أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثامنة















المزيد.....

محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثامنة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 629 - 2003 / 10 / 22 - 04:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الانتحاريون


إن منفذي عمليات ليلة الجمعة 16 مايو 2003 بالدار البيضاء كلهم مغاربة, 14 مغربي, أغلبهم من سكان دور الصفيح و أحياء مهمشة بحي سيدي مومن بالعاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية. و كلهم في مقتبل الشباب, ما بين 19 و 25 سنة. و كلهم كانوا ينتمون لأوساط فقيرة, عاطلين أو يزاولون مهنا هامشية بسيطة جدا. كما أنهم – كلهم – تركوا الدراسة مبكرا في السنوات الأولى من مشوارهم التعليمي, و لم يتعد تكوينهم السنوات الأولى من التعليم الإعدادي.

و يعتبر عبد الحق بنتاصر الملقب بمول السباط – الذي توفى مباشرة بعد اعتقاله – أمير الانتحاريين و الرأس المدبر و صاحب الأمر في تنفيذ الاعتداءات الإرهابية التي عصفت بالسكينة التي كانت تعرفها مدينة الدار البيضاء, أكبر مدن المغرب على الإطلاق.

كان الانتحاريون الأربعة عشر يحملون معهم المتفجرات و قنينات احتياطية معبأة بمادة شديدة الانفجار أمروا باستعمالها في حالة ما ادا تعذر عليهم تفجير أنفسهم في الوقت المحدد, و التي كانت موضوعة في حقائب متشابهة يحملونها على أكتافهم.

و محمد العمري هو أحد هؤلاء الإرهابيين, و هو الذي شكل الخيط الرابط الأول لكشف أخطبوط التنظيمات الإرهابية بالمغرب. لقد كان من المقرر أن يفجر نفسه في فندق فرح بالدار البيضاء, إلا أنه ألقي عليه القبض بعد تراجعه عن التضحية بنفسه و محاولة الفرار من موقع الحادث.

و رشيد خليل, هو كذلك من الانتحاريين تراجع عن تفجير نفسه في مقر الرابطة اليهودية بالدار البيضاء و فضل الفرار. أما ياسين الحنش, فكان من المقرر أن يشارك في تنفيذ عمليات إرهابية خارج مدينة الدار البيضاء بمدن أخرى كأكادير و مراكش و الصويرة و طنجة و هي مدن تعرف رواجا سياحيا و يعمها أجانب على امتداد السنة.

محمد العمري/ من مواليد الدار البيضاء بحي سيدي مومن, كان هو الخيط الرابط و المنسق الأساسي للمجموعات الانتحارية. و قد صرح أن زميله عبد الفتاح بوليقضان هو الذي سهر على تحضير المتفجرات من خلال استعمال الماء القاطع و الأوكسجين و مادة أخرى قام بمزجها بباقي المواد. كما أنه هو الذي مد الانتحاريين بآخر التعليمات و ظل معهم دون مفارقتهم إلى أن حانت ساعة اقتراف الجرائم الرهيبة.

عبد الفتاح بوليقضان/ بالغ من العمر 28 سنة شاب خجول و انطوائي بشهادة جميع من كانوا يعرفونه, متزوج و أب لطفل وحيد هجرته زوجته بسبب جفائه لها. كان من شبان حي سيدي مومن بالدار البيضاء, الأوائل الدين طوقتهم إيديولوجية الموت الرخيص من حيث لا يدرون و لا يشعرون. و هو الذي ترأس المجموعة الانتحارية التي قسمها إلى عدة خلايا و عين كل من أحمد مهني و خالد بنموسى على رأسها. و ضمت هده الخلايا محمد الصائع و سعيد عبيد و محمد حسونة و رشيد خليل و كوثري و يوسف و خالد الثائب و أحمد العروسي.
أحمد العروسي/ كان يراوده حلم – الحريك – أي العبور إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط قبل أن يطلق العنان للحيته و يبتعد على أبناء الحي و تتسع المسافة بينهم.
انه شاب متوسط الطول في السادسة و العشرين من العمر تابع دراسته إلى مستوى الرابعة أعدادي ثم توجه إلى التكوين المهني حيث حاز على الشهادة في الدباغة, إلا أن الدبلوم لم يفتح أمامه أبواب العمل.
أحمد مهني/ يبلغ من العمر 25 سنة, كان ذكيا بين أقرانه. فرغم فقر أسرته تفوق في دراسته و حصل على شهادة الباكالوريا و التحق بالجامعة, إلا أنه توقف في منتصف المشوار. لكن ظل مبعث فخر عائلته التي عقدت عليه آمالا عريضة.

قبل اعتناقه لايديولوجية الموت اشتهر بين أقرانه بمعاكسة للفتيات, لاسيما مطاردة الهاربات من منازلهن عله يفوز بصيد ثمين يفاخر به بين أبناء الحي. لكنه في يوم من الأيام و على حين غرة أطلق العنان للحيته و ارتدى جلبابا قصيرا و أصبح كثير المحاججة في أمور الكفر و التكفير و المنكر و ضرورة التصدي إليه بأي ثمن مهما كان الأمر.

