|
هل إقترب موعد الحرب الإقليمية ؟؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 04:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مجمل التطورات المتلاحقة والمتسارعة إقليمياً وعلى أكثر من ساحة ، تشير إلى ان المنطقة تقترب بشكل كبير من لحظة الحسم العسكري، ، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تصريحات وزير الخارجية الفرنسي "برنار كوشنير " ، بتوقع الأسوء بالنسبة للملف النووي الإيراني، وبمعنى آخر شن حرب على إيران بمشاركة أوروبية، في الوقت الذي كانت فيه تحرص الإدارة الفرنسية على سلوك التفاوض من أجل حل مشكلة الملف النووي الإيراني، اما على الساحة السورية، حيث أقدمت إسرائيل قبل مدة ليست بالبعيدة، على العربدة في الأجواء السورية، وقد ترافق ذلك مع حرب إعلامية شاركت فيها كبرى الصحف الأمريكية والإسرائيلية، من أن الهدف من هذه العربدة، هو قصف أهداف وتحصينات نووية، او شحنة أسلحة نووية، حصلت عليها سوريا مؤخراً من كوريا الشمالية، وبما يمهد لشن حرب عدوانية على سوريا، وهذا يذكر بالحملة الإعلامية الضخمة والواسعة، التي شنت على القيادة العراقية ، قبيل العدوان الأمريكي- الأطلسي على العراق وإحتلاله، وهو يندرج في إطار الإتهامات الأمريكية والإسرائيلية لسوريا بدعم قوى المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين، ولعل الحدث الأبرز هو على الساحة اللبنانية، حيث تدفع قوى محلية وإقليمية ودولية، نحو إشعال فتيل الحرب الأهلية في لبنان، فإغتيال النائب أنطوان غانم من حزب الكتائب، والذي يوصف بالمعتدل، وعلى أبواب الإستحقاق الرئاسي، يندرج في إطار هذه الخانة وهذا السياق، والمعلوم أن قوى 14 آذار رفضت مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، لحل هذه المشكلة من خلال التوافق وبحضور ثلثي النواب، وبما يثبت أن هذه القوى تدفع بالأمور إلى دائرة التصعيد، مدعومة بقوى إقليمية ودولية، وقد رأت في إغتيال النائب غانم فرصة ، لكشف حقيقة نواياها من خلال طلب مساعدة عربية ودولية لتأمين عملية الإستحقاق الرئاسي ، أي تدويل القضية اللبنانية ، وتوسيع صلاحيات " اليونفيل " لتشمل الحدود السورية اللبنانية ، تمهيدا ًلتجريد المقاومة اللبانية من السلاح ، وفي فلسطين حيث أعلنت إسرائيل عن قطاع غزة كيان معادي، وما يستتبع ذلك من خطوات عقابية عسكرية وإقتصادية ، وقد سارعت "رايس " وزيرة الخارجية الأمريكية لتأييد وتبني وجهة النظر الإسرائيلية هذه، وبهذه الأمثلة الحسية تتضح معالم المشهد والصورة، بأن المنطقة تتجه نحو حرب إقليمية شاملة، حيث أن قوى اليمين المتطرف في أمريكيا وإسرائيل، تريد إشعال هذه الحرب، إرتباطاً بجملة من الأسباب والظروف الداخلية والخارجية، فالجمهوريون في واشنطن يتعرضون إلى إنتقادات حادة بسبب الفشل في السياسة الخارجية الأمريكية ، حيث أن المستنقع العراقي الذي يزداد غرق أمريكيا به يوماً بعد يوم، وكلفة الإحتلال الباهظة مادياً وبشرياً والمتصاعدة يومياً، وما تحققه المقاومة العراقية من إنتصارات متراكمة، نحو الهزيمة الشاملة للمشروع الأمريكي، ليس في العراق وحدها، بل في كامل المنطقة، يجعل الإدارة الأمريكية تفكر بأن الخروج من هذا المأزق، لن يتأتي إلا عبر توجيه ضربة عسكرية قاسمة لقوى المقاومة والممانعة والمعارضة العربية والإسلامية، وبحيث تكون إسرائيل شريك رئيسي في هذا المخطط ، فالحكومة الإسرائيلية التي تترنح داخلياً تحت وطأة الفضائح وملفات الرشاوي والفساد، والمسؤولية عن الفشل والهزيمة في الحرب اللبنانية، وعدم تحقيقها إنتصارات جدية على الجبهة الفلسطينية ، يجعلها تفكر أيضاً انه لا بد من حل عسكري ، ينقذها اولاً، ويعيد للجيش الإسرائيلي هيبته وقدرته على الردع ، واللتان تعرضا إلى ثلم كبير في حرب تموز 2006 من قبل المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله . ولعله من الهام قوله ، أنه يقف في طليعة هذه الأهداف لهذه الحرب ، هي أن الإحتكارات العسكرية والبترولية في واشنطن تضغط بشكل كبير، لشن هذه الحرب، من أجل المحافظة على مصالحها وفي طليعتها بترول المنطقة، وتسويق ترسانتها العسكرية من أجل تقتيل شعوب المنطقة، وتعميم سياسة الفوضى الخلاقة على كامل المنطقتين العربية والإسلامية ، وبما يضمن لها إعادة رسم جغرافبا المنطقة وفق مصالحها وأهدافها، ودفع شعوبها إلى متاهات الحروب الداخلية والأهلية وبتمظهرات وتسميات مختلفة، مذهبية وعرقية وطائفية وقبلية وجهوية، وبما يخلق كيانات إجتماعية هزيلة، محتجزة تطورها، ومنهوبة خيراتها، وتسير وفق الإيقاعات الأمريكية، وبما يجعلها ترتبط معها بتحالفات عسكرية وأمنية وإقتصادية، وأيضاً توجيه ضربة قاسمة لكل قوى المقاومة والمعارضة والممانعة العربية، وبما يشل ويحد من دورها وحضورها وجماهيريتها،ودفع الجماهير العربية إلى حالة من الإحباط واليأس ، وكذلك الكفر والتخلي عن الفكر القومي والعروبي والوحدوي، ونبذ قوى المقاومة والتخلي عنها،بإعتبارها قوى "إرهابية"، تجلب الدمار والكوارث لشعوبها ودولها ، وأيضاً من الأهداف الهامة لهذه الحرب، هو جعل إسرائيل القوة العسكرية المركزية الوحيدة في المنطقة، وبحيث تكون العصا الغليظة المسلطة فوق رأس أي دولة أو حركة عربية، تحاول أن تغرد خارج السرب الأمريكي- الإسرائيلي. وهناك هدف مركزي آخر ، هو منع إيران من التحول إلى قوة إقليمية كبيرة، تتحكم في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وخصوصاً أنها تسير بخطوات حثيثة وجادة نحو إمتلاك التكنولوجيا النووية وأسلحة الدمار الشامل ، ولها تأثير بارز وواضح في أكثر من ساحة عربية ، وهذا ما نلمسه في العراق ولبنان وفلسطين، وبالتالي فإن بروز إيران كقوة إقليمية كبرى من شأنه، تعزيز الحضور والوجود والتأثير الإيراني في المنطقة، وهذا يشكل مخاطر جدية على الوجود والمصالح الأمريكية في المنطقة ، وكذلك يضعف هذا من دور ونفوذ ما يسمى بقوى الإعتدال العربي المتحالفة والمرتبطة بأمريكيا ، ويعزز من حضور ودور ووجود قوى المقاومة والمعارضة والممانعة العربية في المنطقة، وهذا بحد ذاته لا يشكل تغير في التوازنات الإقليمية فقط ، بل يعرض أمن ومستقبل ووجود إسرائيل للخطر، وهو ما لا تسمح به أمريكيا وقوى أوروبا الغربية. إذا نحن أمام معطيات حسية تجعلنا، نرى أن الأمور في المنطقة تتجه نحو الحسم العسكري، لأنه بدون هذه الجراحة العسكرية، فإن سياسة الجزرة الأمريكية والعقوبات الإقتصادية، لن تردع إيران أولاً من إمتلاك أسلحة الدمار الشامل، وبالتالي التحول إلى قوة إقليمية كبيرة في المنطقة، وهذا له مخاطره جدية على أمريكا ومصالحها وأصدقائها من ما يسمى بمحور الإعتدال العربي في المنطقة، والأخطر هو إضعاف الدور الإسرائيلي في المنطقة، وكذلك هذه النجاحات الإيرانية من شأنها أن تغري دول عربية أخرى مثل سوريا بإمتلاك أسلحة الدمار الشامل، وهذا الحلف المتشكل إيران ،سوريا ، حزب الله ، والقوى الإسلامية في فلسطين ، بإمتلاكه لأسلحة الدمار الشامل سيغير من خريطة المنطقة، ويقلب الطاولة على رأس أمريكيا وحلفاءها في المنطقة، وهو ما لا تسمح بحصوله أمريكيا ، حتى لو نشبت حرب عالمية ثالثة.
القدس – فلسطين 21/9/2007
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأحد عشر ألف أسير فلسطيني / إلى كم مبادرة حسن نية يحتاجون ؟
...
-
عندما تصوم وتصلي الملاقط
-
مفارقات دينية وفلسطينية
-
في القدس / مع بداية العام الدراسي الجديد / مدارس - سوبر - وط
...
-
رمضان والناس
-
الكتابة في حقل الألغام
-
ماذا بعد إنتخاب غول رئيساً لتركيا
-
ليس دفاعاً عن أسرى48 ، بل دفاعاً عن الحقيقة
-
في ذكرى رحيل القائد الوطني أبو على مصطفى
-
شاطر .... شاطر ....
-
في بوادر حسن النوايا الإسرائيلية
-
بين سماحة الشيخ حسن نصر الله ووليد جنبلاط
-
الساحة الفلسطينية ومسلسل الجواسيس
-
القدس قبل عشرين عاماً
-
القدس هجمة إسرائيلية
-
ضيعونا ما بين غزة ورام الله
-
الملف الفلسطيني بين - لافروف - و - رايس -
-
أعراس - للفشخرة - والجاه الإجتماعي
-
دور مؤسسات المجتمع المدني في الخروج من المأزق الفلسطيني الحا
...
-
حسن النوايا / تمخض الجبل فولد فأراً
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|