|
الراعي والرعية في كنيستنا الأرثوذكسية
مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 2051 - 2007 / 9 / 27 - 03:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بداية فأن فكرة هذا المقال قد سبق وكتبتها أثناء الأزمة المفتعلة للسيدة وفاء قسطنطين وأرسلت بالمقالة إلى أحدى المجلات القبطية ولكن رئيس التحرير أرسل لي رسالة معتذرا عن نشرها بداعي إن الوقت غير مناسب لإثارة هذه المسالة في وقت تواجه فيه الكنيسة الهجوم والحصار من كل القوى في مصر واحترمت رغبة الرجل في ذلك ولم أرسل مقالتي إلى اى مواقع قبطية اوغير قبطية أخرى ومعظمها كانت ستنشر لي مقالتي لان هدفي من كتباتى لم يكن ولن يكون ابدآ بغرض التشهير ولكن غرضه دائما التقويم والنصح وتوضيح الحقائق وهذه الأيام ألحت على هذه الفكرة طويلا خصوصا: 1 بعد قراتى لتصريح احد الكهنة النافي لما جاء فى تقرير اللجنة الأمريكية حول الحريات الدينية الذى وضع مصر في قائمة الدول التي تعاني من التمييز الديني والذي قال أن الأقباط لا يعانون في مصر من اى تمييز. 2 بعد أن وجدت أن هناك الكثير من الزملاء والاساتذه الأفاضل قد كتبوا في هذا الموضوع (كالاساتذه جاك عطا الله ومجدي خليل الذي كتب مقالة رائعة عن الإصلاح ومعناه وضرورته للكنيسة) وكان غرضهم وغرضي من الكتابة هو النقد البناء النابع من حبنا لكنيستنا ولراعاتها ولشعبها الذي تعتصر قلوبنا على معاناته كل يوم . 3 بعد أن بطلت حجة من لا يريدون تصحيح الأوضاع ويتحججون بان الوقت غير مناسب (وهدفهم من ذلك استمرار بعض الأوضاع الخاطئة التي تحقق مصالحهم )مع أن كل الأوقات مناسبة لتقويم المسار والمسيرة والا استمرينا في السير في الطريق الخاطئ الذي يراكم الأخطاء ولا يعالجها خصوصا أن من اكتب عنهم في مقالتي هذه بهدف أصلاح أحوالهم ومسارهم هم قلة قليلة جدا من الكهنة الذين اعتبروا الكهنوت سبوبة ومهنة ووسيلة لربح الفلوس وليست خدمة هدفها ربح النفوس وهؤلاء بتصرفاتهم مهما فعلوا لن يلوثوا ثوب الكنيسة الطاهر النقي ولن يشيبوه باى شائبة طالما استطعنا تصحيح أخطائهم وتنبيههم للرجوع إلى الطريق القويم. وسأحاول هنا أن أتناول جزء بسيط من أخطاء مثل هؤلاء الكهنة والمتمثل في أمرين هما إهمال الخدمة والشهادة الزور: _ وإذا قارننا بين أوضاع الكهنة عموما قديما وحديثا وإذا رجعنا بذاكرتنا قليلا للوراء إلى خمسينات وستينات بل وسبعينات القرن الماضي التي كنا نرى فيها الكاهن حريص كل الحرص على أن يكون هو وأهل بيته نموذج في كل شئ لرعيته وكنت أرى الكاهن حريص أيضا على خدمة الافتقاد وعلى الزيارات المنزلية لأبناء الكنيسة بل وحريص على زيارة مسيحيي القرى المحرومة من الكنائس سائرا على قدميه لمسافات طويلة. وكان للأساقفة أيضا زياراتهم التفقدية لشعوب الكنائس التابعة لهم في زيارات شبه شهرية يلتقون فيها مع الشعب