نعمة أمْ نقمة؟

علي عمر توما

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 03:56
المحور: حقوق مثليي الجنس
    

بالنسبة لي الجواب معروف، ولكن ماذا عنك أنت، إذا كنت مثلي الجنس تعاني، فانك لست وحدك ولن تكون الأخير، إن كنت مغاير الجنس ففكر بابنك أو بنتك، وكيف لا يمر يوم عليهم من دون أن يتمنون الموت، ولسبب بسيط، جهل المجتمع، والسماح للمجتمع تقرير مصير أولادك.

لعدم وجود دراسات حقيقية عن المثلية الجنسية في الشرق الأوسط، كنت مجبر أن اعتمد على التجربة الشخصية، وتجارب أصدقائي، لأجد أن نسبة كبيرة منهم عانى من الكآبة المزمنة أدت محاولات انتحار بسبب ميولهم الجنسي، وعدد منهم يعرف صديق أو صديقة مات في إحدى هذه المحاولات، إنا نفسي حاولت الانتحار مرتين، المرة الثانية أدت بي إلى المستشفى.

لماذا تعتقد إن شخص يريد مثل هذه الحياة، خوف ورفض وعدم استقرار وفوق هذا كله الشعور بالذنب بسبب كتب كتبت قبل آلاف السنين؟

عندما سألت هذا السؤال لنفسي أولاً ومن ثم أصدقائي كانت الإجابات متنوعة، حيث إن بعض الأجوبة مضحكة مثل "لان مثلي الجنس اخترعوا تقريبا كل شئ كليوناردو دافنشي، أعظم النحاتين والرسامين ومهندسي العمارة مثل مايكل انجلو، ومن أعظم الموسيقيين مثل تچايكوفسكي، وكتّاب تغير كتبهم حياة قارئيها مثل فيرجينيا ولف وأوسكار وايلد"، نعم كل الذين ذكرتهم هم مثليي الجنس واعرف انك لمن تكن تعرف هذا. السؤال هنا بعد أن عرفت أن مايكل انجلو مثلي الجنس هل سترى تمثال موسى ولوحات كنيسة السستين كمثال لكل ما هو "شاذ" في العالم، أو عندما تسمع بحيرة البجع تعتبرها موسيقى تشجع على المثلية الجنسية، أو ستتوقف عن استخدام الطائرة الراسية لان أساس عملها فكرة لمخترع "شاذ"؟

بالنسبة لي من أهم الأسباب التي تجعلني فخور ومحظوظ لكوني مثلي، هو مقدرتي على فهم وتقبل المختلف، هنا تأتي المقدرة على تحويل النقمة الى نعمة، إن رفض المجتمع لنا جعلنا متفهمين للرأي الآخر، متعاطفين مع قضايا المرأة بالأخص، الخوف من رفض العائلة جعلنا نبحث عن الاستقلال عن العائلة ماديا خصوصا، الشعور بالذنب جعلنا نفكر ماليا بحقيقة الأديان.

رجائي الوحيد هو التفكير عندما يأتي ابنك أو بنتك ويقولون انهم مثليين، حاول أن تفكر بمصلحة أولادك قبل أن تطلق أحكاما من الممكن أن تندم عليها، مثلما أنت تقرأ المقال هذا، إن أولادك يقرؤونه أيضا، وان كنت تخاف حقا على مصلحة أولادك حاول أن تقدم هذا الحب من غير شروط أو قيود، قد تختلف أرائهم ولكن الم يرفض المجتمع يوما ما الشيوعيين لكونهم "ملحدين"؟

#علي_عمر_توما (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات