أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - الجهالة سبب بلاء البشرية














المزيد.....

الجهالة سبب بلاء البشرية


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 628 - 2003 / 10 / 21 - 04:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا ينحصر فهم الانسان في معرفته لقواعد القراءة والكتابة فقط، بل ان جميع مجالات الحياة تحمل معها قواعد واسرار وحسابات، تستوجب معرفتها وفهمها وفك رموزها من اجل ان يتم التعامل بها على الوجه الاكمل او الصحيح ولتأتي نتائجها في صالحه دائما.

نجد انه منذ بدايات حياة الانسان على الارض، تعرض الى جملة من العواعق والمشاكل، من جانب الطبيعة او الحيوانات الساكنة معه على الارض، او مشاكل اجتماعية ( بين الانسان واخيه الانسان) وغيرها، نتيجة جهله بكيفية فك اسرارها او معرفة قواعدها.

فمن جانب الطبيعة، كثيرا ما اودت الكوارث الطبيعية بحياة مجتمعات باكملها، دون ان يفهم الانسان اسبابها وطرق الوقاية منها، وحتى اليوم نجد ان هذه الحالة تشكل احدى مشاكل البشر، بالرغم من انبثاق علم الطبيعة لتنوير البشر بالمعرفة بها من جهة وتحذيرهم من كوارثها قبل وقوعها من جهة اخرى، والسبب يعود الى انه مازال الانسان جاهلا للكثير من قواعد واسرار الطبيعة. ففي بعض الحالات، تدخل العوارض الطبيعية في حسابات لم يكتشفها الانسان بعد، وتفاجئه بتنائج لم يتوقعها.

كذلك نجد بالرغم من انبثاق علم الحيوان، الذي جاء لتنوير الانسان بعالم الحيوان وكيفية التعامل معه وتمكنه من السيطرة على امكانياتها لفائدته وتجنب الطبع العدائي للمفترسة منها، الا ان الامور ما زالت احيانا تأتي في غير صالحه، عندما تدخل في حسابات لم يفهمها بعد، فتأتي النتيجه ضده. وهكذا.

اما في مجال علم الاجتماعيات وكيفية التعايش السلمي بين الانسان واخيه الانسان، فنجد ان الجهل في فهم الطرف الاخر في علم الطبيعة البشرية اوجدت الصراعات المتلاحقة، التي ما زالت تكتسح الكثير من دول العالم، بالرغم من انبثاق الكثير من العلوم الانسانية وقواعد التعايش السلمي في المجتمع الواحد او بين المجتمعات او دول العالم، وخلق الامم المتحدة التي تضم دول عديدة، ومنظمات حقوق الانسان، وبالرغم من تسهيل المواصلات والاتصالات، والذي نتج عنه التقارب وتبادل المنافع والتجارة وغيرها من المصالح المشتركة بين جميع دول العالم.

فمعرفة وفهم الانسان لنفسه وحقوقه فقط، ليس كافيا لحل مشاكله مع الاخرين، انما يستوجب عليه فهم الاخرين وحقوقهم ايضا، ويا حبذا لو استطاع ان يجلس احيانا في خانة الاخرين ويواجه نفسه بمردودات قراراته المجحفة في حقهم!! هل سيرضاها لنفسه في هذه الحالة؟؟ ام سيطلق اسم الجاهل على نفسه؟؟ من حيث انه فعلا جاهل بمشاعر الاخرين.

ليست هنالك مشاكل بلا حلول، بل هنالك جهالة تمنع الحلول. الجهل سبب بلاء البشرية من حيث انه يعتبر حاجزا يمنع الحلول العادلة والمتحضرة لمشاكل الانسان على الارض. فالانانية والبخل والجشع وحب السيطرة، حد اذلال الاخر، والدكتاتورية والفاشية والكذب والقتل والسرقة والغش والتلاعب الااخلاقي في التعامل، هذه كلها مواصفات يمكن درجها في خانة الجهل الاجتماعي عند الانسان.

قد تكون هذه الجهالة بلاء لفرد واحد او عدة افراد، اذا كان صاحبها لا يحمل الا مسؤولية نفسه، ولكنها ستتحول الى بلاء لامة كاملة اذا كان صاحبها رئيسا، وستكون بلاء للعالم، اذا كان صاحبها على رأس قوة تسيطر على العالم.

فما يحدث في كل دولة من مشاكل وحروب داخلية، سببه جهل وفشل رؤساءها في فهم طبيعة مجتمعاتهم والتعامل الانساني معهم، ليضمنوا الامن والسلام لهم ولمجتمعاتهم بشكل عام.  

وما يحدث للعالم، بشكل عام، من حروب وويلات، لا يثبت الا جهالة الكبار( اصحاب الشركات الكبرى والسياسيين المسيطرين على العالم ومنابع خيراته وتجارته) وفشلهم في فهم علم الاجتماع والتعامل الانساني مع بعضهم البعض ومع الاخرين وقواعد التعايش السلمي على الارض.

 



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلاف والخلافات ... من اين تبدأ الحلول؟
- المنفذ للخروج من الأزمة العراقية
- نعم، محرري الفكر العراقي المسجون يستحقون كل الاحترام... مع ت ...
- لماذا تتعرض المواقع العراقية الحرة الى هجوم واستفزاز؟؟
- حول الثقافة الانسانية في العراق... مع تحياتي الى الاستاذ د. ...
- الشعب الاشوري الغيور، والمطالبة برفع دعوة ضد المجرم طارق عزي ...
- الى الهيئة الادارية لقناة الجزيرة الفضائية من يدنس أرض الأدي ...
- هويتنا الاشورية وتهمة التعصب والعنصرية
- المجتمع العراقي... من اجل مجتمع مدني
- اليزيديون .. التسمية والانتماء الحقيقي... رسالة الى القاضي ز ...
- الاشوريون يحتجون على التركيز على التمثيل الديني وليس القومي
- هل حقيقة ان طارق عزيز لم يشارك في الجرائم التي اقترفت بحقنا ...
- لااصدق بموت عدي وقصي
- انتخابات مجلس الحكم الانتقالي جاءت متجنية على حق تمثيل القوم ...
- الارض لله ، تمتلكنا جميعا ولا يمتلكها احد
- الشمولية والتجديد في موقع الحوار المتمدن
- العدالة ، مع تحياتي الى الدكتور منذر الفضل
- صدام ونظرته الى السلطات الامريكية الثلاث - التشريعية، التنفي ...
- الرد الامريكي لعدي صدام ... -املئها في السجن وبمعرفتك-!!
- من هم المشاغبون ؟؟؟


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - الجهالة سبب بلاء البشرية