يقول ابو العبد:
" عندما القوا القبض على الشيوعيين لم اعترض لانني لم اكن شيوعياً. اتوا لاعتقال الاشتراكيين ولم اقل شيئاً لانني لم اكن اشتراكياً. اتوا الى القادة النقابيين ولم اقل شيئاً لانني لم اكن نقابياً. أتوا الى اليهود ولم اقل شيئاً لانني لست يهودياً. وحين اتوا لاعتقالي لم يبقى احد حولي ليقول شيئاً."
وابو العبد يعلم جيداً انه ناقل وليس مبدعاً وانه سرق عمداً هذا الكلام من شفاه الراهب الالماني الذي انتهى كغيره من احرار المانيا ضمن جدران المعتقل.
لكن ابو العبد يعتبر. يقرأ التاريخ ويحفظ دروسه. ويتذكرها.
لذلك قرّر كسر الصمت ورفع الصوت بالاحتجاج على كل الظلامات لكي لا يقع فريسة الظلم وحيدا.ً
انه مفخرة وطنية. ليت لنا العديد من امثاله.
وابو العبد يقرأ الصحف ايضاً، لا تغيبه شاردة ولا واردة.
انه يعرف جيداً كيف تمت انتخابات الاتحاد العمالي العام وفي اية ظروف وكيف تم القاء القبض عليه(يعني على الاتحاد). ومنذ ذلك الحين يستنكف ابو العبد النزول الى الشارع والتظاهر وراء من سلبه صوته من نواب ووزراء ومحاسيب يتظاهرون ضد السياسات التي شاركوا في اعدادها.
ليس حماراً ابو العبد. بل ذكي جداً ويتذكر... ويقارن... يوم كانت "الجماهير" تُغرق شوارع العاصمة بعشرات الآلاف من المتظاهرين تلبية للمنظمات التي انتخبتها وخوّلتها الدفاع عن مصالحها وبين ما يحصل في ايامنا. وكان قد قرأ ابو العبد في صحف البلد منذ ايام كيف عجزت مئتا منظمة وشخصية عن حشد اكثر من الفي متظاهر، بمعدل عشرة متظاهرين لكل منظمة واعتبر حينها ان بعض المنظمات لم تكن سوى حبر على ورق ولم تحشد احداً.
كاد ييأس...
ولكنه تذكّر انه ابو العبد،
وأن ابناء العبيد هم الذين يصنعون الحرية....