(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
..... ... ....
آهٍ يا وجعي ..
غابَ أحبّائي عن صباحي
عن فرحي
عن نداوةِ العشبِ
عبروا عالماً مستعراً بالضجر
لم يعُدْ لبوّاباتِ العمرِ وقتاً
للاصغاءِ إلى لغةٍ
مقعَّرة أو فضفاضةٍ
مَلَلْتُ من لغةِ التسويفِ
من اندلاقِ الكلامِ
عبرتُ عذابات صبر أيوب
لم يعُدْ للصبرِ صبرٌ يا صديقي
فقد آن الأوان
أن أبحثَ عن غاباتِ الزهورِ
أن أقطف ولو قليلاً
من أغصانِ الهناءِ!
كم من السنينِ سنعيشُ
على لغةٍ متشظيّة
من دكنةِ الوهمِ؟
كم ليلةٍ قمراء
بقي من العمرِ
كي نعلِّقَ عليها تسويفاً فاقعاً
كفانا يا صديقي
نفرشُ جمرةَ الزمنِ
فوقَ خصوبةِ البدنِ
كفانا نعومُ
بينَ لجينِ الوهمِ
خرافةُ التسويفِ
أشبهُ ما تكونُ بحيرةً
من الأوجاعِ
خشونةٌ حارقة
فوقَ حدائقِ الحلمِ
أريدُ يا صديقي أن أمسحَ
عقوداً من الآهاتِ
تخشَّبَتْ من تفاقماتِ الورمِ
لم يبقَ من العمرِ
فسحة أملٍ
كي نزرعَ في تضاريسِهِ
بصمات وردٍ دامغة
كدمغةِ الوشمِ
...... ...... يُتبَع!
ستوكهولم: صيف 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.