25/4/2003
د . قدري جميل
لقد توقف الاجتماع الوطني الأول عند موضوعة النضوج التدريجي للظروف الموضوعية لوحدة الشيوعيين السوريين. وكان قد استنتج أن التراجع، ومن ثم الانقسامات في حركتنا كانت محكومة بظرف تاريخي محدد يشارف على الانتهاء، وتوقع حدوث ذلك الانعطاف الذي سيسمح بتغيير الإحداثيات التي تعمل ضمنها الحركة الثورية العالمية، مما سيوفر ظروف نهوضها اللاحق بعد انكفائها التدريجي في النصف الثاني من القرن العشرين.
وكان قد شخص هذا الظرف التاريخي من خلال التغير المستمر لميزان القوى العالمي لصالح قوى الرأسمالية العالمية، والذي تجلى بشكله الأوضح في انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية في آواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي.
وفي هذا السياق رأى الاجتماع أن الإمبريالية العالمية التي التقطت فرصة تاريخية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي لم تستطع خلال عقد من الزمن أن تحل أية مشكلة من المشاكل التي تعاني منها البشرية بل زادتها تعقيداً ودخلت هي نفسها في أزمة مستعصية لاحل لها، وإذا كان لها مخرج فهو مخرج مؤقت ألا وهو الحرب.
من هنا كان الاستنتاج: أن ذلك النظام الذي يجد في الحرب مخرجاً له فهو نظام يقف على أرضية الانهيار، مما يعني بدء تغير ميزان القوى لغير صالحه، أي لصالح قوى التقدم والتحرر والديمقراطية والاشتراكية، هذه العملية التي ستكون ضارية ومؤلمة ولكنها سريعة من وجهة النظر التاريخية.
وكان واضحاً لنا أن توفر الظروف الموضوعية لتغيير ميزان القوى يتطلب تسريع توفير الظرف الذاتي الذي يتلاقى مع الظرف الجديد، محولاً إياه من إمكانية إلى واقع، لأن الظرف الموضوعي المتوفر هو بحد ذاته إمكانية للتغيير وليس تغييراً بحد ذاته، هذا التغيير الذي لايتحول إلى أمر واقع إلا بتوافر قوته الواعية المنظمة.
من هنا استنتجنا أنه إذا كانت إرادة وحدة الشيوعيين السوريين متوفرة دائماً، فإن تحقيقها في الظروف الآنفة كان شبه مستحيل، بينما تحقيقها في الظروف القادمة هو أمر أكيد إذا ماتوفرت الإرادة لذلك، ونجحت في التعامل مع الظرف الجديد بشكل خلاق وجريء.
واليوم، ما الجديد؟ إذا قلنا البارحة أن الإمبريالية الأمريكية محكومة بالحرب، فإننا اليوم نستطيع التأكيد بأنها محكومة بتوسيع رقعة الحرب، بغض النظر عن الاتجاه الذي سيسير فيه هذا التوسيع. فحجم الأزمة الاقتصادية الأمريكية لايمكن إلا أن يتطلب حرباً كبيرة غير محدودة الزمان والمكان حسبما يصرحون هم أنفسهم بحجة الحرب على الإرهاب.
وبغض النظر عن اشتداد التناقضات «مابين» المراكز الإمبريالية في ظل هذه الحرب التي تحاول الإمبريالية الأمريكية أن تفرض عنواناً لها وهو الاستيلاء على كل مناطق النفوذ الإمبريالي دون ترك أي حصة لأحد من الشركاء السابقين، فإن التناقض الأهم والأساسي هو الذي يعبر عن نفسه أكثر فأكثر ألا وهو بينها وبين قطب الشعوب الذي يرفع رأسه في كل أصقاع الكرة الأرضية ويأخذ بإيجاد الأشكال الملموسة الميدانية للمقاومة المتصاعدة إن كان في البلدان الرأسمالية المتقدمة نفسها أو في البلدان التي تتحول إلى هدف للحروب الأمريكية أو في البلدان الأخرى التي تتحول إلى هدف أكثر فأكثر للنهب الإمبريالي.
دروس واستنتاجات
إن الحرب العدوانية الأمريكية على العراق قد أكدت صحة التحليل والتوقعات التي أتينا على ذكرها سابقاً ولكنها تسمح لنا بالخروج بعدد من الدروس والاستنتاجات أهمها:
1. إن التعويل على الرأي العام العالمي وعلى رفض عدد كبير من الدول لمنع الحرب بشكل سلمي أصبح أمراً غير ممكن في الظروف الحالية. فحدة الأزمة الرأسمالية وعمقها إلى جانب الاختلال في ميزان القوى الدولي لايفتح أمام الإمبريالية إلا خيار الحرب.
2. واستناداً إلى ذلك يصبح خيار المقاومة وبكل الأشكال هو الخيار أمام الشعوب لا لأنها تفضل ذلك بل لأنها أيضاً أمام خيار وحيد.
3. الألة العسكرية الأمريكية يمكن مواجهتها إما بآلة عسكرية مماثلة وهو أمر غير ممكن في الظروف الحالية، أو بمقاومة شعبية واسعة النطاق وهو الأمر الوحيد الممكن.
4. سقوط النظام العراقي في الحرب العدوانية الأمريكية على الشعب العراقي وبهذه السرعة سببه اعتماده في المقاومة الشعبية على جهاز الدولة فقط وعدم قدرته، بسبب سياسته القمعية تاريخياً ضد الشعب على تجنيد أوسع الجماهير في هذه المعركة الكبرى.
لقد صمدت بيروت 88 يوماً لأن المقاومة كانت فيها شعبية حقاً ولم تؤخذ بكل الأحوال عسكرياً، أما بغداد فقد سقطت لعدم قدرة أجهزة الدولة على تأمين مقاومة واسعة مستمرة وبسبب الميل نحو التراجع والاتفاق لدى جزء منها، ولكن السبب العميق لذلك ليس في اختلال ميزان القوى العسكرية بقدر ما يكمن في عدم القدرة والرغبة في تجنيد الشعب في هذه المعركة.
5. إن تجنيد أي شعب في معركة وطنية كبرى لاتكفي فيه النداءات والمواعظ في اللحظة الأخيرة، فبقدر ماتتم تلبية الحاجات الاقتصادية ـ الاجتماعية والديمقراطية لأي شعب بقدر ما يمكن حشده وتعبئته وتجنيده لخوض المعارك الفاصلة مع العدو دفاعاً عن أرضه ومصالحه، فالدفاع عن الأرض مرتبط بالدفاع عن المصالح الشعبية المباشرة وغير المباشرة.
6. إن الحاجات الاقتصادية الاجتماعية والديمقراطية تندمج اليوم فيما بينها لدرجة أنه لايمكن فصلها عن بعضها بعضاً، ولعل أحسن تعبير عنها هو كلمة الكرامة الوطنية. فشعب كرامته غير محفوظة في وطنه لايمكنه الدفاع عن كرامة الوطن حتى لو أراد ذلك، وبالعكس فالحفاظ على كرامة الوطن ممكن فقط بتأمين كرامة المواطن كاملة غير منقوصة.
7. نعتقد جازمين اليوم بأن العراق سيخرج من ربقة الاحتلال الأمريكي الذي يغوص اليوم في مستنقع سيكلفه كثيراً، وهاهي المقاومة الشعبية المتصاعدة يومياً تفاجئ المحتلين وتحرجهم وتضيق الخيارات أمامهم. ويجب الاعتراف هنا، وبغض النظر عن رأينا بالموضوع، أن خيار صدام أو الأمريكان قد شل الحركة الشعبية إلى حد كبير ومنعها من تفجير طاقاتها في المراحل الأولى من المواجهة، إلى جانب أن هذا الوضع، وبسبب التعقيدات المتكونة تاريخياً قد قسم حتى الشارع الوطني بين رافض وشامت منتظر وموافق ضمناً على العمل العسكري الأمريكي. أما اليوم فإنه تنفتح آفاق على أرضية توحيد كل القوى الوطنية المعادية للاحتلال الأمريكي بشكل يعزل نهائياً القوى العميلة المرتبطة بأسيادها الأمريكان والأنجليز، والتي ليست لها أية قاعدة شعبية ولادعم لها إلا أسنة حراب جيوش الاحتلال.
