أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - من جنين حتى رفح















المزيد.....

من جنين حتى رفح


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 628 - 2003 / 10 / 21 - 04:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مدينة رفح المستباحة ومخيماتها الأبية يوجهون نداءهم للعالم الحر كي يلتفت لمعاناتهم ، وكي يتحدث عن مأساتهم وحياتهم الرهيبة في حالة الحصار المستمرة منذ عشرة أيام متتالية،وكي يعمل على كشف الأعمال الفاشية والإرهابية التي ينفذها جيش شارون اليهوشعي، حيث في ظل مدافع الدبابات وجنازير الجرافات العنصرية الصهيونية التي تعيث في أرضهم خرابا ودمارا يقاوم أهل المدينة ويصمدون ويقاتلون دفاعا عن بقاءهم.

 

 هناك في رفح تتصدى الجماهير الفلسطينية ومعها المقاومة للغزاة بكل ما لديها من إمكانيات هي بالأصل محدودة، وبدائية مقارنة بالأسلحة الإسرائيلية الأمريكية الحديثة، الأحدث في العالم، من مروحيات الأباتشي الهجومية  الى مقاتلات الفانتوم التي تحتل السماء بشكل مستمر ودائم.

 

 الاحتلال العنصري الصهيوني يقوم بعملية تدمير وتجريف مبرمجة لأراضي الأهالي وبيوتهم ومزروعاتهم في مخيم رفح ويبني جدار العزل بشكل هستيري لم تفعله أية قوة احتلال إجرامية وإرهابية من قبل.

 ففي مخيم يبنا و كذلك في حي البرازيل وحي السلام و في من المناطق الأخرى،تنتهك الحرمات والقوانين الدولية وحقوق الإنسان والمدنيين تحت الاحتلال، ويموت البشر في منازلهم من دون سبب سوى أنهم يتمسكون بحقهم في العيش في بيوتهم.

 

هناك يقتل الناس وتدمر البيوت وتجرف الأراضي بحجج واهية وبكذب ودجل قل نظيرهما في زماننا الحالي. يتم تدمير المنازل والمساكن الفلسطينية في المخيم على مرأى العين، حيث يرى الناس ما يحدث من مأساة ومذلة، و ترى عيون العرب جماعة وأفراد ما يحصل في مخيم يبنا ، فأحياء رفح ومخيمها تتواجد على شريط الحدود مع أكبر دولة عربية، بحيث يستطيع المرء أن يشاهد عملية الذبح والتدمير بالعين المجردة من خلال الشق المصري من الحدود.

 وقد سمعت مواطنا من مخيم يبنا يقول : يا ريت حدودنا مع الصحراء القاحلة حيث لا بشر ولا شجر،كان هذا أفضل لنا من جيرة مع الصمت و الفراغ العربي الموجود على مقربة من مخيمنا وعند الحدود...

 

  يقتل الفلسطيني والعالم يتفرج ولا يوجه أصابع الاتهام نحو المجرم الحقيقي، نحو القتلة الصهاينة.

 يقتل أبناء فلسطين في حي البرازيل وأهل السلطة الفلسطينية مشغولون بالحكومة والوزارات وحقيبة الداخلية ، واعتقال الذين يعتقدون أنهم متورطون في قضية تفجير بيت حانون مؤخرا.

يقتل الشعب وتدمر البيوت وتستباح المحرمات وتحتل الأراضي بينما البعض يبحث عن حلول لأزمات بين قادة السلطة، فهل هذا وقت الحديث عن أزمات وحالة طوارئ وحكومة طوارئ ؟

ألسنا في حالة طوارئ منذ حملة السور الواقي ومنذ أصبحت المناطق الفلسطينية التي استعادتها السلطة من الاحتلال بعد أوسلو  تخضع لسلطة الاحتلال من جديد؟

 الوطن كله تحت الاحتلال ورئيس السلطة مسجون ومحاصر ومعزول منذ زمن، فلماذا حالة الطوارئ ما دامت السلطة غير قادرة على حماية نفسها وحتى رئيسها ؟.

 الأفضل أن تعلن السلطة حالة التعبئة العامة على أساس الوحدة الوطنية والإجماع الفلسطيني،ثم تقوم بحل نفسها ومؤسساتها ومن ثم تعلن العودة لائتلاف منظمة التحرير الفلسطينية بالتحالف مع القوى الإسلامية بمن فيها حماس والجهاد، والبدء بالبحث عن مخرج من الحالة الفلسطينية المتردية، والعمل على إقامة جبهة وطنية عريضة أو جبهة إنقاذ وطني تتمثل من القوى الفاعلة والشخصيات الوطنية الفلسطينية المؤثرة.

 

بهذا العمل الحقيقي  يمكن حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن مخيمات رفح ومساعدة الناس في حالة الحرب والحصار والإبادة المنظمة التي تتعرض لها جماهير شعب فلسطين في الوطن المحتل.

 وبهذه الخطوة يمكن حماية الرئيس الفلسطيني من التصفية أو الترحيل والنفي، وكذلك من خضوعه للضغوط أو الوقوع في الأخطاء القاتلة من جديد،كما حدث في قضايا مجزرة جنين ولجنة تقصي الحقائق الدولية، وقضية المبعدين من كنيسة المهد،كذلك قضية القائد أحمد سعدات ومجموعة تصفية زئيفي ، وشلل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والابتعاد عن الإصلاح ومحاسبة الفساد ألا بعد تدخل الأعداء وغير الأصدقاء،و تجميع و حماية الشخصيات الفاسدة التي تعتبر مثارا للجدل،مثل الضباط والجنرالات الذين هربوا وفروا أيام الحرب والمعارك ،ومثل الوزراء والمدراء من اللصوص والمتهمين بالفساد والرشوة والاختلاس...الخ

 بهذه الطريقة يمكن استرداد الهيبة الفلسطينية واسترجاع الوهج الفلسطيني الذي أراد الأعداء إخفائه خلف سراب حلولهم الوهمية ومشاريع حلولهم التصفوية.

 بوهج منظمة التحرير الفلسطينية المتجددة والشاملة.

 

إن نظرة سريعة على ما يجري في فلسطين وعلى ما يغلي في صدور أبناء الشعب الفلسطيني تجعلنا نتأكد فعلا من أن الشعب الفلسطيني مع المقاومة وخيارها الصعب، لا مع خيارات أوسلو ومسارها المتعب ،هذا المسار الذي أساء لكل ما هو نقي في العمل الفلسطيني ، حيث منه ولدت تفاهمات سويسرا  ،وتفاهمات أخرى لا تقل سوءا عن تلك التفاهمات.

 وفي نظرة أسرع من النظرة السابقة على  استطلاع جديد للرأي أجراه  المركز الفلسطيني للبحوث وأعلن نتائجه اليوم فأن 75 في المائة من الفلسطينيين يؤيدون عملية حيفا الاستشهادية التي نفذتها المحامية الفلسطينية هنادي جرادات.

إذن المسألة واضحة ورأي أكثرية الشعب كذلك واضح ، فلماذا لا يأخذ الرئيس عرفات ورئيس حكومته الطارئة والمجلس التشريعي الفلسطيني واللجنة التنفيذية للمنظمة التي لازالت محسوبة على الشعب الفلسطيني قيادته الشرعية، القرار الحكيم والسليم ، القاضي بتبني رأي أكثرية الشعب عملا بالأصول القانونية والديمقراطية؟

أن نداء رفح ومخيمها لن يجد آذانا صاغية في عالمنا العربي المنهك ، ولا في عالم الغرب المحبط، كما حدث قبله مع نداء جنين ومخيمها، لأن نداء الضعيف يبقى ضعيفا ما لم يجد قوة تسنده، وقوة الشعب الفلسطيني التي تستطيع مساندة نداء الفلسطيني أينما كان، إنما تكمن في تصعيد نهج المقاومة والصمود والمواجهة والمجابهة والصبر ومن ثم تحويل الأمور نحو النصر.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربي أوروبي في أمريكا
- إذا بوش أنتصر
- الوصايا العشر
- فيتو أمريكا و تفجير غزة
- عن تملك الفلسطينيين في لبنان
- المجهول والمعلوم في زمن الغول
- مخيم يبنا يدافع عن القدس والقبلة
- من يسأل عن مصير المفقودين العرب ؟
- أرنولد كلاسيك و الأجساد الرشيقة
- بين حمام الشط وحطين أزمنة وسنين
- صحة عرفات و صحة فلسطين
- العرب تحت رحمة الإرهاب
- حكومة أبو علاء وجدار العار
- بوش وشون
- قرارات الرباعية شكل من أشكال العنصرية
- في يوم الطفل العربي ، سجل أنا عربي ..
- رحل الفلسطيني الأبي ادوارد سعيد
- عن خطاب بوش في الجمعية العمومية
- بوش ليس أحسن حالا من شارون
- عملية تبادل الأسرى والعبء الثقيل


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - من جنين حتى رفح