المتحولون

وعد العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 2044 - 2007 / 9 / 20 - 09:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

معروف في الأوساط الفلسفية والنفسية أن التحول السلوكي لدى البشر هو أمر في غاية التعقيد إذ تدخل في ذلك عوامل متعددة منها المتراكمات النفسية ذات الوقع المؤثر في نفوس الأشخاص مع اختلاف التكوين في ذلك التحول قد يكون إيجابياً أو سلبياً وفقاً لمتطلبات المرحلة النفسية التي تعصف بسلوك البشر ، إذ تكون البدايات والنهايات من اللحظات المؤثرة والمهمة في عملية التحول أي يبنى التحول على أساس الصدمات التي يكتسبها الفرد ذكراً كان أو أنثى .
أما نوعية التحول هو الذي يحدد تبعاً لحالة ما قد توصف بالحسنة أو بالسيئة ومقدار الحسن فيها من السيء يأتي على مقدار المدخلات التأثيرية التي توجه للمقابل من خلال مخاطبة عقله اللاواعي الذي يتكلم لوهلة مع المخاطب كلاماً آلياً كهربائياً يمنح موجات شديدة وساخنة لعقل الإنسان لحظة إغتضابه ويمنحه الموجات الكهربائية الباردة لحظة إسعاده وانتعاشه أما كيفية نقل الموجة وسببها هو مقدار الموجه من الانفعالات الساخنة والباردة فإذا زال البارد رأيت الإنسان ساخناً ومتعصباً وإذا زال الساخن منه ألفيته هادئاً طبيعياً وينقل بواسطة شعيرات عصبية متشابكة ومتداخلة فيما بينها تتفرع تلك الشعيرات إلى ملايين من الشعيرات العصبية ذات الإنساق الملتفة (المتزاوجة) وكل فردا من تلكم الأزواج يأخذ لوناً معيناً ويتغير لون تلك الشعيرة تبعا للإنفعالات الموجه للعقل اللاواعي الذي بدوره يتصل بشعيرة كبيرة ليصل إلى العقل الواعي بغية تنبيهه على أصول ومخزونات كهربائية توحي له أن المؤثر المسلط على العقل اللاواعي يتعارض مع ثوابت متراكمة في مخزنه الكهربائي الممطى ليتسع تلك المؤثرات الجديدة التي تحاول أن تزاحم ماسبقها من كميات هائلة من المخزونات المعتقة والتي تسمى مبادئ وثوابت تترجم إلى سلوكيات في قاموس السلوك النفسي الذي لم يوضع بعد لعدم توصل العلم إلى تلك المكنوزات من العلوم الفلسفية النفسية التي تعد أهم العلوم لإتصالها بجميع العلوم المكتسبة لتراكم موجوداتها فيما سبق مرحلة التكوين الجنيني فالجنين يسقى مبادئ من أمه وهي بدورها تتجمع في اللاواعي منه لتتحول بعد الولادة إلى سلوكيات وليدة مرنة قابلة للتطويع بما يخدم الموقف والحالة التي يتعرض لها المخلوق الإنساني طفلا كان أم صبياً أم شاباً أم رجلاً .. والتي على مايبدو أن العلوم التي وضعها البشر لم يصل بعد إلى تلك العلوم التي توصف بالعلوم المتصلة ومنبعها العقل اللاواعي المركزي الذي يأخذ أطواراً غريبة في النشئة والتكوين .. طبقاً لحالات مرحلية تمنح له قبل وأثناء وبعدالولادة وصولاً إلى الشيخوخة المتأخرة التي يفقد حينها كل ما موجود من مخزونات ومكتسبات إلا أنها يمكن الإستفادة منها من خلال الرجوع إلى صندوق الذاكرة المدور الذي يحوي على أرشيف الخبرات التي اكتسبها البشر في سني حياتهم تتخللها العوامل المؤثرة أفراح وأحزان الخ . إذ سيمكننا في المئة سنة القادمة من خوض تلك المعقدات من العلوم على أتم وجه بعد الإلمام بأبجدياتها التي تمنح للفرد جيلاً بعد جيل من أجيال المرحلة والمكتسابت العمرية التي ترافقها .
بقي لنا أن نوضح تلك الشيفرات التوليفية التي لابد من التمعن في دلائلها ومعطياتها لتعطينا مفاتيح العلوم الأزلية التي لابد من الوصول إلى صناعتها وفقاً لاحتياجاتنا الراهنة بتقلبات العصور والدهور التي تفرز لنا كل مئة وخمسين عاما تحديداً نوعاً من التحول الفكري الخلاق الذي يبدأ بنواة مدهنة بعلوم الغايات التي يصعب الحصول عليها في هذه الحياة لكن لربما سيمكننا الحصول عليها بعد مليون ومئة وخمسون مليون سنة على أقل تقدير عندما تزول وتتلاشى العوامل السينية المكون لللاواعي من عقلنا والقارضة من الواعي بعد تآكل السنين .
إذن تحول الإنسان يأتي بسرعة ويذهب بسرعة قد يتأخر ذهابه أحياناً لشدة المدخلات وثقل مدلولاتها التي توطد لعلاقة أزلية بين اللاواعي منه والواعي ، وقد تسبب الجفاف الفكري من حيث المدخلات بما لايهيء لفراغ يحتاجه المدخل مما يترك أثراً سلوكياُ يتعاطى معه بني البشر المتحولون تحولاً سقيماً لايجدي بنفع على المدى البعيد الذي نخطط له في مدرستنا الفلسفية النفسية ذات البعد الروحي من حيث التكوين وأصالة العلم الذي ينهمر من طيفيات مخلوقة من عالم اللامادة المنظورة إلى بعض البعض من الوصلات الجسدية التي تأخذ شكلاً يدعى الإنسان بقالبيه النفسي والروحي لإيصال علوم العلييات إلى المخلوقات السفلييات التي تعتبر أداة نقلية لعلوم النقلة التحولية في النشأة والتكوين .

#وعد_العسكري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات