أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمياي عبد المجيد - التلفزيون المغربي : المرتبة الثالثة من الحكم الذوقي














المزيد.....

التلفزيون المغربي : المرتبة الثالثة من الحكم الذوقي


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2049 - 2007 / 9 / 25 - 12:26
المحور: الصحافة والاعلام
    


لعل أقرب صورة يمكن تحفيظها في الذاكرة للتلفزيون العمومي المغربي هي هذه القائمة اليوم ، الصورة التي تخلف باستمرار عند المشاهد أثار مبلدة تتسم بعدم الرضا التام ، وكان المشاهد ينقصه تبليد واحتقار حتى يكون نصيبه نهل من صندوق مفزع!!
هذه " التراتبية " التي تكونت عند المشاهد توحي أن التلفزيون المغربي حتى يكون في تطلع مشاهديه يجب أن يتغير شيء ما، ذلك الشيء الذي يجعل هذا الخلل قائما في تصوري لا يمكن أن يكون غير العقل المسير للقطاع الإعلامي العمومي بالمغرب ، فهذه العقلية لا تتخذ أي حد فاصل بين العمل التلفزيوني كقيمة إعلامية هادفة ، وعمل الإنتاج الذي تتحكم فيه ضوابط مادية بالأساس ، وهذا بالتحديد ما افرز مع مرور الوقت أعمالا لا تتوافق مع عمل الإنتاج .
قد يبدو لنا أحيانا أن هذا التلفزيون يوفر القدر الكافي من الأهداف الإعلامية التي من اجلها يصبح قائما (كوضع المواطن في عين الحدث مثلا ) لكن هذا التنويع الذي هو في الحقيقة بلقنة للجهد الإعلامي من دون أي نتيجة لا يوفر النشاط الفكري كما هو حاصل في التلفزيونات الاحترافية
هذا " التبليط المهيكل" هو نفسه الذي يعمق التنافر ويزكي الفرق في اعتبار المشاهد وحتى مسايرة الأهداف وتتحقق الدلالة الأخلاقية.
هذه الدلالة الأخلاقية التي يكتسيها التلفزيون كظاهرة اجتماعية لا يمكن أن تكون دلالة مقتصرة على تحجيم الخطاب الأخلاقي وتصنيفه حسب درجة التماهي والتجاوب ، ولكن بإمكاننا أن نقوم بصياغة منهجية أكثر دلالة في تعميق الحكم الذوقي و أعمقها في تدبير الصورة التلفزيونية وربطها بالمقتضيات الأخلاقية، واعني بالضبط ما يمكن أن نقول عنه ب " حفظ البنية التواصلية ".
إن هذا التموقع هو رابطة عرفية اكثر ما هي تحصيل عملي لمقتضيات إلزامية ، فالمشاهد المغربي في المحصلة اصبح بإمكانه التنقل بكل حرية عبر الأقمار الاصطناعية وذم تلفزيونه الذي يصور أن لا قيمة لهذا الربط عنده . قد يطرح تساءل من قبيل : وهل للمشاهد المغربي ذائقة تلفزيونية ؟ في الحقيقة قد يبدو أن صناعة الصورة اكثر ما يمكن أن يوقع المشاهد أسيرا لهذا اللون أو ذلك في حين أن حالة عدم الرضا الحاصلة ناتجة بالأساس عن التحريف الحاصل في التعاطي مع التحولات القائمة ، فإذا كان السؤال السابق في اعتقادي ممكنا فلا يمكن أن نغفل السؤال المشروع القائل : ما هي الخصائص المميزة التي كونها التلفزيون المغربي لنفسه ؟!! . التقدير الأعم أن أهم ميزة تميز بها التلفزيون عندنا إلى يومنا هذا هي: توطيد علاقته بالسلطة ووقوفه بجانبها وتجاهل بالتالي التكوينات الاجتماعية خاصة الفئة الشعبية .
هذه المخزنة والسلطوية في رسم المسار والاتجاه للتلفزيون خلق عداءا بين المشاهد والتلفزيون يعتبر بمثابة امتداد لغضب هذا المشاهد ( المواطن ) عن التسيير المستبد في اغلب الأحيان .
لعل أسوأ ما في الأمر أن يفقد المشاهد الدلالات المختلفة ( الأخلاقية ، الاجتماعية ...) في تقييمه للعمل التلفزيوني وفي هذه الحالة يكون هذا المشاهد قد وصل إلى أوج " الإفراغ الدلالي " واصبح من السهل جدا أن يكون لقمة صائغة لكل التيارات الإعلامية الخارجية بالخصوص .
إن التحرر من هذه الوقعة والبوتقة الضيقة التي ينحصر فيه عمل التلفزيون كعنصر ذو محدودية كبيرة في صياغة الوعي الشعبي الراقي بالذائقة في تقديري يقتضي العمل على مستويين :
- المستوى الأول : رسم معالم واضحة للمشاريع الإعلامية بحيث يمكن أن يكون المشروع ذو استقلالية متناهية وعمل لا تقييدي يحد من تحويل كل مشروع إلى تجربة فردية ( بمعناها الابتكاري ) وتجذير روح الإنتاج المرتبط بالخصوصية . وهذا أمر أساسي في تقييم أي عمل من هذا النوع.
- المستوى الثاني : تحرير الخطاب التلفزيوني من نزعته الاستعبادية التي تجعله بالضرورة لا يرتقي إلى تنظيم المستويات حسب درجات التحول وبالتالي يكون هذا التلفزيون أداة سلبية في التكيف مع الرهان الشعبي ومع التحولات التكتيكية التي يشهدها قطاع الإعلام العالمي .





#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى زمن الاستبداد الاعلامي
- الارهابيون: صياغة التطرف ومنظور الدولة
- واقع الاعلام البيئي عندنا
- لن تكون أخر الأوهام..
- كيف تغطي الصحافة المستقلة عجز المعارضة؟
- أطباء أم جزارين ؟!
- الشعوذة التلفزيونية
- حوار مع الفنان محمد عزام أبو العز
- نقد الاستبداد وتحرير الفكر السياسي العربي
- الشباب والحقيقة الدينية
- الفن وبناء الشخصية
- المرآة العراقية وأهمية البناء المستمر
- محاربة الفقر : تجربة بنك جرامين
- أزمة القراءة في الوطن العربي
- هجرة العمالة وتأثير العولمة
- السودان والمحكمة الجنائية الدولية
- الحرب على الإرهاب أو الانفراد المطلق بالقوة
- الإصلاح العابر للقارات !!
- إيران النووية في مواجهة الضغوط الخارجية
- القذافي ودولة الطّز


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمياي عبد المجيد - التلفزيون المغربي : المرتبة الثالثة من الحكم الذوقي