خالد الثائب/ يبلغ من العمر 22 سنة, انقطع عن الدراسة مبكرا. لكنه أثار انتباه الجميع في تفننه في لعبة كرة القدم بملعب الحي الذي كان يعتبر نجمه بدون منازع. و قد توقع أقرانه أن يصبح لاعبا لامعا في إحدى فرق مدينة الدار البيضاء, لاسيما فريق الرجاء البيضاوي أو الوداد البيضاوي ليحلق في عالم التألق و النجومية و الشهرة. لكنه عندما أطلق العنان للحيته هجر لعبة كرة القدم و غاب نهائيا عن ملعب الحي و لم يعد يجالس أحدا من أبناء الحي.

لقد كان معارفه, على اختلاف سنهم, يتوقعون أن يفجر خالد مواهبه على أرضية ملاعب كرة القدم لكنه اختار تفجير نفسه هباء منثورا بعد أن حصدته إيديولوجية الموت و جيشه الإرهابيون في صفوفهم.

سعيد عبيد/ كان معروفا بلقب ولد المسيرة لأن والدته لبت نداء المسيرة الخضراء التي توجهت إلى الصحراء في منتصف سبعينات القرن الماضي, و تقدمت صفوف النساء المشاركات فيها, حاملة المصحف و العلم الوطني و في أحشائها بدرة مواطن و ابن بار لوطنه و عاشق لبلده و غيور عليه.

كان سعيد متفوقا في دراسته و برع في الرياضيات و علم الأعداد و الأرقام. توقف عن متابعة تعليمه بسبب ضيق ذات الأسرة و عمل كمحاسب و برع كذلك في شغله الذي انتشله من الفقر رفقة عائلته و ظهرت آثار النعمة عليه. كان أنيق الملبس يحافظ على تنظيف سيارته الخاصة يوميا. لكنه عندما انقطع عن حلق ذقنه تخلى عن ثيابه العصرية و عن البذلة و ربطة العنق ليرتدي جلبابا قصيرا و يلازم ملتحي الحي إلى أن قرر تفجير نفسه فضاع هو و ضيع معه عائلته.

خالد بنموسى/ كان يبلغ من العمر إحدى و عشرين سنه, قائم على تجارة صغيرة من أجل تدبير مصاريف عيش العائلة. لم تكن رغبته قوية في الدراسة التي لم يمض فيها إلا ست سنوات فقط.
بعد انقطاعه عن المدرسة أخذته والدته لحلاق قصد تعلم حرفة الحلاقة’ و قضى عنده عدة سنوات إلى أن أصبح يداعب المقص و الموسى بيده و يتقن المهنة اتقانا. لكنه بمجرد التقائه بمروجي إيديولوجية الموت انقطع عن التعاطي لمهنة الحلاقة بدعوى أن حلق الذقون كفر. و لم يصبح مداوما على الصلاة إلا بضعة شهور قليلة جدا قبل تفجير نفسه.

يوسف كوثري/ من مواليد 1972, كان يحرص دوما على الظهور أنيقا بين أقرانه. لكن في شهر رمضان سنة 2002 أطلق العنان للحيته و حلق شاربه و أصبح يداوم ارتداء جلباب قصير.
اشتعل لمدة أربع سنوات في مصنع تابع للقطاع الخاص لكنه تعرض لحادثة شغل فتنكر له صاحب المعمل. و رغم توجهه إلى القضاء لم يحصل على تعويض و لم تنصفه العدالة. و كانت النتيجة طرده من العمل أد أن رب المعمل لم يستسغ لجوء يوسف للعدالة للمطالبة بحقه الأكيد.
و ظل عاطلا إلى أن قدم على تفجير نفسه بعد أن أحاطت به خيوط إيديولوجية الموت وجيشه القائمون على ترويجها بالمغرب.

عادل الصائع/ عمره 23 سنة, أقبل على دراسته بتهم شديد إلا أنه سرعان ما اعتراه الفتور, فاتجه إلى التكوين المهني لاختزال الوقت و المجهود قصد التمكن من الحصول على عمل يساعد به عائلته و يساهم في إعالتها. حصل فعلا على الشهادة لكنه لم يفلح في وجود أي عمل. و عندما طوقته ايديولوجية الموت تجنب أقرانه و رفقاء الدراسة و أبناء الحي و اختلى بأخيه في الرضاعة خالد بنموسى ليصنعا من نفسيهما قنبلتين بشريتين انفجرتا ليلة الجمعة 16 مايو 2003 بدينة الدار البيضاء.

يتبع



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة السابعة
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة السادسة
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الخامسة
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الرابعة
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثالثة
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثانية
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الأولى
- المغرب و أوروبا في اطار منظور الشراكة الأورومتوسطية
- إشكالية الماء بالمغرب العربي
- الانتخابات بالمغرب كشفت التحالفات السياسية غير المنتظرة
- كيف يمكن للعرب التأثير على ساسة أمريكا
- العالم العربي اتفاقيات على ورق المجال الاقتصادي نموذجا
- المسار المغاربي ينتظر التفعيل
- حول مفهوم وحدة المدينة بالمغرب
- منطقة التجارة الحرة العربية وهم أم حقيقة ؟
- العرب والديمقراطية
- الشتواني عبد القادر بعد 25 سنة من الاحتجاز بتند وف لم بجن بو ...
- من أجل إعدام عقوبة الإعدام
- كلمات متناثرة
- كلمات من وراء القضبان 2


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثامنة