كامل عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 11:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
( هذا البحث مهدى إلى الشاب الموهوب والواعد فراس سعد – فك الله اسره - )
من يدقق في التطور التاريخي لتجمعات النوع البشري سيلحظ بوضوح الفارق بين منطق الثورة ومنطق الاصلاح , الثورة هدم وبناء يتمدد فيها العامل الأيديولجي على حساب العامل المعرفي ’ اما الإصلاح فهو بناء على البناء يتوازن فيه العامل الأيديولجي والعامل المعرفي , - هذا لايقلل من أهمية الثورات ودورها الايجابي في دفع عجلة التطور الاجتماعي إلى الأمام - يهمنا هما منطق أول ثورة كلاسيكية في التاريخ التي سبقت الثورة الفرنسية والثورة الروسية بقرون , والتي ارتدى فيها العامل الأيديولجي طابع التقديس وأثر ذلك في محنة العقل العربي وحرية استعماله العام عبر التاريخ .
لم يكن مجتمع العرب قبل الاسلام مجتمعا جاهليا كما صوره الاسلام ,
لقد كان ذلك المجتمع - على الأقل في مكة والحجاز , أي في المكان الذي ظهر به الاسلام – مجتمعا متطورا قياسا بتطور كل المجتمعات في ذلك الزمان , وخير شاهد على ذلك اللغة العربية وقواعدها وبلاغتها وشعرها المسمى شعرا جاهليا ’ وكان عندهم تسامح وتعايش بين الأديان الثلاثة الوثنية واليهودية والمسيحية , والاهم من ذلك هو النظر العقلي لدى العرب آنذاك (الحسي بشكل عام ) ولكن ذو الصيرورة المفتوحة والقابلة للتطور والتي تمتلك جنين التحليل والتركيب العقلي المبني على التجريد والإدراك , والذي أنتج ظاهرة الحنفاء المتمثلة بحكماء عرب لهم آراؤهم في ظاهرة الكون والمجتمع والخلق والقيامة والبعث وما إلى ذلك
(( الاخباريون العرب والمفسرون الاسلاميون يسمون هذه الجماعة بأسمائهم الآتية , قس بن ساعدة الأيادي, زيد بن عمرو بن تفيل , أمية بن ابي الصلت , سويد بن عامر المصطلقي , أسعد ابو كرب الحميري , وكيع بن سلمى بن زهير الأيادي , عمير بن جندب الجهني , عدي بن زيد العبادي ’ سيف بن ذي يزن , ورقة بن نوفل القرشي ’ عامر بن الظرب العدواني , خالد بن سنان ’ عبد الله القضاعي , عبيد بن الأبرص الأسدي ’ وكعب بن لؤي بن غالب )) (1)
جاء الاسلام فوجّه تلك الصيرورة المفتوحة للعقل العربي القديم باتجاه واحد ’ اتجاه اجتهاد العقل ليثبت صحة العقيدة والشريعة الاسلامية القائمة على ان - مصدر المعرفة واحد وهو المصدر الالهي - وإلغاء قدرة العقل والادراك البشري على الاحاطة بتلك المعرفة الإلهية ,
كانت هذه أول محنة للعقل العربي في التاريخ بسبب الأيديولوجيا الاسلامية .
خطوات إلى الأمام خطاها العرب على يد الاسلام بالنسبة لمجمل التطور الاجتماعي’ وخطوة إلى الوراء بالنسبة للعقل وحرية استعماله والقيود والاشتراطات التي فرضت عليه ’ وياليت الاسلاميون بعد محمد قد وقفوا عند هذا الحد , بل حرفوا التاريخ بعد انتصارهم ليكتبوه بلغة المنتصر وليقرؤوا تاريخ العرب قبل الاسلام بما يتماشى مع الاسلام ومن لايفعل ذلك تشن عليه حربا مقدسة باسم الاسلام , هذا ماجرى للأديب المصري الراحل طه حسين بعد كتابته دراسته الشهيرة عام 1926 تحت عنوان - في الشعر الجاهلي - والتي رأى فيها ان (( الكثرة المطلقة مما نسميه أدبا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء , وإنما هي منحولة بعد ظهور الإسلام , فهي اسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر مما تمثل حياة الجاهليين )) (2)
تلك هي المفارقة التي يدفع ضريبتها من يشير اليها مثل طه حسين حتى يومنا هذا فيفضل الصمت !!
.......................................
استأنف العقل العربي مسيرته الجديدة على أرضية الدعوة الاسلامية ذاتها بوجه الطرف الآخر وتحديدا فترة حكم الأمويين وقد تمحور بين الفريقين العقلي والايماني - اذا صح التعبير - حول القضاء والقدر وعرف الفريقين بالتاريخ الاسلامي تحت اسم الجبريين والقدريين
الجبريون يقولون ان القدر خيره وشره من عند الله تعالى , والانسان مسير وغير مخير و يستندون بشكل أساسي على الآيات الكريمة التالية
إن هذه تذكرة ’ فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا , وما تشاؤون الا ان يشاء الله (3)
ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء فاعبدوه (4)
ختم الله على قلوبهم (5)
ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (6)
والله خلقكم وما تعملون (7)
والقدريون يقولون بقدرة الانسان على الفعل من خلال عقله والانسان مخير وغير مسير و يستندون إلى الآيات التاليه
انا هديناه النجدين : اما شاكرا واما كفورا (8)
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر(9)
لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي (10)
كل نفس بما كسبت رهينه (11)
من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها (12)
بدأ الجدل الفكري في الاسلام كنتيجة منطقية للتطور بعد أن جمده قائد الثورة محمد في بداية نشوء الدولة الاسلامية (خوفا عليها من الجدل الذي يسبب الانقسام فيضعفها بوجه أعدائها الخارجيين الكثر الذين يتربصون بها شرا ) ولذلك وضع حد قاطع للجدل بقوله – القدرية مجوس هذه الأمة , وهكذا نرى ان الجبريين يستندون على آيات اغلبها نزلت على الرسول بعد انتصاره وعودته إلى مكة, والقدريون يستندون على آيات أغلبها نزلت على محمد قبل الانتصار – مدنية-
وشيء طبيعي ان يكون في مقدمة الجبريين معاوية بن ابي سفيان مؤسس الدولة الأموية الذي قال عنه القاضي عبد الجبار بن احمد الهمداني (( اول من قال بالجبر وأظهره – معاوية- اظهر ان ما يأتيه بقضاء الله ومن خلقه , ليجعله عذرا في ما يأتيه , ويوهم انه مصيب فيه , وفشا ذلك في ملوك بني امية )) (13) اما غير الطبيعي فهو فتوى فقهاء مسلمين تدعم وتؤيد سلطة الامويين وتوريثها فيما بينهم باسم الحق الالهي , مع ان الاسلام عماده الشورى , من هنا ابتدأت المحنة الثانية للعقل العربي في التاريخ الاسلامي , بابتداع فقهاء يفتون من أجل دعم السلطان ويتمتعون بالنفوذ والثروة ’ يميز هؤلاء قدرتهم العالية على استعمال عقلهم من أجل تضليل الجماهير المتدينة وتوجيه اهتمامهم نحو السماء والآخرة وما إلى ذلك ’
لقد استطاع القدريون الاوائل بحجتهم القوية ان يخلخلوا أركان الدولة الأموية بالذات
(( وتذكر كتب التاريخ شخصية من الشخصيات التي رفعت راية المذهب القدري واستشهدت به , هي شخصية عمرو المقصوص , تقول الرواية التاريخية انه أول من نادى بالقدر في دمشق , لأنه ظهر قبل غيلان الدمشقي , وانه كان معلم معاوية الثاني – معاوية بن يزيد بن معاوية - , وانه أي عمرو المقصوص قد أثّر في تلميذه معاوية ذاك حتى صار قدريا على مذهب معلمه , فلما مات والده يزيد وأراد بنو أمية مبايعته وريثا لأبيه ’ وفقا للتقليد الذي وضعه جده معاوية
الأول استشار أستاذه عمرو فأشار عليه بقوله إما ان تعدل وإما ان تعتزل , فنظر معاوية الثاني في امره : كيف يختار , وكيف يمكن ان يكون عادلا اذا اختار البقاء في منصب الخلافة , فوجد انه سيكون عاجزا عن تحقيق العدل وفقا لمشورة أستاذه ’ لذلك قرر الاعتزال ’ التنازل عن الخلافة , وأعلن قرره في خطبة مشهورة خطب بها أهل دمشق . .....
