لسنا امام حركة يسارية جذرية تمتلك الامكانية لاحداث تغيير عميق في اسرائيل، بل امام ظواهر محدودة الافق تشير الى الطريق المسدود الذي وصلت اليه السياسة الاسرائيلية بعد فشل اوسلو. لا تيار من الثلاثة يجري اليوم محاسبة لمواقفه في العقد الاخير ولدعمه اتفاق اوسلو او للسياسة الامريكية، التي تشكل جذور المأزق الحالي، ولذلك لا يمكن ان ينجم عن هذا التحرك حل جذري.
روني بن افرات
بعد اكتمال 16 شهرا على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، بدأ التحرك في صفوف اليسار الاسرائيلي. في منتصف كانون ثان (يناير) الماضي، وتحديدا بعد عملية هدم 60 بيتا في رفح في 10/1 والتصعيد الذي اعقب مقتل رائد الكرمي نشيط التنظيم في طولكرم، بدأت تُسمع لاول مرة اصوات قوية تقول لشارون: "كفانا، لن نسمح لك بجرنا في هذا الطريق المسدود".
عملية هدم البيوت في رفح لعبت دورا هاما في تحريك الشارع اليساري الاسرائيلي، خاصة بعد ان وصفها المعلق العسكري لصحيفة هآرتس، زئيف شيف، المعروف بعلاقاته الحميمة مع المؤسسة العسكرية، بانها "عملية عسكرية عديمة المنطق" (13/1)، ولمح شيف الى ان هدم البيوت كان عملية ارهابية.
افتتاحية هآرتس في نفس اليوم جاءت بعنوان "وحشية عمياء"، وتوقعت ما حدث بالفعل في الايام اللاحقة عندما قالت: "الجيش الاسرائيلي سيفقد دعم الجمهور الاسرائيلي الطامح للسلام. هذا الجمهور الذي تفهم خلال اشهر طويلة الحاجة لاستعمال اساليب قمعية شديدة بغية التقليل من الاضرار والهجمات على المواطنين الاسرائيليين، لا يستطيع ان يوافق على هذه الوحشية العمياء".
هذه المقالات التي نشرت في الصحيفة التي تشكل المرجع الاساسي بالنسبة لليسار الاسرائيلي، كانت اشارة لبداية التحرك في صفوف اليسار. الصمت الذي ميز الاشهر الستة عشر منذ اندلاع الانتفاضة، انتهى بنشر رسالة الجنود والضباط في الصحف بتاريخ 25/1. في الرسالة الموقعة باسم 50 ضابطا وجنديا في الاحتياط، جاء التالي: "اننا نفهم اليوم ان ثمن الاحتلال هو فقدان انسانية الجيش والمجتمع الاسرائيلي ككل. الجميع يعرف انه سيتم اخلاء المستوطنات في نهاية المطاف. اننا نعلن اننا لن نشارك من الآن فصاعدا في حرب سلامة المستوطنات".
ما الذي تغير؟
في آب (اغسطس) الماضي خرج 62 طالبا ثانويا برسالة احتجاج حازمة ضد السياسة الاسرائيلية، واعلنوا انهم يرفضون التجند للجيش بشكل مطلق. رسالة الطلاب كانت اكثر جذرية من رسالة الضباط، وتضمنت مضامين ثورية واممية (انظروا مقالات سابقة في الصبّار)، الا ان هذه المجموعة الراديكالية كانت ولا تزال شاذة عن الاجماع المقبول على اليسار الاسرائيلي، ولذلك لم تثر الضجة الاعلامية ولم تهز المؤسسة الاسرائيلية كما فعلت رسالة الضباط.
يمكننا ملاحظة ثلاثة تيارات مختلفة داخل التحرك اليساري الذي حظي بلقب "انتفاضة اليسار": الاول الداعي للانفصال الاحادي الجانب، والثاني الداعي لاعادة الاعتبار لقيادة حزب العمل والخروج من حكومة شارون، والثالث الساعي لانقاذ مكانة عرفات والعودة لتفاهمات كلينتون. القاسم المشترك بين التيارات الثلاثة انها جميعها لا تفهم ولا تهتم بما يدور في الشارع الفلسطيني. كلها كانت حتى قبل وقت وجيز تدعم اتفاق اوسلو طالما ضمن لها الهدوء في الطرف الآخر.
ولكن من الاهمية البالغة بمكان ان نلفت الى انه خارج هذه التيارات الثلاثة، هناك جمهور من المثقفين والشباب الاسرائيليين الذين فقدوا الثقة بالدولة، وبالاطر السياسية اليسارية التي انخرطت في المؤسسة الحاكمة وفقدت مصداقيتها. هذا الجمهور يعبر عن تغيير في المناخ داخل اسرائيل، واحد اهم تعبيراته التهرب من الخدمة في الجيش والامتناع عن العمل السياسي. من جهة اخرى، يفتح هذا المناخ المجال لطرح افكار جديدة بعيدا عن السياسات التقليدية التي تقدس يهودية الدولة والتفوق العنصري على العرب. هؤلاء الشباب غير مؤطرين سياسيا، ويبرز بينهم طلاب التوجيهي اليهود الذين يرفضون الخدمة في الجيش لدوافع ضميرية.
ويمكننا ان نجزم ان تحرك اليسار المؤطر لا يعبر عن حركة جذرية تمتلك القوة والامكانية او حتى الارادة لاحداث تغيير عميق في اسرائيل، بل امام ظواهر محدودة الافق تشير الى الطريق المسدود الذي وصلت اليه السياسة الاسرائيلية بعد فشل اوسلو. لا تيار من الثلاثة يجري اليوم محاسبة لمواقفه في العقد الاخير ولدعمه اتفاق اوسلو او للسياسة الامريكية، التي تشكل جذور المأزق الحالي، ولذلك لا يمكن ان ينجم عن هذا التحرك حل جذري.
السبب لمحدودية التحرك الجديد والتأخير الكبير في حدوثه، يعود للطبيعة الاجتماعية والطبقية لهذه الحركة. كلها تعتمد على شريحة نخبوية من الطبقات الوسطى التي تربطها علاقات وطيدة مع المؤسسة الحاكمة، من هنا فهي غير معنية بان يؤدي احتجاجها الى قلب السفينة كلها وتدمير مصدر امتيازاتها. عاميت مشياح، احد الضباط المبادرين لرسالة الجنود الاخيرة، قال للصبّار: "نحن لا نريد الخروج عن الاجماع في الدولة. لا نريد ان يرون بنا حركة يسارية. هدفنا هو التأثير على الرأي العام الاسرائيلي".
اسرائيل في مأزق
بعد عام على حكومة شارون يسأل الجميع ما هي نتائج سياسة القمع والبطش الهمجي في المناطق الفلسطينية. في البداية كان هناك اجماع على ان رفض عرفات مقترحات كلينتون-براك في كامب ديفيد (تموز 2000)، ادى به الى تفجير الانتفاضة. واتفق اليمين واليسار الاسرائيلي على انه لم يعد في الطرف الفلسطيني شريك، وان الفلسطينيين تراجعوا عن رغبتهم في الوصول الى اتفاق سلام، ولذلك صار لا بد من محاربتهم بحزم.
ووصلت الامور ذروتها عندما قرر شارون محاصرة عرفات في رام الله، واعلن انه يرى فيه عنصرا "غير ذي اهمية - irrelevant". بالمقابل شهدت الساحة المزيد من التصعيد العسكري، وواصل الجيش الاسرائيلي بطشه حتى عندما التزم الجانب الفلسطيني بالهدوء. حيال ارتفاع اصوات اليمين في الحكومة المنادية لطرد عرفات واحتلال المناطق الفلسطينية من جديد، تعزز في قطاعات واسعة من المجتمع الاسرائيلي الشعور بان شارون وصل الى طريق مسدود وانه يفتقد أية خطة سياسية.
عناصر مؤثرة في المؤسسة العسكرية، ضمنها ضباط كبار في الجيش والمخابرات، اطلقت تصريحات شككت فيها بجدوى التصفيات وهدم البنية التحتية في مناطق السلطة. المعلق السياسي يوئيل ماركوس كتب في هآرتس (8/2) ان "تدمير كل شيء للفلسطينيين زاد كراهيتهم لنا وارادتهم للقيام بعمليات ضدنا. العدو اليائس هو العدو الاخطر والاشرس".
علاوة على التشكيك بمصداقية سياسة شارون، يجب الانتباه ايضا الى السياسة الامريكية في عهد بوش التي تتميز بالتذبذب والتقلبات. فبينما واصل كلينتون سعيه الحثيث لفتح قنوات للاتصال بين الفلسطينيين والاسرائيليين، منح بوش شارون الضوء الاخضر لمواصلة قمع الفلسطينيين، الامر الذي اشار الى ان بوش نفسه يفتقد مخططا سياسيا افضل للحل. القلق من احتمال حدوث حرب شاملة في الشرق الاوسط نتيجة تصرف غير مسؤول من قبل شارون المدعوم من بوش، دفع جناحا معينا في اليسار الاسرائيلي للتحرك.
دعاة الانفصال الاحادي الجانب
في الحركة الجديدة ضد شارون نلاحظ ثلاثة اتجاهات مختلفة: الاتجاه الاول الذي يمنح الدعم الفكري والسياسي لحركة الضباط الرافضين للخدمة في المناطق المحتلة، يضم في صفوفه دعاة الانفصال الاحادي الجانب عن المناطق الفلسطينية. هذا الاتجاه يقوده بعض القياديين في حزب العمل امثال براك ورامون وبن عامي. مؤخرا انضم الى نفس المعسكر بعض الكتاب الكبار في اسرائيل وفي مقدمتهم أ.ب. يهوشواع.
في مقاله في ملحق هآرتس (8/2) قدم الكاتب يهوشواع الاسس الفكرية لفكرة الانفصال الاحادي الجانب التي تعتمد على غياب الشريك في الطرف الآخر. المقال الذي ينطلق من فكرة قومية متعصبة تعتبر الصهيونية ظاهرة مميزة نجحت في تحقيق الدولة لليهود بعد الفي عام من الانتظار، يحدد انه "ليست هناك فرصة للوصول الى حل مع الفلسطينيين... لذا، فالطريق الوحيد لتهدئة الوضع وخلق ارضية للاتفاق المستقبلي هي خطة الانفصال الاحادي الجانب، وعلى اسرائيل تنفيذ هذه الخطة بالاتفاق مع الفلسطينيين اذا كان ممكنا وبدعم من المجتمع الدولي. اما اذا لم تتوفر الامكانية، فلتنفذها دون الدعم الفلسطيني والدولي وبالاعتماد على دعم الاغلبية في اسرائيل".
هذه الارضية الفكرية والسياسية لمجموعة الجنود والضباط الذين يدعون لرفض الخدمة في المناطق المحتلة. ولا ينبغي فهم هذه الدعوة بمعزل عن سياقها، فمثل شعار رابين عام 1992 "فصل غزة عن تل ابيب" ودعوة براك قبل انتخابات عام 1999 الى "الخروج من لبنان خلال سنة"، يمكننا الاشارة الى ان اساس هذه المبادرات هو الرغبة بالخروج من المستنقع الخارجي والعودة للداخل النظيف الحضاري، بما يعني ضمنيا ان على الفلسطينيين الذين سببوا هذا المستنقع البقاء فيه وحدهم.
ائتلاف السلام - انقاذ حزب العمل
ائتلاف السلام الذي تأسس في اجتماع بالقدس في 28/12/2001 بمشاركة شخصيات اسرائيلية وفلسطينية، يدعو لخروج حزب العمل من حكومة الوحدة بهدف عزل شارون واسقاطه. على رأس الائتلاف الجديد يقف الوزير السابق يوسي بيلين (حزب العمل) وزعيم حزب ميرتس يوسي سريد. شعار ائتلاف السلام هو "الخروج من المناطق - العودة الى انفسنا"، والاشارة هي الى ضرورة العودة الى اسرائيل الصغيرة والعادلة المزعومة.
التبريرات والاسس الفكرية لهذه الكتلة لا تختلف جوهريا عن مواقف دعاة الانفصال الاحادي الجانب، لكنها ترفض القيام بخطوة من طرف واحد، وتصر على العودة لمسار اوسلو. في محاولة لتمويه موقفهما امام الجمهور الاسرائيلي الذي يكره عرفات، يمتنع بيلين وسريد عن عقد لقاءات مع عرفات، ويظهران امام وسائل الاعلام مع ياسر عبد ربه وسري نسيبة وحنان عشراوي، "الوجوه الجميلة في السلطة الفلسطينية".
بيلين يدرك تماما ان هذه الشخصيات ستكون عديمة التأثير دون عرفات. في مقاله بصحيفة ليموند ديبلوماتيك (شباط 2002) كتب بيلين تحت عنوان "لماذا تحتاج اسرائيل الى عرفات" ان "القرار الذي ينص على ان عرفات ليس شريكا، قد ينتهي بكارثة… خلال 26 عاما حاولت اسرائيل ايجاد شريك للسلام يكون قادرا على السيطرة على الضفة الغربية وغزة. عرفات هو الطرف الذي وجدته اسرائيل، والتخلي عنه لن يكون من مصلحتها".
خلافا للدعوة للانفصال الاحادي الجانب، لا يبدو ان ائتلاف السلام يحظى بدعم شعبي واسع. خطته هي خطة كلينتون، ودعوته الرئيسية لحزب العمل للخروج من حكومة شارون لا تحظى بدعم حقيقي في صفوف حزب العمل نفسه. في اجتماع مركز حزب العمل في 17/1 الذي ناقش اقتراح بيلين للخروج من الحكومة، بقي دعاة هذا الاقتراح في الاقلية.
بيرس وبن اليعيزر اللذان يقفان على رأس الجناح المشارك مع شارون في حكومة الوحدة، يردان على ادعاءات بيلين بان انسحاب حزب العمل من الحكومة اليوم سيؤدي الى سقوط الحكومة والى انتخابات مبكرة، الامر الذي سيلعب حتما لصالح نتانياهو.
طالما سيبقى سريد وبيلين متعلقان بخياراتهما على دور حزب العمل وقدرته على قيادة اسرائيل، فيبدو ان موقفهما سيبقى ضعيفا وعديم أية آلية للتنفيذ. هذا اضافة الى ان بيرس الذي يتبع خط الادارة الامريكية، لا يستطيع الخروج من الائتلاف مع شارون طالما ان االخير يحظى بدعم بوش.
كتلة السلام - انقاذ عرفات
التكتل الثالث في حركة الاحتجاج الجديدة يدعو لاعادة الاعتبار لعرفات كزعيم للشعب الفلسطيني. بالمقارنة مع دعاة الانفصال الذين يتوجهون للجمهور الاسرائيلي الذي يريد الهدوء بكل ثمن، يطرح التيار الثالث جدول عمل بعيدا عن الاجماع في الشارع الاسرائيلي، وكما يبدو بعيدا ايضا عن هموم الشارع الفلسطيني، ولذلك فهو يبقى محصورا في النشاط الاعلامي وتحت سقف السلطة الفلسطينية.
هذا التيار الذي اعلن عن نفسه في مظاهرة بتل ابيب في 9/2، يشمل كتلة السلام بقيادة اوري افنيري وحركة "تعايش" التي تضم نشيطين مقربين من يسار ميرتس والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني بقيادة عزمي بشارة ولجنة المتابعة العربية وحركات نسائية ومدنية اخرى. المظاهرة التي شارك فيها نحو 5000 شخص، دعت للعودة للمفاوضات مع عرفات وانتقدت الحكومة على ممارسة جرائم الحرب.
رغم نقدها الشديد لممارسات الجيش الاسرائيلي، تبقى كتلة السلام مربوطة بدعمها لاتفاق اوسلو، وتتصرف كمتحدثة باسم السلطة الفلسطينية وليس كقوة يسارية راديكالية مستقلة. كل الحركات والاحزاب المشاركة في هذا الائتلاف كانت خلال السنوات الماضية متفقة على دعم حزب العمل في مواجهة اليمين الاسرائيلي وامتنعت عن بناء بديل له.
عندما دخل حزب العمل لحكومة الوحدة وسقط اتفاق اوسلو، بقيت هذه القوة دون خيار سياسي. بعضهم حاول ملء الفراغ الذي دخلوا اليه من خلال فعاليات انسانية كارسال مواد غذائية للمناطق الفلسطينية. هذه الفعاليات التي تأتي في اطار الدعم والتنسيق مع السلطة الفلسطينية، تصب في نهاية المطاف في طاحونة تعزيز مكانة السلطة وادامة المأزق الحالي.
كتلة السلام وحركة "تعايش" وغيرهما من الحركات المنضوية تحت لواء هذا الائتلاف، كانت نشيطة قبل اليقظة الجديدة في اليسار الاسرائيلي. بغياب بديل سياسي بقي نشاطهم في الاشهر الاخيرة محصورا في زيارة مقر عرفات المحاصر في رام الله، الامر الذي عزز الانطباع باننا امام ظاهرة محدودة الافق. دعوة هذه الكتلة للعودة الى المفاوضات مع عرفات بهدف الوصول الى اتفاق اوسلو معدّل، تضعها في تناقض مع هموم الشارع الفلسطيني والعربي الذي فقد ثقته بعرفات وبات يرى فيه زعيما عربيا فاسدا اضافيا.
اليسار الاسرائيلي اعمى
الانتفاضة الاولى اندلعت عام 1987 بعد ان سئم الشعب الفلسطيني من الاحتلال. واندلعت الانتفاضة الثانية عام 2000 عندما وصل الشعب الفلسطيني الى قناعة بان السلام الموعود لم يكن الا خدعة كبيرة، وان اسرائيل تستخدم السلام لفرض نظام اذلال واستغلال جديد عليه. فقد شاهد الشباب الفلسطيني كيف تضمن السلطة الفلسطينية بمشاركة اسرائيل مصالحها الخاصة وتُبقي الاغلبية الساحقة من ابناء شعبها دون امل ودون مصدر رزق. ما نسيه، ربما، اليسار الاسرائيلي هو ان الانتفاضة بدأت على خلفية استياء فلسطيني وعربي عميق ومتفجر من سياسة امريكا والانظمة المتحالفة معها في المنطقة.
السبب الاساسي الذي ادى للانفجار الكبير الذي كسر حدود المناطق الفلسطينية ليجتاح شوارع العواصم العربية، لم يكن الخلاف على التفاصيل في المفاوضات، بل كان سببه رفض المنطق من وراء الاتفاقات الذي يضمن لاسرائيل التفوق على الفلسطينيين والدول العربية برمّتها. خيار المواجهة سيفرض نفسه طالما ان الاسرائيليين لا يستوعبون ان ثمن السلام الحقيقي هو مشاركة الفلسطينيين بكل شيء بشكل متساو تماما دون نقصان، وان الحق بالسكن والارض والعيش بكرامة هو حق مقدس يجب ان يحظى به الفلسطينيون كما الاسرائيليون.
اكدنا ان هناك شيء ما يتغير داخل المجتمع الاسرائيلي، تحديدا في صفوف شباب ومثقفين يميلون للتغيير بعد ان ادركوا ان الاتفاقات فشلت لأنها كانت ظالمة وليس لان الفلسطينيين عدوانيين. ولكن اليسار الاسرائيلي التقليدي والقيادة الفلسطينية معاً يتجاهلان هذه الاصوات الشابة، ويصران على مواصلة نفس النهج تحت سقف حزب العمل. ان التغييرات الجذرية في المجتمع الاسرائيلي تحدث خارج نطاق اليسار الصهيوني، وستكون لها مساهمة كبيرة في كسر وضع اليأس والجمود الذي يصيب اليسار الفلسطيني الذي فقد البوصلة هو الآخر عندما رمى بنفسه في احضان السلطة الفلسطينية.
الصبار 150