|
دعوة للعودة إلي الحق
أحمد محمود عدوان
الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 09:40
المحور:
المجتمع المدني
إن طريق الحق طريق يألف الصادقون أن يسلكوه فيتخذون من الحق حائطا يستكينون خلفه –وحارسا يأمنون به- وبذلك يكون احترامهم للحق إيمانا والتزامهم بالعدل حارسا وبذلك يحرص الناس علي استذكار الحق والانتفاع به ما وجدوا سبيلا إلى ذلك . ولقد كان أسلافنا رحمهم الله كانوا كثيرا ما يرجعون إلى الحق إذا اخطئوا الطريق إليه . ويتحرون العدل إذا قامت البراهين عليه . فالحق كلمه تعجز الكلمات عن وصفها ويعجز الباحثون عن جمع فضلها .ففي تطبيقها صلاح الأمم وفي تركها هدم لكل القيم . وكثيرا ما يخطئ الناس طريق الحق فتضيع معهم أحلامهم وتكثر مشاكلهم وتستفحل البغضاء بينهم فيصعب عليهم استيعاب كلمه العدل ولكنهم إذا رجعوا إليه كان ذلك فضلا لهم عند ربهم .وتشريفا لمنزلتهم بين الناس . وكلما بعد الناس عن طريق الحق كلما قل معرفتهم بقيمه الذات فتصبح حياه الآدمي لا معني لها ولا طعم.فكل مشكله في هذه الدنيا سببها ضياع الحقوق وكذلك إذا تفشي الظلم في مجتمع وتخاذل الناس عن نصره الحق عمت النقمة المجتمع بأسره ومن ثم فأن العواقب الوخيمة الناتجة عن ضياع الحقوق وتفشي الظلم لا تصيب الظالم وحده بل ومن رأي الظلم ولم يهب لنصره المظلوم. إن معني حقوق الإنسان كبير جدا فيشمل صيانة الحياة والكرامة الانسانيه وكل شئ في حياه الإنسان وربما يكون من باب اخذ العبر استرجاع بعضا من ماضينا المشرق آن التقط موقفا قلما نجده بين أوساط الحكام والأمراء في زماننا هذا حيث وفد ذات يوم رجل يدعي ((فرعون بن سلكه ))علي ((الحجاج بن يوسف الثقفي))وكان الحجاج فاتكا لا يهاب دما يراق ولا ظلما يرتكب فكان خضوعه للحق عجيبة تروي لا ولي الأبصار علي مر القرون . قال له ((ابن سلكه )): أصلحك الله أيها الأمير أصغ سمعك واغضض عني بصرك فان سمعت خطأ فلك أن تعاقب ما تهيأت لك سبل العقاب وان سمعت مني غير ذلك فلك أن تنصفني من الظالمين . قال الحجاج:قل اسمع قال الرجل:جني قريب لي لا سلطان لي عليه جناية فأمر وكيلك بهدم منزلي وقطع عني رزقي ووضع اسمي ضمن قوائم الخارجين عن القانون. قال الحجاج هيهات:أما سمعت قول الشاعر جانيك من يجني عليك وقد تعدي الصحاح مبارك الجرب ولرب مأخوذ بذنب عشيرة ونجا المقترف صاحب الذنب يقول الحجاج للمتظلم إليه: صحيح ا ن الجاني هو من يجني ولكن مجاوره الجناة سبيل إلى التهمه كالإبل الصحيحة تصيبها عدوي الجرب إذا بركت في مبارك الإبل الجربى . فلما سمع المظلوم من الأمير الحاكم هذا الشعر ملا اليأس قلبه وتلعثمت علي لسانه حجته وضاقت الدنيا في وجهه ولكن عناية الله تعالي أدركته وكان حافظا لكتاب الله الكريم فما اسرع ما قال انك يا حجاج تذكر قول شاعر والشعراء يتبعهم الغاوون وتنسي قول الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه تنزيلا من حكيم حميد قال الرجل المظلوم انك لم تقرا قول الله تعالي ((يأبها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه أنا نراك من المحسنين قال معاذ الله لا نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده أنا إذا لظالمون )) فلما قرأت الايه وسمعها الحجاج دعا بالقائم علي رفع المظالم ثم قال له افكك لهذا عن اسمه واصكك له بعطائه وابني له منزله ومر مناديا ينادي في الناس صدق الله وكذب الشاعر وغفل الحجاج . فإذا كان هذا الحجاج الذي كان خضوعه للحق عجيبة فما بال حكامنا الآن فبآي وصف نصفهم وبأي تشبيه نشبههم . إن هذا الوضع الذي ارتضيناه لانفسنا لن يجدي لنا نفعا وكفانا سكوتا عن حقوقنا المشروعة والمسلوبة فمن العجب العجاب ان تجد مدمني المخدرات و أصحاب الأعمال الرذيلة والذين يطالبون بالزواج من المثل في نظرهم حقوق يطالبون بها بكل بجاحه بل ويضحون من اجل تطبيق تلك الحقوق رغما عن المجتمع وتجد فئة كبيره تساندهم لتطبيق حقوقنا . مع أنها حقوق تخالف الدين والعرف . في حال أننا نباد ونقصف ونقتل في بيوتنا فلا نجد لنا حتى ولو طريقا ملتوي يوصلنا إلى المطالبة بأبسط حقوقنا كبشر وانهي الحديث بكلمه للدكتور ((محمد أبو ليله ))أن من حق العالم الثالث ((هكذا صنفوه))أن يظل فقيرا مريضا منبوذا متخلفا وان يكون ضحية للظلم والاضطهاد وما لم يغير المسالمون بأنفسهم فنا الله لن يغير ما هم فيه من عبث ومشقه لا ن الله تعالي لا بتولي عنا عملا كلفنا أن نقوم به وان نحسنه ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى لا يغير ما بأنفسهم )) فلو أن كل مسلم أدى حق الله لكن ذلك عسيا أن يقر السلام في الأرض ويشيع الوئام بين الناس فتهدأ ضلوع الحاقد وترقأ دموع اليأس ويسكن جوف الفقير ويذهب خوف الغني ويتذوق الناس في ظلال الرخاء سعادة الأرض ونعيم السماء نسأل الله تبارك وتعالي أن يغير أحوالنا إلى كل خير وان يوفقنا إلى هجران مالا يرضيه والتزام ما يرضيه . وان يرنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه انه نعم المولي ونعم النصير .
#أحمد_محمود_عدوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
-
رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا
...
-
بوليتيكو: -حقا صادم-.. جماعات حقوق الإنسان تنتقد قرار بايدن
...
-
منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي
...
-
بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ
...
-
كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا
...
-
بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
-
تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم
...
-
الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|