ثم اعتزل الناس ومات بعد أربعين يوما من تنازله , فقبض بنو امية على عمرو المقصوص وقالوا له : أنت أفسدته وعلمته . ثم دفنوه حيا ومات شهيد مذهبه القدري المناهض للحكم الأموي القائم باسم الحق الالهي أي باسم قضاء الله وقدره )) (14)
تتمثل محنة العقل العربي على عهد الامويين بما جرى ل (غيلان الدمشقي ) وتعطي صورة عنها ما جرى معه ومع الخليفة عمر بن عبد العزيز. تؤكد كل المصادر التاريخية ان غيلان الدمشقي كتب إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز يدعوه إلى مذهبه القدري , وان اكثر من جلسة نقاش جرت بينهما (( فهو –أي غيلان – يخاطب الخليفة عمر بن عبد العزيز في هذه المناقشة قائلا :
فانظر أي الإمامين أنت , فانه تعالى لايقول : تعالوا إلى النار , اذن لايتبعه احد و ولكن الدعاة إلى النار هم الدعاة الى معاصي الله , فهل وجدت ياعمر حكيما يعيب ما يصنع ’ او يصنع ما يعيب ’ او يعذب على ما قضى , او يقضي ما يعذب عليه ؟ , ام هل وجدت رحيما يكلف العباد فوق الطاعة , أو يعذبهم على الطاعة ’ ام هل وجدت عدلا يحمل الناس على الظلم والتظالم!! وهل وجدت صادقا يحمل الناس على الكذب والتكاذب فيما بينهم ! كفى بيان هذا بيانا , وبالعمى عنه عمى . )) (15)
ويحدثنا صاحب كتاب - المنية والأمل - المؤرخ الاسلامي احمد بن يحي المرتضى في كتابه . أن نتيجة المناقشات كانت ان بقي الخليفة على مذهبه الجبري (( ويظهر من الحديث ان عمر لم يقتنع بمذهب غيلان , ولكنه استدعاه اليه وهو واثق من عدالته وصحة دينه , فلما جاءه طلب اليه أن يعينه على إصلاح شؤون المسلمين ’ فاستجاب غيلان لهذا الطلب مشترطا ان يتولى بيع خزائن الأمويين ورد حقوق الناس إلى أهلها , فقبل الخليفة بذلك ’ فلما تولى غيلان هذا الأمر نادى بأهل دمشق قائلا – تعالوا إلى متاع الخونة- فليغزرني من يزعم ان هؤلاء كانوا أئمة هدى , وهذا متاعهم والناس يموتون من الجوع – وتقول هذه الرواية انه مر هشام بن عبد الملك وغيلان يرفع صوته بذلك القول , فقال هشام : أرى أن هذا يعيبني ويعيب آبائي , والله ان ظفرت به لأقطعن يديه ورجليه . ثم تقول الرواية انه حين تولى هشام عرش الأمويين هرب غيلان إلى ارمينية وهو ينشر عيوب هشام وأخبار ظلمه وظلم بنو امية الذين زعموا انهم يحكمون بقضاء من الله وقدره , وانه لامهرب من القضاء والقدر . فأمر هشام بإحضار غيلان وصاحبه صالح ’ فلما احضرا امر بقطع أيديهما وأرجلهما بعد ان حبسهما أياما , ومات صالح قبل غيلان , فتوجه غيلان إلى الناس قائلا : قاتلهم الله كم من حق أماتوه وكم من باطل أحيوه , وكم من ذليل في دين اله اعزوه , ومن عزيز في دين الله أذلوه . فغضب الأمويون الذين سمعوا هذا الكلام من غيلان فذهبوا إلى هشام يقولون : قطعت يدي غيلان ورجليه وأطلقت لسانه . انه أبكى الناس ونبههم إلى ما كانوا غافلين عنه , فأرسل ايه من يقطع لسانه ’ وقد فعل ذلك , ومات غيلان شهيد دفاعه عن حقوق المظلومين وعن مذهبه في القدر )) (16)
اما بالنسبة لبحثنا فيهمنا هنا كيف كان الاسلام الأول يتعامل مع الرأي والرأي الأخر , مع حرية المرء في الاستعمال العام لعقله , وهو مافعله معاوية الثاني ومن بعده الخليفة عمر الذين أثّر فيهما الاسلام الأول وفهموه لمصلحة عامة الناس وليس لمصلحة فئة منه, وكما هو معروف بان عهد الأمويين انتهى بالنهاية ليقترن الاسلام بالاستبداد وليصبح الدين خادم للسلطان وليصبح فقهاؤه الرسميين ينتجون فتاوي على شاكلة فتوى الفقيه الأوزاعي التي استند اليه هشام بن عبد الملك في عقابه لغيلان .
أصيب العقل العربي بمحنة مضاعفة على يد الأمويين كان وجه عملتها الأول ماجرى لغيلان الدمشقي القدري ووجهها الثاني ما جرى لصفوان بن جهم – الجبري – الذي لقي نفس المصير
لأن فتاويه وفهمه للجبرية لم تتطابق كليا مع فتاويهم فقتلوه ’ وبذلك السلوك دشن الأمويون طريقا استبداديا عربيا ذو ليل طويل لايرحم لا الموالاة ولا المعارضة (17)
وعلى نفس الطريق مشى أسلافهم العباسيين في أوج قوة دولتهم وتحديدا في عصر المأمون .
