أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نشأت المصري - العمل الإيجابي والعمل السلبي















المزيد.....

العمل الإيجابي والعمل السلبي


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 05:02
المحور: المجتمع المدني
    


سلبية وإيجابية الأعمال التي نقوم بها سواء أعمال خدمية تطوعية أم أعمال وظيفية نتقاضى عنها أجر مادي أو نحصد منها نتاج أعمالنا,هي وراء نجاح أو فشل أعمالنا , وبالتالي نجاح أو فشل المجتمع ,أو المؤسسة المنتمين لها,,, السلبية والإيجابية هنا شيء نسبي وليس مطلق , فليس هناك إيجابية مطلقة أو سلبية مطلقة.
ومن دواعي نجاح أي عمل لابد إن يتوفر له قدر كاف من الإيجابية, ويجتاز السلبيات التي تعترض طريق هذا العمل.
السلبية لو تطرقنا لها فنجد مفهومها لدى العامة هي الامتناع الكامل عن تأدية العمل ,, ولكن ليست هذه هي السلبية ,, فالسلبية هي التراجع عن معدل العمل الإيجابي,,, فلو مثلا هناك خادم في عمل تطوعي مثلا , يقوم بخدمته في أحسن صورة غير مبالي بما حوله,, يعمل في إنكار ذات لا يعبأ بأي تعب أو مصاريف أو أي شيء يضحي به من أجل خدمته,, وهو في هذه يقوم بالعمل بصورة إيجابية ,لكن لو نظر حوله وقارن تعبه بتعب خادم أقل مجهود أو أقل إنتاج في نفس الخدمة ,,أو أقل حرارة خدمية وقارن نفسه بهذا فهنا نقطة التحول من الإيجابية للسلبية فإنه يسقط في سلبية العمل.
لهذا نجد أن العوامل التي تساعد على السلبية كثيرة ومتشعبة وهي نفسها الآفات التي تعاني منها المجتمعات ,, فتجد هناك مجتمعات متحضرة : وهي التي عملت على دراسة مقومات النجاح وقللت العوامل السلبية بقدر المستطاع ,, ومن هنا فقط تحدث الانطلاقة الحضارية للمجتمعات وتتفوق علميا ومهنيا, لتصير مجتمعات متحضرة,,,أما المجتمعات التي على النقيض من هذا فإنها ترعى السلبيات دون أن تدري أنها سلبيات وبالتالي يصير هذا المجتمع يعاني من القضاء على الإيجابيات,, وبالتالي يحدث القضاء الكامل على تقدم هذا المجتمع فيصير المجتمع متخلفا عن الركب العالمي .
ومن هذه العوامل عوامل ترجع للأشخاص الخدميين ,,, وعوامل ترجع للمجتمع المحيط بهم .
العوامل التي ترجع للأشخاص :
ـ العمل بروح الدعاية أو المظهرية الخدمية,, فهناك أشخاص يريدون المجلس الأول والمتكآت الأولى والتحية في الأسواق ,, يعانون من كبرياء الخدمة بأن يجعل نفسه أولا دون النظر لباقي الخدام من حوله, فتجد أن هؤلاء يقاومون الأعمال الإيجابية لمن حولهم ,,بل لا يريدون في داخلهم نجاح أي من حولهم يزيدون أعباء الأعمال الإيجابية لمن حولهم من خدام,,,, لهذا فإن معاناة الخدمة من مثل هؤلاء معاناة شديدة فهم من قال عنهم الكتاب لا يدخلون ولا يدعو الداخلون يدخلون,, يقاومن الحق يجعلون من الخطأ صواب طالما يخدم طموحاتهم المظهرية ,,, فمثل هؤلاء أعمالهم لها بريق يشبه بريق الذهب ولكن بريقها من معدن بخس ,, وليس كل من يبرق ذهباً,,, ولقد عانى القديس يوحنا الحبيب من مثل هؤلاء في خدمته كما أوضحها لنا في رسالته الثالثة :
(كتبت الى الكنيسة و لكن ديوتريفس الذي يحب ان يكون الاول بينهم لا يقبلنا
10 من اجل ذلك اذا جئت فساذكره باعماله التي يعملها هاذرا علينا باقوال خبيثة و اذ هو غير مكتف بهذه لا يقبل الاخوة و يمنع ايضا الذين يريدون و يطردهم من الكنيسة)
ـ روح الدكتاتورية,,, هذه الآفة تصيب القيادات بكافة أنواعهم أي هي آفة القيادة,, ومثل هؤلاء يعارضون أي عمل إيجابي ويرفضون كافة الأعمال بل يمكنهم طرد خدام وعاملين في الخدمة وإن لم يتمكن من الطرد تجده يصنع معهم حرب باردة,, بأن يهمشهم,, ويرفض رأيهم حتى يقوم الخادم بسحب نفسه وبإرادته تجنبا لمزيد من المهانة,,, فكل همّ هؤلاء هو سيادتهم على المكان أو المجتمع ,, ولا أحد يعمل إلا من خلالهم وبطريقتهم,,,لهذا فإن المجتمع الخاضع تحت قيادة مثل هؤلاء مجتمع متخلف متقوقع في فكر واحد وربما فكر عجوز لا يريد أن يتحرك لأنه يقيّم حركة الآخرين بحركته هو العجوز المتقهقرة إلى الخلف, يخاف التقدم , يعبد الرجعية , يجد ملاذه في بطء حركة المجتمع تابعه ,,, وإذا كان هذا الشخص متخلف فكريا فتجده يريد الجميع مثله فيتقهقر المجتمع للتخلف العلمي والتكنولوجي .
