهل هذا الموضوع او تجاوزه وتم ربطه في احيان كثيره بطبيعة العلاقات القائمه بين الدول الغربيه والصين ، ومن المعروف ان الرقابه على وسائل الاعلام وحرية التعبير تمارسها الانظمة الدكتاتوريه والقمعيه في العالم على الاقل هذا ما كانت وسائل الاعلام في الغرب تردده لكن التطورات الدوليه بعد انتهاء الحرب البارده غيرت مجرى الحديث عن الرقابه ودورها في التأثير على الحريات الشخصيه ، فالرقابه اليوم لم تعد تقتصر على الدول التي تمتلك انظمة استبداديه بل تجاوزتها الى الدول التي تمتلك انظمة ديمقراطيه يشاد بها ولم يحدث ذلك بقوة الا بعد ضربات الحادي عشر من سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحده وكذلك الانفجارات المتتاليه التي حدثت في اكثر من بلد اوربي ، والحقيقه ان الرقابه التي كانت سائده في السابق تطورت مع التطور التقني الذي وصلته البشريه ووقفت اسباب كثيره خلف تصعيد الرقابه على المؤسسات الاعلاميه وحتى الافراد في بعض الاحيان ، فالحرب البارده اعطت على سبيل المثال العذر للعالمين الاشتراكي والرأسمالي لبسط الرقابه على الشعوب ووسائل الاعلام في نفس الوقت وسادت اجواء من التوتر لفترة طويله بين الطرفين وكادت عمليات التجسس واصطياد الجواسيس تؤدي بالعالم الى حرب مدمرة لولا وجود شخصيات كانت قادرة على التحكم في مشاكل من هذا النوع بين الطرفين ...
اما عالم اليوم فأنه يشهد صراعا محموما يغلب على طابعه التشدد في كل محاوره وتحاول الكثير من الدول تجنب الوقوع تحت سطوة الارهاب وسياراته المفخخه كما حدث في بعض البلدان الاوربيه التي ابطلت مفعول اكثر من انفجار كان يستهدف المدنيين بالدرجه الاولى ، وقد سادت اجواء مؤيده للرقابه على اجهزة الانترنت والهواتف في تلك الدول التي يقطنها الكثير من الاجانب ، والكثير من المتتبعين للحالة التي شهدتها بعض الدول الاوربيه ومنها المانيا يعتقدوا انه لولا الرقابه لتمكنت الجماعات المتطرفه من النجاح في عملياتها الانتحاريه كما يعتقدوا بأن حرية التعبير لن يقترب منها احد والهدف الحقيقي من هذه الرقابه هي للحفاظ على حياة المدنيين وكشف شبكات الارهاب العامله على الاراضي الاوربيه ، لم يقترب احد من حريه التعبير لكن البعض يتخوف من ان تكون هذه الحاله مقدمه للتضييق عليها ومتابعتها بشكل اوسع من السابق وهو ما يشكل تراجعا بالنسبة للمكتسبات التي حققتها الجماهير فيها ..
بعد الهجمات الارهابيه على الولايات المتحده اخذت ظاهرة الرقابه تأخذ بعدا اخرا في هذه الدوله وتتم عمليات الرقابه على اغلب ابناء الجاليات الاجنبيه ولكن الغريب في ذلك ان الرقابه شملت ايضا الامريكيين المعارضين للحرب وبعض نشطاء حقوق الانسان فيها وهي ما جعلت من الموضوع يدخل في اطار ممارسة ارهاب الدوله بطريقه (مشروعه ) اي ان هذا الاجراء جاء على حساب مكتسب ناضلت الجماهير طويلا من اجله لكنها بفعل التطور الذي طرأ على الساحه جعل الحكومه تتجاوزه بحجة المحافظه على الامن والسلم الاجتماعيين ، ومع حدوث كل تلك الاجراءات نرى ان مسؤولون غربيون يطالبون الدول الاخرى بعدم تضييق الخناق على حرية الرأي والتعبير في الوقت الذي ينتهكوه هم ولذلك لا يمكن العوده الى ممارسه هذا النوع من الحريات الا من خلال المطالبه بالفصل بين طبيعه العمل الذي تهدف المراقبه متابعته فلا يمكن مثلا الاعتراف بأشرطه تقوم دوائر الرقابه باستخدامها كدليل لادانة بعض الناشطين في مجال حقوق الانسان والنشاطات الاخرى واتهامه بالاتصال بجهات اجنبيه ، في العالم الغربي تمارس حرية التعبير بنطاق واسع الا في مجالات محدده منها شكل النظام الذي تعيشه الدوله او التهرب الضريبي والاسباب التي تدفع اليه اي ان الحريه نفسها موضوعه في اطار عام يناسب الطبقه الحاكمه وارباب العمل وهذا ما يمثل جوهر الفرق بين الانظمة الرأسماليه والنظام الاشتراكي فالصين ترى في المطالب الموجهه اليها بصدد حرية الرأي والتعبير تدخلا في شؤونها لان هذا النوع من المطالب تقف خلفه اغراض سياسيه واضحه تهدد سلطة الشعب كما يعتقد الصينيون لذلك يبررون الرقابه بالحفاظ على هذه السلطه التي قادت البلاد الى مصاف الدول المتقدمه عالميا ، لذلك هي لا تخفي انها تمتلك نظاما صارما في الرقابه على وسائل الاعلام والاستثمارات الاجنبيه وحتى على الافراد ، اما روسيا فهي الاخرى اصبحت تمارس نفس النوع من الرقابه للحفاظ على امنها وعدم تسلل المنظمات الدوليه المشبوهه الى البلاد وغالبا ما يحكم نظام الرقابه دوافع سياسيه بحته كما يحدث بصورة واضحه في العالم العربي حيث ترى الحكومات العربيه في وسائل الاعلام البعبع الذي يؤلب الجماهير عليها وعلى انظمة حكمها لذلك تنفق عشرات الملايين من الدولارات سنويا على الرقابه ومتابعة وسائل الاعلام المختلفه وترصد اعداءها واصدقاءها من خلال هذه الرقابه والواضح في النظام الذي تتبعه لهذه الغايه هو التضييق على حرية الرأي والتعبير وكذلك منع قيام اي حركة جماهيريه او منظمات تنتمي لها بالعمل على الساحه ...
وتقوم باغلاق الكثير من الصحف لمجرد كتابتها عن الوضع الداخلي بطريقه نقديه او لا تلجأ احيانا الى اقفالها بل معاقبة رؤساء تحريرها وايداعهم السجون بحجة القذف والذم بحق شخصيه الرئيس او عائلته او عشيرته والاحداث التي تعرض لها بعض رؤساء التحرير للصحف المصريه خير دليل على خوف السلطه من الكلمه الصادقه او ادراكها لحقيقية النظام الاستبدادي الذي تملكه ، ان النظر الى موضوع الرقابه يجب ان يأخذ في نظر الاعتبار ان المجتمع وحدة متكامله لا يمكن اهمال اي جانب في اطرافه حتى وان امتلكت اراءا مختلفه فالسلطه المطلقه غدت موضع كراهيه عند اغلب الشعوب والتملق لها اصبح عارا يلاحق تلك النفوس المريضه التي تجيد ذلك التملق ..
لذلك تكون ردود افعال الجماهير على نوع الرقابه مختلفا بأختلاف الطرق المتبعه فيها واهدافها فأذا كانت تهدف بصدق الى الحفاظ على الامن الداخلي من خطر محدق ربما تكون مفهومه اما ان تعمل على قتل الكلمه الحرة والصادقه والهادفه فأنها تكون منبوذه وتجابه بردود افعال قاسيه تنعكس سلبا على سمعة السلطه والحكومه التي تسئ استخدامها لسلطاتها ، الرقابه اذا موجوده في كل دوله من دول العالم مهما اختلف نظام حكمها لكنها تختلف في تطبيقاتها عن بعضها البعض كا اشرت ، ان تقوم الحكومات العربيه بالتضييق على الكثير من المواقع الالكترونيه للصحف والمجلات والمؤسسات والافراد فأنها بذلك تعبر عن عجزها في مراجة الحقائق عن ضعف نظامها المهترئ الذي يتخوف من مقاله او تحليل مهما كان بسيطا واعتلاه بعض القصور في التعبير عن الواقع ، القيام بخطوات من هذا القبيل يفسرها الكثيرون في العالم العربي بان تلك الدوله تمتلك نظاما حديديا او قاسيا او دكتاتوريا كما نسمع عبر الفضائيات العربيه لكن الواقع يقول عكس ذلك لان هذا النوع من الحكومات هو ضعيف ويتخوف من نسمة من الافكار والاراء خوفا على حكمه والجماهير تعيش حالة عدم ادراك للحاله السياسيه اذا ما صدقت بان التضييق على الحريات يعكس انظمة حكم قويه ، فلو امتلكت فعلا نظاما حديديا او قويا لما ارتعبت من الاراء التي تتعارض وطروحاتها او لتركت النقاش والمعالجه يأخذان دورهما في الحياة لتطوير الواقع طالما ان النظام يقوم على أسس صلبه !!
لا توجد نظريات او افكار واضحه في انظمة الحكم العربيه تقود شعوبها الى شاطئ الامان واغلب الانظمة تقوم على اسس قبليه وعشائريه وكذلك تقوم على التوريث والتشبث بالسلطه على حساب الاكثريه والتحكم بمقدرات الشعوب وفوق كل ذلك تحظى بالدعم المطلوب من دول عظمى كالولايات المتحده ! وتأتي الاخيرة وتطالب طرفا ما باطلاق الحريات كما هو الحال في المطالب الامريكيه لسوريه وتغض النظر عن انظمة قمعيه كالنظام المصري وهذا مثلا بسيطا اذا ما تشعبنا في دراستنا للحاله الدوليه وطريقه التعامل مع الدول والحكومات انطلاقا من مصالح الدول الكبرى ..لذلك تلعب الشعوب الدور الابرز في التعبير عن مطالبها وتحقيقيها دون الاعتماد على الخارج لانه ينطلق من مصالح سياسيه وحالتنا العراقيه غدت مثلا حيا لتنافر الاطراف المواليه لايران والولايات المتحده واصبح كل صوت مطالب برحيل هذين الاحتلالين صوتا مشبوها مقترنا بالارهاب ، دون النظر لطبيعه المواضيه التي تكون في اغلب الاحيان تنطلق من الشعور بالمسؤوليه حيال الوطن الذي اغرقوه بالمجازر والمظالم ليعلنوا فيه بناء دوله الحريه على تلك الانقاض ...



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن ...والمشروع الحضاري
- ألأسلام السياسي ...واسلحة الدمار الشامل
- محاصرة الولايات المتحده الامريكيه ..
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 5
- الماركسيه ... والتجربه السوفيتيه 4
- عمال العراق..الوحيدون القادرون على ابطال قانون النفط
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1
- الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم
- مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!
- الدستور العراقي ..ومشكلة الاقليات
- العراق والحل الايراني المرتقب..
- الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!
- أحباب في العالم الاخر...2
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!
- شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !
- اتحاد العمال...والعمل النقابي


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فواز فرحان - الرقابه ... والملكيه الفكريه