8. لقد برهنت تجربة الاحتلال الأمريكي للعراق أن المرحلة التمهيدية المتمثلة بالقصف الإعلامي ـ النفسي ليست أقل أهمية من المعركة العسكرية نفسها، وهذا طبيعي في ظل التطور المذهل لأجهزة الإعلام الجماهيرية اليوم والتي أصبحت أداة تحكم هائلة بالوعي الجماهيري. حتى أن الأمر وصل ببعضهم للقول أن الإعلام هو الذي يقرر اليوم من انتصر ومن خسر في المعركة العسكرية.
إن هذا الواقع الجديد يطرح أمامنا مهام جديدة صعبة، فالمطلوب تعلم مواجهة هذا الإعلام عبر تفكيك رموزه وآلياته وصنع إعلام مواجه له. كما يجب أن ندرك منذ الآن خطورة هذا الإعلام الذي تعّول عليه الإمبريالية الأمريكية الكثير وصولاً إلى إسقاط دول وأنظمة دون معارك عسكرية، وتجربة أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي لاتزال بحاجة للدراسة من هذه الزاوية للخروج بالدروس الضرورية للمواجهات اللاحقة.
9. لقد برهنت الحرب العدوانية على العراق سقوط النظام الدولي القائم بعد الحرب العالمية الثانية، والذي مثلته الأمم المتحدة ومؤسساتها. فهذا النظام أصبح من جهة لايلبي مصالح تلك القوة الساعية للهيمنة العالمية أي الإمبريالية الأمريكية كما أنه من جهة أخرى لايلبي مصالح الشعوب المناضلة لتغيير النظام العالمي القائم بجملته.
10. كما أن هذه الحرب برهنت على سقوط النظام العربي القائم والمتمثل بالجامعة العربية واتفاقاتها ومؤسساتها، والخلاصة إن النظام العربي برهن على أنه غير قادر على مواجهة الاستحقاقات الجديدة للمرحلة. وقياساً على ذلك يمكن القول بأن الأنظمة السياسية العربية المكونة لهذا النظام العربي المتفسخ قد استنفدت نفسها وانسدت آفاقها التاريخية انسداداً نهائياً مما يفتح المجال لظهور خيارات أخرى.
11. وأخيراً برهنت أحداث الأسابيع الماضية على أن الحركة الجماهيرية في العالم بأجمعه وفي العالم العربي هي حركة صاعدة وأنها بشكل عام سباقة للأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة، وما حركة المتطوعين العرب تجاه العراق، بغض النظر عن التعقيدات التي رافقت العملية، إلا دليل على أن الحركة العفوية للجماهير تخطت التنظيمات السياسيةالتي بقيت في أحسن الأحوال في إطار البيانات والشعارات بينما تظهر التجربة أن الجماهير قد بدأت تنتقل إلى الفعل أن الخطورة في هذا الموضوع تكمن في إن هذا الفعل إذا مابقي عفوياً فسيتلاشى دون أن يقدم نتائج على الأرض، أما إذا أوجد تنظيماته وقياداته فهو قابل للتطور ليتحول إلى عامل أساسي في المعارك القادمة.
■ والخلاصة: أن تطور الوضع السياسي العالمي والإقليمي كله يؤكد استحقاقات هامة تنتظرنا على الصعيد الداخلي، وقد خضنا انتخابات مجلس الشعب في هذا الجو قبل بداية الحملة الأمريكية على العراق.
حول انتخابات مجلس الشعب
تعرفون جميعاً أن اللجنة الوطنية قد قررت في حينه بالإجماع المشاركة في الانتخابات ودعم جميع المرشحين الوطنيين والتقدميين والشيوعيين داخل قوائم الجيهة وخارجها، كما فوضت لجان التنسيق في المحافظات بأن تجد الأشكال الملموسة لتنفيذ هذا الخط على الأرض.
لقد أصدرت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بياناً عرضت فيه برنامجنا الانتخابي ووزع بعشرات الألوف من النسخ في جميع المحافظات.
وأيدت لجان التنسيق رفاقاً دخلوا المعركة الانتخابية كمستقلين في غالبية المحافظات وقررت بعض لجان التنسيق الاكتفاء بالنشاط الدعائي الإعلامي واستمرت ست محافظات بالمعركة الانتخابية.
لقد لاقى مجمل هذا العمل ارتياحاً وتأييداً واسعاً من الجماهير انعكس بأشكال مختلفة عبر تأييدها لبرنامجنا وللمرشحين الذين دعمناهم، وبالنتيجة وبعد الفرز أُُبقي لجميع مرشحينا على أصوات متقاربة جداً كما تعلمون.
والخلاصة:
1. حققنا نجاحاً سياسياً كبيراً وكسبنا تأييداً جماهيرياً واسعاً، وحققنا عبر هذه الحملة شعار «عودة الحزب للجماهير»، وكسبنا تجربة غنية في التهيئة للنشاط الانتخابي، وحققنا تقدماً على كل من قاطع الانتخابات.
2. شاركنا في الحملة الانتخابية العديد من الرفاق التاركين بنشاط، وساهم معنا عدد جدي من الرفاق والمنظمات المنتمين للفصائل الشيوعية متجاوزين قرارات قياداتهم.. وهكذا فقد أكدت الحياة أن وحدة الشيوعيين السوريين تستعاد، وتتصلب، وتتعمق عبر النشاطات الجماهيرية. وأكدت التجربة صحة الاستنتاج القائل بأن الوحدة ستتم من تحت، من القواعد.
3. تبين أن تعديل قانون الانتخابات أصبح ضرورة ملحة.
4. تبين من خلال الانتخابات أنه لم يتم أي تغيير يذكر لافي شكل إدارة الانتخابات ولا في التعامل مع المستقلين أو في شكل تركيب المجلس، وهذا الشكل القديم يؤكد بأن التغييرات المطلوبة واللازمة لتطور البلاد مازالت مطروحة وغير ملحوظة في هذا المجلس كحد أدنى.
5. كنا، وعبر استعدادنا للحملة الانتخابية، نتوقع عدم ممانعة ضد مرشحينا، ولكن حدث العكس. والسؤال المطروح: لماذا؟ هل الحلول التي أوجدت بتأمين بدائل ليست من البرجوازية التقليدية، وليست من القوى الديمقراطية التقدمية الصاعدة، قادرة على الخروج من الأزمات ، والسؤال هو: مع تأمين هذه البدائل، ماهو شكل التعامل مع القوى السياسية الصاعدة، والتي ترغب في عودة الحياة السياسية للحياة العامة. هل سيبقى المطلوب هو الواجهة السياسية الشكلية وغير الفاعلة الموجودة حالياً والمتمثلة بالجبهة الوطنية التقدمية.
إن الإجابة على كل ذلك يتطلب وقتاً ومراقبة ومتابعة جدية كما يتطلب الاستمرار في تنفيذ سياستنا التي لاقت تعاطفاً شعبياً كبيراً.
كما أن اللجنة الوطنية، واستمراراً لتقاليد الشيوعيين السوريين وأمانة منها لمهمة عودة الشيوعيين إلى الجماهير أصدرت جملة من البيانات بين الاجتماعين الوطنيين بلغ عددها خمسة مترافقة مع الأحداث وتطوراتها الإقليمية والمحلية وقد وزعت هذه البيانات بعشرات الألوف من النسخ في كل أنحاء البلاد. كما أن الشيوعيين السوريين أمناء لتعهدهم قد ساروا في المظاهرات والمسيرات تحت أعلام اللجنة الوطنية وقد تركت جملة هذه النشاطات أثراً إيجابياً بين الجماهير الشعبية. كما أنها ساهمت في تنشيط العمل التوحيدي بين الشيوعيين الذي انطلق اليوم من الشارع، من الممارسة على الأرض كي تجد عبر النقاش اللاحق الأرضية الفكرية والسياسية والتنظيمية لوحدة الشيوعيين السوريين.