اتخذت المعركة بين أنصار العقل وأنصار الايمان في عهده بعدا جديدا هو استمرار لمعركة القضاء والقدر ايام الأمويين ’ بين المعتزلة الذي لا إمام سوى العقل عندهم ’ وبين أهل السنة , تمحور الفصل الرئيسي فيها حول القرآن هل هو مخلوق ام أزلي وقديم قدم الله تعالى . المعتزلة يقولن ان القرآن كلام الله , أي انه ليس من الصفات المعادلة للذات ’ وهذا يعني انه مخلوق او حادث ككل شيء مخلوق في الكون , ويذهبون ابعد من ذلك ليقرروا بان القول بأزلية القرآن ينافي مبدأ التوحيد وينافي أيضا عقلانية التشريع القرآني , لان القول بأزلية كلام الله وجعله صفة للذات الإلهية , يعني ان الأوامر التي يشتمل عليها القرآن أزلية ’ أي صادرة قبل ان يوجد المأمورون بها
(( وقد وافق المأمون المعتزلة فيما ذهبوا اليه من ان القرآن مخلوق , وعمد إلى تسخير قوة الدولة لحمل الناس على القول بخلق كتاب الله فأرسل في سنة 218 هجرية كتابا إلى والي بغداد اسحاق بن ابراهيم بن صعب يطلب منه امتحان القضاة والمحدثين في مسالة القرآن كما أمره ان يأخذ على القضاة عهدا بألا يقبلوا شهادة من لايقول بخلق القرآن وان يعاقب كل من يقول بهذا الرأي .
وقد سار المعتصم على سياسة أخيه المأمون في حمل الناس على القول بخلق القرآن , مع انه لم يكن له حظ من العلم يجعله ذا رأي في هذه المسألة , وإنما كان ينفذ وصية المأمون , وزاد عليه في إلحاق الأذى بكل من يعترف بذلك من العلماء وأهل الرأي ’ فأهان احمد بن حنبل إهانة بالغة وسجنه , وأصبح كل عالم او قاض هدفا لخطر الضرب بالسياط والتعذيب اذا لم يأخذ برأي المعتزلة في القول بخلق القرآن .
وكذلك اقتدى الواثق بابيه المعتصم في انتصاره للمعتزلة , وتشدد في فرض آرائه الدينية على الناس مما أدى إلى إثارة خواطر أهل بغداد . ....وقد غلا الواثق في معاملة القائلين بعدم خلق القرآن , وقد طلب عندما تبودلت الأسرى بين المسلمين والبيزنطيين أن يسال كل أسير من أسرى المسلمين عن رأيه في القرآن , وكان نصيب كل من قال بعدم خلق القرآن أن يرد إلى أسره باعتباره خارجا عن الاسلام ) (18)
باعتقادي ان محنة العالم الجليل بن حنبل وتعذيبه وسجنه ألحقت الأذى بتاريخنا العربي أكثر من محنة غيلان لدمشقي التي قطعت يداه ورجلاه ولسانه , وذلك لأن دولة في أوج نهضتها العلمية لم تعتمد على مقارعة خصومها الحجة بالحجة ’ فمن الطبيعي جدا ان يقوم اسلافها في عصر الانحطاط بتشغيل السيف ضد كل من لا يأخذ برأيها وهذا ما جرى فعلا بالنسبة لأنصار المعتزلة ذاتهم في عهد الخليفة القادر العباسي (( نعم موقف المعتزلة مهم جدا ويستحق ان ندرسه ونتوقف عنده , ولكن للأسف فان السلطة السياسية قد حذفته ولاحقت أصحابه في كل مكان , فعندما أعلن الخليفة القادر عقيدته القادرية وخطب فيها في مساجد بغداد , وأباح دم المعتزلة وغيرهم من المذاهب الاسلامية ’ كان قد اتخذ قرارا سياسيا لا مشروعية له من الناحية الدينية او اللاهوتية , لفد فرض رأيه القائل بان القرآن غير مخلوق عن طريق القوة المسلحة لا عن طريق المناظرة والاستشارة التي كان يمكن ان تجري بين مختلف العلماء المنتمين إلى مذاهب مختلفة . )) (19)
وبمحنة المعتزلة على يد القادر ضعف صوت العقل في عهد كل الخلفاء من بعده وسيطر اهل الايمان – السلفيين –المتحالفين مع الدولة , وأصبح الاسلام على عهدهم بجميع تياراتهم ومدارسهم ينفي قدرة العقل على إدراك الحقائق الإلهية ’ ويريد من المسلم ان يسلم بأمر ربه كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله , وأصبح العمل باستنساخ كتب الفلسفة كفر محض ’ ومن يعمل وراقا يلاحق اذا استنسخ احد هذه الكتب حسب فتوى ابن الصلاح المعروفة التي اعلن فيها
(( تحريم الاشتغال بالمنطق والفلسفة , اما المنطق فلأنه مدخل الفلسفة ومدخل الشر شر , وأما الفلسفة فلأنها الشر بنفسه , فهي أس السفه والانحلال ومادة الحيرة والضلال , ومثار الزيغ والزندفة )) (20) وقد عبر عن تلك المدرسة السلفية وكان وما يزل فقيهها الكبير : تقي الدين ابن العباس المعروف ( ابن تيمية ) في كتابه الشهير - موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول – وهو في فتاويه يعلن بوضوح ان كل ما ثبت نقله من نصوص الإسلام يجب ان يوافقه العقل لا محالة فلا تعارض عنده بين أحكام العقل وأحكام الشرع , اما اذا حصل التعارض فعلا فالمرجع هو النص دون العقل ,
منذ ذلك التاريخ سيطر السلفيون على التاريخ الاسلامي وتحالفوا مع االحكام المستبدين , واتهموا خصومهم بالكفر والزندقة ’ وخفت صوت اهل رأي وأهل الاجتهاد في الاسلام بشكل كبير جدا , وكل صغيرة وكبيرة يجب أن نفتش عن مثيل لها عند السلف الصالح , اما المعتزلة ومذهبهم العقلي فقد تم التعتيم عليه في كل المدارس والمناهج الاسلامية , واذا كان لابد من ذكرهم فيجب ان يقرن ذكرهم بالتقرير عنهم مسبقا بأنهم كفرة وملحدون ’ وما يزال الأمر كما هو عليه حتى هذه اللحظة (( ولم يعترفوا بالمعجزات التي وردت في القرآن , كما أنكروا انشقاق البحر لموسى ليشق طريقا لبني اسرائيل , وقد خرج بهم من مصر إلى بلاد العرب , مخالفين بذلك قوله تعالى في سورة الشعراء – فأوحينا إلى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم – كما أنكروا أن عصا موسى قد تحولت أفعى كما جاء في سورة طه – فالقاها فإذا هي حية تسعى – وان عيسى قد أحيا الموتى . ولم ينج الرسول نفسه من إنكارهم لمعجزاته )) (21)
وهكذا نرى ان الإصلاح الديني عند العرب بدأ قبل الاصلاح الديني عند الأوربيين بزمن طويل وكان عنوانه - قدرة الانسان على الفعل داخل نظام كوني او اجتماعي وجد نفسه فيه , ودور العقل في ذلك - أي ان القدريين امثال عمرو المقصوص وغيلان الدمشقي ومعبد الجهني والمعتزلة امثال واصل بن عطاء وأبو الهديل العلاف وابراهيم بن سيار النظام قد سبقوا الفلاسفة الأوروبين أمثال هوبس وسبينوزا ودولباخ وشيلينغ وهيغل بقرون (22) .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تمكن الأوروبيون من تجاوز محاكم التفتيش وأنجزوا إصلاحا دينيا بالنهاية يحترم العقل والايمان ويتجاور فيه الدينون إلى جانب الملحدين من دون ان يحقد احد الطرفين على الآخر ؟
كنت قد اشرت قي مقالات سابقة إلى ان السبب الجوهري في ذلك يعود إلى بنية اوروبية مفتوحة تم فيها التطور ببطء ولكن بخطوات متصاعدة , تمثلت تلك الصيرورة بالوصول إلى السلطة عبر المال , أي من اسفل إلى اعلى , وساعدها على ذلك وجود سلطتين منفصلتين ومتجاورتين , سلطة زمنية على راسها الملك , وسلطة روحية كنسية على رأسها البابا , وبينهما برلمان منتخب من الشعب يتم التصارع فيه بين السلطتين .
اما تاريخنا العربي الاسلامي فقد شهد تموجات عديدة كان فيها قمم وذرى ’ وكان فيها وديان عميقة وسحيقة, وكل المكتسبات التي كانت تقدم في زمن النهوض يتم الارتداد عنها في زمن الهبوط وهو ما أشرت اليه سابقا بكون مجتمعاتنا العربية الاسلامية كانت ذات بنية مغلقة او راكدة ’ في تاريخنا العربي لاانفصال بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية ولا برلمانات بل قمع معمم على كل من لايتماهى مع الخط لرسمي للدولة التي تعتبر ان أي مكسب قدم للجماهير هو عطاء من عطاءات القائد , عليهم ان يشكروه عليه , ومن يقول غير ذلك عد من اهل البدع واتهم بالزندقة او الكفر او الخيانة او الارتباط بالعدو الخارجي في زمن الصعود والهبوط معا (23) والنتيجة لم تكن عدم إكمال الإصلاح الديني الذي بدأه القدريون والمعتزلة ’ بل الارتداد عليه لدرجة (( أننا اليوم لا نستطيع استعادة هذه المناقشة او فتح تلك الاضبارة المغلقة منذ القرن الخامس الهجري ’ أي منذ عشرة قرون ’ وذلك بسبب المناخ الأيديولوجي السائد حاليا في الساحة الاسلامية ’ بمعنى آخر ’ ما كان ممكنا التفكير فيه في القرن التاسع او العاشر الميلادي أصبح مستحيلا التفكير فيه في أواخر القرن العشرين )) (24)
تلك البنية وذلك التاريخ الاستبدادي الطويل المتكئ على التسليم بقضاء الله وقدره كانت له نتائج عديدة تظهر آثارها جلية الآن في البلدان ذات الحضارة العربية الاسلامية نذكر منها .
1- دور الدولة المركزي في زمن الصعود والهبوط , وجعلها مركزا لتوزيع الدخل الاجتماعي , وبالتالي التنافس على السيطرة السياسية من اجل التراكم الرأسمالي’ من الدولة إلى الثروة سواء تجلت في العام او في الخاص وليس العكس كما جرى في اوروبا , وهذا يعني تقديم مفهوم العدالة الاجتماعية على ما عداه من المفاهيم ووضعه بمقابل مفهوم الرأي والرأي الآخر . أي أن المستبد العادل أفضل بكثير من الحاكم الديمقراطي الذي ينهب الشعب باسم الحريات الديمقراطية (25)
2- جعل الطريق إلى المعرفة يمر عبر القلب إذا صح التعبير , أي انه طريق حسي يعتمد العاطفة والإحساسات الأولية وليس التحليل والتركيب العقلي , أي طريق الصوفيين المبني على وحدة الوجود والانسان عند ابن عربي او على الحلول والاتحاد بين الله والانسان عند الحلاج او على نظرية الفيض والاشراق عند ابن سينا ’ أما من يعتمد العقل فيجب ان يكون من أجل إنتاج فتاوى فقهية وثقافة اسلامية تبريرية تشرع فيها لديمومة الحاكم في السلطة ولتوريثه أبناءه من بعده ’ ربما اسطع مثال في تاريخنا على ذلك هو العلامة عبد الرحمن بن خلدون .
ان ابن خلدون قد حاول مثل ابن الأثير ان يكتب التاريخ العربي الاسلامي في مجموعة مجلدات عنونها باسم – ديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر – وقدم لها مقدمته الشهيرة في علم الاجتماع والتي سبق فيها ماركس ودارون معا (( ثم انظر إلى عالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدريج ,آخر أفق المعادن متصل بأول أفق النبات ,... وآخر أفق النبات متصل بأفق الحيوان ... واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه وانتهى في تدريج التكوين إلى الإنسان صاحب الفكر والرؤيا بالفعل ... )) (26)
والمقدمة تنسف الرؤيا الدينية لتفسير تشكل التجمعات البشرية الأولى خصيصا القائلة بأولاد آدم الثلاثة. سام , حام و يافث , وسبب سواد بشرة احدهما , وتفسر اثر الهواء والشمس على لون الجلد ’ ولكن عندما يبدأ ابن خلدون في التاريخ فهو يؤرخ مثل ابن الأثير لمعجزات الرسل ودور الوحي فيها ويغمز من قناة المعتزلة , تلك المفارقة عند ابن خلدون شغلت أديبنا الراحل سعد الله ونوس بعمل من أهم أعماله المسرحية تحت عنوان – منمنمات تاريخية - وتناول فيها فلسفة بن خلدون التبريرية (27) التي وصلت حد التعامل مع المغول الذين قذفوا بكل الثقافة العربية الاسلامية إلى نهر دجلة . جاء في المسرحية على لسان بن خلدون (( اتريد مني ان ازرف الدموع ؟! ليست لدي دموع , وهذه البلاد التي تنوح عليها مهترئة ومغزوة بلا غزو ’ هل أتحمل السير في ركاب تيمورلنك. نعم , ولم لا , اريد أن اعرف وان أسجل ’ أريد ان استكمل خبرتي , وأن ازيد علمي اتقانا واكتمالا , لقد سرت في ركاب أمراء وسلاطين لا يستحقون ان يكونوا جزمة لتيمور , ولو حصرت نفسي في الوساوس , وهذه الترهات العاطفية لما راكمت خبرة , ولما وضعت علما لم يسبقني إليه إنسان في الخليقة )) (28)
3- النظر من قبل الجماهير العريضة العفوية إلى العقلانيين الاسلاميين العرب , وكأنهم بدون قيم او أخلاق و لايحللون ولايحرمون , بل دهريون لا يؤمنون بوحدانية رب السماوات والأرض ولا برسالة الشفيع يوم القيامة ’ ولا بالآخرة وقصاصها العادل , ولا بيوم النشور ’ وكأن القرآن الكريم اختزل كله في هذه الآية (( وقالوا ما هي حياتنا الدنيا , نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر )) وانحيازهم الكلي إلى الصوفيين والحسيين ’ لان من يستعمل عقله لاتهمه سوى مصالحه مثل بن خلدون ومن يستعمل قلبه يموت ويسلخ جلده ويعلق على جسر بغداد لأنه يفكر ليل نهار بأحوال الفقراء أمثالهم (29)
4- أهم سمة من سمات المعارضة للحاكم العربي الاسلامي هو ضياعها كجزء من ضياع المجتمع بسبب القمع المعمم عليه ’ يمكن التدليل على صحة هذا القول باستعراض تاريخ المعارضة الشيعية ,التي تشكل بتياراتها ومذاهبها الجسم الرئيسي للمعارضة ’ فالمعارضة الشيعية ترفع لواء المستضعفين في الأرض ’ وهي بحق على يسار الاسلام الرسمي السني في قضية التوزيع العادل للثروة بين الناس , وبهمها جدا ان يكون لجهد المرء دور في تحصيله الدنيوي ’ ولكنها من جهة أخرى جعلت نفسها على يمين كل التيارات السنية في الاسلام , عندما حصرت الخلافة بآل البيت , انه نسف لعمود الاسلام الفقري الذي ساوى بين الناس جميعا واعتمد مبدأ الشورى في الحكم , وكل مسلم تجمع عليه الأمة يحق ان يكون خليفة’ او امام المسلمين ’ تفارق عجيب بين برنامج اجتماعي اصلاحي وأيديولوجيا سلفية رجعية , لقد اختفى الامام الُثاني عشر في القرن التاسع الميلادي وعمره تسع سنوات , تقول الروايات انه تاه في سراديب سامراء ’ ولكن الفرق الشيعية تقول بانه احتجب وهو يحيا حتى ألان حياة خفية سرية , وسوف يعود بعد ألف عام ليملأ الأرض عدلا بعد ان ملئت جورا ’ ويكون قسيم الله يوم القيامة , واحدث اجتهادات الشيعة المعاصرة هي ولاية الفقيه بانتظار عودة الامام الغائب ’
وجه الضياع في هذه المعارضة يتضح اذا قارناها بالمعارضة الشيعية زمن الخلفاء الراشدين والتي تمحورت حول شخصية الامام علي بن أي طالب , فالإمام علي كان نصيرا للفقراء بحق ’ ومناضلا صلبا من اجل قضيتهم ولذلك جمع بين ا لوجه الايجابي في الاسلام, وجه الاجتهاد’ وجه النظر العقلي فيه ’ وهو القائل لاتجادلهم بالقرآن انه حمال أوجه , وبين احترام الرأي الاخر , وهو الذي انصاع للأكثرية في معركة صفين وقبوله التحكيم رغم انه يعرف انها كانت خدعه, وهوالى جنب ذلك مثال في الشجاعة والنبل , وبذلك يمكن القول بكل ثقة أن المعارضة الشيعية قبل الف عام كانت اكثر تقدمية من المعارضة الشيعية الحالية ’ وأن الامام علي بريء من شيعته التي ادعت انها على خطاه
هذا هو تاريخنا العربي الاسلامي . تاريخ خير امة أخرجت للناس ’ تكلست كل مفاصلها بعد انقطاع خط الاصلاح الديني داخل الاسلام , خط القدريين والمعتزلة , خط الراوندي وبن رشد و الكثيرون غيرهم من الفقهاء المسلمين الصادقين في اسلامهم’ ليسود التيار السلفي بعدهم أكثر من الف عام ’ وليتم دعمه من الغرب تحديدا لكي يتقاسموا وإياه خيرات بلادنا ’ والآن انقلبت الظروف بعد ان أنتج ذلك التاريخ المدعوم من الخارج إرهابا اسلاميا أصبح خطرا على مصالح العالم ,ليصبح مطلوبا من هذه البلدان وصل خط الاصلاح الديني , خط العقل من اجل تجفيف ممستنقعات الارهاب
تأخرنا كثيرا , ولكن لامناص من اصلاح ديني جديد لبلداننا يعتمد على العقل وحرية استعماله.
وحده هذا الطريق يخرجنا من بنيتنا الراكدة ومستنقعاتها الآسنة التي زكمت أنوف العالم بما أفرزت من إرهاب ’.
لاطريق آخر سوى طريق الالتحاق بركب الحضارة .
من المال إلى السلطة وليس العكس
من نافل القول ان مستلزمات هذا الطريق هي انفصال السلطات الثلاث وما يتبع ذلك من حريات سياسية واجتماعية .
وحده هذا الطريق يكرث ثقافة احترام الرأي والرأي الآخر ويجعل العقل والضمير في امتنا يتطوران باتجاه واحد
وحده هذا الطريق ’هو الكفيل بفك اسر جماهيرنا العفوية المؤمنة من قبل السلفيين المتزمتين
وذلك ممر إجباري أيضا لمن يريدون ان يصلوا إلى الاشتراكية كمرحلة أعلى من الرأسمالية .
هوامش :
1- المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام , جواد علي , ج5,ص370
2- في الدب الجاهلي , طه حسين , دار المعارف بمصر , ص 65
3- سورة الدهر الآية 28-29-30
4- """ الأنعام """"102
5- """"البقرة """"7
6- """"االأنعام "" 125
7- """"الصافات """96
8- """"الدهر """"30
9- """" الكهف """"29
10- """""البقرة """"259
11- """"المدثر """"28
12- """"الاسراء """15
13- النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية, حسين مروةج1 , دار الفارابي ص 564
14- المرجع السابق ص 572
15- """"""""""ص 584
16- """""""" ص571
17- فعلت حركتنا التحررية العربية وتحديدا( الناصرية والبعث ) ما فعله أجدادنا الأمويون قبل ألف عام بكل من يحاول ان يتمايز او يستقل عنهم وهذه الحادثة التي شهدتها بأم عيني خير دليل على تلك المأساة
في عام 1968 كنت اسكن المدينة الجامعية التابعة لجامعة دمشق , وقد أصدرت القيادة السياسية قرارا يعفى بموجبه كل طالب- يترفع من صف إلى آخر بتقدير جيد , او من يقدم لإدارة المدينة شهادة فقر حال –من نصف اجر الغرفة لتصبح 25 ل س بدلا من خمسين ليرة , كان مكسبا كبيرا للطلاب أردوا بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الإدارية لاتحاد الطلبة ان يعبروا عن شكرهم للقيادة . وجرى ذلك بمظاهرة عفوية خرجت من المدينة مشيا على الأقدام إلى أمام إدارة جامعة دمشق , المفاجأة أن رجال الأمن عاقبوا كل من شارك في تلك المسيرة لأنها خرجت بدون اذن رسمي !!!!
18- تاريخ الاسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي ’ د حسن ابراهيم حسن ط 14 , مكتبة النهضة المصرية , ج2 ص 133
19- الاسلام , اوروبا الغرب تاليف محمد اركون , ت هاشم صالح ص 186
20- حسين مروة ج1 ص 60
21- تاريخ الاسلام , د حسن ابراهيم حسن , ج3 ص 224
22- وحتى قبل الماركسيين الذين قالوا بالحرية والضرورة ودور المصادفة فيما بينهما
23- اختزلت حركة التحرر العربي - التي أرادت ان تكمل رسالة العرب الخالدة - تاريخنا العربي الاسلامي السابق لتكرره بشكل مأساوي بأقل من خمسين عاما , ولتكوٍن لنفسها زمن صعود قدمت فيه انجازات لاباس بها على صعيد التنمية الاجتماعية كما فعلت دولة معاوية والمأمون ’ وكان لها ضحايا من المعارضة الموالاة مثل غيلان الدمشقي ومعبد الجهني وصفوان بن جهم واحمد بن حنبل ’ ليأتي زمن الهبوط الذي نعيش فيه ويتم نسف كل الانجازات السابقة.
24- الاسلام ’ أوروبا , الغرب , أراكون , ص187
25- كل يسارنا العربي القديم والجديد قد تأثر تاريخيا بموضوعة المستبد العادل , آو أولوية الديمقراطية الاجتماعية على الديمقراطية السياسية ’ وهكذا يصور اليساريون شعراء الصعاليك كثوار ومتمردين ’ مع أن المفروض ممن يأخذ بالفهم المادي للتاريخ أن يفسره بما ينسجم مع الحقيقة المعرفية وليس مع الأيديولوجيا , ومهما كا تعاطفنا مع أولئك المشردين فإننا يجب ان ننظر إليهم كضحايا للتطور ’ اما ان نؤرخ لقاطع طريق يقتل كل من مر أمامه فنجعل منه ثائرا !!, تلك مصيبة لا تضاهيها سوى رؤية أديبنا حنا مينة في روايته الشمس في يوم غائم ’ العاهرات هم الطليعة الثورية في المجتمع ’ بنفس الوضوح يجب ان نعيد فهمنا لحركة القرامطة في التاريخ العربي الاسلامي
26- مقدمة بن خلدون ’ ص 81
27- أصدقاء الراحل سعد اللة ونوس وشوشوا فيما بينهم أن سبب كتابة تلك المسرحية هو انتهازية المدرسة البكداشية السورية وفلسفتها التبريرية , وخصيصا موضوع التحالف بينهم وبين البعثيين الذي تخلوا فيه عن شرط الديمقراطية داخل التحالف حتى لا يحرقوا اللحاف من اجل البرغوث ,أي ان تضحيتهم بالديمقراطية هي كرمى لعيون النضال المشترك بين الشيوعيين والبعثيين ضد الأمبريالية والصهيونية , وكانوا دائما يلاحقون الراحل ويتهمونه بالطفولية اليسارية , وقد عبروا عن ذلك أكثر من مرة في جريدتهم – نضال الشعب تحت عنوان (لا هوادة )
28- منمنمات تاريخية , سعد الله ونوس , ص 100
29- عبرت عن هذا التفارق في مقال سابق بعنوان – الاصلاح الديني بين العقل والضمير
#كامل_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