|
كيف نصدقك يا صادق! مهاترات على الجزيرة عن الديمقراطية في ايران!
محمود أحمد الأحوازي
الحوار المتمدن-العدد: 2053 - 2007 / 9 / 29 - 01:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنت احد مشاهدي برنامج " الاتجاه المعاكس" على الجزيرة أمس عند ما رأيت كيف كان أحد أطراف الحوار في الإتجاه المعاكس وهو؟؟ الإيراني، العراقي الجنسية يتبجح ولا يترك مفردة ثورية ونضالية لم يصف بها النظام الإيراني الفعلي، حيث كان يزمر في بوق لم يعد يرتاح لسماع نعرته الكريهة أحد وغدا وكأنه نوح "بوم" تزعج الجميع وهي رمز للموت والفقر والدم والقتل حسب معتقدات الناس في المنطقة، هذه الصيحات التي لم يعد يحب ان يسمعها أحد بعد ما ثبت للعالم بأسره مدى الجرائم التي ارتكبها النظام الإيراني المتلبس بلباس الإسلام في العراق وبعد ما تمكن من التغطية على جرائمه بحق الشعوب في ايران لمدة تجاوزت الآن الـ 28 عاما والتي بدأ يعرف العالم عنها على لسان اكثر من 5 ملايين لاجئ من كل الطبقات والشعوب والشرائح في الإمبراطورية الإيرانية التي عادت تحكم مثل ما حكم "المانيون" الأوائل، لكن هذه المرة في القرن الواحد والعشرين، حيث لن تتمكن من تمرير ما تريد تمريره في ظل التكنولوجيا الإعلامية المتقدمة والإنترنت!
وقال المحاور، وبنبرة متعالية ملئها التكبر والغرور الذي نعهده عند العنصريين من هذه القومية الشوفينية، ان الديمقراطية في ايران هي من أفضل الديمقراطيات في العالم حيث ايران تقودها مؤسسات ديمقراطية دون ان يشير الى هذه المؤسسات التي يديرها كلها ويعين وينصب مسئوليها كلها ولي الفقيه، الحاكم الأوحد، الذي بإشارة واحدة قرر طرد 120 من مندوبي البرلمان المنتخبين برد صلاحيات تجديد ترشيحهم وهم من جماعة السلطة نفسها وخدموها اكثر من 25 عام! القائد الديمقراطي الذي نقل أوامر الخميني وكان هو النائب حينها، نقلها لقيادات الحرس بقتل اكثر من 12000 من السجناء السياسيين في داخل السجون بهدمها على رؤوسهم بالشفلات عام 1987، معظمهم من الإسلاميين السياسيين! القائد الديمقراطي الذي سجن العلماء من الذين قضوا معظم حياتهم في السجون الشاهنشاهية حيث مات بعضهم في الحجز في بيوتهم مثل آية الله الشيخ آل شبير الخاقاني العربي الذي توفى في بيته في قم بعد ستة سنوات من منعه من الخروج من البيت حتى للصلاة في المساجد المجاورة وسجن آية الله ألمنتظري في بيته منذ عزله من نيابة الخميني حتى الآن! الخامنئي الذي كان آمر فرقة 92 المدرعة في الأحواز في بداية انتصار الثورة وكان ممثلا للخميني في الأحواز، مع مدني الحاكم العسكري الذي عينه الخميني باستشارته، حيث قاموا بتلك المذبحة التي عرفت بالأربعاء السوداء حيث سقط فيها من الأبرياء العرب اكثر من 800 بين جريح وشهيد، لحقها الخامنئي ومسئول قضائه في الأحواز" ستاريان" بإعدام العشرات خلال أيام لا لذنب اركبه العرب غير فتح مركز ثقافي واحد، نعم مركز ثقافي واحد في مدينة المحمرة وتشكيل حزب لا تتجاوز مطالبه المراكز الثقافية واللغة العربية للعرب! ومن أين جئت بما تدعيه يا صادق، ان الأحوازيين راضين من النظام في ايران؟ هل هناك من يصدق ما تدعيه والعالم اصبح كله على معرفة بمعاناة الأحوازيين على أرضهم وفي وطنهم الأحواز وهم مشردين في كل بقاع الأرض؟ هل يمكن للأحوازيين ان يكونوا راضين من النظام وهم ممنوعين من التحدث باللغة العربية ومن قراءتها وكتابتها؟ ولماذا إذا يعدمون الأحوازيين يوميا في الشوارع على جرارات الأثقال ولماذا حتى نسائهم وأطفالهم الآن سجناء رأي في السجون؟ كيف للأحوازيين ان يكونوا راضين من النظام ولبس الكوفية الحمراء تجلب لهم 10 سنوات سجن؟ كيف راضين وممنوع عليهم صلاة الجماعة دون إمام حكومي؟ كيف يكونون راضين والبطالة عندهم تجاوزت 40-50 في المائة في الوقت الذي الدخل الإيراني تؤمن منه الأحواز 87%؟ كيف راضين وكل فترة تخرج وثيقة جديدة حول الخطط العنصرية لحرمانهم من حق المواطنة وطردهم من وطنهم الى أماكن اخرى واستبدالهم بفرس؟ كيف وكيف وكيف؟
عن أي ديمقراطية تحدث المشارك في " الاتجاه المعاكس"؟ هل تصور المتحدث ان العالم نسي المجازر التي قام بها النظام في كردستان وأذربيجان والمنطقة التركمانية في شمال ايران بسبب فتح مراكز ثقافية في هذه المناطق وهل لا يعرف ان الدبابات سحقت المتظاهرين في المدن التركمانية عام 1980!؟ وان الشعب البلوشي قصف بطائرات الفانتوم 4 والفانتوم 5 عند ما تحرك من أجل ألمطالبه بحقوق تساوي حقوق البلوش في الباكستان المجاورة!؟ هل نسي المتحدث ان العالم اصبح يعرف مدى المجازر التي قامت بها المليشيات التي تدربت في ايران ضد الشعب العراقي وهل يعرف ان النظام الإيراني هو أول نظام يؤسس الفتنة والمذابح بين المسلمين من صدر الإسلام حتى هذا اليوم ولو قسنا ما تركته الطائفية الإيرانية على الإسلام من شرخ خلال حكم العنصريين بإسم الإسلام الآن لرأينا انه اكثر بكثير مما حصل بين الصفويين والعثمانيين قبل قرون ولم يتم حتى في عصر الخوارج!
إذا عن أي ديمقراطية في ايران تحدث المحاور؟ عن المجزرة التي قام بها ما يسمى بالحرس الثوري عام 2005 عند ما انتفض الأحوازيين معترضين على إبعادهم من وطنهم واستبدالهم بفرس حيث قتل الحرس خلالها المئات، 220 منهم سقطوا شهداء في يوم واحد؟ هل الديمقراطي هو الخامنئي الذي يحكم منفردا على 70 مليون من المحرومين لا يحق لهم الإعتراض حتى على حرمانهم من مياه الشرب في مدنهم مثل ما استشهد 18 من العرب في مدينة عبادان العربية عند ما تظاهروا لماء شرب صالح؟ هل هناك ديمقراطية في ايران و لا يوجد في برلمانه معارض واحد وكل أعضاءه الـ 270 من جماعة النظام بشقيه المتشدد والإصلاحي؟ هل منع الإسلام خلال 1400 عام شعبا أو فردا من التحدث بلغة أمه مثل ما يفعل النظام الإيراني ضد العرب في الأحواز الآن؟ هل منع الإسلام شعب أو عائلة من تسمية مولودها بالاسم الذي تحب خلال 1400 عام مضت؟ هل هناك بلد في المنطقة فيه اكثر من 92 ألف سجين منهم اكثر من 45 إلف سياسي، كما فيه اكثر من 12 مليون معتاد ؟ هل هناك في المنطقة بلد سقطت عملته من 70 ريال للدولار الى 10،000 ريال خلال 28 عام الماضية؟ هل هناك شعب نهبت ثروته وصرفت لجرائم في الخارج مثل ما عمل النظام الإيراني الذي يوزع الثروة على عملائه في المنطقة وتجاوزت تدخلاته حتى الأرجنتين في الوقت الذي تجاوز 40% من الشعوب خط الفقر فيه؟ هل هناك نظام في العالم هتف اكثر من النظام الإيراني ضد أمريكا وهو الذي ساند أمريكا لإحتلال العراق وأفغانستان؟ أين ايران عما يجري للشيشان المسلمة؟ ولماذا تتحالف مع أرمينيا ضد الأذربيجانيين المسلمين؟ ولماذا لا تساعد المسلمين في كشمير؟ إذا ماذا يعني بالمسلمين الذين ساعدتهم ايران؟ هل هم حزب الله والحوثيون والجهاد وحماس فقط؟ لماذا هؤلاء فقط؟ وتحدثنا عن هذا قبل ذلك حيث ان ايران وضمن خطة طويلة الأمد للتوسع، ضربت على الوتر الإقليمي الإسلامي في المنطقة ومسكت العنان لمواجهة إسرائيل من اجل النفوذ في العالم الإسلامي! هذا ما قصدته، ولهذا، تهدد ايران اليوم أمريكا ويهدد المحاور ألصفوي على شاشة الجزيرة بحرق كل" ابيض" بوقاحة وعنصرية! إن التوسع الإيراني ألصفوي كان وراء كل ما قامت به ايران لمساعدة أي جهة في العالم، حزب الله وقوات بدر والحوثيون وغيرهم اذرع للتمدد الإيراني في المنطقة ليس اكثر مع تقديرنا لنضال حزب الله على الحدود الجنوبية للبنان!
وفي النهاية من الضروري الإشارة الى ان كان على الجزيرة ان تأتي بأشخاص مؤهلين للرد على المتحدث الإيراني وليس بشخص يتخذ الموقف الأمريكي في مواقفه وهذا ما ساعد الطرف الإيراني بالسيطرة على الموقف نظرا للكره الذي يحمله المشاهد العربي لأمريكا. كان على الجزيرة ان تأتي - في برامج من هذا النوع وبهذا الثقل- بأشخاص يحملون مصداقية عند الشارع العربي بالإضافة الى إلمامهم بالموضوع المطروح.
#محمود_أحمد_الأحوازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبعض النخب العربية التائهة في صحراء الصراع إيراني- الأمريكي!
-
هل تضطر أمريكا في النهاية إلى الحسم مع ايران؟
-
الانسحاب البريطاني من البصرة، السماح لإيران باحتلالها أم تكت
...
-
إخطبوط التوسع الإيراني والإستراتيجية المؤثرة لمواجهته
-
هل الإحتلال الإيراني للبصرة هو بداية لتطويق دول الخليج العرب
...
-
الانتفاضة النيسانية وضرورة تطوير التجربة
-
القضية الأحوازية - القشة التي ستقصم ظهر البعير الإيراني
-
إيران -الأحواز = أمن الخليج العربي!
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|