وكنت أرى أسقفنا لا يتخلف أبدا عن هذه الزيارات التي كانت تتم في العادة بسيارة احد أغنياء البلدة الذي كان يملك سيارة لاتملك مثلها المطرانية وكانت هذه الزيارات سبب بركة وتشجيع كبير لنا وكانت تزرع الأمل والقوة فينا. تعالوا ننظر لأحوالنا الآن وأحوال بعض كهنتنا فهذه القلة التي أتحدث عنها أهملت ليس فقط في تدبير شئون رعيتها بل للأسف أهملت حتى في تدبير شئون بيوتها فسمعنا عن محاولات لاسلمة أبناء أو بنات أو حتى زوجات كهنة ورغم تاكدى أن هذا الأمر يتم بالحيلة والمكر والخداع وبالإرهاب أحيانا الا اننى لايمكن أن ابرر لهذا الكاهن او ذاك هذا الأمر الذي يدل على تقصيره في مهمته وعجزه عن توصيل رسالته حتى لأهل بيته . فهذا الكاهن الذي كان أبيه الكاهن وكان معلمه ومسيحه يسير على الإقدام من اجل نفس خاطئ واحد كما فعل سيدنا يسوع المسيح من اجل السامرية أصبح الآن يركب أحدث السيارات(وأنا لست ضد أن يعيش الكاهن ويحيا حياة كريمة بما في ذلك اقتنائه السيارة) وياليت هؤلاء الكهنة يستخدمون هذه السيارات ووسائل المدنية الحديثة التي أصبحنا نتمتع بها من اجل الخدمة ولكنه للأسف يستخدمها من اجل مصالحه الشخصية وتنمية ثروته وزيادة دخله. وسأحكى لكم عن واقعة شاهدتها بأم عيني تبين مدى جسامة وخطأ تصرفات مثل هؤلاء الكهنة ففي أحدى الكنائس بإحدى القرى ونتيجة لإقامة الكاهن في مدينة بعيدة عن مكان خدمته فانه كان يأتي في مواعيد الصلوات فقط بسيارته ولأوقت لديه للزيارات وافتقاد شعب الكنيسة ونتيجة لتقصيره هذا ونتيجة أيضا لنشاط الكنيسة الرسولية في هذه البلدة فأنها استطاعت أن تستقطب شباب كثير كان محتاج للرعاية وعندما حدث هذا ذهب هذا الكاهن إلى أباء هؤلاء الشباب محذرهم من ذهاب أولادهم لهذه الكنيسة ومطالبا إياهم بضرورة الضغط على أبنائهم لرجوعهم لكنيستهم الأصلية وعندما فشلت جهوده تلك لجأ هو وبعض المقربين منه لكتابة شكاوى كيدية ضد هذه الكنيسة حتى تم إغلاقها وأصبح الشباب بدون راعى قريب منهم ونتيجة لذلك تم استقطاب احد الشباب وأسلمته وعندما سمع أبونا الكاهن بذلك فانه لم يغضب كثيرا مثلما غضب سابقا عندما سمع بذهاب الشباب للكنيسة الرسولية بل كان كل رد فعله ان قال انه كلب وراح وقد تم أعادة افتتاح الكنيسة المغلقة بتضافر جهود أهل البلد نتيجة خوفهم على أولادهم ولازال هذا الكاهن لا يراه شعبه إلا وقت الصلاة ثم يختفي سريعا للعودة إلى مدينته البعيدة. يحدث هذا الانقطاع وعدم التواصل بين بعض الكهنة والأساقفة من جهة والشعب من جهة أخرى في داخل البلاد ولكنك تجد شيئا غريبا يتمثل في الإصرار والإكثار الغريب من الزيارات الخارجية التي يقوم بها هؤلاء للخارج حتى أصبحت تتم بانتظام وان كنت لست ضد هذه الزيارات لأنها تعمل على ربط أقباط الخارج بكنيستهم إلا أننا لا يجب ان ننسى أقباط الداخل فبقدر اهتمامنا برعاية