قانون غير ملزم لتقسيم العراق يدين الادارة الامريكية بجريمة تمزيق الشعوب والبلدان

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 11:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

صوت الكونغريس الامريكي امس على قرار غير ملزم بتقسيم العراق على اساس طائفي وعرقي ، مسجلين افضع عار يلحق البشرية في عصرنا عصر التقدم العلمي والتكنولوجي عصر الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان بعد ان اجتازت البشرية عصر الكولونيالية والفاشية كادوات لاستعباد الشعوب، وقدمت في سبيل ذلك ملايين الضحايا ومنجزات قرون. صوت الكونغريس الامريكي على قرار بتمزيق شعب وتقسيم بلد له دوره في بناء الحضارة الانسانية، وتكوين المحافل الدولية، وسن قوانينها ومواثيقها!! فبأي حق؟ واي قانون؟ واي مبرر؟ فاحتلالهم للعراق المنافي لجميع القوانين والاعراف الدولية يواجه مقاومة متصاعدة ليس فقط من الشعب العراقي بل ومن جميع شعوب العالم ولاسيما من الشعب الامريكي، لايمنحهم الحق بتمزيق الشعب العراقي وتقسيم بلده . واحتلال العراق عن طريق الحرب جاء منافيا لجميع القوانيين والاعراف الدولية التي وبنفس الوقت تقر بحق كل الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل بشؤونها. وعرت الجرائم الفضيعة التي اقترفتها قواتها ومرتزقتها وجميع فصائل ارهابها ، كل مبررات احتلالها للعراق لجعله منارة للديموقراطية في الشرق الاوسط . فإذا حررته من دكتاتور واحد صنعت الاف الدكتاتوريين ونصبت العشرات منهم في كل قرية ومدينة واشعلت نار التنافس والفرقة بينهم لتبرير تواجدها بحجة تفادي الحرب الاهلية!! وتحقيق المصالحة!!كما جاء في مبررات المصادقة على هذا القانون !!. وبعد ان تكشف زيف مبررها بحماية العالم من اسلحة الدمار الشامل طرحت مبررات انسانية مثل اشاعة الديموقراطية وحقوق الانسان التي ترجمتها باقتراف افضع الجرائم ضد الانسانية على مر التاريخ وتجريد الانسان العراقي من جميع حقوق الانسان بما فيها حقه بالحياة.
نعم صوت الكونغريس الامريكي باغلبية الثلثين ، أي باتفاق مندوبي الحزبين الجمهوري والديموقراطي، الامر الذي يعري وحدة مصالحهم واهدافهم الاستراتيجية في الهيمنة على العراق ومن خلاله على العالم . وكان بامكانهم جعله ملزما، ولكن الخوف من الفشل الذي تمنى فيه جميع مخططاتهم لتركيع الشعب العراقي وتمزيق وحدته بل وتصاعد مقاومته ومقاومة الشعب الامريكي لاحتلالهم وما يكبده من خسائر وتضحيات ، فضلا عن ادراكهم ليس فقط صعوبة تحقيقه بل ومخاطره ليس على العراق فقط بل وعلى المنطقة.
لقد فجر الكونغريس فقاعة تقسيم العراق التي عملت قوات الاحتلال على صنعها وتضخيمها منذ بداية الاحتلال، بهدف انهاء وجود دولة وشعب طالما اقض مضاجعها وحطم مخططاتها للهيمنة على اغنى مناطق العالم بالنفط ولاسيما حلف بغداد العسكري العدواني وتحقيق تأميم النفط ، بعد ان فشلت ايران في تحقيقه في خمسينات القرن الماضي. فقد عملت قوات الاحتلال مباشرة ومن خلال مختلف فرق ارهابها ومليشياتها على توزيع عملياتهم لاثارة الطائفية بتهديم المراقد الدينية والجوامع بشكل يوحي بالصراع الطائفي بل والحرب الاهلية. وتشكيل المليشيات بل والقوات المسلحة على اساس طائفي. ورغم كل التصعيد والمواصلة في هذه العمليات التي افقدت شعبنا بكل مكوناته وطوائفه، مئات الالاف من الارواح البريئة ، و معالم تاريخية وحضارية مجيدة، فقد فشلت في فك لحمته بل وكشفت عن اليد والعقل المدبر لكل هذه الجرائم.
وجاء هذا التفجير في وقت تتزايد فيه ضغوط شركات النفط الامريكية الكبرى بعد ان نفذ صبرها،على ادواتها بدءا من رئيس الجمهورية ونائبه ديك جيني ومرورا بكل اعضاء الكونغريس من جمهوريين وديموقراطيين على تنفيذ وعودهم بتحقيق هيمنتهم على نفط العراق لاماد طويلة وضمان ذلك بتشريع قانون النفط. في حين تتصاعد مقاومة الشعب العراقي ولاسيما طبقته العاملة لهذا القانون ، تلك المقاومة التي تطبعتها الطبقة العاملة بطابعها الوطني الذي يوحد جميع قوى الشعب وطوائفه ويعري جميع اهداف قوات الاحتلال وادواتها ويجعل من الموقف من هذا القانون المحك الرئيس لوطنية كل عراقي. ورغم تجرؤ كل من قادة الحزبين الكرديين الممثلين لحكومة اقليم كردستان بمن فيه رئيس الجمهورية العراقية جلال الطلباني على اقرار قانون النفط في البرلمان الكردستاني بل والبدء في رهن ثروات البلاد لشركات النفط الاحتكارية الامريكية وتجرؤ وزير النفط العراقي الشهرستاني على تجاوز البرلمان والمباشرة بتنفيذه ، بفتح باب التعاقد مع الشركات الامريكية ، وعقد اول اتفاقية مع الشركة الامريكية الاولى التي دعمت حملة بوش لرئاسة الجمهورية ماليا، فان مقاومة تشريع القانون استمرت تتصاعد وتاخذ اشكالا متعددة السلمية منها والمسلحة، بل واخذت بعض القوى السياسية تستخدمها للضغط على الحكومة وقوات الاحتلال لتحقيق مكاسب وامتيازات .
ففضلا عن تفجير فقاعة تقسيم العراق استنفرت قوات الاحتلال جميع وسائل وادوات تركيع الشعب العراقي وتمزيق صفوفه فالى جانب تصعيد الجرائم المتلبسة لباس الطائفية اعادت الحياة للعلاقات العشائرية بل وتسليحها لاثارة الاقتتال ليس بين الطوائف فقط بل وبين العشائر التي تنتمي لنفس الطوائف، كما واطلقت العنان لمختلف فصائل الارهاب وفرق الموت لاقتراف مختلف اشكال الجرائم التي يندى لها جبين البشرية ولاسيما قتل الاطفال وقطع رؤسهم لاثارة الرعب القاتل لدى العراقيين كما صرح احد ممثلي ادارة احتلالها.
ان الامبريالية الامريكية تقدم في كل يوم الدليل القاطع على ادانتها الجرمية بحق الانسانية عموما وبحق الشعب العراقي خصوصا الذي يستصرخ الضمير الانساني للجم جرائمها وتحرير البشرية منها
سعاد خيري في 27/9/2007

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات