أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - سكرتير شيخ الأهواز و مفتي فلسطين















المزيد.....

سكرتير شيخ الأهواز و مفتي فلسطين


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 629 - 2003 / 10 / 22 - 04:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اللغة العربية حلوة و لطيفة ، عذبة بنطقها و جميلة بكتابة حروفها، التي تزينها زواياها و أقواسها و دوائرها و خطوطها المستقيمة.
في نطقها لدينا الكثير من الأصوات التي يستطيع أن يميزها العارفون بها، فيفرقون بين ما يتشابه منها ، و يزيد عذوبة هذه اللغة صعوبة النطق ببعض أصواتها لدى غير الناطقين بها.
الحاء و الهاء تتشابهان ، و هنا في أسبانيا لا يفرقونهما عن حرف الخاء الموجود لديهم، و نرى شيئا مشابها لدى الفرس و الأتراك. أما الانجليز فإنهم لا يفرقون في لفظهم حرف الحاء والخاء من  الهاء في التلفظ.
و الزاء و السين تتشابهان أيضا في النطق.
و الظاء و الزاء ، ايضا ، و هناك الكثير من الشاميين الذين لا يميزون لفظا بين أحد هذين الحرفين و الآخر، و كذلك فهم يلفظون الذال زاء ، فتصبح الإذاعة إزاعة و الذئب زئبا، و قد يؤدي إلتباسهم هذا الى الخطأ بكتابة الظاء و الزاء.
و القاف تلفظ آفا.
و الثاء  يلفظها المصريون ثاء، فالليث يلفظ ليسا.
و في بعض  مناطق  العراق الريفية فإن حرف الجيم ينقلب ياء ، و هكذا في بعض مناطق الخليج.فالدجاجة تُـنطق دياية.
و في العراق لدينا أصوات أخرى نضيفها الى الأصوات العربية الأخرى ، إذ يوجد:
لفظ الـ- ? - التي ينقلب الى -تش - في مناطق عربية أخرى. 
و لفظ - ?ـ - الذي به نستعمل كثيرا من الكلمات التي تحتوي على حرف القاف. فالقلب عند العراقيين يقال - ?لٌب - ، ولكن العرب من غير العراقيين يحولون هذه الـ -?ـاف- الى كافا ، و بهذا فيغنَّـى - ?ـلب - ناظم الغزالي بهذا الشكل :
كلي يا حلو منين الله جابك
خزن جرح كلبي من عذابك.
و يوجد أيضا لفظ الـ ـ ? - الذي به نتذكر ال?ا?ــة - العراقية اللذيذة، و كلمة ال?ا?ة هي من أصل تركي. و إن هذا الصوت صعب جدا على غالبية الشاميين.
أما كتابة الحروف العربية فإنها لا تصعب على الأجنبي فقط بل تصعب أيضا على العربي ، بما في ذلك  المتعلمين من العرب، و كتابة الهمزة شاهد على ذلك. و تزداد الصعوبة فيها عندما يرتكب خطأ مطبعي في كتابتها :
 فقد تكتب -فول- بدلا من - قول -. 
أو - قيل- بدلا من -فيل- .
و يمكننا ملاحظة هذه الظاهرة بكثرة عند قراءة الكتب التراثية و مقارنة بعضها ببعضها الآخر. فمثلا يذكر إبن الأثير في تاريخه : "قفلوا الضياع التي على طريقك و قفلوا المقعد الذي على باب المسجد" ، أما الطبري فيذكر في تاريخه: "قتلوا الصباغ الذي على طريقك و قتلوا المقعد الذي على باب المسجد".
 و تزداد الصعوبة مرة ثانية عندما نكتب كلماتنا بدون حركات . فالعراق يمكن كتابته  بالفتحة و الكسرة و الضمة ، و كل من هذه الحركات تعطي معنى يختلف عما تعطية الحركة الأخرى. و في عدم وجود الحركات تكون الصعوبة أكثر فأكثر، فالحب قد يكون حُبَّا أو حَبَّا أو حِبَّا.
و في العراق لدينا مخزون كبير جدا من الكلمات التي جاءت الينا من مختلف الحضارات التي مرت بنا عبر القرون العديدة من التاريخ ، فتختلط بالكلمات العربية كلمات كردية و آرامية و بابلية و تركية و آشورية و فارسية و إنجيليزية ، الخ … و هذا الأمر يؤكد أن كل حضارة تزيد الأخرى غنى و ثروة، و إن اللغات ، باعتبارها وسيلة تفاهم بين البشر ، تزداد سهولة  و سلاسة و تتكامل واحدة مع الأخرى.
و في العراق أيضا يتعايش الكرد مع العرب و  قوميات أخرى ، تتبادل في الحضارة و الثقافة و اللغة و الأفراح و المآسي. هذا الأمر الذي أغضب المجرمين الشوفينيين البعثيين فحاولوا تصفية ثقافة و حضارة غير العرب ، و ليس هذا فقط بل أن الشيعي العربي قد نال التصفية، جسدا و ثقافة.
إن الحضارة لا يرغب بها من يعاديها ، و قد مرت بالعراق فترة عانى منها وحشية الهمج البعثيين ، فهم إذ كانوا  يغتالون الشعب العراقي ، كانت أيديهم القذرة قد وصلت أيضا الى كل شؤون الحياة العراقية.
*فأصدر البعثيون قرارا بتعريب أسماء عراقية ، لها من القدم قرون يصعب على المرء تحديدها.
*و حاربوا اللهجة العراقية باعتبارها من صنع الاستعمار، على الرغم من أن اللهجة العراقية موجودة من زمن دقيانوس. و الغريب في الأمر أن صدام حسين ، رئيس البعثيين ، هو إنسان فاشل دراسيا و لا يفقه من اللغة العربية شيئا.
*و سحب البعثيون من المكتبات كل كتب التراث التي يشكون في أن مؤلفوها لهم أصل فارسي، فمنعوا بيعها و أتلفوها، (و استثنوا من ذلك المؤلفين الأتراك ، لسبب في  قلب يعقوب).
*و نسبوا كل من هو شيعي  الى الفرس و بدأ البعث في إغتيال الشيعة أو تهجيرهم الى ما وراء الحدود. و أشعلوا حربا مع الجارة إيران راح ضحيتها مئات الآلاف من الشيعة، استخدمهم البعث ليكونوا حطبا لإبقاء نيران هذه الحرب مشتعلة.
*وأصبح الشوفينيون البعثيون يعادون كل من يذكر إبن سينا و الرازي و أمثالهم من العظماء.
*ووصل الأمر بداود سلوم ( التكريتي أو السامرائي أو …) أن ينشر في الصحف العراقية مطالبا إقصاء الباحثين و الكتاب من الجامعات العراقية ، إذا هم من  الذين كتبوا عن أبي نؤاس. و المعروف أن أبا نؤاس هو شاعر عراقي عباسي كبير قدَّم للمكتبة العربية  و تراثها أشعارا يغنى بها و يذكرها كل  العرب  لحد اليوم و يطربون لها. لكن المشكلة بالنسبة للبعثيين العنصريين  الجهلة أن إبا نؤاس هو أهوازي المولد.
و إذا كان بإمكان البعثيين محو أي حرف يشكون بأن الفرس يتلفظونه لمحوه ، ليأكدو بذلك شوفينيتهم و فهمهم الإجرامي للحضارة و الثقافة و التاريخ.

و لنعود الى التلابس و الإشكال الذي يحصل للقارئ عندما يقرأ كلمة عربية غير مكتوبة بشكل واضح ، فقد يقرأ الشخص كلمة المفتي بشكل  يفهمها على أنه مغني . هذا ما حصل لسكرتير الشيخ خزعل ، شيخ الأهواز ، إذ يذكر سليمان فيضي في مذكراته و تحت عنوان ( إلتباس )، أنه قد:
" قصد الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين و أحد أعوانه مدينة الأهواز ، للحصول على هبة من الشيخ خزعل لترميم المسجد الأقصى. و شاءت الصدف أن أكون متغيبا عن المدينة لقضاء أيام العيد في البصرة. فلما سأل المفتي عني قيل له أني متغيب ، و كان يحمل رسالة اليَّ من البلاط الملكي لتسهيل مهمته لدى الشيخ. فاضطر إذ ذاك أن يطلب مقابلة الشيخ نفسه، و ساق الحظ له موظفا في القصر أدمن على تناول الأفيون، فسأل المفتي عن هويته ، فأبرز له بطاقته ، و قرأها الموظف ، ثم دسَّها في جيبه كأنه استوعب اسم صاحبها..  ثم ذهب الى الشيخ ، و أخبره بأن رجلين ملتحيين ، يتزينان بالعمامة و الجبة قد حلاّ ضيفين في القصر، و أن أحدهما يـَدَّعي أنه مٌغنِّي فلسطين .. فضحك الشيخ و قال:
-بلِّغ هذا المغني أننا تركنا المطربات و الغانيات منذ زمن بعيد.. ادفع لهما ألف روبية و اعتذر عن المقابلة.
عاد الحشاش الى المفتي، و قدم المبلغ ، و بلغَّه  اعتذار الشيخ عن مقابلتهما. فاستشاط المفتي غيظا و القى الدراهم على الأرض قائلا: ما جئنا متسولين. و حمل هو و رفيقه أمتعتهما و غادرا القصر مسرعين.
التقيت بالمفتي في البصرة، بعد عودته من الأهواز، فأخبرني بالحكاية و هو منزعج غاضب، و سلمني الكتاب الذي أرسله إليَّ رستم حيدر رئيس الديوان الملكي و بداخله كتاب من جلالة الملك فيصل الى الشيخ خزعل راجيا منه أن يحظى الوفد بمعونته و عطفه. فطمنته الى أن الشيخ لو علم باسمه و عرف مكانته لاحتفل بمقدمه و لأكرمه. و أكدت له أن في الأمر التباس ، و أنه لا يعدو أن يكون سوء فهم.
فلما عدت الى الأهواز، قدمت رسالة جلالة الملك الى الشيخ، و أبديت استغرابي من تلك المقابلة. فتألم الشيخ حين علم بحقيقة الأمر و قال:
-هل تصدق أني أقابل هذا الرجل بالاستخفاف المشين لو كنت عالما بحقيقته؟.. لعن الله الحشيش..
و تدارك الشيخ الأمر، فأعطاني تسعة آلاف روبية لأرسلها الى المفتي، و كلفني بكتابة رسالة اعتذار إليه عن لساني، و كتابا وديا عن لسانه الى جلالة الملك، و كتاب توصية الى الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت ليقوم بدوره بمساعدة المفتي و إكرامه"
و سليمان فيضي اشغل منصب معتمد إمارة عربستان الذي أحدثه الشيخ خزعل ليكون صلة الوصل بين ملك العراق و ابن سعود و أمراء العرب الآخرين.

