أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد الصائح - إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد














المزيد.....

إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد


عبد الحميد الصائح

الحوار المتمدن-العدد: 629 - 2003 / 10 / 22 - 04:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



 
على وفق ثوابت عِلْمَي النفس و الاجتماع  فان كل ظاهرة سلوكية  مهما تعددت تأويلاتها لايمكن فصلها عن الدوافع والأنشطة الإنسانية والحاجات الأساسية المحيطة بها  والمنجز الذهني والروحي الذي ينتج عنها . ورغم كثرة النظريات التي أشارت إلى ظاهرة الاستبداد البشري في التاريخ والاستبداد في عالمنا العربي  أُهملت فكرة غاية في الاهمية هي (انتاج المسْتَبَد به للاستبداد) فالعقل التجريبي الاول الذي نظّر ببدائية مدهشة للكون وظواهره وانتج الأسطورة والخرافة لاحتواء ثقل أسئلته بازائها وانتج الطواطم التي عبدها واستجاب لأوهامها وطورها إلى آلهة اكثر شموليه وغموضا و خضع لصلاحياتها المفترضة ومطاليبها من تقديم القرابين وإنشاء منظومة من المحاذير لتجنب غضبها واستدراج رضاها,كان في ذات الفعل يؤسس للاستبداد دون أن يعي ذلك,فإنتاج هذه المنظومة من الولاءات والطاعة الصارمة والاستجابة إلى الوهم هي في حقيقتها إنتاج بوادر أولى للاستبداد ,المستبِد(مُنْتَج)( مُتَوَهَّم) -بفتح التاء والهاء في الكلمتين- والمستبَد به هو الإنسان الذي قادته فطرته و طفولته الأولى إلى حتفه بنفسه, على الرغم من ان سعيه هذا اكسب ما بعده من السلالات اجوبة ومنجزات شتى.ولعل المثير في الأمر ان هذا الإنتاج اختلف تمظهره فيما بعد من حضارة لأخرى، ففي الوقت الذي تمظهر لدى الاغريق الذين  يمثلون مرجعية الحضارة الأوربية الحالية عبر  أنظمة الإدارة والعلوم الطبيعية والأخرى رغم ما عاناه الفلاسفة اليونانيون منذ (سقراط) الفاصل الفخم بين نمطين من التفكير الفلسفي نمط التجريبيين الذين سبقوه والمثاليين الذين جاؤا بعده حتى آخر صروح المنجز الحداثي المعاصر, تمظهر لدى سكان وادي الرافدين عبر نمط الحكم وتحديدا ( الحاكم) ،انشغل الرافدينيون بالحاكم وصفاته وتركيبته وافترضوا أصولا غيبية له وحاروا بخلوده واعانوه على فنائه ورافقوه الى قبره واخترعوا قصصا وحكايات واساطير عن حياته في العالم الآخر-   بمعنى اخر ان فكرة المستبِد الذي هو (الاله) في الميثيولوجيا والصلاحيات الاولى التي منحت له والطاعة التي اوليت لاوامره  تمظهرت فيما بعد في الحاكم  , فالحاكم الذي كان لديهم الهاً ثم ابن اله ثم نصفه بشر ونصفه اله ثم انتهى به المطاف  بشرا اعتياديا تقوده ظروف ما الى السلطة، مايزال يتمتع بصلاحيات الإله ذاتها   و يرث ذات الاستبداد وراثة, وما زال الناس يعيشون عمليا استبدادا شرسا كانوا قد أنتجوه في السحيق من الزمان,ولذلك فان الحاكم الشمولي المستبد هو مُنْتَج اثري يحكم بأمر الإله وبصلاحيات الرحمة المطلقة والعقاب الكاسح, وهو ذاته الذي ينشئ الناس منظومة من المحاذير لتجنب غضبه ومنظومة من الطاعة والولاء لاستدراج رضاه.
واعتقد أن بحثا مختصا في هذا الاتجاه يمكنه حسم الكثير بشان ظاهرة الحكم المتخلف الشمولي في بلداننا ،ويدعم السعي الشعبي الى العمل على  ( إنتـاج الحكم) لا( إنتاج الحاكم) لان الأول يوجِد تلقائيا حاكما بشرا معتدلا  منسجما مع طبيعة الحكم الذي تواطأ واجمع الناس على ملائمته لتنظيم شؤونهم, فيما يتجه البحث عن (حاكم) إلى ذات الخديعة الأولى في منح صلاحيات مطلقة في الحياة والدولة وشؤون العباد لرمز مسخ لايد فوق يده ولاحرية للحوار معه والتصدي لتجاوزاته.
 

 



#عبد_الحميد_الصائح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة صراحة بلا حدود
- إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد
- لعبة الموت، والشعر والحرية - وقفة مع ديوان الشاعر الكردي دلا ...


المزيد.....




- ترحيب فاتر بالملك تشارلز في أستراليا بأول جولة خارجية له منذ ...
- استخبارات كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ ترسل 1500 جندي لمساعدة ...
- جواد العلي يعود إلى مسارح السعودية بعد غياب طويل.. افتتح حفل ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث أكثر من 500 جندي من قوات كييف
- الحوثيون يتوعدون إسرائيل -بتصعيد عسكري مؤلم- ثأرا للسنوار
- صافرات الإنذار تدوي في عكا وخليج حيفا
- مصر ترفع أسعار البنزين للمرة الثالثة.. فهل ستواصل الأسعار ال ...
- ما قصة التوغل الجيش الإسرائيلي في سوريا؟
- يحيى السنوار.. ما قصة المسدس الذي وجده الإسرائيليون بحوزته و ...
- -ماذا بعد مقتل عدوّ إسرائيل اللدود، يحيى السنوار؟- جيروزاليم ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد الصائح - إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد