أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امينة عبد الرحمن - الأحياء يزاحمون الأموات في المقابر















المزيد.....

الأحياء يزاحمون الأموات في المقابر


امينة عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 10:04
المحور: حقوق الانسان
    


تعاني مصر منذ اكثر من ثلاثة عقود متتالية من أزمة كبيرة في الإسكان مما ادي الي ظهور انواع متدنية من السكن في كل انحاء القاهرة كالعشوائيات ،والعشش ، وآلاف من الأسر يسكنون المقابر يقدر عدهم بمليون ونصف المليون نسمة تقريبا فضلا عمن لا يجدون مسكنا لهم من الأسر الحديثة _ارتفاع معدل الفقر ونسبة المواليد والهجرة من الريف الي المدينة والوضع الاقتصادي ولعل اهم الأسباب فعليا هى مشكلات المساكن الآيلة للسقوط والانهيارات الفعلية التى دفعت الفقراء الي النوم مع ألموتي يجمعهم سور واحد رغم الخوف والرعب المستمر فهم لا يجدون سوي المقابر تضمهم اذ لا مياة شرب نظيفة ولا كهرباء ولا صرف صحي ولا رعاية صحية ولا تعليمية حيث ترتفع نسبة ألامية بين هذه الفئة تصل الي حوالي 64.4% اما الذين لا يرتفع مستواهم التعليمي عن حد القراءة والكتابة نسبتهم 23.3% والحاصلون علي شهادات اقل من المتوسط فنسبتهم 6.1% وأصحاب الشهادات المتوسطة واعلي من المتوسطة نسبتهم حوالي 6%وأصحاب الشهادات الجامعية تتضاءل نسبتهم حتي تصل الي حوالي 0.6%
اما البطاله فتشكل هي الاخري حافزا للبحث عن العمل في أي مكان حتي ولو كان في المقابر وهذا يمثل الفقر بمعناه الواسع فينقسم السكان الي فريقين فريق يعمل واخر لا يعمل وهم يعملوا داخل المقابر او خارجها فمنهم الحرفيون وهم يمثلوا ابرز المهن و تبلغ نسبتهم 37%من اجمالي السكان العاملين اما الموظفون فتنخفض نسبتهم حتي تصل الي 9.4% والباقي اعمال مختلفة مابين باعة جائلين او يعملوا في مهن اخري متدنية والاخرون يعملون فى السرقة والنشل وتجارة المخدرات نتيجة حالة البطالة ، ان هذا المجتمع يتحكم فيه شخصيتين هامتين هما اولا صاحب "المقبرة" الذي يقوم بتاجيرها مباشرة لمن يريد بمقابل مادي فهناك مقابر تصل اسعارها الي عده الاف من الجنيهات ويرجع الي اعمال الرخام وعدد الغرف وذلك بدون توقيع عقود لان هذه الاماكن غير مخصصة للسكن والثاني هو "التربي " والذي يأجر الحوش احيانا بدون علم اصحابة وفي المواسم التي تزيد فيها زيارة القبور يامر السكان بمغادرة الحوش لحين مرور الزيارة علي خير وهو يمثل الشخصية القائدة لمجتمع المقابر وهو الذي يسيطر سيطرة شبة كاملة علي ما يقع داخل المنطقة من دفن واسكان وجريمة ويتضح من هذا ان التربي بهذا المعني ليس إلا رمزا لمجموعة من الاشخاص ذوي السلطة والهيمنة علي المقابر فلكل مجموعة من التربية "معلم " يقود حركتهم وينظم عملهم ويحدد لكل منهم منطقة نفوذ لا يتعداها ويعد هذا الواقع بمثابة التنظيم الرسمي لهذه المنطقة فهناك شخصية اخري اقل سطوة من الشخصيتين السابقتين وهي تمثل السواد الاعظم من ساكني هذه المناطق الا وهو خفير المقابر والذي يتم تعينة من قبل التربي او المعلم ولا تكون له ادني درجة من حيث التصرف دون الرجوع اليهما
سامية ….امرأة في مقتبل العمر لديها ستة أطفال أربعة بنات وولدين تقول أنها كانت وزوجها يعيشون في احدي محافظات الصعيد وعندما ضاق بهم الحال نزلوا إلي القاهرة بحثا عن مصدر رزق واشتغل زوجها أكثر من عشرين شغلة ولكن البلدية كانت تطارده وأخذت منه عربة الفول وما عليها من بضاعة وكلها ديون حق الناس حاول زوجي ان يعيدها لكنهم رفضوا أصيب زوجي بالجنون عندما فشل في إطعام الأطفال وتوفير إيجار البيت وتركني اواجة الدنيا لوحدي تواصل سامية معرفتش اعمال أية أنا وعيالي خصوصا وكلهم بنات والأولاد صغار وحاليا يشحذون في الشوارع تضيف ألام وهي تبكي اسودت الدنيا في عيني وملقتش اللي المقابر فأخذت أولادي وما تبقي من عفش بيتي بعد ما بعته كله وجئت إلي المقابر والحمد لله علي كل حال