رسائل لقيادات الفصائل الشيوعية
واستناداً لقرار الاجتماع الوطني السابق توجهت اللجنة الوطنية إلى قيادات الفصائل الشيوعية برسالة تقترح عليهم الاندماج في الحوار الذي بدأ «من تحت» بين الشيوعيين السوريين وقد تفاوتت ردود الفعل والأجوبة حتى هذه اللحظة، ففصيل الرفيقة وصال فرحة رفض الحوار جملة وتفصيلا أما فصيل الرفيق يوسف فيصل فقد أبلغنا رسمياً أنه وافق على بدء الحوار وسمى ممثليه إليه منذ ما قبل انتخابات مجلس الشعب ولكن لم يقم حتى هذه اللحظة ممثلوه بالاتصال بنا لتحديد موعد لبدء النقاش التمهيدي للحوار رغم متابعتنا المستمرة لهم، أما رد فعل فصيل الرفيق رياض الترك فمازال غير واضح بالنسبة لنا.
كل ذلك لن يثنينا عن الاستمرار بعملية التوحيد، وقد اجتزنا طريقاً هاماً نحوها، فالاجتماع الوطني السابق حدد صلاحيات اللجنة الوطنية ولجان التنسيق في المحافظات وكلف اللجنة الوطنية بإدارة هذه العملية واجتماعنا اليوم تمثل فيه كل المحافظات السورية ماعدا واحدة وبين أيدينا أوراق عمل مهمتها أن تكون فاتحة للنقاش الذي ستصاغ على نتائجه الوثائق التوحيدية. وهذه الأوراق أربع: الخروج من الأزمة ـ آلية عمل الهيئات الحزبية ـ بعض القضايا الفكرية ـ المهام السياسية. وإذا كانت هذه الأوراق ليست وثائق إلا أنها تتضمن رؤوس اقلام هامة لفتح النقاش وتعميقه وصولاً إلى صياغة الوثائق المنشودة التي ستعرض على المؤتمر التوحيدي. إن سير النقاش الديمقراطي الواسع حول أوراق العمل يتطلب تحديد آليات النقاش وأشكاله، وهذه إحدى مهام اجتماعنا الوطني بعد الموافقة على فتح النقاش على أساس أوراق العمل التي هي بين أيديكم.
فتح النقاش الديمقراطي
وقررت اللجنة الوطنية أن الأشكال الممكنة هي التالية:
■ ندوات مركزية وندوات في المحافظات حول الأفكار الواردة في أوراق العمل.
■ نشر آراء حول أوراق العمل في جريدة «قاسيون» التي وضعت نفسها تحت تصرف اللجنة الوطنية.
■ إصدار مجلة تساهم في تفعيل النقاش.
أما آليات النقاش فيمكن مناقشة إمكانية إعادة تشكيل اللجان التي صاغت الأوراق التي هي بين أيديكم كي تبدأ بتجميع الآراء والملاحظات لصياغة مشاريع الوثائق المطلوبة وتكليف مكتب المتابعة بإدارة عملية النشر بشكل يؤمن وصول جميع الآراء إلى أوسع جماهير الشيوعيين. كما يجب تحديد الفترة التي يجب أن يستغرقها النقاش الذي لايجب أن يستمر إلى ما لانهاية.
ونريد أن نلفت نظركم إلى أن المطلوب اليوم ليس إعادة صياغة أو تعديل الأوراق المنشورة فهي مجرد أرضية للنقاش، ولكن الذي سيتطلب نقاشاً: حول الشكل والمضمون والتفاصيل والصياغات هوالوثائق النهائية التي من المفترض أن تعرض على المؤتمر التوحيدي، الذي لابد من انعقاده بانتهاء النقاش النظري والسياسي والتنظيمي. لذلك فإن المطلوب الآن أو في المستقبل القريب جداً تحديد نوعية الوثائق المطلوبة ـ فترة النقاش ـ آلية النقاش ـ شكل النقاش ومكانه ـ صلاحيات اللجنة الوطنية في إدارة النقاش.
