|
الوحدة النقابية العمالية الفلسطينية في مهب الرياح
علي السنتريسي
الحوار المتمدن-العدد: 2049 - 2007 / 9 / 25 - 12:28
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
بعد عقد المؤتمر النقابي العمالي في الأردن قبل شهر من قبل اتحاد عمال فلسطين وانتخاب الأخ حيدر إبراهيم أمينا عاما ، كنت اعلم انه سيكون لنتائجه انعكاسات خطيرة على الحركة النقابية العمالية الفلسطينية ، وخاصة وحدة الحركة النقابية العمالية التي دعا الجميع إليها ، كان الأمل قبل عقد هذا المؤتمر أن يتم عقد اجتماع بين اتحاد نقابات عمال فلسطين بقيادة شاهر سعد واللجنة التنفيذية المنتخبة و التي تمثل جميع فصائل منظمة التحرير وعمال فلسطين في الداخل ، وبين اتحاد عمال فلسطين بقيادة الأخ حيدر إبراهيم والذي مثل وحتى قبل اتفاقية اوسلو عمال فلسطين في الخارج ، ثم عاد إلى ارض الوطن هو القيادة النقابية التي رحبنا فيها أجمل ترحيب . ولكن الأمور بدأت سيئة في ذلك الوقت ، ولم يعد لأمل الوحدة مكان ، وشكل كل مملكته الخاصة !!
وزادت الطينة بله حين عقد هذا المؤتمر دون ان يشارك أي ممثل عن اتحاد نقابات عمال فلسطين فيه، وان الأشخاص الذين شاركوا لأسباب خاصة بهم لم يعودوا أعضاء في اتحاد نقابات عمال فلسطين بحسب أحكام النظام الداخلي والذي ينص على عدم قانونية الازدواجية في عضوية أكثر من نقابة عمالية . إذا المؤتمر الذي عقد تحت مسمى مجلس أعلى للعمال الفلسطينيين هو في حقيقة الأمر لا يمثل جميع عمال فلسطين .. ولا يمثل جميع نقاباتهم حيث يوجد خمسة اتحادات عمالية أخرى خارج هذا المجلس ، ومنها اكبر هذه الاتحادات وهو اتحاد نقابات عمال فلسطين .
دور السلطة والقيادات السياسية
إن أكثرية الاتحادات وخاصة اتحاد نقابات عمال فلسطين ممثلة فيها جميع الفصائل المكونة لمنظمة التحرير ، ودور القيادات السياسية في توجيه القيادات النقابية وتأثيرها على قراراتها كبير ولا يخفى على احد ، والسلطة الفلسطينية تعاملت مع الاتحادات والنقابات ضمن إطار ضمان الحريات النقابية ، ولكن العمل النقابي يجب ان يكون حرا ويمثل احتياجات العمال والعاطلين عن العمل ، وعندما يكون النقابي موظفا في السلطة برتبة وكيل وزارة ومدير عام ومدير ألف و ب و س ، فان قراراته لن تكون خالصة باتجاه مصلحة العمال وإنما هي بما لا يتعارض وتوجهات القيادة السياسية أو السلطة الحاكمة ، مع أن العمل النقابي هو بالأصل نضال لتحقيق حقوق العمال والحفاظ على مكتسباتهم ، فكيف سيكون قرار النقابيين إذا وهم منخرطين في العمل في الوزارات ؟؟ وقد تعرفنا على الكثيرين من النقابيين في أنحاء العالم ولم نجد بينهم الموظف في الحكومة او السلطة أو أي جهة حاكمة ، بل هناك نقابات خاصة بالموظفين .
العمال الفلسطينيين
إن العامل الذي لا يجد ما يسد رمق أطفاله وزوجته وأهله والخريج الذي لم يجد عمل والعاطل عن العمل إلى أصبح عبئا على عائلته ، لا يهمه من القائد للنقابة ومن الأمين العام ومن هي الجهة التي تقف على رأس أي نقابة ، بل يسعى هذا العامل للحصول على أية فرصة للعمل والدعم والتامين الصحي ، وعليه فان أكثرية الذين انتسبوا إلى النقابات إنما هو بدافع الحصول على كيبونات المساعدات أو التامين الصحي والقليل القليل منهم من يعرف ما هو العمل النقابي والنادر أيضا من تلقى تثقيف وتدريب ، وإذا تم إلغاء الاتفاقية بين السلطة وهذه الاتحادات فيما يتعلق بالتامين الصحي فانه وبعد ثلاثة أشهر سينخفض عدد المسددين للاشتراكات للنقابة بنسبة تفوق ال 95 % وبذلك لن تستطيع أية نقابة الاستمرار ، ( إلا إذا حصلت على دعم خارجي من جهة ما ) ، إذا العامل لا يعرف شيء عن الاقتتال المستعر على تمثيله في الساحة النقابية .
نتائج واستحقاقات
إن من أهم النتائج التي ترتبت وستترتب على عدم الوحدة في الحركة النقابية العمالية ( وان كان البعض يحاول تجميلها ووصفها بالحرية النقابية والتعددية .. إلا أن التعددية ليست بهذا الشكل .. ففي فرنسا مثلا هناك تسعة اتحادات ولكن كل اتحاد له تخصصه ، وكذلك هناك تقاسم للأحزاب السياسية ، أما في حالتنا الفلسطينية فانك تجد العديد من الفصائل ممثلة في هذا الاتحاد وذاك ، فما هو المبرر لذلك ، ) وعليه فان أهم نتائج الانقسام هي زيادة الهوة واتساعها بين قيادات النقابات ، ودور السلطة الوطنية يجب أن لا يكون مشجعا طرف على حساب طرف آخر وان استحقاقات التمثيل للعمال في منظمة التحرير وفي مؤسساتها مثل المجلس الوطني والمجلس المركزي يجب أن لا تخضع لنتائج السياسات التي يقررها البعض ، وعليه فانه يحق لكل من في الحركة النقابية العمالية إن يكون ممثلا في هذه المؤسسات ، وان الذي يقرر من هو ممثلا للعمال لا يجب ان يكون السلطة او الحكومة أو الفصيل ، بل العامل ونقابته واتحاده .
كذلك فان من أهم نتائج هذا الانقسام حدوث خلل كبير في دعم النقابات والاتحادات العمالية والنقابية على الساحة العربية والدولية ، لأنها لم تعد تستطيع التمييز بين دور النقابات والاتحادات ومن هو الشرعي وغير الشرعي ، وما هي الشرعية وممن يحصل عليها ، من السلطة والفصيل أم من العامل نفسه ؟؟؟
لذلك أخي العامل أختي العاملة .. يجب أن نعمل نحن من اجل أنفسنا وأبنائنا وعائلاتنا ، إن الضغط على الجهات المتنفذة سيكون بفعل أصواتكم التي تضعونها في صناديق الانتخابات المتعددة ، ويجب أن يكون لنا دور في كل انتخابات تجري في المؤسسات والبلديات وأهمها الانتخابات التشريعية القادمة ، فإما آن ندعم مرشحين مخلصين في خدمة العمل والعمال والوطن ، أو العمل على تشكيل كتلة عمالية ممثلة لكافة الفصائل والمستقلين للمنافسة مع الكتل الأخرى ، وفي توحدنا قوتنا ، وندعو من على هذا المنبر بان يوفق الله القادة النقابيين العماليين لما فيه مصلحة الطبقة العاملة ، وندعو القيادات السياسية إلى التدخل الايجابي من اجل جمع كافة الأطراف على الساحة النقابية العمالية وتوحيدها كلمتها ، مع الحفاظ على حرية التنظيم النقابي واستقلاليته .
#علي_السنتريسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومة الجزائرية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر
...
-
تأكيد المواقف الديمقراطية من الممارسة المهنية وعزم على النهو
...
-
وزارة المالية العراقية : موعــد صرف رواتب المتقاعدين في العر
...
-
“اعرف الآن” وزارة المالية تكشف حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
-
تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال
...
-
النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|