محيي هادي - أسبانيا
20/10/2003



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلمني إزالة قبر عفلق
- تنبيه و اعتذار و اضافة
- العنصريون لا يخدمون الوطن بل يقتلونه
- نص كلمة بعد الكلمة و النصف
- ياقوت الحموي ذكر اسم الأهواز أكثر من ثمانين مرة
- الأهواز أم الأحواز أم الأخواز
- الأهواز أم الأحواز
- تهنئة لأمينة عواد النيجيرية
- سميرة الشابندر و البدوية الأندلسية
- باختصار: عرفات وسيف ديمقلوص
- لا العنصرية و لا الطائفية تمنعان الحب
- الأردن المنشار الذي لا ينقطع عن النشارة ذهابا ولا إيابا


المزيد.....




- -كنا نعتمد فلسفة القوة-.. وزير خارجية العراق يقارن توجه البل ...
- -كنا على استعداد لتنفيذ ضربة نووية-، ضابط من القوات النووية ...
- حادث مروّع في ليتوانيا.. طائرة تصطدم بمنزل وتؤدي إلى مقتل شخ ...
- فيتامين مهم يساعد في تخفيف أعراض الانسداد الرئوي المزمن
- منظمة دنماركية تحذر: الذخائر غير المنفجرة ستهدد سكان غزة حتى ...
- دفنا تحت الركام.. لحظات مروعة لانهيار مقلع رخام في تركيا (في ...
- -إكسير ذهبي- لمحاربة ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب
- روبوت بري روسي ينجح في تدمير موقع أوكراني (فيديو)
- علامات تحذيرية على قدميك قد تكشف مشاكل صحية غير مرئية
- -بلومبرغ- تكشف فحوى العقوبات الأوروبية الجديدة ضد روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - سكرتير شيخ الأهواز و مفتي فلسطين