أقباط الخارج وإقامة كنائس لهم فى أماكن تجمعاتهم لابد أن يكون لدينا نفس الحماس والإصرار على بناء كنائس لمئات الأماكن المحرومة من الكنائس فى مصر برغم العراقيل التي تضعها الدولة في وجه الكنيسة فدور الكنيسة هو النضال ليس في ميادين النضال السهلة فقط (في أوروبا وأمريكا) فهذا وان كان مطلوب إلا إن الأهم منه هو النضال من اجل أقباط الداخل وذلك من اجل بقاء واستمرار المسيحية في مصر ام أن هدفنا وأملنا الآن هو بناء أوطان بديلة لمصرنا في أوروبا وأمريكا واستراليا تمهيدا لهجرتنا جميعا من مصر ؟!!!! _ لا تقف أخطاء هذه القلة القليلة من الكهنة عند هذا الأمر بل تتعدى ذلك إلى أنهم أصبحوا بوقا للدولة يبررون تصرفاتها ويشهدون شهادة زور لصالحها ليس فقط في الخارج أمام المنظمات والدول الغربية ولكن أيضا في الداخل إمام الأقباط والمسلمون حتى اتخذ بعض المسلمون أقوالهم حجة علينا بمبدأ "وشهد شاهد من أهلها بأنه لا اضطهاد ولا يحزنون". بل أن هؤلاء يطالبون الشعب القبطي دائما بطاعة هؤلاء الحكام الظالمين وتجد الواحد منهم ملاك في مواجهة الاخر وينصح الشعب بإدارة الخد الأيسر والأيمن بل والقفا لهم ولكنه هو نفسه يصبح كالأسد المفترس اذا داس مسيحي أخر له على طرف. أنا اعرف ان بعضهم يفعل هذا من اجل متاع الدنيا الزائل ولكن الغالبية منهم يفعلون هذا نتيجة ضغوط كثيفة تتم عليهم من امن الدولة والشرطة وان هناك حيل وألاعيب يتم ترتيبها لإيقاع اى منهم في اى خطأ لتهديده بهذا الخطأ لضمان استمرار ولائه لهم ولكن علينا وعلى هؤلاء الكهنة الآن التخلص من كل خوفنا كي نبنى كنيستنا كنيسة المسيح المنتصرة.
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجاني والمجني عليه في اغتيال النائب اللبناني أنطوان غانم
-
إشاعة وفاة الرئيس مبارك والتوريث ومنير زخارى وأسماء أخرى
-
القبض على خلية إرهابية بألمانيا
-
الإفراج عن الرهائن الكوريين مجموعة من الدروس والملاحظات
-
عن النصب والاحتيال والطمع أحكى وأتكلم
-
نعم محمد حجازي حطم كل التابوهات ولكن...
-
مسكوا القط مفتاح الكرار
-
انتحار أيهاب مصطفى وأسرته تكشف عورات هذا النظام
-
الإفراج عن الممرضات البلغاريات
-
هل يعيد التاريخ نفسه؟
-
القضاء يحكم لموسى مصطفى موسى رئيسا لحزب الغد بديلا لأيمن نور
-
إلغاء إجازة الجمعة العظيمة بلبنان تهميش اضافى لمسيحيي لبنان
-
محمد عمارة بئر الأكاذيب والافتراءات الذي لا ينضب(2
-
محمد عمارة بئر الأكاذيب والافتراءات الذي لا ينضب
-
جمهورية غازاستان على حدود مصر الشرقية فماذا نحن فاعلون ؟
-
صفقة اليمامة واللي اختشوا ماتوا
-
حرية العقيدة من مصر إلى الجزائر
-
السكوت ممنوع-لا تخف بل تكلم ولا تسكت -
-
يا أقباط العالم انتفضوا
-
تصرفات الأمن و إحكام القضاء من العديسات إلى بمها
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|