عم محمد ..كان جالسا إمام الحوش قال اسكن هنا منذ 32عام كنت اعمل موظف لدي ثلاثة من الأولاد حرصت علي ان أعلمهم ويعيشون معي هنا لكنهم يحلمون بالحصول علي شقة فمنذ ان انهار منزلنا أيام الزلزال وأنا أحاول بكل الطرق الحصول علي شقة من الدولة لكن المسئولين لا يعطونا اللي الوعود الكاذبة ففي عام 1992 قالوا أحضروا أوراقكم وسنوفر لكم شققا، وحتى الآن لم يسأل عنا أحد.. نحن خارج حسابات الحكومة
سعيد هذا هو أسمة فهو في الواقع ليس سعيدا...اقتربت منه وسائلة ماذا تعمل قال إعمال في تثبيت الرخام في المقابر التي يريد أصحابها ان تخرج في أبهي صورة ثم أكمل حديثة أنا هنا منذ 27 عاما هي عمري كله معي دبلوم تجارة نفسي أكمل الفلوس التي تمكني من شراء شقة صغيرة؛ عشان أتجوز وأعيش مستورا زى بقيت الناس
هي جدة في الستين من عمرها.. قالت: " أعيش هنا منذ40عاما.. أولادي الأربعة ولدوا هنا.. الولدان يعملان في نجارة الأثاث، تزوجا وانتقلا للعيش بحي السيدة زينب ، والبنتان بختهم مال.. لم يتزوجا ويعيشان معي".وقالت هذه ابنتي فاطمة الكبيرة، وتلك رضا آخر العنقود.. وواصلت الحديث بمرارة "من سيأتي هنا للزواج من المقابر؟!".حاولت الجدة ان تغير الموضوع وأخذتني لكي أ شاهد الحوش من الداخل: وراحت تشير إلي أماكن القبور التي تكاد شواهدها تختفي من الأرض، وهي تقول: "هنا يدفن أبي، وهناك أمي.. الخ". وحول شواهد القبور توجد أدوات طهي قديمة، وحجرة بها 3 أسرة للأم وبنتيها قالت الجدة مبتسمة " الحياة هنا فيها الهدوء وراحة البال بعيدا عن الجيران ومشاكلهم؟! نحن جيراننا دائما ساكتين.. من الممكن أن يكونوا "زعلانين" منا لكنهم ساكتون". قالت ابنتها فاطمة "لا تصدقي أن الحياة هنا مريحة، فالبنت بعد المغرب لا تستطيع الخروج من الحوش؛ حيث ينتشر الشباب الذي (يتعاطى المخدرات)، والذي يمسك سلاحا، فضلا عن انتشار الجرائم وترويج المخدرات".وتابعت كأنها تحلم: "نفسي يكون لينا بيت وجيران وشارع ننتمي إليه.. أكيد سيكون هذا جميلا"..ثم نظرت الي اختها رضا التي تقف بجوارها
كنت امشي في شارع الإمام الشافعي.. في احد الحارات الجانبية الضيقة ، فوجت صوت أطفال يلعبون أمام أحد الأحواش التي تسكنها إحدى الأسر التي كانت تجلس نسوتها مع الجيران أمام الباب على عادة السيدات في الأحياء الشعبية.على عكس الصورة التي أراها دوما في المسلسلات التلفزيونية، من حيث تزاحم الصغار طالبين "الصدقة" التي تكون "رحمة ونور" على المتوفى لم يسرع باتجاهي أي طفل طلبت الحديث معهم فقالت فتاة: "أنت صحفية قلت: نعم. قالت: "اسمي مروه عندي 10 سنين أنتم دائما تظهروننا في الصحف كمتشردين وتابعت: "لسنا متشردين، أنا وأخواتي في المدرسة ونتعلم أرجوك لا تنشر صورنا هدأتها، ووعدتها بأني لن أصورها وكان يقف بجوارها طفل آخر اسمه محمد.. سألته عما يود أن يكون بالمستقبل، فقال على الفور: "لواء في الشرطة فضحك بقية الأطفال وضحكت معهم. عدت لمروه وسألتها عما تود أن تكون في المستقبل فقالت بهدوء وواقعية من خبرة الحياة المبكرا: "أدخل معهد التمريض حتى أحصل على وظيفة بسرعة، تمكننا من استئجار شقة والخروج من هنا.. هكذا تقول لي أمي
هكذا هم يحيط بهم الثالوث الابدي الفقر والجهل والمرض ومع ذلك فهم لديهم الامل في حياة كريمة ادمية ليست طرفا بل حق من حقوقهم المشروعةفي بلد ضاعت فية الشرعية حتي ان الناظر الي بلدنا يحسبها بلدن بلا كرامة يهان بها الانسان والانسانية وهذا بفضل حكومتنا الغير شرعية



#امينة_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيوب عمال -النظافة-... مافيش- أنظف-من كدة
- الاسعار
- عمال المعمار
- المرآة بين الفقر والقهر


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امينة عبد الرحمن - الأحياء يزاحمون الأموات في المقابر