ـ التدين المريض ,,,فتجد أن التدين السليم يدفع الإنسان لمحبة الغير لتصل محبته لقمة العطاء لتصل لمحبة الأعداء بل مباركتهم والتفاني في خدمتهم,,لهذا فإن الإنسان المتدين يتفانى في أعماله بأكثر إيجابية,, أما المتدين تدين مريض فينسب فشله في عملٍ ما لإرادة الله ,, أو أنه ينتظر علامة من السماء لإتمام عمل خدمي معين,,, أو أنه يعرقل عمل الآخرين بحجة أنهم لم يمار سوا طقوس العبادة كما يعرفها هو ,,, فتجد هؤلاء يضيعون أوقات العمل ومصالح الآخرين تتعطل بحجة إتمام الصلاة ,,,أو أنهم يتقاعسون عن أعمالهم بحجة الصوم إلى المساء ,, والمصيبة العظمى يريدون أجرا مضاعفا في أيام تكاسلهم بحجة الصيام,,فتجد مجتمعات مثل هؤلاء تعاني من تعطيل مصالح الجمهور أو تعطيل مصالح المخدومين ,, ومنهم من يمتنع عن خدمة شخص معين فإذا ناقشته يقول أن روح الله القدوس بداخله أرشده أن هذا الشخص غير مستحق لهذه المساعدة أو هذه الخدمة.
كما حدث في إحدى الإيبارشيات أن كاهن أخوة الرب أمتنع عن مساعدة شخص فقير تم تحويله من إحدى الكنائس إليه للإتمام وضع مساعدة عاجلة لهذا الشخص ,,وقد تهكم على الشخص وعلى الخادم حيث أن هذا الشخص مات حماره مصدر رزقه ولم يكن معه ثمن حمار آخر ليعينه في أكل عيشه ,, فلما سمع الخادم عن موت الحمار ذهب عاجلا لهذا الكاهن يطلب منه مساعدة هذا الشخص في دفع جزء من ثمن حمار جديد,,,فما أن سمع الكاهن قول هذا الخادم حتى انهال عليه سخرية وتهكم وتطاول بالألفاظ ,,وما أن فرغ من السخرية على الخادم حتى أنه التفت إلى الشخص الفقير وتهكم عليه أيضا واتخذ من لفظ حمار للتهكم على طالب الحمار,, حتى تصبب الرجل عرقا وسحب نفسه من أمام الكاهن وهو ناظر أسفله دون أن يجرؤ أن يرفع رأسه ,,, وكل هذا حدث أمام جمع غفير من الحاضرين لطلب المساعدات,,,, وبعد خروج الرجل لملم الخادم قواه وقال للكاهن( ليه بتعمل كدة ) فقال بالفظ الواحد وبحدة شديدة أنا بساعد هذا الشخص بمبلغ 200 جنيه في الشهر عايز إيه تانى يحوش منه ويشترى الحمار,, فقال الخادم بس ده محتاج الحمار لأنه مصدر رزقه ,, فرد الكاهن بروح متعجرفة روح الله الذي في داخلي بنعمة الكهنوت الحاصل عليها أرشدني أن هذا الشخص غير مستحق للمساعدة ,,أم أنك لك رأي آخر !!!! فقال الخادم أخطيت يا أبي !!! وخرج خلف الرجل وقال له لا تحمل هم فأخذ الخادم على عاتقه جمع مبلغ من المال من بعض الأصدقاء وأعطاه للرجل مساعدة لشراء حمار جديد .
فهل هذا تدين سليم أم أنه نوع من أنواع التدين المريض.
ومن ضمن ممارسات التدين المريض هو روح التمييز بين أفراد المجتمع , واتخاذ الدين للتفرقة العنصرية,, وتهميش دور الأقليات الدينية في المجتمع المدني أو تقلص دورهم على أشياء معينة بزاتها , أو ممارسات التعسف والعنف معهم ,,, كل هذه الممارسات يقلص العمل الإيجابي في المجتمع.
ـ النظر في خدمة الآخرين ومقارنتها ,, فتجد الخادم ينظر أنه هو الأكثر تعبا وهو الأقل شكرا أو أقل أجرا أو هو المحروم من الحوافز ,,,,أو الخ فهذا الخادم المتفاني في خدمته أو عملة يجد معوقات عدم الإنصاف فتعرقل طريق خدمته أو عمله ,, فيتقهقر ويتخذ من السلبية ملاذ له...
للموضوع بقية إن شاء الرب وعشنا .....



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشريعة الإسلامية في مصر على المسيحيين فقط
- لا سلام قال الرب للأشرار
- لغتنا عربية ونعتز بالقبطية
- ويل لي إن كنت لا أبشر
- ما بين ماريو وأندرو ومحمد حجازي
- المتأسلمون والردة
- عراق أفضل
- الانفلات الأمني باسم الإسلام
- وسائل قهر المواطنة
- رسالة للبابا بنديكتوس
- مهرجان الكرازة والمواطنة
- الخوف من الموت أم الخوف من الله
- مهلا سيادة المستشار نجيب جبرائيل!!!يريدون مسلمين شكليين
- قطعتا الخردة
- ج.م.ع دولة نظامها ديمقراطي يقوم علي أساس المواطنة‏
- احذر !!الإنجيل خطر
- الأيادي البيضاء
- المحبة الإسلامية
- رأس الحكمة ورأس الحية
- نحن مسيحيين ولسنا حزباً سياسياً


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نشأت المصري - العمل الإيجابي والعمل السلبي