ويسرنا أن نلفت نظركم الى أن لجان التنسيق في المحافظات بدأت بالسير نحو تشكيل لجان تنسيق فرعية ونعتقد أن هذه العملية ستتوسع بشكل سريع خلال الفترة القادمة مما سيسمح بإكساء لجان التنسيق بذلك الدم و اللحم الضروري جداً لسير العملية التوحيدية على الأرض ونرى أن هذا الاتجاه في عملنا يجب أن يكون ضمن أولوياتنا خلال الفترة القادمة لأنه على أساس هذه الأرضية سيتم الوصول إلى المؤتمر التوحيدي.
نحو المؤتمر التوحيدي
ونعتقد بأنه في حال سارت الأمور بشكل طبيعي فإن الاجتماع الوطني القادم أي الثالث سيكون قادراً على السير باتجاه المؤتمر التوحيدي أو على الأقل تحديد ملامحه العامة وبدء التحضير له.
أيتها الرفيقات، أيها الرفاق: في فترة قصيرة نسبياً، قطعنا طريقاً هامة سيكون لها أثرها الكبير على الحركة الشيوعية السورية وعلى الحركة الوطنية في البلاد بشكل عام، لاشك أن الفترة الماضية إلى جانب النجاحات التي تحققت ظهرت صعوبات ولكن هذه الصعوبات هي صعوبات يواجهها أي جديد إنها صعوبات النمو التي يجب معالجتها وتجاوزها.
لقدانطلقنا مقتنعين من أن وحدة الشيوعيين السوريين ضرورة موضوعية واليوم عبر تجربتنا الخاصة أصبحنا أكثر اقتناعاً أن وحدة الشيوعيين السوريين ممكنة التحقيق.
إن مايعيقها اليوم هو العقلية التي تواجه فيها بعض القيادات المتنفذة هذه الحالة، وهذا مالم يفاجئنا. كما أن عقلية الماضي القريب، عقلية التكتل والتشرذم والولاءات مازالت بقاياها تفعل فعلها أحياناً بهذا الشكل أو ذاك.
لقد شخصنا منذ البداية طريق الخروج من الأزمة والقضاء على جميع الأمراض التي فتكت بجسدنا خلال أكثر من ثلاثين عاماً، إنه طريق العودة إلى الجماهير بالقول والفعل.
إن كل لجنة توجهت إلى الجماهير وبغض النظر عن سرعة توجهها تتعافى داخلياً وتقوى خارجياً، وكل لجنة تتأخر عن تنفيذ هذه المهمة، فهي تدور حول نفسها وتزيد أمورها تعقيداً، يجب الانتهاء من عقلية الانعزال عن الجماهير وحتى التهيب وصولاً إلى الخوف من الاقتراب منها.
إنهاء الأزمة بين أيدينا
إن إنهاء الأزمة بين أيدينا فبقدر مانتوجه إلى الجماهير عملياً على أرضية التوجهات الفكرية والسياسية الصحيحة المصاغة بقدر مانخرج من الأزمة وبقدر مانتأخر في ذلك بقدر مانتخلف عن حركة الجماهير التي لم يعد لديها الوقت لانتظارنا في ظل خطورة الأوضاع المعاصرة وتعقدها.
إن وحدة الشيوعيين بالنسبة لنا تعني إعادة بناء حزبنا الذي تهشم وتهمش خلال العقود الماضية، هذا الحزب الذي ماهو بالنسبة لنا إلا أداة واعية هامة للوصول إلى الأهداف الكبرى التي نذر كل شيوعي نفسه لها.
عاشت وحدة الشيوعيين السوريين.
--------------------------------------------------------------------------------
* بعد قرابة الستة أشهر من انعقاد الاجتماع الوطني الأول لوحدة الشيوعيين السوريين، انعقد الاجتماع الثاني يوم 25 من شهر نيسان 2003 حضره أعضاء لجان التنسيق والمبادرة من المحافظات السورية.. وقدم د. قدري جميل تقرير اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين. ■■