أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي العامري - هل سيتحوَّل البرلمان العراقي الى حسينية !؟














المزيد.....

هل سيتحوَّل البرلمان العراقي الى حسينية !؟


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أجدني مضطرّاً في أحايين عديدة الى تكرار أني من حيث المولد شيعيٌّ قُحٌّ لأنًّ أصابع الإتهام بكونك موالياً للسنَّةِ ! كانت منذ ستِّ سنواتٍ وما زالت تترى ضدَّ أيِّ قلمٍ شيعيٍّ حُرٍّ
ولكنَّ شيعيَّتي أستطيع أن أطلق عليها شيعية ( معاصرة ) أي إبنة عصرها إنطلاقاً من أنَّ لا شيءَ ثابتٌ وحتى أفكاري هنا والتي أعتقد بصِحَّتها قد لا تصلح في المستقبل القريب فيتمُّ تخطِّيها لصالح أفكارٍ أكثر ملائمةً لحالة ذلك العصر وهكذا أمَّا اذا كنتَ تدير إسطوانة واحدة منذ أكثر من الف عامٍ بينما العالم لم يعُدْ يتعامل مع الإسطوانات حيث وضَعَها في المتحف ودخلتْ أقراص السي دي وغيرها وتسمّي ذلك إيماناً فوالله هذا أمرٌ لا يرضى عنه الحسين بن علي ولا العشرة المُبَشَّرة !
إذاً أيٌّ منّا المؤمن الصحيح ؟ انا الذي ينزف قلبي وقلمي حرصاً على الدين المُتحضِّر الناصع ام ذلك الذي يأبى الى الآن أن يستخدم في حديثهِ مفردة ( ثقافة ) او ( ديمقراطية ) ويعتبرها استيراداً غربياً ؟
يقول أدونيس ما معناه ( إنزعْ من العرب كلَّ ما هو غربيٌّ فماذا يتبقّى منهم ؟ لا يتبقّى شيءٌ منهم ما عدا الجَّمَل والصحراء ) هذا هو العقل الصحيح , إذاً فلماذا المكابرة ؟ وأدونيس شيعيٌّ بالمناسبة ولكنهُ أكبر من هذه التفاصيل . لماذا المكابرة ؟ هل تعرفون سادتي أنَّ المكابرة كفرٌ شَرعاً ؟ ام إنني بحاجةٍ الى أن أفتحَ معكم كُتَبَ الفقه الإسلامي لأثْبتَ لكم ذلك ؟
ثُمَّ هل إنَّ الدِّين تحزُّباتٌ ام خدمةُ الناس ؟ وما هي الخدمة ؟
إنَّ أفضلَ خدمةٍ تقدِّمُها للناس هي إعلاء قيَم التربية والمحبّة وتركُ السياسة بكلِّ تعقيداتها ومناوراتها لأهلها .
إنَّ من المواد التي تُلقِّنُها الحوزةُ او تجيزها وإنْ في إطارٍ لا يخرج عن ( الثوابت ) هو المنطق .
أيُعقلُ أنْ يكون هناك منطقان ؟ اذا كان لدينا منطقان فهذا يعني أننا نعيش انفصاماً .
الواقع أننا نعيش انفصاماً بالفعل فنحنُ نعيشُ عصرَنا جسديّاً فقط أمّا عقولنا فمُمَرَّغةٌ حتى القاع برمال الصحراء وأطلال قريش , ووليُّ أمرنا ما هو إلاّ حادي عيسٍ فَحَسْب
وهذه وثنيةٌ ما بعدَها وثنيةٌ لأنَّها تُؤَلِّهُ الباطلَ وتَدَّعي أنهُ الحق .
كانت هناك محاضرةٌ للسيد ضياء الشكرجي قبل شهور هنا في مدينة كولونيا تكلَّم فيها عن كثيرٍ من الأمور بوضوحٍ وصراحةٍ وبيَّنَ أسبابَ انفصالهِ عن حزب الدعوة وقضايا سواها وقد أعطيتُهُ الحقَّ علماً أنني أعرف حزب الدعوة منذ عام 1984 حينما كُنّا لاجئين في طهران وأعرف مَدى تزمُّتِ الكثير من مُنتسبيهِ , هذا التزمُّت المقرون بالجهل .
لقد سألَ انسانٌ بسيطٌ , وكان خائفاً شاكّاً , سؤالاً منطقياً : اذا كان كلُّ ما نؤمنُ به صحيحاً فلماذا تخلَّفنا وتقدَّمَ الغرب ؟
فأتاهُ جوابٌ دَعْوَوِي ( من دعوة ) ( العلَّة ليستْ في ديننا فدينُنا يدعو الى التقدُّم والعلم ولكنَّا تخلَّفْنا لأننا تخَلَّينا عن ديننا ) !
هل يصمدُ هذا القول الطوباوي اللامسؤول أمام الحقيقة الصارخة التي تقول إنَّ الدِّين , أيَّ دينٍ لا يمكن له أنْ يقود سياسةَ دولةٍ حديثة ؟ وما للدين وألاعيبَ السياسة التي تتطلَّب أوَّل ما تتطلَّب المُكر ؟ وكيف يتصرَّف رجل الدين مع العقيدة العالمية ( الغاية تبرِّر الوسيلة ) ؟ ألا تكفي إيران مثالاً ؟ فهي من أُولى البلدان المنبوذة في العالم مع أنَّ إيران لو توفَّر فيها نظامٌ ديمقراطيٌّ لكانت جنةً على الأرض ولكنَّ الملالي قد حوَّلوها الى جحيمٍ حيث كان مثلاً عشراتُ آلاف اللاجئين العراقيين لا يحلمون فيها إلاّ بجواز سفرٍ ليهربوا منها ؟ فَنِعْمَ الضيافة الشيعية الإسلامية !
لم يكن المستفيد من النظام الإيراني المتخلِّف إلاِّ منتسبي حزب الدعوة والمجلس الأعلى ومنظمة العمل الإسلامي من العراقيين .
إنَّ قيادة الدولة الحديثة سياسياً يجب أن تُترك للسياسي المثقف الذكي المرن ابن عصره فهو الذي بيده الدفَّة لقيادة سفينة النجاة أمّا الدين فهو لله وللمجتمع ويتمُّ تعميم مبادئهِ السمحاء بالإقناع والمحبة , هكذا تفعل الشعوب الحريصة وفعَلَتْ .
إنَّ أهمَّ ما يجب إعادة الإعتبار اليه في الدين هو ما اصطُلِحَ عليه بالناسخ والمنسوخ وجعلهُ مبدأً وهذا يتطلَّبُ رجلَ دينٍ متنوِّراً قوي الشخصية محبوباً من الناس , ودون شكٍّ سيجازيه الناس على الأرض بالتكريم والخلود ويُجازيه الخالق كذلك بألف خيرٍ
ويصدق هذا الأمر بالطبع على الطائفة السُنيّة فهي أحوَج ما تكون الى قياديٍّ متنوِّر وكم تمنَّيتُ لو أنَّ السيد المالكي رئيس الوزراء يضطلع بهذا الأمر كذلك من خلال تخصيص كلمةٍ مُتلفزةٍ ولو مرةً في الشهر للمساهمة في ترسيخ قيَم المساواة ونبذ الطائفية التي لم تكن معروفةً في العراق , كلمةٍ مُتلفزةٍ تنقلها باقي الفضائيات فإنهُ لأمرٌ لا يمكن تصديقُهُ أنْ لا تزال في بلادنا هذه العقلية البغيضة التي اسمها الطائفيات ولدينا هذا الكم الكبير من المثقفين وهذا ما يجعلني أفكر بأننا اذا لم نستطع حلَّ هذا الإشكال الطائفي فماذا سنفعل مع ترسيخ مبادىء التسامح الديني مع المسيحي والأيزيدي وغيرهما والتسامح القومي أيضاً .
إذا بقيتْ هذه التجاذبات والتنافرات , هذه الهزليات فلا عجبَ أنْ يتحوَّلَ برلمانُنا الى طوفانٍ من العمائم الشيعية , تبرق وترعدُ فوقهُ سُحُبٌ تكفيريةٌ سُنيِّةٌ كثيفة وحينذاك ستبحث سفينةُ نوح نفسها عن منقذٍ لها !
بل ستصبح هي وطننا الصغير الطافي أبداً على الغمر !!



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مولد الغريب في أبي غريب !(*)
- رباعياتٌ مِن الآخرة !
- ذُبابةُ فرعون ! ( مقالة في إشكالية مصطلح الأجيال الشعرية وقض ...
- ذُبابةُ فرعون !
- أيتها الكآبة !
- قَومي بأيزيديَّةٍ هاموا ! (*)
- قطفتْ نداكِ يدي
- الجرح الأيزيدي المُتَّسِع كضفتَي الفرات
- الواوي تحتَ إبط فاضل العزاوي !
- رِقَّةُ عفريت !
- حديث المواسم
- اليكَ بغداد
- سعدي يوسف والصداع الأمريكي !
- رباعياتٌ مُهاجرة
- واحة الكوابيس !
- لا خَفْقَ للحِدَأة
- إنْ كنتُ أُسيءُ فأنتَ تُضيءُ !
- لها سأقول
- مِن شجون الأسماء وجرائرِها
- دخلتُ حقيبتي كي أستريح !


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي العامري - هل سيتحوَّل البرلمان العراقي الى حسينية !؟