|
لو خرجت أمريكا فورا من العراق!
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 09:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السؤال : ماذا لو خرجت أمريكا من العراق بالسرعة التي يطلب بها و يتمناها البعض ؟! 1- تنظيم القاعدة الذي يدير عملياته من كهوف أفغانستان . والذي له خلايا عاملة في العراق الآن والذي يحلم قائده " بن لادن " بتحرير بلاد الاسلام كلها بما فيها بلده السعودية ، من آل سعود .. سيجد العراق قد صارمفتوحا وخاليا أمامه ليمارس قيادة التنظيم من العراق الملاصق للسعودية . فتلك خطوة كبري وهامة وفرصة لا تضيع لتنفيذ مخططاته لذا فسوف يدخل بكل قوته في العراق .. وهناك حزب آخر قد ينضم اليهم له نفس هدف القاعدة هو " حزب التحرير الاسلامي " مالم يكن" بن لادن " يمتلك مجموعة أحزاب تحريرية اسلامية . من ضمنها هذا الحزب . 2- حزب البعث العربي في سوريا الذي يعتبر نفسه قائد الأمة العربية كلها نحو الوحدة الجبرية – ان أمكن – مالم تتم طواعية . سوف ينتهز فرصة خلو العراق ليجمع شراذم بعث العراق . الهاربين بسوريا . والهاربين باليمن لدي الرفيق علي عبد الله صالح البعثي المتخفي - أو من البعثيين المؤلفة قلوبهم - وينتهز البعث السوري الطامح لوحدة للبلاد العربية كلها تكون قيادتها في دمشق – وما كان العداء بينه وبين بعث العراق صدام الا علي مكان الزعامة – كل يريدها لبلده – وقد واتته الفرصة لتجميع البعثيين العراقيين واعادة السيطرة علي العراق بعثيا . واعلان الوحدة بين العراق وسوريا تمهيدا لاستكمال مسيرة وحدة الدول العربية تحت قيادة البعث . 3- لو تم تقسيم العراق قبل خروج الأمريكان الي 3 دول – سنة وشيعة وكرد – وهذا ما يراه كثيرون حلا لمأساة العراق هنا لن يكون هناك شيء اسمه العراق الكبير الموحد . بل انتهي العراق .. لذا فسيكون الباب مفتوحا تماما أمام كل من تركيا وايران للانقضاض معا علي الجزء الشمالي لما كان اسمه العراق سابقا .. أي : كردستان .. وتقسيمه بينهما كل منهما يضم اليه القطعة الملاصقة لحدوده لتكون تحت سيطرته فيتحكم في أكراده ويحجم تمردهم حيث كان كردستان العراق مهربا لهم كلما قاموا بعملية . بذلك يتم انهاء وجود كردستان العراق - ولعل سوريا سوف تبارك وربما تشارك في انهاء وجود كردستان العراق لكي لا يتطلع كرد سوريا الي استقلال يحفزهم عليه استقلال كردستان العراق . فيما لو استمر .!! وطبعا لو قامت ايران وتركيا معا بعملية لالتهام وتقسيم كردستان العراق بينهما . لن يجد كردستان العراق من ينقذه حيث لم يعد هناك شيء اسمه عراق كبير موحد وله جيش يحمي شمال بلاده – كردستان . كلا بل أصبح - بعد التقسيم - دولة سنية ودولة شيعية وكل منهما لا دخل له بكردستان العراق – سابقا - يحتلها الآخرون أو لا يحتلونها فقد أضحي أكراد العراق دولة أخري وشئونها معها ..! وسيناريو التهام تركيا وايران لكردستان العراق . بالاتفاق– بمباركة سوريا – ليس خياليا . اذا تذكرنا أنه منذ أسبوع مضي فقط –تقريبا – قامت القوات التركية والايرانية معا وفي توقيت واحد بضرب كردستان العراق - المواقع المطلة علي حدود كل مهما – وفي ساعة واحد ة- ! 4- بعد انتهاء العراق بالتقسم .. سيصبح الطريق مفتوحا أمام الايران . وبتعبير أدق يستخدمه الشيعة " المد الشيعي – حيث حلم ايران في الامتداد الامبراطوري الاسلامي الشيعي لا يخفي علي أحد و وفي مقدمة تطلعاتهم تحرير – التهام - السعودية قبل البحرين .. وكيف ننسي مذ تسلم النظام الايراني للملالي . التحرشات السياسية التي كانوا يرسلونها للسعودية في موسم الحج . آلاف من الايرانيين في زي حجاج لاثارة الشغب ضد النظام السني السعودي – الكافر في عرف الشيعة -.لآل سعود . الذي تحلم ايران بالقضاء عليه . كجهاد في سبيل الله .. .. ! لذا فان ايران ستدخل بثقلها عند انسحاب أمريكا ومعها شيعة العراق – جنوب العراق المتاخم لايران – وأول هدف هو السنة العراقيين لقهرهم واجبارهم علي التشيع – التحول للمذهب الشيعي – 5- ستتدخل السعودية بكل ثقلها بجانب السنة العراقيين لصد الزحف – المد - الشعي الايراني الذي سيلتهم النظام والمذهب السني في السعودية التهاما بلا رحمة 6- ستتدخل الأردن بجانب السنة العراقيين مع السعودية لمواجهة الزحف الشيعي لايران لأنه لن يتوقف عند السعودية بل سيجتاح الأردن بعد ذلك . ولأن الأردن به قوي كبيرة للاخوان المسلمين السنة لذا فسوف يتطوعون – أو يضغطوا علي الحكومة الأردنية لدخول الحرب ولو بطريق غير مباشر ضد ايران . بجانب السنة العراقيين . 7- ولأن مصر . حيث الأزهر السني وجماعة الاخوان المسلمين لن يغفلوا عن تحرك المد الشيعي لايران الذي لا يمكن اذا ما التهم المذهب الشيعي السعودية والأردن أن يترك مصر بعد ذلك وانما ستكون علي الأجندة الايرانية للمد الشيعي . لذا فسترسل مصر جنودا وأسلحة بجانب السعودية والأردن للعراق لمساندة السنة العراقيين علي صد الزحف الشيعي الايراني – مثلما أرسلت مصر لصدام من قبل أسلحة وجنود في حربه مع ايران الخميني -. ووقف خطره المذهبي علي مذهب السنة القائم في مصر. 8- ولأن اليمن سوف تخشي من أن أي تقدم ايراني – شعي – توسعي سوف يشجع شيعة اليمن سوف يشجع شيعة اليمن علي التمرد .. لذا فان اليمن سوف يرسل قوات للعراق لصد ايران . 9- وسوف نفترض أن جهات أجنبية سوف لن تتدخل مرة أخري . لا أمريكا ولا غيرها .
وهكذا. اذا انسحبت أمريكا .سيكون العراق ساحة لحروب عدة . اسلاميون يحاربون اسلاميين - عدة دول سنية ضد دولة شيعية ثرية ومسلحة . وكل منهما يعد الآخر كفارا خارجين عن الاسلام السمح (!) ويريد اعادته للحظيرة . ، واسلاميون آخرون ضد هؤلاء وأولئك ويريدون توحيد أمة الاسلام كلها الناطقين وغير الناطقين بالعربية من ماليزيا وحتي المغرب ونيجيريا مروا بالعراق والسعودية . وهؤلاء يقودهم تنظيم القاعدة ذو الجنود الاستشهاديون من كافة الأنحاء .. سيقاتل الجميع في العراق لأجل السيطرة واتخاذ العراق عاصمة جديدة وقيادة وادارة للتنظيم بدلا من كهوف أفغانستان .. .. وسنري أيضا قوات وميلشيات القومجيين البعثيين بقيادة سوريا والفلول البعثية العراقية العائدة . لمحاولة السيطرة علي كل هؤلاء لاستعادة العراق وتوحيده مع سوريا . وهؤلاء قد ينضم اليهم قومجيون ناصريون من مصر ولبنان والأردن .سيقاتلوا من يقف في طريقهم من الكتل الأخري – وحينها سوف تصطدم مصالح سوريا للمرة الأولي مع ايران ! و لأن أكراد العراق يخشون علي استقلالهم من عودة البعث... لذا فقد يقاتلون في صفوف الكتلة التي ستحارب وجود أوعودة البعث . كل تلك الميليشيات والجيوش سوف تتصادم وتتقاتل بداخل أراضي العراق . وكل هذا التطاحن سيكون فوق رأس شعب العراق المسكين . هذا هو تصورنا لما سوف يحدث فيما لو خرجت أمريكا من العراق فورا . كما يطالب الكثيرون من أعداء العراق والدميون الارهابيون والخائفون علي عروشهم ان قام عراق ديموقراطي ونهض وتقدم . ===== لعلنا بذلك نكون قد أكملنا التعقيب علي حديث أختنا العزيزة " الدكتورة وفاء سلطان " الذي أجراه معها الأستاذ نزار جاف . وكنا بدأناه بمقال نشر يوم 25-9-2001 http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=110137 ولكن لا يزال للموضوع - بشكله العام - بقية فالي مقال قادم.
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رد علي الاعلامي الكبير - عماد الدين أديب -
-
الاضطهاد العقائدي بين انكاره والجهل بوجوده !
-
لا لتفتيت الأوطان بسبب الاسلام والعروبة
-
أحجار مصر تستنجد بجيش موريتانيا
-
المتحدث الرسمي للعزبة المصرية!
-
تهنئة بحلول شهر رمضان
-
حيل حكومية لضرب جمعية المساعدة القانونية لحقوق الانسان – الم
...
-
ذكري شخصية مع 11 سبتمبر 2001
-
مبروك الديانة الجديدة
-
رسالة من المقاومة العراقية
-
متي أسلم ! كي يكون مرتدا ؟!(!)
-
الرئيس لا يموت
-
ممنوع الردة .. هي الأديان لعبة؟!
-
من الذي فضح مصر بحكاية حجازي ؟!
-
متعهدو فضح مصر والاسلام
-
الي نجلاء
-
توابع زلزال محمد حجازي!!
-
اهداء للشيخ يوسف البدري والشيخة سعاد صالح // اكتشاف نجم تنوي
...
-
اهداء للشيخ يوسف البدري والشيخة سعاد صالح // اكتشاف نجم تنوي
...
-
وزير التعذيب والشرطة هاااديء ومبتسم !
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|