أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد مولود الطيار - قضية خليل حمسورك وحرية الاعتقاد وعدم الاعتقاد















المزيد.....

قضية خليل حمسورك وحرية الاعتقاد وعدم الاعتقاد


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 03:56
المحور: حقوق الانسان
    


(1)
لا ترقى في الحجم والكثافة قضية خليل حمسورك لمصاف قضية محمد حجازي ولكن لا بد من البيان أن حجم الاختلاف في الدرجة وليس في النوع . فالقضيتان جذرهما واحد والإشكالية واحدة ، الاختلاف هو في نسبة المحنة التي يتعرض لها الرجلان ، فالضغوط بالتأكيد هائلة على محمد حجازي وزوجته ، مرشحة للتزايد على حمسورك مع استمرار خطنا البياني في انحداره المخيف على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية .
مشكلة خليل حمسورك السوري الكردي كانت في السابق مع أصولية قومية بشقيها العربي والكردي – وان خفتت الآن – تحسب نفسها نقية صافية ، كلتاهما لأسباب لا مجال لتبيانها هنا .
قومجيون أكراد يعتبرون اعتقال خليل على ذمة حزب " عربي " نقيصة في منسوب النضال لديه ويعتبرونه مفرّط بقضيته الكردية ودائما بنظرهم متهم بنقص في الولاء .
قومجيون عرب رفضوا في مناسبات عديدة مساهمات ثرّة لاندماج ما ومحاولات دؤوبة " للتضحية ببعض ما في الرؤوس " وكان حسب قواميسهم ومرجعياتهم الناجزة متهم حتى يثبت براءته .
لا ندري هل هو الإسلام السياسي أم الرسمي أم الشعبي " المليء والطافح بالتعصب والنرجسية الجماعية " هو من يلاحق الآن خليل حمسورك .
خليل حمسورك ، معتقل سياسي سابق لدى النظام السوري ولسنوات سبع بتهمة الانتماء الى حزب سياسي محظور هو حزب العمل الشيوعي (رابطة العمل الشيوعي سابقا ) .
فنان تشكيلي ، يسرق من مرتبه الهزيل ، مقتصدا من لقمة " ألند " و " ايمار " طفليه البرعمين ليشتري ألوان صاخبة وفرحة معتقدا أنها ستغير اللون الكئيب لهذا العالم .
هجر عالم الكبار وتفرغ لتعليم أطفال بعمر الورد فن الرسم .
ولأن طاقته لا محدودة ذهب متطوعا في الشهر الفضيل منتسبا الى إحدى الجمعيات الخيرية في المحافظة متنقلا كل يوم مع فريق العمل من حي الى حي ومن شارع الى شارع يوزعون خيرات هذا الشهر الى أطفال عراة وآباء منكسرين .
مأساة خليل ، اكتشفوا أنه لا يصوم وله قناعاته الخاصة ولأنه "لا يطيق"النفاق" اليوم ويعتبره لا خللا في الدين فقط بل في إنسانية المرء وشرفه " كان صريحا عندما سأله أحدهم : " هل أنت صائم ؟ " أجاب ب" لا " .
استنكر سائله الجواب . ثم ، : " عمل إنساني ولا تعبد الله ؟! " .
( شائعات تتردد حول فصل خليل من الجمعية الخيرية .. .) !!!
نقول مع ياسين الحاج صالح ، دوافع محمد حجازي وزوجته للتحول من الإسلام الى المسيحية غير مهمة الا لهما وللمقربين منهما ، كذلك نقول عن عدم " صيام " خليل أنه شئ ثانوي ولا يهمه الا هو ونضيف كما رفض سابقا التطبيل والتزمير لنظام استبدادي وفضل على ذلك دخول المعتقل ، يرفض الآن الكذب والنفاق من جديد وكان واضحا في ردّه على سائله ، مبينا له ، أن الله محبة وخير وهو يؤمن إيمانا لاشك فيه بالمحبة والخير وهذا يكفي فلا تضعوا سدودا .
هل يعتبر خليل حمسورك " مرتدا " لأنه ولد لأبوين مسلمين ؟!
هل كانت سنواته السبع في زنازين النظام السوري عقوبته على هذا " الارتداد " ؟!
هل اعتبر النظام السوري معارضة خليل وأمثاله للثقافة البعثية الشمولية الاطلاقية والتمامية جريمة لا تغتفر ؟!
من أين لياسين الحاج صالح ولخليل والمئات بل الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين في أقبية النظام السوري عمر بن الخطاب جديد لا ليقول لواليه " لو تركه في السجن يتوب أو يموت بدلا من قتله " وإنما لماذا هم في السجون أصلا ، مكانهم تحت الشمس .
هل نخرج من سجن لندخل آخر يتقاذفنا مستبد من هنا وفقيه من هناك والمطلوب دائما أن نمتنع عن إجابة عصرنا ، سبب وجودنا ، مطلب حريتنا ، مرة بحجة " مناهضة أهداف الثورة " ومرة أن هناك " فقهاء " أعرف منا بأمور دنيانا .
(2)
الطاهر ابراهيم المنفي عن وطنه هربا من جور نظام استبدادي يمارس من منفاه القسري استبدادا من نوع آخر ضدّ مواطنه ياسين الحاج صالح فهو ينظر الى ياسين من علٍ : " غير أننا لا نتهمه ولا يحق لنا أن نخرجه عن الإسلام لأنه كتب ما كتب ، لكن عليه أن يحتاط في كلماته ، فان فيها ما ليس مقبولا . "
لا أدري ونرجو أن يتبرع أحد ممن كان عارفا بما يدري ويخبرنا عن أي جهة يصدر هذا التهديد ؟
فان كانت لغة الجمع " .. نخرجه .." التي تصدر عن الطاهر ابراهيم مردّها تفخيم ذات الكاتب ، سيقال عندها نرجسية كاتب ولا موجب ولا داع لتعليق . أما إذا كان الطاهر ابراهيم لا ينطق عن الهوى ويعتبر أن ياسين قد سقط " سقطة كبرى " فنحيلها أيضا الى سابقتها ولا تعليق أيضا ؛ أما إذا كان قد نصّب من نفسه ناطقا باسم جماعة ما أو تيار أو حزب – تبرعا أو إلزاما – فالردّ هنا يُلزم من نطق الطاهر ابراهيم باسمهم الاعتذار لياسين الحاج صالح لكي لا نكون أم سابقة خطيرة وصفحات سوداء الكل بغنى عنها . وأسوق هذا الكلام لأن نص الطاهر ابراهيم " الإسلام وحرية الاعتقاد الديني .. ردّ على الأستاذ ياسين الحاج صالح " اختلف وحُذفت منه جملة لها في السياق دلالة مهمة . فالنص المنشور في موقع " الرأي " إضافة الى ما نوه عنه الموقع وتم استبداله بنقاط بين قوسين خلا من تلك الجملة في النص المنشور على موقع " أخبار الشرق " ( ثم ماذا يعني بالإسلام المعاصر ؟ أهو هيئة أم ماذا ؟ وقد قرأ في مشروع الإخوان المسلمين ، فهل وجد فيه رفضا لمبدأ حرية الاعتقاد ؟) انتهت الجملة .
كثيرون تمنوا على الأخ الطاهر ابراهيم أن يحاجج ياسين ويقارع الحجة بالحجة ولكن أن يستعير عدّة النظام البعثي الديماغوجية والغرائزية ضد مثقف نقدي بحجم ياسين الحاج صالح ثم وبصريح العبارة ينصّب من نفسه كنيسة يمارس فيها " العماد أو الإبعاد" وقبل ذلك دور الواعظ والداعية والمصلح الذي ضبط ياسين متلبسا : عليك أن تحتاط في كلماتك فان فيها ما ليس مقبولا أبدا . ماذا سيستنتج غلواء غوغاء ربما وقع بأيديها هذا التحذير، يعرف الطاهر ابراهيم أكثر من غيره طاقته التجيشية المدمّرة .
لا أظن هناك لأي طرف أو جماعة أو تيار قارع ويقارع نظاما ديكتاتوريا كالنظام السوري لديه أدنى مصلحة في فتح معارك جانبية لا يستفيد منها الا النظام السوري نفسه وبالتأكيد ليس في هذا مصادرة حق الرد ونقد النقد ونقض نقد النقد لأن في ذلك إثراء وخصوبة فكرية إنما دون تحذير وتهديد .
لا أعتقد إننا إزاء بداية " صفحات متطرفة " كبوة حصان فقط .



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيارة السيد معاون المدير: هموم مسؤول بعثي في زمن السلم
- في محاكمة فائق المير : - ماهي العلاقة بين والصهيونية وأمريكا ...
- الخوف على الذاكرة في - وجه الصباح *- رواية ابراهيم العلوش
- حوار مع خطاب القسم الثاني
- - سورية الحديثة - بدون كهرباء
- من عبد الرحمن الكواكبي الى عارف دليلة وميشيل كيلو واللبواني ...
- أعلن ترشحي لرئاسة الجمهورية
- -التطوير والتحديث والفوضى - الهلاكة
- هل سيستفيد العراق من إعدام صدام حسين ؟
- خليفة الله على الأرض : سوريا بين الخصخصة والرمرمة
- بعد - دخل الله - -العطري- أيضا في الرقة
- انتخابات نقابة المعلمين بالرقة ومهازل الديموقراطية البعثية
- درس في السياسة - علي صدر الدين البانوني وأحمد أبو صالح
- أنفلونزا الطيور- و -الخصوصية السورية -
- الله سورية حرية وبس
- كرة قدم على الطريقة الإيرانية
- كيف يصنع القرار في سورية ؟ قراءة في بعض ما أدلى به عبد الحلي ...
- من نصدّق هسام هسام أم عبد الحليم خدام ؟ تساؤلات مواطن سوري
- مبادرة رياض الترك- بين وقائع حاضر مستجد وبعض الأفكار السابقة ...
- ارفع رأسك فأنت سوري رسالة عاجلة إلى مجلس الأمن


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد مولود الطيار - قضية خليل حمسورك وحرية الاعتقاد وعدم الاعتقاد