أعلن علماء أميركيون أمس ان الهوية الجنسية للإنسان تتحدد في جيناته ما يبطل النظرية القائلة بأن المثلية الجنسية أو تغيير الجنس عبر العمليات الجراحية ينتجان عن خيارات شخصية.
وقال البروفسور في جامعة كاليفورنيا اريك فيلان ان النتائج التي توصلت إليها الأبحاث الجديدة يمكن ان تجيب عن سؤال مهم جدا. <<لماذا يشعر كل منا بأنوثتها أو برجولته؟>>. أضاف فيلان ان <<الهوية الجنسية متجذرة في بيولوجيا كل شخص قبل ولادته وتنمو تبعا للتغيرات التي تطرأ على جينوم (خريطة الجينات) كل منا>>.
وأظهرت الدراسة التي أجراها العلماء في الجامعة ان هناك 54 جينة في الفأر يمكن ان تفسر سبب الاختلاف في مظهر وكيفية عمل الدماغ في الأنثى والذكر. وبعد ان دأب العلماء على القول ان هورموني الاستروجين والتيستوستيرون هما المسؤولان عن تنظيم الدماغ جنسيا، أثبتت الدراسة الجديدة ان الهورمونات وحدها ليست كافية لتفسير كل شيء عن الاختلافات بين دماغي الأنثى والذكر.
ويمكن ان تساعد نتائج هذه الدراسة التي نشرت في آخر عدد من مجلة <<الأبحاث حول جزيئات الدماغ>>، في تحديد جنس الأطفال الذين يولدون مع خصائص جنسية غامضة. وتشكل نسبة هؤلاء حوالى 1 في المئة من الأطفال الحديثي الولادة أي حوالى 3 ملايين حالة. كما يحدث ان يعجز الأطباء عن تحديد جنس الجنين قبل ولادته وتشكل هذه الحالة حوالى واحد في كل ثلاثة آلاف حالة.
وقال فيلان <<اذا استطاع الأطباء التنبؤ بجنس الجنين ذي الخصائص الغامضة عند الولادة يمكن لنا عندئذ ان نرتكب أخطاء أقل في تحديد جنس الطفل>>.
وأظهرت نتائج الدراسة ان هناك اختلافات في تركيبة الدماغ لدى كل من الأنثى والذكر. وللتحديد، تبيّن ان جزءي الدماغ، اليمين واليسار، أقرب إلى التساوي فيما بينهما في الأنثى منهما في الذكر. ويساعد التساوي بين جزءي الدماغ في تطوير قدرة التواصل. وقال العلماء ان هذا الأمر يمكن ان يفسر واقع ان النساء يعبرن عن مشاعرهن بشكل أسهل مما يفعل الرجال.
(رويترز)
©2003 جريدة السفير