أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبده جميل اللهبي - العلمانية في مقابل الخروج من المأزق الديني














المزيد.....


العلمانية في مقابل الخروج من المأزق الديني


عبده جميل اللهبي

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 10:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل فترة ليست بالقصيرة ..إثر نقاش دام عامين كاملين , تبنى الاتحاد الأوربي الذي يضم خمسا وعشرين دولة دستورا موحدا رأى فيه أن الخروج من المأزق الديني هو الحل الأمثل والشرط الأسلم للخروج من دوامة الصراع وحبائل الفتنة ومأزق التخلف المناقض للحداثة وفكر التقدم وحقوق الإنسان ..
وبوضعهم لدستور كهذا خال من كل القيم اللاهوتية والقدسية او إشارات إلى الدين المسيحي وغيره ،يتجلى في الأمر وعياً عاليا وقصدا للفصل بين الدين والفكر بين اللاهوتي والبشري فصلا طال الكثير من المجالات التي أقحم الدين فيها بدون أي مبررات او مصوغات فصلا بين ماضيهم المتخلف الخرافي وبين حاضرهم العلماني الفلسفي في تطورهم التاريخي00
فكيف حصل هذا التطور الكبير والجذري في كل مفاصل الحياة، بحيث غدت مجتمعات كانت بالأمس لصيقة بالدين حد مفرط وفيه ومنه تسير شؤون حياتها. الى مجتمعات تقيم اليوم جدارا دستوريا بين الدين والشأن المدني ..
تحولت من مجتمعات تستقي تعاليمها وفهمها للكون وللحياة وللإنسان وسائر الظواهر من نصوص الكتب المقدسة وعمائم القديسين التي ترى فيها العصمة وديمومة البقاء00
وتعتقد فيهم الأهلية بذلك ..
إلى مجتمعات تشذب مسيرتها من قيود الماضي و تطرحه ذالك جانبا ،وترمي به عرض الحائط ،وتعود لتبني قواعدها وتنظم أمورها باجتهاد ذاتي وإدراك عقلي 000
تحولت من مجتمعات ترى الأرزاق في السماء تقسم بإرادتها الى مجتمعات تصنع الحيلولة وتعممها لكافة البشر وتعولمها الى أقاصي الدنا ،بمحو الأمية وتطوير الإنتاج والإمكانات وزيادة القدرات وترشيد التوزيع00000000
من مجتمعات خرافية مهزومة بحسها التاريخي وعرضة دائمة للقصور تشعر بالنقص دائما والفشل والعجز وتعيش على الاتكال على مايأتي من السماء إلى مجتمعات عاقلة واعية تثري تجربة الحياة بكل ماهو مفيد لتقدم العلم والتطور المعاصر والحرية والوعي والتفكير العميق والبصيرة النافذة ..
من مجتمعات كانت تشعر بالسلب لكل ماحولها من إدمانها للهزائم والاحباطات المتتالية الى مجتمعات تجهد ذاتها في تكوين مفاهيم علمية ومعرفية مقاربة للواقع لاتتصادم معه ولا تخلو من تنفساته ..
وحول واقع الحال بالنسبة للعرب اليوم فلا يختلف فيه اثنان من تردي الأوضاع وتخلف في المفاهيم والتماهي مع الثقل العظيم للماضي الذي أسر الجميع وقمعهم في مناخه البارد ..
هذا الحال جعل العرب اليوم يؤمنون بكل بساطة من ان الحال ناتج إثر المؤامرات الخارجية التي أنسجتها ضد ضدهم .. وهذا التبرير يعبر بشكل او بأخر عن عقد النقص والشعور المفرط بالعجز التي وصلوا إليها الأمر الذي جعلهم يتعاملون مع إنتاج العقل الغربي على انه غزو فكري ومحاولة تهديد للهوية والقومية والعقيدة وزعزعة للماضي الوضاء والمشرق ومحاولة سرقة للحضارة العربية الغارقة في عمق التاريخ – بمعنى أننا سنظل نحرس الماضي على حساب الحاضر والمستقبل –
فيما هذه المفاهيم قد تلاشت عند الغرب وأصبح همهم الكبير هو محاولة إصلاح العاهات الداخلية التي استوطنت معظمها في هذه البقعة من العالم ..
غير ان هذه المفاهيم لاتجدي شيئا عند أناس رسخت في أذهانهم مسائل العبودية والتقزم وعدم الاستقلال والفردية في التفكير ..
ولعل من البديهي القول ان الدين هو من اهم العوامل التي شكلت الصعوبات والمعوقات أمام النهضة العربية , وكان رجال الدين السلفي سبب أنحسار المعرفة والتجديد ..
وبقدر ماكان الدين فكرا يبحث عن النهوض كان بالقدر نفسه فكرا هداما يقوض كل قدرات الشعوب وقابليتها للتقدم ..
الطبقة الكهنوتية التي لازالت تمارس سلطتها في العالم العربي ربما تنتظر ولوج الحداثة من باب مختلف قد تأتي مع المهدي او قد تأتي على صليب المسيح مدبجة بهالة مقدسة ..
فهل سيستطيع عرب اليوم الاستفادة من هذا التحول التاريخي الجامح في رؤية الإنسان الغربي ونفي كل المزاعم التي من شأنها ان تحيل بينهم وبين الحداثة اليوم ..
ان قصة الاحتياج الى العلمانية في التاريخ المعاصر يكمن في سر مآلها الى المذهب الإنساني كونها تمثل أجنحة التحرر والسمو بالإنسان في كل مبادئ الحياة المعاصرة ...



#عبده_جميل_اللهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من بؤر التخلف والتعلق بأذيال القرن الواحد والعشرين..
- اروع نبيذ في يد سكران مجنون ..
- أتبول فوق حروف الوطن ...0
- إنتباهة ..0
- قصائد مهملة ...0
- طفرة عودة ...0
- فيما زال الرئيس متمسك بمشروع القانون..القانون يسئ إلى الصحاف ...
- الفنان رشيد الحريبي .. يتفتح ربيعاً في قلب الجفاف .0
- كم عقولكم لينة ايها الدانمركيون ..مثل اجبانكم ..0
- وضع المراة في قائمة الفرد اليمني المتخلف .. الحلقة الاخيرة .
- وضع المراة في قائمة الفرد اليمني المتخلف .. الحلقة الثالثة
- ماذا تبقى بعد جار الله عمر ...0
- وضع المرأة في قائمة الفرد اليمني المتخلف .. الحلقة الثانية . ...
- وضع المرأة في قائمة الفرد اليمني المتخلف .... الحلقة الاولى ...
- طفرت الكتابة
- طفرت قلم موجوع ....!0
- طفرت القصيدة ..!0
- صلاة على سجادة المتاهات .. ولا طريق الى الله .0
- عضو المنظمة اليمنية لحقوق الانسان ..أمن فنام !0
- العقل العربي ... بين التبعية وفقدان الذات .


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبده جميل اللهبي - العلمانية في مقابل الخروج من المأزق الديني