|
جماهيرية غزة العظمى!
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 07:39
المحور:
القضية الفلسطينية
قرأت الخبر التالي في جريدة فلسطينية يوم 12 /9/ 2007م في صفحتها الأولى وبعنوان بارز يقول : غارة إسرائيلية على شمال قطاع غزة !! تفاصيل الخبر : " أفاد شهود عيان بأن طائرة إسرائيلية أطلقتْ الليلة الماضية صاروخا على [ منصة] !! لإطلاق الصواريخ شرق بيت حانون .. هذا وأصاب الصاروخ المنصة إصابة مباشرة " من يُدقق ويقرأ الخبر السابق من غير الفلسطينيين سوف يتخيل بأن [ المنصة] المعدة لإطلاق الصواريخ لا تكون إلا على صورتين ، إما أنها صواريخ محمولة على راجمات آلية متحركة مصفحات أو ناقلات صاروخية ، وإما أنها منصات إسمنتية ثابتة تقع ضمن موقع عسكري تحتوي على الأقل مرصدا وأجهزة متابعة وتنصت !! والحقيقة المُرَّة تقول : " إن منصة إطلاق الصواريخ المذكورة وما أدراك ما منصة إطلاق الصواريخ ! تتكون من ماسورة صدئة قديمة جلبتها إحدى الكارات من قمامة المستوطنات ، ثم قام أحدهم بلحم هذه الماسورة في بيته بواسطة لحام كهربي من مخلفات ورشة بائدة ، ثم نقلت هذه الماسورة الصدئة الملحومة بلحام هزيل لعدم وجود أسلاك لحام في غزة بواسطة سيارة بيجو صنعت عام 1955 لا يدور محركها إلا بأن يدفعها كل أهل الحارة فضلا عن ذلك فهي لا تحوي أية أضواء أو مكابح أو حتى هيكل سيارة ، وربما كانت تلك رحلتها الأخيرة ، وإن لم توجد السيارة فتُحمل ( المنصة ) !على كارة يقودها حمار (مُهبَّر) من كثرة الضرب ملفوفة ببطانية مهترئة لتستقر تحت مجموعة من الأشجار ، أو تحت ظل جدار بيت مملوء بالأطفال ، ثم يأتي الخبير بعد فترة ليضع الصاروخ ، ويفجره بواسطة هاتف نقال من سلالة الهواتف الأولى من نوع بيجو أيضا . وحيث أن الحديد في غزة نادر ، فإنهم يربطون [ المنصة ] الغالية بحبل طويل حتى يجروها ويعيدوا استعمالها من جديد إن تمكنوا من إنقاذها من الصاروخ الملعون ... وهذه هي قصة المنصة . ويبدو والله أعلم بأن المنزلة السامية للمنصة تلك عند الفلسطيني الغلبان جعلته يشعر باللذة وهو يقرأ الخبر ، إذ أن طائرات الاستطلاع والإف 16 تتابع منصته الغالية وتترصدها أينما حلت .. ومن تتابعه طائرة أباتشي أو إف 16 أو حتى المدعوة (الزنانة) التي تطير بلا طيار ، يصبح بلا شك شخصا مرموقا ويحسب له ألف حساب! ويبدو أن هذه اللذة أو (البارانويا) انتقلت من صاحب المنصة الغلبان إلى رئيس دسك الأخبار في الجريدة الذي كان منتشيا عندما صاغ الخبر واختار له الألفاظ الفخمة التي يستحقها " أغارت الطائرات ... استهدفت ... منصة لإطلاق الصواريخ .... " ثم قرر بعد ذلك وأرجو أن يكون القرار بحسن نية ؛ بأن هذا الخبر يستحق الصفحة الأولى !! أما عن [ الآثار الجانبية الخطيرة ] للخبر فيبدو أنها لم تصل إلى صاحب المنصة وناشر خبرها ، ومن أبرز الأخطار الجانبية للخبر حين يترجم هذا الخبر ترجمة دقيقة إلى اللغات الأجنبية فأنه يظهر وكأننا على عتبة الألفية النووية الفلسطينية ، وأننا دولة كبرى مستقلة ذات سيادة لنا [ منصات] صواريخ وقاذفات ... وهكذا ألغينا إلغاء تاما [ نقطة قوتنا] الأزلية ، وهي ضعفنا في مواجهة الترسانة العسكرية الإسرائيلية ، ومقاومتنا بالأيدي والحجارة والإضرابات والاعتصامات وجمع رسائل التأييد من كل أنحاء العالم وكانت تلك إحدى الميزات التي كان يمكن أن تجلب لنا من الحقوق أضعاف ما تجلبه ترسانة الصواريخ التي نملكها ! وأضيف إلى ما سبق من رصيد عظمتنا !! وقدرتنا على نفخ عضلاتنا العسكرية ؛ فقد قمنا في الأيام السابقة لكي نكمل صورة الدولة العظمى بعمل [ مناورات] عسكرية ميدانية بالذخيرة الحية وأعلنا للجمهور في غزة العظمى !! بألا يكترثوا بأصوات التفجيرات التي سيسمعونها بين فترة وأخرى في كل أرجاء قطاع غزة ، لدرجة أن مناوراتنا أفسدت على طلابنا يوما دراسيا كاملا ، والحجة استعمال المدارس في التمرينات و [ المناورات] بالذخيرة الحية والمتفجرات ! ولم نقصر في وضع [ السواتر] الترابية في طرقنا لتعوق حركتنا نحن ، ولتجبر العدو الإسرائيلي على اختيار طرق أخرى بديلة !! مع العلم بأن الطرق الأخرى البديلة عند المحتل الإسرائيلي لا تكون إلا بهدم أحياء سكنية كاملة فوق رؤوس أهلنا كما حدث في جنين وغزة ورفح مرات عديدة وليس مرة واحدة ، بأن تفتح الجرافات الإسرائيلية الثغرات في لحمنا الحي ! بحجة أن الطرق الرئيسة [ مسترة وملغمة] وقد أعلنا للملأ هذا الخبر ! ونستمر في الوقت نفسه في اللطم والصراخ من المجاعة !! والإغلاق!! والحصار !! والقتل !! والأسر !! كيف سيصدقنا الآخرون ونحن في الوقت نفسه نملك [ ترسانة ] أسلحة متطورة فيها الراجمات والمنصات ومضادات الطائرات والمدافع بأنواعها وأشكالها ؟!! وهنا اكتملت صورة فلسطين كدولة عسكرية ذات سيادة تملك مقومات الدولة بدون مفاوضات وبدون قوانين دولية ، وقررنا أن نأخذ بأيدنا حقنا وألغينا كل مطالبنا السابقة بتطبيق قرارات 242 – و338 – و194 .... الخ. بقي أن تطالبنا الدول الكبرى بفتح أبواب مصانعنا ومخازن أسلحتنا لتفتيشها وإثبات خلوها من احتمال وجود مفاعلات تخصيب اليورانيوم والبلوتونيم ، ومعامل إنتاج الماء الثقيل اللازم لتشغيل مصانع إنتاج القنابل الذرية في (محافظات) !! غزة مع العلم بأن في غزة خمس محافظات بالتمام والكمال تقارب عدد ولايات أستراليا ونيوزلندا ، وفي كل محافظة منطقة [ صناعية] خاصة بها . وأهم المناطق المرشحة للتفتيش : منطقة المغراقة وجحر الديك وقيزان النجار وعبسان الكبرى والمواصي والشوكة والبصة وأبو هولي والمقبرة الشمالية والنزلة والقرارة وحكر الجامع والبِركة ... مع احتمال وجود أماكن لتخزين [ الغازات] والأسلحة الجرثومية على طول (ساحل) وادي غزة وعلى (ضفاف) القرية البدوية .... فأهلا وسهلا بالأستاذ الكبير محمد البرادعي في جماهيرية غزة العظمى!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جماهيرية غزة العظمى !
-
مجالس [ نتف الريش] !
-
البحث عن غريب في رواية ( أزمنة بيضاء) لغريب عسقلاني
-
مخاطر احتكار الإعلام
-
إقصاء الشاعر معين بسيسو عن غزة !
-
اللغز!!
-
اللغز !
-
من طرائف أمة العرب
-
التنوير عند أحمد أمين !
-
تفخيخ العقول بمتفجرات الجهالات !
-
هل يمكن تنفيذ برنامج الكاميرا الخفية في فلسطين ؟
-
الحرب (المائية) الثالثة !
-
الحرب (المائية) الثالثة !!
-
كتيبة المليارديرات في إسرائيل
-
اغترب تصبح ثريا أو عبقريا
-
اغترب تصبح ثريَّا أو عبقريا
-
عصر الانتداب التجاري
-
هل معظم الأحزاب العربية أحزاب ( نكاية) ؟
-
من إنسان ( متفجر) إلى إنسان متحرر.
-
من الإنسان المتفجر إلى الإنسان المتحرر
المزيد.....
-
-العين بالعين-.. كيف سترد الصين على أمريكا بعد فرض ترامب رسو
...
-
ساعة رونالد وثمنها بلقطة مع تركي آل الشيخ بحلبة UFC
-
دراسة صادمة .. الأرض قد تحتوي على 6 قارات فقط!
-
قوانين جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي تدخل حيز التنفيذ في ا
...
-
تسع دول تشكل -مجموعة لاهاي لدعم فلسطين-
-
وفاة الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر
-
مهاجم مدرسة قازان أراد تدميرها بالكامل
-
دراسة جديدة تفنّد الفرضيات السابقة حول علاقة صحة الأم باضطرا
...
-
من السلطان سليمان إلى أردوغان: تطور الاستخبارات في تركيا
-
عصر القطب الواحد انتهى – ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|