أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دارا كيلو - كردستان سوريا ....الوطن السوري أم كردستان الكبرى















المزيد.....

كردستان سوريا ....الوطن السوري أم كردستان الكبرى


دارا كيلو

الحوار المتمدن-العدد: 628 - 2003 / 10 / 21 - 04:34
المحور: القضية الكردية
    


     
       من الواضح أن طرح مصطلح كردستان سوريا في التداول الفكري والسياسي يثير الكثير من الحساسيات, بعض هذه الحساسيات مصدره أهل السلطة, وبعضها مصدره طائفة من ذوي الأيديولوجيا القومية من غير الأكراد سواء كانوا عربا أو غيرهم , والمصدر الثالث للحساسية هو بعض القوى القومية الكردية المنظمة في أحزاب سياسية والتي تخشى طرح هذا المصطلح لأسباب مختلفة. المصطلح يسبب الحساسية لسبب أساسي وهام هو المدلولات والمشاريع السياسية التي يمكن أن ترتبط به, نتيجة النظرة التقليدية الأحادية الجانب وذات الأيديولوجيا القومية المتعصبة, ولا فرق هنا بين أيديولوجيا قومية متعصبة كردية أو عربية أو غيرها, فزاوية النظر واحدة. النظرة القومية المتعصبة تربط طرح المصطلح مباشرة بمفاهيم ومشاريع الانفصال والتقسيم وصولا إلى كردستان الكبرى, ومشروع كردستان الكبرى يشعر الحركة السياسية القومية الكردية بالعجز والخوف نظرا لأنه ذو مقياس كبير لا يتناسب مع حجمها وواقعها , ويدفع القوى غير الكردية للخوف على مشاريعها القومية الخاصة, باعتبار أن الأيديولوجيا القومية بطبيعتها تحمل شيئا من الإقصائية للآخر . ما أراه أن زاوية النظر هذه أحادية الجانب نابعة من خلفية أيدلوجية مغرقة في التعصب القومي, وأعتقد هنا أنه وفي شرقنا المتخلف يجب تغير المصطلح إلى ما يدل على أن القومية أقرب إلى العشائرية, وسأحاول أن اقدم قراءة وتوظيفا لمصطلح كردستان سوريا تحاول أن تكون مختلفة بالاستناد  إلى أرضية مختلفة.
    إن الرؤية التي أحاول تقديمها تركز على الجانب الحقوقي في المسألة, بمعني التركيز على تحقيق الحقوق, بغض النظر عن الإيديولوجيا القومية وتصوراتها وأوهامها, والأمر يشمل حقوق الإنسان وحقوق الشعوب. وتستند هذه الرؤية على مرتكزين أساسيين الأول ينبع من مشروع الدولة الأمة وعلاقته بالحقوق القومية , والثاني ينبع من مشروع بناء الوطن التعاقدي :
أولا - إن مشروع الدولة الأمة ليس هو المشروع الوحيد في حياة أي قومية, والحقوق القومية يمكن أن تتجسد , بالإضافة إلى الدولة الأمة, بأشكال أخرى, مثل التعايش في إطار دول متعددة القوميات, وعليه ليس من الضروري أن يفسر أي حديث عن حقيقة تواجد قومية ما في مكان ما,  وشكل هذا الوجود الجغرافي والتاريخي, بأنه مشروع لدولة قومية. فكون النمسا ألمانية القومية لم يدفعها للتخلي عن استقلالها والانضمام إلى ألمانيا, ووجود فرنسيين ضمن دولة سويسرا لم يمنعهم أن يكونوا سويسريين حقيقين, والأمثلة في هذا المجال أكثر من أن تحصى . ومن المهم هنا ولتفهم هذه الحالات يجب النظر إلى القومية ليس كقيمة مطلقة سرمدية, فذلك أقرب إلى الانتكاس إلى العشائرية , وإنما كظاهرة تاريخية وجدت لخدمة حاجة بشرية في مرحلة محددة, وبالتبعية ستكون مختلف المشاريع السياسية التي بنيت وتبنى على القومية ذات طابع تاريخي . وهذا ينقلنا إلى العصر ومتطلبات العولمة ونتائجها الحالية والمستقبلية, حيث أن العولمة في جوانبها الاقتصادية والثقافية والسياسية تطرح على بساط البحث مصير الدولة القومية باتجاه تجاوزها, حيث أن رأس المال ينوع جنسياته ويطرح الأسواق العالمية ميدانا لنشاطه, وفي مستوى نشاطه الجديد لن يقبل أي حواجز قومية أو غير قومية تعترض سبيل نشاطه, وثقافيا فإن وسائل الاتصال الحديثة تجاوزت حدود الدول ولم يعد لها أي معنى, وسياسيا فإن مفهوم السيادة مطروح على بساط البحث وإعادة النظر باتجاه الحد منها. وعليه فإن الحديث عن كردستان سوريا قد يفسر أو يؤول , لكن بشكل قسري, من قبل البعض في إطار ما يسمى بكردستان الكبرى, دون أن يعني ذلك بالضرورة. فكردستان سوريا تعبير عن حالة قومية بأبعاد وجودها المختلفة في الواقع الراهن, ولكن ذلك لا يطرح حقوق هذه القومية فقط في إطار مشرع واحد سرمدي متجرد عن التاريخ اسمه الدولة القومية. وأرجح أنه في السياق التاريخي الذي نحن فيه فإن الحقوق القومية للكرد تميل إلى التحقق خارج إطار مشروع الدولة القومية.
 ثانيا – إن من الهموم والمهام الأساسية المطروحة على النخب السورية, بشكل خاص , والشعب السوري, بشكل عام, محاولة بناء وطن بالمعنى الحقيقي لكلمة وطن , وطن يبنى على حقوق وواجبات المواطن الحر , وطن يؤسس على تعاقد حر بين مكونات شعبه على العيش المشترك . والحديث عن مواطن حر ليس حديث عن شيء معلق في الفراغ, أو قيمة مطلقة دينية, رغم أنه يفترض أن يتحل المواطن مكانة الأولوية, وإنما مواطن متجسد ملموس في الواقع.  إن الاعتراف بالمواطن وكونه أساس الوطن يعني أن نسأل أنفسنا هل المواطن مجرد إنسان وانتهى؟ والحقيقة أن المواطن إنسان , ويتجسد كإنسان بلغة وثقافة وعادات ومحيط إقامة ومعيشة ....الخ وعند تعاقد اثنين من المواطنين لا بد لأحدهما أن يعترف بمختلف تجسيدات الآخر وشرعيتها  ومتطلباتها, لكي يكون العقد عقدا حقيقيا يمثل تجسيدا لإرادتين حرتين التقتا على اتفاق ما. وإذا تعاقدت مجموعات من المواطنين على العيش المشترك, لا بد من أن يعترفوا بشكل متبادل بمختلف أشكال التجسد الجماعي والروابط التي تتميز بها كل مجموعة, حتى يكون هناك  عقد يقبل الاستمرارية والديمومة ويوفر ظروفا أفضلا لطرفي التعاقد, وقديما نقل عن لينين القول أنه قبل أن نتحد يجب أن نحدد ما يفرقنا, وكذلك من الأفكار الأساسية في الفلسفة الجدلية أن الظواهر تكون متحدة في مرحلة أولى ثم تنفصل إلى مكونين متمايزين يكرسان تمايزهما  ليعاودا الاتحاد لتشكيل ظاهرة أكثر تطورا من سابقتها, وهذه سنة تطور التاريخ والكون . وهذا الأمر ينطبق على الحال السورية وعلاقتها بمكونها الكردي,  فالكرد مواطنون سوريون, يتجسدون من الناحية القومية بلغة وثقافة وتاريخ وجغرافيا خاصة, نطلق على هذا التجسد كردستان سوريا, وهذا لا يعني تحديد حدود واضحة تماما لإقليم ما , فطوال أكثر من ألف عام لم تكن هناك حدود واضحة تماما بين شعوب المنطقة, فهذه العملية يجب أن تقوم على التراضي والود وليس التنازع والقسر أو اللجوء إلى النبش في القبور لإثبات هذه الحجة أو تلك. إن طرح مصطلح كردستان سوريا يدعم سورية الكرد, ذلك أن طرحه من جانب الكرد يوضح حقيقة ما يريدونه في هذا الوطن دون مواربة أو نفاق, سواء في الحدود الدنيا أو في الحدود العليا, وهذا سيسهل على بقية مكونات سوريا التعاون والحوار معهم, فالطرح يجعل الصورة واضحة ويخلق أرضية صلبة للاطمئنان لنوايا الأكراد, فمن تحدد سقف نواياه يمكن أن تثق به وتسير معه شوطا طويلا جدا في الحياة. وكذلك فإن طرح المصطلح والاعتراف به من قبل غير الأكراد, سواء  كانوا عربا أم غير عرب , يخلق لدى الأكراد ثقة في نوايا الآخرين تجاه حقوقهم القومية, باعتبار الحقوق تبنى على الوجود, فمن لا يمتلك الاستعداد للاعتراف بحقيقة الوجود كيف سيعترف بالحقوق؟ و من يحاول تشويه حقيقة الوجود بهذه الحجة أو تلك ما لذي يضمن أن لا يشوه الحقوق. إن اعتراف  بقية مكونات سوريا بكردستان سوريا يخلق الأرضية الصلبة لتقارب حقيقي , غير قائم على الدجل والمتاجرة الإعلامية, بين الأكراد وبقية إخوانهم السوريين, ويؤسس أرضية صلبة لتعاقد حقيقي على العيش في وطن مشترك, إما الإنكار فإنه, وعلى الأقل سيخلق لدى الكرد شعورا بالغبن لا بد أن يفرز ظواهر سياسية غير مرغوبة من قبل الحالمين ببناء سوريا لكل أبنائها.
      إن الكرد السوريين بغالبيتهم يحلمون بوطن لمواطنيه, بغض النظر عن الاعتبارات الأخرى, وهم جادون في ذلك. وكذلك فإنهم في الغالب يستخدمون مصطلح كردستان سوريا ليدللوا على أنهم يريدون أن يكونوا شركاء كاملي الحقوق في هذا الوطن, ويبحثون عن الحلول لمشاكلهم ضمن إطاره. إن المصطلح الأقرب إلى لغة المشاريع القومية الكبرى هو كردستان الغربية- وأشير سلفا أنني لا استنكر استخدام المصطلح أو الحلم بالمشروع على أصحابه فهم يمتلكون مشروعية ما مثل أي رؤية أخرى تقبل المناقشة حيث كردستان مجردة من أي لاحقة تتعلق بالأطر الجغرافية السياسية الموجودة الآن, وبالتالي فإن التفكير يتجه إلى كردستان كدولة قومية للكرد. إن كردستان سوريا تطرح مشاكلها وهموم أبنائها على محيطها السوري أولا. 



#دارا_كيلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الكردي في إطار الحوار الوطني السوري
- سليمان يوسف يوسف من أوهام الحوار الوطني إلى حقائق الإقصاء وا ...
- هل دشن البراعم عودة الحركة الكردية إلى السياسة ؟!
- نعم مولانا الخزنوي إنها متاهة ....ولكن......
- لا فرق بين أموات لالش و مكة إلى الكاتب هوشنك بروكا
- ماذا تريد الولايات المتحدة من الحرب على النظام العراقي ..؟


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دارا كيلو - كردستان سوريا ....الوطن السوري أم كردستان الكبرى